كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
كِنَايَة عَن طول الْقَامَة قَوْله أهل نجد حَدهَا مَا بَين حرس إِلَى سَواد الْكُوفَة وبحد يُطلق على كل مَا كَانَ مرتفعا وَأما قَوْله تَعَالَى وهديناه النجدين أَي طَرِيق الْخَيْر وَطَرِيق الشَّرّ وَقيل هما الثديان قَوْله نَوَاجِذه أَي أنيابه قَوْله نجر خَشَبَة أَي كسرهَا بقدوم قَوْله برد نجراني أَي مَنْسُوب إِلَى نَجْرَان وَمِنْه أهل نَجْرَان وَهِي مَدِينَة مَعْرُوفَة قَوْله لَا تَبِيعُوا غَائِبا بناجز أَي بحاضر قَوْله الْمُؤمن لَا ينجس بِضَم الْجِيم من الثلاثي وَبِفَتْحِهَا أَيْضا أَي لَا يصير نجس الْعين قَوْله نهى عَن النجش بِسُكُون الْجِيم هُوَ مدح السّلْعَة بِمَا لَيْسَ فِيهَا وَالزِّيَادَة فِي ثمنهَا وَهُوَ لَا يُرِيد شراءها بل ليغر غَيره وَمِنْه لَا تناجشوا والناجش آكل الرِّبَا وَلَعَلَّه فِيمَن يفعل ذَلِك برشوة قَوْله أَرْبَعَة آلَاف منجمة أَي مقطعَة فِي أَوْقَات مَعْلُومَة وَمِنْه نجمتها عَلَيْهِ قَوْله تجرى نجلا بِفَتْح النُّون وَسُكُون الْجِيم أَي تنز مَاء قَلِيلا وَقيل النجل الغدير الَّذِي لَا يزَال فِيهِ المَاء وَفِي الأَصْل نجلا يَعْنِي آجنا قَوْله استنجي أَي إِنْزَال النجو وَهُوَ الْغَائِط سمي نَجوا لأَنهم كَانُوا يقصدون بِهِ النجوة وَهُوَ الْمُرْتَفع من الأَرْض ليأخذوا مِنْهُ مَا يزيلون بِهِ أَثَره فَسمى باسمه كَمَا سمي الْغَائِط لأَنهم كَانُوا يقصدونه لقَضَاء الْحَاجة وَقَوله تَعَالَى فاليوم ننجيك أَي نلقيك على نجوة من الأَرْض من الأَصْل قَوْله خلصوا نجيا قَالَ فِي الأَصْل هِيَ أَي لَفْظَة نجي كلمة تقال للْوَاحِد فَأكْثر وَيُقَال للْجمع أنجية يتناجون أَي يتخافتون وَمِنْه قَوْلُهُ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى مَصْدَرٌ مِنْ نَاجَيْتُ فوصفهم بذلك وَالْمرَاد يتناجون وَمِنْه لَا يَتَنَاجَى اثْنَان دون وَاحِد قَوْله مَا لي أدعوكم إِلَى النجَاة أَي إِلَى الْإِيمَان قَالَه مُجَاهِد وَهُوَ تَفْسِير باللازم وَقَالَ غَيره النَّجَاء السَّلامَة وَكَذَلِكَ النجَاة وَحَدِيث النَّجْوَى فِي الْآخِرَة مَعْنَاهُ تَقْرِير الله تَعَالَى العَبْد على ذنُوبه فِي ستر من النَّاس فصل ن ح قَوْله قضى نحبه وَقع فِي التَّفْسِير أَي عَهده وَقيل نَذره أَي الزامه نَفسه وَيُؤَيِّدهُ قَوْله فِي طَلْحَة هَذَا مِمَّن قضى نحبه والنحب أَيْضا الْمَوْت كَأَنَّهُ ألزم نَفسه الْمَوْت وَلَا يفر فوفى بذلك قَوْله بَين سحرِي وَنَحْرِي النَّحْر مجمع التراقى فِي أَعلَى الصَّدْر وَمِنْه على نحوركما وَقَوله نحر الظهيرة هُوَ مبلغ الشَّمْس منتاها من الِارْتفَاع وَقَوله رد كيد الْكَافِر فِي نَحره كِنَايَة عَن خيبته قَوْله وَكَانُوا فِي نحر الْعَدو أَي مُقَابِله قَوْله ونحاس قَالَ هُوَ الصفر يذاب على رؤوسهم قَوْله أَيَّام نحسات أَي مشائيم قَالَه مُجَاهِد قَوْله صدقاتهن نحلة أَي مهورهن عَطِيَّة وَتطلق