كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
الْعدْل وَقَوله أنْشدك الله قيل أَصله سَأَلت الله بِرَفْع صوتي والمعني سَأَلتك بِاللَّه أَو ذكرتك بِهِ وَالتَّشْدِيد هُوَ الصَّوْت قَوْله إِلَّا لِمُنْشِد أَي لمعرف يُقَال فِي الضَّالة أنشدتها إِذا عرفتها ونشدتها إِذا طلبتها وَأَصله رفع الصَّوْت قَوْله ينشرها أَي يُخرجهَا قَوْله نشرا بَين يَدي رَحمته أَي مُتَفَرِّقَة وَقَوله فَلَمَّا نشر الْخَشَبَة أَي شقها وَقَوله النشرة وينشر هُوَ نوع من الِاغْتِسَال على هَيْئَة مَخْصُوصَة لدفع ضَرَر العائن قَوْله نُشُوزًا أَي بغضا قَالَه بن عَبَّاس وَقَالَ غَيره النُّشُوز تعالي أَحدهمَا على الآخر قَوْله ناشز الْجَبْهَة أَي مرتفعها قَوْله على نشز النشز الْمَكَان الْمُرْتَفع قَوْله ينشغ للْمَوْت النشغ الشهيق وعلو النَّفس الصعداء حتي يكَاد يبلغ الغشي قَوْله الِاسْتِنْشَاق هُوَ جذب المَاء بِالنَّفسِ فِي المنخرين قَوْله انتشل عرقا أَي رَفعه وَأخرجه قَوْله قَالَ لنشوان أَي سَكرَان فصل ن ص قَوْله نصبا بِفتْحَتَيْنِ وَيجوز ضم أَوله وَسُكُون ثَانِيه أَي تعبا وَمِنْه من النصب والجوع وَقَوله على قدر نصبك أَي تعبك قَوْله فنصب يَده أَي مدها وَنصب رجله أَي أَقَامَهَا قَوْله ونصبني للنَّاس أَي رفعني لأبصارهم وشهرني قَوْله نصب بِضَمَّتَيْنِ وبفتح ثمَّ سُكُون وَاحِد الأنصاب وَهِي الْحِجَارَة الَّتِي كَانُوا يذبحون عَلَيْهَا قَوْله إِلَى نصب قَرَأَ الْأَعْمَش إِلَيّ نصب أَي شَيْء مَنْصُوب وَالنّصب بِالضَّمِّ وَاحِد وَالنّصب مصدر قَالَه المُصَنّف وَقَالَ غَيره قَرَأَ الْجُمْهُور بِفَتْح ثمَّ سُكُون وَقَرَأَ بن عَامر وَحَفْص عَن عَاصِم بِضَمَّتَيْنِ وَالْأول هُوَ الشَّيْء الْمَنْصُوب وَالثَّانِي قيل مُفْرد مثل حقب وَاحِد الأحقاب وَقيل جمع مثل سقف جمع سقف وَقيل مثل كتب جمع كتاب قَوْله جن نَصِيبين هِيَ بلد من بِلَاد الجزيرة مَعْرُوفَة قَوْله ذَات منصب أَي قدر ورفعة ونصاب كل شَيْء أَصله قَوْله أنصت أَي اسْكُتْ وَمِنْه استنصت النَّاس أَي أَمرهم بِالسُّكُوتِ قَوْله تَوْبَة نصُوحًا قَالَ قَتَادَة الصادقة وَقَالَ الزّجاج أَي بَالِغَة النصح وَقيل نصُوحًا بِمَعْنى منصوح أخبر عَنْهَا باسم الْفَاعِل لِأَن العَبْد نصح نَفسه كَمَا قَالَ عيشة راضية أَي ذَات رضَا قَوْله إِذا وجد فجوة نَص أَي رفع فِي سيره وأسرع وَالنَّص مُنْتَهى الْغَايَة فِي كل شَيْء قَوْله وينصع طيبها أَي يخلص وَقيل يظْهر ورد لَازِما ومتعديا قَوْله إِلَى المناصع وَاحِدهَا منصع وَهُوَ الصَّعِيد الأفيح قَوْله مد أحدهم وَلَا نصيفه أَي نصفه يُقَال نصف ونصيف وَإِمَّا قَوْله ونصيف إِحْدَاهُنَّ فَهُوَ الْخمار قَوْله إِن يناصفه أَي يقسمهُ بَيْننَا وَبَينه نِصْفَيْنِ قَوْله فَأَتَانِي منصف روى بِفَتْح الْمِيم وَكسرهَا وَهُوَ الوصيف كَمَا فسره فِي الحَدِيث وَإِنَّمَا يُقَال لمن يكون صَغِيرا يُقَال نصفت الرجل إِذا خدمته قَوْله بنصالها وَينظر إِلَى نصله النصل حَدِيدَة السهْم وَقَوله منصل الأسنة يُرِيد شهر رَجَب لأَنهم كَانُوا ينزعون أسنة رماحهم إِذا اسْتهلّ قَوْله فِي نواصي الْخَيل أَي ملازم لَهَا