كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
الصرح كل ملاط بِكَسْر أَوله هُوَ الطين كَذَا للْأَكْثَر وللأصيلي وبن السكن بِالْمُوَحَّدَةِ وَهِي مَا فرشت بِهِ الأَرْض من حِجَارَة أَو غَيرهَا قَوْله أملق أَي افْتقر ونفد زَاده قَوْله لتملنه من الملال وَهُوَ السَّآمَة وَمِنْه لَا يمل الله حَتَّى تملوا وَهُوَ من الْمُقَابلَة وَقيل غير ذَلِك فِي تَفْسِيره قَوْله فأمللت عَلَيْهِ يُقَال أمللت الْكتاب وأمليت لُغَتَانِ قَوْله أمليت لَهُم أَي أطلت لَهُم من الملى والملاوة وَمِنْه سرت مَلِيًّا وَيُقَال للواسع الطَّوِيل من الأَرْض ملاء كَذَا فِي الأَصْل قَوْله ويملل بلامين مَوضِع على ثَمَانِيَة عشر ميلًا من الْمَدِينَة فصل م م قَوْله وَكَانَ مِمَّا يُحَرك شَفَتَيْه أَي كَانَ كثيرا مَا يُحَرك شَفَتَيْه وَقيل هِيَ من مَا فَمن بِمَعْنى رب وَمَا كَافَّة وَمِنْه قَول الشَّاعِر وَإِنَّا لمما نضرب الْقرن ضَرْبَة على وَجهه تلقى اللِّسَان من الْفَم فصل م ن قَوْله لِأَن يمنح أحدكُم أَخَاهُ خير لَهُ المنحة عِنْد الْعَرَب على وَجْهَيْن أَحدهمَا الْعَطِيَّة مثلا كَالْهِبَةِ والصلة وَالْآخر يخْتَص بذوات الألبان وَهُوَ أَن يُعْطِيهِ الشَّاة مثلا لينْتَفع بلبنها ويردها وَمِنْه المنيحة ومنيحة العنز قَوْله منديل مَعْرُوف قَوْله قرن الْمنَازل هُوَ قرن الثعالب وَهُوَ بِقرب مَكَّة قَوْله المناصع قَالَ الْأَزْهَرِي أَرَاهَا مَوَاضِع خَارج الْمَدِينَة وَجَاء فِي الحَدِيث صَعِيد أفيح خَارج الْمَدِينَة قَوْله منصف قَالَ فِي رِوَايَة الْمنصف الوصيف وَهُوَ تَفْسِيره قَوْله مَنْعَة بِالتَّحْرِيكِ أَي جمَاعَة يمنعوني جمع مَانع وَيُقَال بالتسكين أَي عزة امْتنَاع أمتنع بهَا قَوْله أهل منق بِفَتْح النُّون وَيجوز كسرهَا هُوَ الَّذِي ينقي الْقَمْح من قشوره وَقيل يغربله وَالْمِيم فِيهِ زَائِدَة قَوْله بَين مَنْكِبي الْكَافِر الْمنْكب مَعْرُوف وَهُوَ أعلي الْكَاهِل والكاهلان الجانبان وَالْمرَاد أعلاهما قَوْله فامشوا فِي مناكبها أَي جوانبها قَوْله فَقَامَ ممتنا هُوَ من الْمَنّ وَهُوَ الْقُوَّة وَقد تقدم فِي م ت قَوْله من أَمن النَّاس أفعل تَفْضِيل من الْمَنّ وَهُوَ الْعَطاء وَمِنْه من من الله على وَأما قَوْله بالمن والأذى فَهُوَ الَّذِي يذكر عطاءه ليمتدح بِهِ وَمِنْه غير ممنون قَالَ فِي تَفْسِيره غير مَحْسُوب وَقَالَ غَيره مَقْطُوع يُقَال من إِذا أعْطى وَمن إِذا قطع وَمن إِذا تمدح بالعطاء قَوْله الْمَنّ والسلوى قَالَ فِي تَفْسِيره الْمَنّ صمغة وَتعقب بِأَنَّهُ شَيْء يسْقط على الشّجر وَهُوَ الترنجبين وَأما قَوْله الكمأة من الْمَنّ فَالْمَعْنى أَنَّهَا تشبه الْمَنّ لكَونهَا تَأتي عفوا بِلَا علاج قَوْله منسأته أَي عَصَاهُ قَوْله الْمنون بِفَتْح أَوله وَضم ثَانِيه مخففا أَي الْمَوْت قَوْله مَنَاة الطاغية هُوَ صنم نَصبه عَمْرو بن لحي لجِهَة الْبَحْر مِمَّا يَلِي قديدا وَكَانَت الأزد تهل