كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

الْأَلْبَاب الْقرب وَقيل الطاعه وَقيل الخضوع وَقيل الاتجاه وَالْقَصْد وَقيل الْمحبَّة وَقيل الْإِخْلَاص قَوْله فلببته بردائه أَي جمع عَلَيْهِ ثَوْبه عِنْد صَدره فِي لبته وَهُوَ بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيف واللبة بِالْفَتْح وَالتَّشْدِيد المنحر قَوْله لذِي لب بِضَم اللَّام أَي عقل وَالْجمع ألباب وَجمع اللبيب ألباء بِكَسْر اللَّام وَالتَّشْدِيد وَالْمدّ قَوْله استلبث الْوَحْي أَي أَبْطَأَ نُزُوله كَذَا فِي الْمَشَارِق وَقَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ استفعل من اللّّبْث وَهُوَ الإبطاء وَالتَّأْخِير وَلم يتعرضا لِمَعْنى السِّين هُنَا وَقَالَ شَيخنَا فِي الْقَامُوس استلبثه اسْتَبْطَأَهُ وَهَذَا على الْقيَاس وَلَكِن مُقْتَضَاهُ أَن يقْرَأ الْوَحْي بِالنّصب وَقد قيل إِنَّه ضبط فِي بعض نسخ البُخَارِيّ كَذَلِك فَيحْتَمل أَن معنى الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة تَأَخّر عَامِدًا مثل اسْتَأْخَرَ قَوْله من لبد شعره والتلبيد وملبدا هُوَ جمع الشّعْر فِي الرَّأْس بِمَا يلصقه وَقَوله كسَاء ملبد أَي مشطت حَتَّى صَارَت كاللبد وَقيل مَعْنَاهُ مرقعا قَوْله كَادُوا يكونُونَ عَلَيْهِ لبدا أَي أعوانا وَقيل لبدا أَي كثيرا قَوْله لبيس أَي ملبوس قَوْله لبوس لكم أَي الدروع قَوْله وللبسنا قَالَ بن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ أَي لشبهنا وَقَالَ غَيره أَي خلط عَلَيْهِم وَقَالَ يلْبِسكُمْ من الالتباس أَي الِاخْتِلَاط قَوْله يتلبط أَي يتقلب فِي الأَرْض قَوْله لبنة وَمَوْضِع اللبنة جمعه لبن بِكَسْر الْمُوَحدَة مَعْرُوف وَهُوَ الطين يعجن ثمَّ يجفف ويبنى بِهِ فَإِذا أحرق فَهُوَ الْآجر وَمِنْه لبن الْمَسْجِد وَقَوله على لبنتين وَمِنْه قَوْله لبنتها بِالْكَسْرِ كَالْأولِ وبالسكون من ديباج أَي رقْعَة فِي الجيب قَوْله عِنْدِي عنَاق لبن بِفَتْح الْمُوَحدَة أَي ملبونة تطعم اللَّبن قَوْله بنت لبون مَعْرُوف من أَسْنَان الْإِبِل مَا دخل فِي الثَّالِثَة قَوْله التلبينة هِيَ حساء كالحريرة يتَّخذ من دَقِيق أَو من نخالة سميت بذلك لشبهها بِاللَّبنِ فِي الْبيَاض فصل ل ت قَوْله اللات والعزى قَالَ بن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ كَانَ اللات رجلا يلت السويق للْحَاج كَأَنَّهُ كَانَ فِي الأَصْل مُثقلًا ثمَّ خفف فصل ل ث قَوْله لثق الْمُسَافِر بِكَسْر الثَّاء أَي وَقع فِي مَاء وطين فصل ل ج قَوْله الجأت ظَهْري أَي أسندت وَمِنْه وَلَا ملْجأ قَوْله من استلج فِي يَمِينه من اللجاج وَهُوَ التَّمَادِي فِي الْأَمر قَوْله أَن لِلْمَسْجِدِ للجة بِفَتْح اللامين مثقل أَي اخْتِلَاط الْأَصْوَات قَوْله يلجمهم الْعرق أَي يصل إِلَى أَفْوَاههم حَتَّى يصير مَوضِع اللجام من الدَّابَّة فصل ل ح قَوْله ألحت أَي تمادت عَليّ فعلهَا قَوْله اللَّحْد سمي لحدا لِأَنَّهُ فِي نَاحيَة وَقَوله ملتحدا أَي معدلا وَإِذا كَانَ مُسْتَقِيمًا يُقَال لَهُ الضريح قَوْله لِحَاف هُوَ الَّذِي يتغطى بِهِ قَوْله ألحف أَي بَالغ فِي الطّلب قَوْله اللحيف بِالضَّمِّ والمهملة مُصَغرًا اسْم فرس النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيُقَال بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة قَالَ الْوَاقِدِيّ سمي اللحيف لِأَنَّهُ كالملتحف بمعرفته وَيُقَال شبه بلحف جبل ثمَّ صغر قَوْله أَلحن بحجته