كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
فصل ن د قَوْله يندبن من قتل من آبائهن أَي يرثينهم والندبة تخْتَص بالثناء على الْمَيِّت قَوْله انتدب الله أَي سارع إِلَيْهِ بالثواب يُقَال انتدب فلَان فِي حَاجَتي أَي نَهَضَ لَهَا قَوْله فرس يُقَال لَهُ مَنْدُوب يحْتَمل أَن يكون علما عَلَيْهِ وَيحْتَمل أَن يكون سمي بذلك لندب فِيهِ وَهُوَ أثر الْجرْح وَمِنْه وَأَنه لندب بِالْحجرِ من ضرب مُوسَى وَقَوله ندب النَّاس فَانْتدبَ الزبير أَي دعاهم فَأجَاب الزبير قَوْله فند مِنْهَا بعير أَي شرد وَنَفر قَوْله أَن تجْعَل لله ندا بِكَسْر النُّون أَي مثلا وَجمعه أنداد وَيُطلق الند على الضِّدّ أَيْضا قَوْله أندر ثنيته أَي أسقطها قَوْله فَأَكَلُوا فَنَدِمُوا من الندامة قَوْله غير خزايا وَلَا ندامى أَي نادمين قَوْله نديا الندى والنادي وَاحِد وَهُوَ الْمجْلس الَّذِي يتحدث فِيهِ قَوْله فَليدع نَادِيه أَي عشيرته كَأَنَّهُ أطلق على الْجَمَاعَة اسْم مجلسهم فصل ن ذ قَوْله النذير أَي الْمبلغ وأنذرته أعلمته فصل ن ز قَوْله نزحناها ونزحوها هُوَ استقاء جَمِيع مَاء الْبِئْر قَوْله نزرت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بتَخْفِيف الزَّاي وَيجوز تشديدها أَي ألححت عَلَيْهِ قَوْله نزع إِلَى أَهله أَي رَجَعَ وَمِنْه وَينْزع إِلَى أَهله وَقَوله نزع الْوَلَد إِلَى أَبِيه أَي جذبه وَهُوَ كِنَايَة عَن الشّبَه وَمِنْه نَزعه عرق قَوْله وَنَزَعْنَا مِنْهَا ونزعت بموقها أَي استقت وَقَوله لَا ينْزع هَذَا الْعلم انتزاعا أَي يُزِيلهُ قَوْله شَدِيد النزع بِفَتْح أَوله وَسُكُون الزَّاي أَي شَدِيد جذب الْوتر للرمى قَوْله وَلم ينزل أَي الْمَنِيّ قَوْله يتنازعون بَينهم أَي يتعاطون قَالَه مُجَاهِد والمنازعة المجادلة قَوْله وَإِمَّا يَنْزغَنك أَي يستخفنك وَهُوَ من الأَصْل قَوْله لَا ينزفون أَي لَا تذْهب عُقُولهمْ وأصل النزف السيلان وَمِنْه فنزفه الدَّم أَي استخرج قوته قَوْله أعد الله لَهُ نزلا أَي ضِيَافَة وَقَالَ البُخَارِيّ أَي ثَوابًا قَوْله نزوت لأَخذه أَي وَثَبت وَقَوله فنزا مِنْهُ المَاء أَي ارْتَفع وَظهر قَوْله ستعلم أَيّنَا مِنْهَا بنزه أَي ببعد قَوْله لَا يستنزه من الْبَوْل أَي لَا يتباعد فصل ن س قَوْله إِن كَانَ نسَاء بِالْفَتْح مَمْدُود أَي مُؤَخرا وللأكثر نسيا بِوَزْن عَظِيم وَمِنْه أنسأ الله فِي أَجله أَي أَخّرهُ وَمِنْه ينسأ فِي أَثَره قَوْله نَسِيئَة أَي موخرة وَقَوله إِنَّمَا النسيء أَي التَّأْخِير قَوْله فِي نسب قَومهَا أَي فِي شرف بيُوت قَومهَا قَوْله ونسرا هُوَ اسْم الصَّنَم الَّذِي كَانَ يعبده قوم نوح قَوْله لننسفنه يُقَال نسف الشَّيْء إِذا أذراه قَوْله نسكنا ونسكت شاتي والمنسك والمناسك والنسك وَمن إِحْدَى نسيكتيك النسيكة الذَّبِيحَة وَجَمعهَا نسك والمنسك بِفَتْح السِّين وَكسرهَا مَوضِع الذّبْح وَأما الْمَنَاسِك فَهِيَ مَوَاضِع متعبدات الْحَج وَاحِدهَا أَيْضا منسك وَهُوَ مَوضِع التَّعَبُّد قَوْله يَنْسلونَ أَي يخرجُون قَالَه بن عَبَّاس قَوْله نسم بنيه بِالتَّحْرِيكِ أَي أَرْوَاحهم الْوَاحِدَة نسمَة قَوْله ونسواتها تنطف وَفِي رِوَايَة ونوساتها وَهُوَ أشبه وَسَيَأْتِي قَوْله فنسيتها بِفَتْح النُّون وَالتَّخْفِيف وَبِضَمِّهَا مَعَ التثقيل رِوَايَتَانِ قَوْله فِي التَّفْسِير وَكنت نسبا أَي حَقِيرًا وَقيل المُرَاد هُنَا خرقَة الْحيض فصل ن ش قَوْله نَشأ أَي قَامَ بالحبشية قَوْله فَأَنْشَأَ يحدثنا وأنشأت سَحَابَة وأنشا رجل كل ذَلِك بِمَعْنى الِابْتِدَاء قَوْله فَلم ينشب بِفَتْح الشين أَي لم يمْكث وأصل النشوب التَّعَلُّق فَكَأَنَّهُ قَالَ لم يتَعَلَّق بِشَيْء غير مَا ذكر قَوْله نشيج عمر وَقَوله فنشج النَّاس يَبْكُونَ هُوَ صَوت مَعَه توجع وتحزن قَوْله ينشدنك