النحلة على المعتقد قَوْله فانتحى عَلَيْهَا أَي اعْتمد قَوْله حتي انتحيت عَلَيْهَا أَي قصدتها فَغَلَبَتْهَا وَقَوله صلى نَحْو بَيت الْمُقَدّس أَي قَصده قَوْله فنحوا من الدِّيوَان أَي أزيلوا ونحاه أَي أزاله وَعند الْأَكْثَر فمحوا من المحو قَوْله كَانَ على أَرْبَعَة أنحاء أَي أوجه فصل ن خَ قَوْله الناخرة والنخرة سَوَاء قَالَ بَعْضُهُمْ النَّخِرَةُ الْبَالِيَةُ وَالنَّاخِرَةُ الْعَظْمُ الْمُجَوَّفُ الَّذِي تمر فِيهِ الرّيح قَوْله نخس بَعِيري أَي طعنه قَوْله فَلَا يتنخع النخاعة والنخامة بِمَعْنى وَسَيَأْتِي قَوْله النخاع بِكَسْر النُّون والنخع قطع نخاع الشَّاة وَهُوَ خيط عُنُقهَا الْأَبْيَض الدَّاخِل فِي الْقَفَا قَوْله إِلَى نَخْلَة هُوَ مَوضِع قريب من مَكَّة ونخلة أَيْضا مَوضِع بسوق الْمَدِينَة قَوْله منخلا أَي غربالا قَوْله إِلَى نخل قريب من الْمَسْجِد ويروي بِالْجِيم وَقد تقدم المُرَاد بِهِ قَرِيبا قَوْله تنخم رمى بالنخامة وَهُوَ مَا يخرج من الْفَم من رُطُوبَة الرَّأْس أَو الصَّدْر وَقيل بِالْمِيم من الرَّأْس وبالعين من الصَّدْر
وَكَانَتِ الْمَوْعِظَةُ بِقَوْلِهِ إِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ لِأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَاسْتُفِيدَ التَّعْلِيمُ مِنْ قَوْلِهِ وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ كَأَنَّهُ أَعْلَمَهُنَّ أَنَّ فِي الصَّدَقَةِ تَكْفِيرًا لِخَطَايَاهُنَّ
[98] قَوْلُهُ عَنْ أَيُّوب هُوَ السّخْتِيَانِيّ وَعَطَاء هُوَ بن أَبِي رَبَاحٍ قَوْلُهُ أَوْ قَالَ عَطَاءٌ أَشْهَدُ مَعْنَاهُ أَنَّ الرَّاوِيَ تَرَدَّدَ هَلْ لَفْظُ أَشْهَدُ من قَول بن عَبَّاسٍ أَوْ مِنْ قَوْلِ عَطَاءٍ وَقَدْ رَوَاهُ بِالشَّكِّ أَيْضًا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ غُنْدَرٍ عَنْ شُعْبَةَ جَازِمًا بِلَفْظِ أَشْهَدُ عَنْ كُلٍّ مِنْهُمَا وَإِنَّمَا عَبَّرَ بِلَفْظِ الشَّهَادَةِ تَأْكِيدًا لِتَحَقُّقِهِ وَوُثُوقًا بِوُقُوعِهِ قَوْلُهُ وَمَعَهُ بِلَالٌ كَذَا لِلْكُشْمِيهَنِيِّ وَسَقَطَتِ الْوَاوُ لِلْبَاقِينَ قَوْلُهُ الْقُرْطُ هُوَ بِضَمِّ الْقَافِ وَإِسْكَانِ الرَّاءِ بَعْدَهَا طَاءٌ مُهْمَلَةٌ أَيِ الْحَلْقَةُ الَّتِي تَكُونُ فِي شَحْمَةِ الْأُذُنِ وَسَيَأْتِي مَزِيدٌ فِي هَذَا الْمَتْنِ فِي الْعِيدَيْنِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ هُوَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ عُلَيَّةَ وَأَرَادَ بِهَذَا التَّعْلِيقِ أَنَّهُ جَزَمَ عَنْ أَيُّوبَ بِأَنَّ لفظ أشهد من كَلَام بن عَبَّاسٍ فَقَطْ وَكَذَا جَزَمَ بِهِ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ شُعْبَةَ وَكَذَا قَالَ وُهَيْبٌ عَنْ أَيُّوبَ ذَكَرَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ وَأَغْرَبَ الْكِرْمَانِيُّ فَقَالَ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ عَطْفًا عَلَى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ فَيَكُونُ الْمُرَادُ بِهِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ فَلَا يَكُونُ تَعْلِيقًا انْتَهَى وَهُوَ مَرْدُودٌ بِأَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ لَا رِوَايَةَ لَهُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ أَصْلًا لَا لِهَذَا الْحَدِيثِ وَلَا لِغَيْرِهِ وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْمُصَنِّفُ فِي كِتَابِ الزَّكَاةِ مَوْصُولًا عَنْ مُؤَمِّلِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ كَمَا سَيَأْتِي وَقَدْ قُلْنَا غَيْرَ مَرَّةٍ إِنَّ الِاحْتِمَالَاتِ الْعَقْلِيَّةَ لَا مَدْخَلَ لَهَا فِي الْأُمُورِ النَّقْلِيَّةِ وَلَوِ اسْتَرْسَلَ فِيهَا مُسْتَرْسِلُ لَقَالَ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ إِسْمَاعِيل هُنَا آخر غير بن عُلَيَّةَ وَأَنَّ أَيُّوبَ آخَرُ غَيْرُ السَّخْتِيَانِيِّ وَهَكَذَا فِي أَكْثَرِ الرُّوَاةِ فَيَخْرُجُ بِذَلِكَ إِلَى مَا لَيْسَ بِمَرْضِيٍّ وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ جَوَازُ الْمُعَاطَاةِ فِي الصَّدَقَةِ وَصَدَقَةُ الْمَرْأَةِ مِنْ مَالِهَا بِغَيْرِ إِذْنِ زَوْجِهَا وَأَنَّ الصَّدَقَةَ تَمْحُو كَثِيرًا مِنَ الذُّنُوب الَّتِي تدخل النَّار
(قَوْله بَاب الْحِرْص علىالحديث الْمُرَادُ بِالْحَدِيثِ فِي عُرْفِ الشَّرْعِ مَا يُضَافُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَأَنَّهُ أُرِيدَ بِهِ مُقَابَلَةُ الْقُرْآنِ لِأَنَّهُ)
قَدِيمٌ
[99] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ هُوَ أَبُو الْقَاسِمِ الْأُوَيْسِيُّ وَسليمَان هُوَ بن بِلَالٍ وَعَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو هُوَ مَوْلَى الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ وَاسْمُ أَبِي عَمْرٍو مَيْسَرَةُ وَالْإِسْنَادُ كُلُّهُ مَدَنِيُّونَ قَوْلُهُ أَنَّهُ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَكَرِيمَةَ وَسَقَطَتْ قِيلَ لِلْبَاقِينَ وَهُوَ الصَّوَابُ وَلَعَلَّهَا كَانَتْ قُلْتُ فَتَصَحَّفَتْ فَقَدْ أَخْرَجَهُ الْمُصَنِّفُ فِي الرِّقَاقِ كَذَلِكَ وَلِلْإِسْمَاعِيلِيِّ أَنَّهُ سَأَلَ وَلِأَبِي نُعَيْمٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَوْلُهُ أَوَّلُ مِنْكَ وَقَعَ فِي رِوَايَتِنَا بِرَفْعِ اللَّامِ وَنَصْبِهَا فَالرَّفْعُ عَلَى الصِّفَةِ لِأَحَدٍ أَوِ الْبَدَلِ مِنْهُ وَالنَّصْبُ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ ثَانٍ لِظَنَنْتُ قَالَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ وَقَالَ أَبُو الْبَقَاءِ عَلَى الْحَالِ وَلَا يَضُرُّ كَوْنُهُ نَكِرَةً لِأَنَّهَا فِي سِيَاقِ النَّفْيِ كَقَوْلِهِمْ مَا كَانَ أحد
الصفحة 193
500