كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
قَوْله مَا هَذِه التماثيل هِيَ الْأَصْنَام وَاحِدهَا تِمْثَال قَوْله رَأَيْت الْجنَّة وَالنَّار ممثلتين أَي منتصبتين وَهَذَا على أَنه رآهما حَقِيقَة وَهُوَ الْأَظْهر وَيحْتَمل أَنه رأى مثالهما قَوْله لَا يتَمَثَّل فِي صُورَتي أَي لَا يتشبه بِي قَوْله فتمثل بِبَيْت شعر أَي أنْشدهُ وضربه مثلا قَوْله وَمضى مثل الْأَوَّلين أَي سنتهمْ قَالَه مُجَاهِد وَقيل عقوبتهم وَقَوله مثلا للآخرين أَي عظة لمن بعده قَالَه قَتَادَة وَقَالَ غَيره عِبْرَة وَقَوله طريقتكم المثلى هِيَ تَأْنِيث الأمثل وَقَالَ بن عُيَيْنَة أمثلهم أعدلهم وَمِنْه الأمثل فالأمثل أَي الْأَشْرَف فالأشرف فصل م ج قَوْله وعقل مجة مجها وَقَوله فمج فِيهَا مَعْنَاهُ إرْسَال المَاء من الْفَم بإبعاد لَهُ وَعبر عَنهُ طرح المَاء من الْفَم بالتزريق قَوْله يمجدونك أَي يتنون عَلَيْك والمجيد من أَسمَاء الْقُرْآن مَعْنَاهُ الْعَظِيم وَقيل الشريف وَهُوَ من الْأَسْمَاء الحسني أَيْضا وأصل الْمجد الشّرف الْوَاسِع قَوْله كأثر المجل بِفَتْح أَوله وَسُكُون ثَانِيه وَقد تفتح هِيَ النفاخات الَّتِي تخرج فِي الْأَيْدِي مَمْلُوءَة مَاء قَوْله المجان المطرقة جمع مجن وَهُوَ الترس وَالْمِيم زَائِدَة لِأَنَّهُ من الْجنَّة قَوْله وَهل أردن يَوْمًا مياه مجنة هُوَ مَوضِع بِأَسْفَل مَكَّة وَهُوَ بِفَتْح الْمِيم وتكسر أَيْضا وَهِي زَائِدَة فصل م ح قَوْله من محاريب جمع محراب وَهُوَ مَعْرُوف قَوْله قد امتحشوا بِضَم الْمُثَنَّاة وَكسر الْحَاء على مَا لم يسم فَاعله وَضَبطه الْأصيلِيّ يفتحهما يُقَال محشته النَّار أَي أحرقته والمحش احتراق الْجلد وَظُهُور الْعظم وَحكى يَعْقُوب أمحشه الْحر قَالَ صَاحب الْأَفْعَال محشت لغية وأمحشت هُوَ الْمَعْرُوف وَقَالَ الدَّاودِيّ مَعْنَاهُ انقبضوا واسودوا قَوْله التمحيض يُقَال محضته استخرجت مَا عِنْده قَوْله مَحْضا أَي خَالِصا قَوْله ممحلين أَي أَصَابَهُم الْمحل وَهُوَ الْقَحْط قَوْله وَهُوَ شَدِيد الْمحَال أَي الْعقُوبَة وَقيل الْقُوَّة وَقيل الكيد وَقيل الْجِدَال يُقَال مَا حل عَن أمره أَي جادل قَوْله امتحن الله قُلُوبهم أَي أخلصها قَوْله لَا أمحاه هُوَ كَقَوْلِه أمحوه يُقَال محيته أمحاه ومحوته أمحوه إِذا أزلته فصل م خَ قَوْله مخ سوقها أَي الدّهن الَّذِي دَاخل الْعظم قَوْله تمخر الرّيح السفن وَقَوله مواخر قَالَ الْخَلِيل مخرت السَّفِينَة إِذا اسْتقْبلت الرّيح وَقَالَ أَبُو عبيد المخر الشق وَالْمعْنَى تشق السفن المَاء بصدرها وَقَالَ الْفراء المخر صَوت جرى الْفلك بِالرِّيحِ وَفِي الحَدِيث استمخروا الرّيح أَي اجعلوا ظهوركم إِلَيْهَا قَوْله بنت مَخَاض هِيَ الَّتِي حملت أمهَا وَهِي فِي السّنة الثَّانِيَة والماخض النَّاقة الْحَامِل والمخاض الطلق قَوْله والأوطاب تمخض أَي تحرّك والمخيض من اللَّبن هُوَ الَّذِي حرك وعاؤه ليخرج زبده مِنْهُ قَوْله مخاليف الْيمن وأحدها مخلاف وَهُوَ كالأقاليم لغير أهل الْيمن فصل م د قَوْله فِي الْمدَّة الَّتِي ماد فِيهَا أَبَا سُفْيَان بتَشْديد الدَّال أَي جعل بَينه وَبَينه مُدَّة صلح وَمِنْه إِن شاؤوا ماددتهم قَوْله مد أحدهم وَتَوَضَّأ بِالْمدِّ وتكرر ذكر الْمَدّ وَهُوَ كيل يسع رطلا وَثلثا قيل سمي بذلك لِأَنَّهُ يسع ملْء كفي الْإِنْسَان قَوْله الْمَدّ الأول إِشَارَة إِلَى أَن الْمَدّ زيد فِي زمن بني أُميَّة قَوْله مَادَّة