مثلك وَمَا فِي قَوْله لما مَوْصُولَة وَمن بَيَانِيَّةٌ أَوْ تَبْعِيضِيَّةٌ وَفِيهِ فَضْلُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفَضْلُ الْحِرْصِ عَلَى تَحْصِيلِ الْعِلْمِ قَوْلُهُ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ احْتِرَازٌ مِنَ الْمُشْرِكِ وَالْمُرَادُ مَعَ قَوْلِهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ لَكِنْ قَدْ يُكْتَفَى بِالْجُزْءِ الْأَوَّلِ مِنْ كَلِمَتِي الشَّهَادَةِ لِأَنَّهُ صَارَ شِعَارًا لِمَجْمُوعِهِمَا كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْإِيمَانِ قَوْلُهُ خَالِصًا احْتِرَازٌ مِنَ الْمُنَافِقِ وَمَعْنَى أَفْعَلَ فِي قَوْلِهِ أَسْعَدَ الْفِعْلُ لَا أَنَّهَا أَفْعَلُ التَّفْضِيلِ أَيْ سَعِيدُ النَّاسِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى وَأحسن مقيلا وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ أَفْعَلُ التَّفْضِيلِ عَلَى بَابِهَا وَأَنَّ كُلَّ أَحَدٍ يَحْصُلُ لَهُ سَعْدٌ بِشَفَاعَتِهِ لَكِنَّ الْمُؤْمِنَ الْمُخْلِصَ أَكْثَرُ سَعَادَةً بِهَا فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْفَعُ فِي الْخَلْقِ لِإِرَاحَتِهِمْ مِنْ هَوْلِ الْمَوْقِفِ وَيَشْفَعُ فِي بَعْضِ الْكُفَّارِ بِتَخْفِيفِ الْعَذَابِ كَمَا صَحَّ فِي حَقِّ أَبِي طَالِبٍ وَيَشْفَعُ فِي بَعْضِ الْمُؤْمِنِينَ بِالْخُرُوجِ مِنَ النَّارِ بَعْدَ أَنْ دَخَلُوهَا وَفِي بَعْضِهِمْ بِعَدَمِ دُخُولِهَا بَعْدَ أَنِ اسْتَوْجَبُوا دُخُولَهَا وَفِي بَعْضِهِمْ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَفِي بَعْضِهِمْ بِرَفْعِ الدَّرَجَاتِ فِيهَا فَظَهَرَ الِاشْتِرَاكُ فِي السَّعَادَةِ بِالشَّفَاعَةِ وَأَنَّ أَسْعَدَهُمْ بِهَا الْمُؤْمِنُ الْمُخْلِصُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ شَكٌّ مِنَ الرَّاوِي وَلِلْمُصَنِّفِ فِي الرِّقَاقِ خَالِصًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ وَذَكَرَ ذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ التَّأْكِيدِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَفِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى اشْتِرَاطِ النُّطْقِ بِكَلِمَتَيِ الشَّهَادَةِ لِتَعْبِيرِهِ بِالْقَوْلِ فِي قَوْلِهِ مَنْ قَالَ
(قَوْلُهُ بَابُ كَيْفَ يُقْبَضُ الْعِلْمُ)
أَيْ كَيْفِيَّةُ قَبْضِ الْعِلْمِ قَوْلُهُ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حزم هُوَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيٌّ نُسِبَ إِلَى جَدِّ أَبِيهِ وَلِجَدِّهِ عَمْرٌو صُحْبَةٌ وَلِأَبِيهِ مُحَمَّدٌ رُؤْيَةٌ وَأَبُو بَكْرٍ تَابِعِيٌّ فَقِيهٌ اسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى إِمْرَةِ الْمَدِينَةِ وَقَضَائِهَا وَلِهَذَا كَتَبَ إِلَيْهِ وَلَا يُعْرَفُ لَهُ اسْمٌ سِوَى أَبِي بَكْرٍ وَقِيلَ كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ وَاسْمُهُ أَبُو بَكْرٍ وَقِيلَ اسْمُهُ كُنْيَتُهُ قَوْلُهُ انْظُرْ مَا كَانَ أَيِ اجْمَعِ الَّذِي تَجِدُ وَوَقَعَ هُنَا لِلْكُشْمِيهَنِيِّ عِنْدَكَ أَيْ فِي بَلَدِكِ قَوْلُهُ فَاكْتُبْهُ يُسْتَفَادُ مِنْهُ ابْتِدَاءُ تَدْوِينِ الْحَدِيثِ النَّبَوِيِّ وَكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يَعْتَمِدُونَ عَلَى الْحِفْظِ فَلَمَّا خَافَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَكَانَ عَلَى رَأْسِ الْمِائَةِ الْأُولَى مِنْ ذَهَابِ الْعِلْمِ بِمَوْتِ الْعُلَمَاءِ رَأَى أَنَّ فِي تَدْوِينِهِ ضَبْطًا لَهُ وَإِبْقَاءً وَقَدْ رَوَى
الصفحة 194
500