أَي أفطن بهَا وأقوم واللحن مُشْتَرك بَين الْخَطَأ والفطنة وَقيل إِنَّمَا يُقَال فِي الفطنة بِالتَّحْرِيكِ قَوْله مَا بَين لحييْهِ قيل لِسَانه وَقيل بَطْنه واللحي بِفَتْح اللَّام وَكسرهَا الْعظم الَّذِي تنْبت عَلَيْهِ اللِّحْيَة من الْإِنْسَان قَوْله تلاحى رجلَانِ أَي تخاصما والملاحاة الْخُصُومَة والسباب أَيْضا وَالِاسْم اللحاء مكسور مَمْدُود قَوْله لحى جمل يُقَال بِكَسْر اللَّام وَبِفَتْحِهَا هُوَ مَوضِع على سَبْعَة أَمْيَال من الْمَدِينَة قَالَ بن وضاح هُوَ عقبَة الْجحْفَة وَفِي رِوَايَة لحي جمل بالتثنية
[85] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ هُوَ اسْمٌ وَلَيْسَ بِنَسَبٍ وَهُوَ مِنْ كِبَارِ شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ كَمَا سَنَذْكُرُهُ فِي بَابِ إِثْمِ مَنْ كَذَبَ قَوْلُهُ أَخْبَرَنَا حَنْظَلَة وَهُوَ بن أَبِي سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ الْمَدَنِيُّ قَوْله عَن سَالم هُوَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَفِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ الرَّاوِي عَنْ حَنْظَلَةَ قَالَ سَمِعْتُ سَالِمًا وَزَادَ فِيهِ لَا أَدْرِي كَمْ رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَائِمًا فِي السُّوقِ يَقُولُ يُقْبَضُ الْعِلْمُ فَذَكَرَهُ مَوْقُوفًا لَكِنْ ظَهَرَ فِي آخِرِهِ أَنَّهُ مَرْفُوعٌ قَوْلُهُ يُقْبَضُ الْعِلْمُ يُفَسَّرُ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ قَبْلَ هَذَا يُرْفَعُ الْعِلْمُ وَالْقَبْضُ يُفَسِّرُهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الْآتِي بَعْدَ أَنَّهُ يَقَعُ بِمَوْتِ الْعُلَمَاءِ قَوْلُهُ وَيَظْهَرُ الْجَهْلُ هُوَ مِنْ لَازِمِ ذَلِكَ قَوْلُهُ وَالْفِتَنُ فِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ وَغَيْرِهِ وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ قَوْلُهُ الْهَرْجُ هُوَ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ بَعْدَهَا جِيمٌ قَوْلُهُ فَقَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ هُوَ مِنْ إِطْلَاقِ الْقَوْلِ عَلَى الْفِعْلِ قَوْلُهُ فَحَرَّفَهَا الْفَاءُ فِيهِ تَفْسِيرِيَّةٌ كَأَنَّ الرَّاوِيَ بَيَّنَ أَنَّ الْإِيمَاءَ كَانَ مُحَرَّفًا قَوْلُهُ كَأَنَّهُ يُرِيدُ الْقَتْلَ كَأَنَّ ذَلِكَ فُهِمَ مِنْ تَحْرِيفِ الْيَدِ وَحَرَكَتِهَا كَالضَّارِبِ لَكِنَّ هَذِهِ الزِّيَادَةَ لَمْ أَرَهَا فِي مُعْظَمِ الرِّوَايَاتِ وَكَأَنَّهَا مِنْ تَفْسِيرِ الرَّاوِي عَنْ حَنْظَلَةَ فَإِنَّ أَبَا عَوَانَةَ رَوَاهُ عَنْ عَبَّاسٍ الدُّورِيِّ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ عَنْ حَنْظَلَةَ وَقَالَ فِي آخِرِهِ وَأَرَانَا أَبُو عَاصِمٍ كَأَنَّهُ يَضْرِبُ عُنُقَ الْإِنْسَانِ وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ الْهَرْجُ هُوَ الْفِتْنَةُ فَإِرَادَةُ الْقَتْلِ مِنْ لَفْظِهِ عَلَى طَرِيقِ التَّجَوُّزِ إِذْ هُوَ لَازِمُ مَعْنَى الْهَرْجِ قَالَ إِلَّا أَنْ يَثْبُتَ وُرُودُ الْهَرْجِ بِمَعْنَى الْقَتْلِ لُغَةً قُلْتُ وَهِيَ غَفْلَةٌ عَمَّا فِي الْبُخَارِيِّ فِي كِتَابِ الْفِتَنِ وَالْهَرْجُ الْقَتْلُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ وَسَيَأْتِي بَقِيَّةُ مَبَاحِثِ هَذَا الْحَدِيثِ هُنَاكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى

الصفحة 182