وَلم يرد الناصية خَاصَّة وَمِنْه ناصيته بيد شَيْطَان فصل ن ض قَوْله نضب عَنهُ المَاء أَي نفد ونشف قَوْله لَحْمًا نضيجا أَي اسْتَوَى طبخه وَمِنْه مَا ينضجون كُرَاعًا أَي يطبخونه قَوْله فِيمَا سقى بالنضح أَي بالسواني وَمَا فِي مَعْنَاهَا من السَّقْي بالدلو وَنَحْوه وَسميت الْإِبِل نواضح لنضحها المَاء باستقائها وصبها إِيَّاه وَقد تكَرر فِي الحَدِيث ذكر الناضح والنواضح قَوْله ينضح أَي يسيل والنضح الرش وَقد يَأْتِي بِمَعْنى الصب وَمِنْه تقرصه بِالْمَاءِ ثمَّ تنضح وَقَوله فَمن نائل وناضح أَي آخذ وراش قَوْله ينضخ طيبا بِالْمُعْجَمَةِ قَالَ الْخَلِيل النضخ كاللطخ يبْقى لَهُ أثر وَقَالَ غَيره هُوَ أَكثر من
أَبُو نُعَيْمٍ فِي تَارِيخِ أَصْبَهَانَ هَذِهِ الْقِصَّةَ بِلَفْظِ كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الْآفَاقِ انْظُرُوا حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاجْمَعُوهُ قَوْلُهُ وَلَا يُقْبَلُ هُوَ بِضَمِّ الْيَاءِ التَّحْتَانِيَّةِ وَسُكُونِ اللَّامِ وَبِسُكُونِهَا وَكَسْرِهَا مَعًا فِي وَلْيُفْشُوا وَلْيَجْلِسُوا قَوْلُهُ حَتَّى يُعَلَّمَ هُوَ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ يُعْلَمُ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَتَخْفِيفِ اللَّامِ قَوْلُهُ يَهْلِكُ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَكَسْرِ اللَّامِ قَوْلُهُ حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ لَمْ يَقَعْ وَصْلُ هَذَا التَّعْلِيقِ عِنْدَ الْكُشْمِيهَنِيِّ وَلَا كَرِيمَة وَلَا بن عَسَاكِرَ إِلَى قَوْلِهِ ذَهَابُ الْعُلَمَاءِ وَهُوَ مُحْتَمِلٌ لِأَنْ يَكُونَ مَا بَعْدَهُ لَيْسَ مِنْ كَلَامِ عُمَرَ أَوْ مِنْ كَلَامِهِ وَلَمْ يَدْخُلْ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ وَبِهِ صَرَّحَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ وَلَمْ أَجِدْهُ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ إِلَّا كَذَلِكَ وَعَلَى هَذَا فَبَقِيَّتُهُ مِنْ كَلَامِ الْمُصَنِّفِ أَوْرَدَهُ تِلْوَ كَلَامِ عُمَرَ ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّ ذَلِكَ غَايَةُ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ كَلَامُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى
[100] قَوْلُهُ حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ لَمْ يَرْوِهِ فِي الْمُوَطَّأِ إِلَّا مَعْنُ بْنُ عِيسَى وَرَوَاهُ أَصْحَابُ مَالِكٍ كَابْنِ وَهْبٍ وَغَيْرِهِ عَنْ مَالك خَارج الْمُوَطَّأ وَأفَاد بن عَبْدِ الْبَرِّ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ يَزِيدَ رَوَاهُ أَيْضًا فِي الْمُوَطَّأِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَقَدِ اشْتُهِرَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ فَوَقَعَ لَنَا مِنْ رِوَايَةٍ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ نَفْسًا عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ وَالْعِرَاقَيْنِ وَالشَّامِ وَخُرَاسَانَ وَمِصْرَ وَغَيْرِهَا