هَذَا الْحَدِيثِ الِاعْتِمَادُ عَلَى خَبَرِ الْوَاحِدِ وَالْعَمَلُ بمراسيل الصَّحَابَة وَفِيه أَنَّ الطَّالِبَ لَا يَغْفُلُ عَنِ النَّظَرِ فِي أَمْرِ مَعَاشِهِ لِيَسْتَعِينَ عَلَى طَلَبِ الْعِلْمِ وَغَيْرِهِ مَعَ أَخْذِهِ بِالْحَزْمِ فِي السُّؤَالِ عَمَّا يَفُوتُهُ يَوْمَ غَيْبَتِهِ لِمَا عُلِمَ مِنْ حَالِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَتَعَانَى التِّجَارَةَ إِذْ ذَاكَ كَمَا سَيَأْتِي فِي الْبُيُوعِ وَفِيهِ أَنَّ شَرْطَ التَّوَاتُرِ أَنْ يَكُونَ مُسْتَنَدُ نَقَلَتِهِ الْأَمْرَ الْمَحْسُوسَ لَا الْإِشَاعَةَ الَّتِي لَا يُدْرَى مَنْ بَدَأَ بِهَا وَسَيَأْتِي بَقِيَّةُ الْكَلَامِ عَلَيْهِ فِي النِّكَاحِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى
(قَوْلُهُ بَابُ الْغَضَبِ فِي الْمَوْعِظَةِ)
[90] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن كثير هُوَ الْعَبْدي وَلم يخرج للصنعاني شَيْئًا قَوْلُهُ أَخْبَرَنِي سُفْيَانُ هُوَ الثَّوْرِيُّ عَنِ بن أَبِي خَالِدٍ هُوَ إِسْمَاعِيلُ قَوْلُهُ قَالَ رَجُلٌ قِيلَ هُوَ حَزْمُ بْنُ أَبِي كَعْبٍ قَوْلُهُ لَا أَكَادُ أُدْرِكُ الصَّلَاةَ مِمَّا يُطِيلُ قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ ظَاهِرُهُ مُشْكِلٌ لِأَنَّ التَّطْوِيلَ يَقْتَضِي الْإِدْرَاكَ لَا عَدَمَهُ قَالَ فَكَأَنَّ الْأَلِفَ زِيدَتْ بَعْدَ لَا وَكَأَنَّ أُدْرِكُ كَانَتْ أَتْرُكُ قُلْتُ هُوَ تَوْجِيهٌ حَسَنٌ لَوْ سَاعَدَتْهُ الرِّوَايَةُ وَقَالَ أَبُو الزِّنَادِ بْنُ سِرَاجٍ مَعْنَاهُ أَنَّهُ كَانَ بِهِ ضَعْفٌ فَكَانَ إِذَا طَوَّلَ بِهِ الْإِمَامُ فِي الْقِيَامِ لَا يَبْلُغُ الرُّكُوعَ إِلَّا وَقَدِ ازْدَادَ ضَعْفُهُ فَلَا يَكَادُ يُتِمُّ مَعَهُ الصَّلَاةَ قُلْتُ وَهُوَ مَعْنًى حَسَنٌ لَكِنْ رَوَاهُ الْمُصَنِّفُ عَنِ الْفِرْيَابِيِّ عَنْ سُفْيَانَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ بِلَفْظِ إِنِّي لَأَتَأَخَّرُ عَنِ الصَّلَاةِ فَعَلَى هَذَا فَمُرَادُهُ بِقَوْلِهِ إِنِّي لَا أَكَادُ أُدْرِكُ الصَّلَاةَ أَيْ لَا أَقْرُبُ مِنَ الصَّلَاةِ فِي الْجَمَاعَةِ بَلْ أَتَأَخَّرُ عَنْهَا أَحْيَانًا مِنْ أَجْلِ التَّطْوِيلِ وَسَيَأْتِي تَحْرِيرُ هَذَا فِي مَوْضِعِهِ فِي الصَّلَاةِ وَيَأْتِي الْخِلَافُ فِي اسْمِ الشَّاكِي وَالْمَشْكُوِّ قَوْلُهُ أَشَدَّ غَضَبًا قِيلَ إِنَّمَا غَضِبَ لِتَقَدُّمِ نَهْيِهِ عَنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ وَذَا الْحَاجَةِ كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَفِي رِوَايَةِ الْقَابِسِيِّ وَذُو الْحَاجَةِ وَتَوْجِيهُهُ أَنَّهُ عُطِفَ عَلَى مَوْضِعِ اسْمِ إِنَّ قَبْلَ دُخُولِهَا أَوْ هُوَ اسْتِئْنَاف
الصفحة 186
500