لَهَا قَوْله مَا تمنون أَي من النطف وَيُقَال هُوَ من التَّقْدِير يُقَال مني الله الشَّيْء أَي قدره وأمنيت كَذَا يُقَال هُوَ مَأْخُوذ من الْمَنِيّ بِفَتْح الْمِيم وَالنُّون وَهُوَ الْقدر لِأَن صَاحبه يقدر حُصُوله وَالِاسْم الْمنية والأمنية وَالْجمع الْمَنِيّ بِالضَّمِّ والأماني وَمِنْه من نُطْفَة إِذا تمنى قَوْله فَلم يمن أَي لم ينزل قَوْله منى بِالْكَسْرِ وَالْقصر حَدهَا من الْعقبَة إِلَى محسر وَسميت بذلك لما يمنى فِيهَا من الدِّمَاء أَي يراق فصل م هـ قَوْله تمهدون أَي تسوون الْمضَاجِع قَوْله الماهر أَي الحاذق وَأكْثر مَا يُوصف بِهِ السابح وَالْمهْر الصَدَاق يُقَال مهرت الْمَرْأَة وَأنكر أَبُو حَاتِم أمهرت وَيُقَال أَنَّهَا لُغَة ضَعِيفَة وصححها أَبُو زيد قَوْله أَبيض أمهق أَي خَالص الْبيَاض لَا تشوبه حمرَة وَلَا غَيرهَا وَقيل بَيَاض فِي زرقة قَوْله إِنَّمَا هِيَ للمهلة هُوَ صديد الْجِسْم وقيحه وَالْمَشْهُور بِضَم أَوله وَحكى فَتحه وكسره قَوْله مهلا أَي رفقا وَزعم بَعضهم أَن أَصله
(قَوْلُهُ بَابُ تَعْلِيمِ الرَّجُلِ أَمَتَهُ وَأَهْلَهُ)
مُطَابَقَةُ الْحَدِيثِ لِلتَّرْجَمَةِ فِي الْأَمَةِ بِالنَّصِّ وَفِي الْأَهْلِ بِالْقِيَاسِ إِذْ الِاعْتِنَاءُ بِالْأَهْلِ الْحَرَائِرِ فِي تَعْلِيمِ فَرَائِضِ اللَّهِ وَسُنَنِ رَسُولِهِ آكَدُ مِنَ الِاعْتِنَاءِ بِالْإِمَاءِ
[97] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ كَذَا فِي رِوَايَتِنَا مِنْ طَرِيقِ أَبِي ذَرٍّ وَفِي رِوَايَة كَرِيمَة حَدثنَا مُحَمَّد هُوَ بن سَلَّامٍ وَلِلْأَصِيلِيِّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَسْبُ وَاعْتَمَدَهُ الْمِزِّيُّ فِي الْأَطْرَافِ فَقَالَ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدٍ قيل هُوَ بن سَلَّامٍ قَوْلُهُ أَخْبَرَنَا فِي رِوَايَةِ كَرِيمَةَ حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ وَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ وَحَدِيثٌ آخَرُ فِي الْعِيدَيْنِ وَذَكَرَ أَبُو عَلِيٍّ الْجَيَّانِيُّ أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ بَلَدِهِمْ صَحَّفَ الْمُحَارِبِيَّ فَقَالَ الْبُخَارِيُّ فَأَخْطَأَ خَطَأً فَاحِشًا قَوْلُهُ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ هُوَ صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ حَيَّانَ نُسِبَ إِلَى جَدِّ أَبِيهِ وَهُوَ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ التَّحْتَانِيَّةِ وَلَقَبُهُ حَيٌّ وَهُوَ أَشْهَرُ بِهِ مِنِ اسْمِهِ وَكَذَا مَنْ يُنْسَبُ إِلَيْهِ يُقَالُ لِلْوَاحِدِ مِنْهُم غَالِبا فلَان بن حَيٍّ كَصَالِحِ بْنِ حَيٍّ هَذَا وَهُوَ ثِقَةٌ مَشْهُورٌ وَفِي طَبَقَتِهِ رَاوٍ آخَرُ كُوفِيٌّ أَيْضًا يُقَالُ لَهُ صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ الْقُرَشِيُّ لَكِنَّهُ ضَعِيفٌ وَقَدْ وَهَمَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْبُخَارِيَّ أَخْرَجَ لَهُ فَإِنَّهُ إِنَّمَا أَخْرَجَ لِصَالِحِ بْنِ حَيٍّ وَهَذَا الْحَدِيثُ مَعْرُوفٌ بِرِوَايَتِهِ عَنِ الشَّعْبِيِّ دُونَ الْقُرَشِيِّ وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِهِ مِنْ طُرُقٍ مِنْهَا فِي الْجِهَادِ مِنْ طَرِيقِ بن عُيَيْنَةَ قَالَ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَيٍّ أَبُو حَيَّانَ قَالَ سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ وَأَصْرَحُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ أَخْرَجَ الْحَدِيثَ الْمَذْكُورَ فِي كِتَابِ الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ بِالْإِسْنَادِ الَّذِي أَخْرَجَهُ هُنَا فَقَالَ صَالِحُ بْنُ حَيٍّ قَوْلُهُ قَالَ عَامِرٌ أَيْ قَالَ صَالِحٌ قَالَ عَامِرٌ وَعَادَتُهُمْ حَذْفُ قَالَ إِذَا تَكَرَّرَتْ خَطًّا لَا نُطْقًا قَوْلُهُ عَنْ أَبِيهِ هُوَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي الْعِتْقِ وَغَيْرِهِ قَوْلُهُ ثَلَاثَةٌ لَهُمْ أَجْرَانِ ثَلَاثَةٌ مُبْتَدَأٌ وَالتَّقْدِيرُ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ أَوْ رِجَالٌ ثَلَاثَةٌ وَلَهُمْ أَجْرَانِ خَبَرُهُ قَوْلُهُ رَجُلٌ هُوَ بَدَلُ تَفْصِيلٍ أَوْ بَدَلُ كُلٍّ بِالنَّظَرِ إِلَى الْمَجْمُوعِ قَوْلُهُ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَفْظُ الْكِتَابِ عَامٌّ وَمَعْنَاهُ خَاصٌّ أَيِ الْمُنَزَّلِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَالْمُرَادُ بِهِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ كَمَا تَظَاهَرَتْ بِهِ نُصُوصُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ حَيْثُ يُطْلَقُ أَهْلُ الْكِتَابِ وَقِيلَ الْمُرَادُ بِهِ هُنَا الْإِنْجِيلُ خَاصَّةً إِنْ قُلْنَا إِنَّ النَّصْرَانِيَّةَ نَاسِخَةٌ لِلْيَهُودِيَّةِ كَذَا قَرَّرَهُ جَمَاعَةٌ وَلَا يَحْتَاجُ إِلَى اشْتِرَاطِ النَّسْخِ لِأَنَّ عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ قَدْ أُرْسِلَ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِلَا خِلَافٍ فَمَنْ أَجَابَهُ مِنْهُمْ نُسِبَ إِلَيْهِ وَمَنْ كَذَّبَهُ مِنْهُمْ وَاسْتَمَرَّ عَلَى يَهُودِيَّتِهِ لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا فَلَا يَتَنَاوَلُهُ الْخَبَرُ لِأَنَّ شَرْطَهُ أَنْ يَكُونَ مُؤْمِنًا بِنَبِيِّهِ نَعَمْ مَنْ دَخَلَ فِي الْيَهُودِيَّةِ مِنْ غَيْرِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَوْ لَمْ يَكُنْ بِحَضْرَةِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَلَمْ تَبْلُغْهُ دَعْوَتُهُ يَصْدُقُ عَلَيْهِ أَنَّهُ يَهُودِيٌّ مُؤْمِنٌ إِذْ هُوَ مُؤْمِنٌ بِنَبِيِّهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَلَمْ يُكَذِّبْ نَبِيًّا
الصفحة 190
500