وَوَافَقَهُ عَلَى رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةُ أَبُو الْأَسْوَدِ الْمَدَنِيُّ وَحَدِيثُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَالزُّهْرِيُّ وَحَدِيثُهُ فِي النَّسَائِيِّ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَحَدِيثُهُ فِي صَحِيحِ أَبِي عَوَانَةَ وَوَافَقَ أَبَاهُ عَلَى رِوَايَتِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو عمر بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوَبَانَ وَحَدِيثُهُ فِي مُسْلِمٍ قَوْلُهُ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمُ انْتِزَاعًا أَيْ مَحْوًا مِنَ الصُّدُورِ وَكَانَ تَحْدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ كَمَا رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ لَمَّا كَانَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُذُوا الْعِلْمَ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ أَوْ يُرْفَعَ فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ كَيْفَ يُرْفَعُ فَقَالَ أَلَا إِنَّ ذَهَابَ الْعِلْمِ ذَهَابُ حَمَلَتُهُ ثَلَاثً مَرَّات قَالَ بن الْمُنِيرِ مَحْوُ الْعِلْمِ مِنَ الصُّدُورِ جَائِزٌ فِي الْقُدْرَةِ إِلَّا أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ دَلَّ عَلَى عَدَمِ وُقُوعِهِ قَوْلُهُ حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ هُوَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالْقَافِ وَلِلْأَصِيلِيِّ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَكَسْرِ الْقَافِ وَعَالِمًا مَنْصُوبٌ أَيْ لَمْ يُبْقِ اللَّهُ عَالِمًا وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ حَتَّى إِذا لم يتْرك عَالما قَوْله رؤوسا قَالَ النَّوَوِيُّ ضَبَطْنَاهُ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالتَّنْوِينِ جَمْعُ رَأْسٍ قُلْتُ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ أَيْضًا بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَفِي آخِرِهِ هَمْزَةٌ أُخْرَى مَفْتُوحَةٌ جَمْعُ رَئِيسٍ قَوْلُهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي الْأَسْوَدَ فِي الِاعْتِصَامِ عِنْدَ الْمُصَنِّفِ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ وَرَوَاهَا مُسْلِمٌ كَالْأُولَى قَوْلُهُ قَالَ الْفَرَبْرِيُّ هَذَا مِنْ زِيَادَاتِ الرَّاوِي عَنِ الْبُخَارِيِّ فِي بَعْضِ الْأَسَانِيدِ وَهِيَ قَلِيلَةٌ قَوْلُهُ نَحْوَهُ أَيْ بِمَعْنَى حَدِيثِ مَالِكٍ وَلَفْظُ رِوَايَةِ قُتَيْبَةَ هَذِهِ أَخْرَجَهَا مُسْلِمٌ عَنْهُ وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ الْحَثُّ عَلَى حِفْظِ الْعِلْمِ وَالتَّحْذِيرُ مِنْ تَرْئِيسِ الْجَهَلَةِ وَفِيهِ أَنَّ الْفَتْوَى هِيَ الرِّيَاسَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَذَمُّ مَنْ يُقْدِمُ عَلَيْهَا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَاسْتَدَلَّ بِهِ الْجُمْهُورُ عَلَى الْقَوْلِ بِخُلُوِّ الزَّمَانِ عَنْ مُجْتَهِدٍ وَلِلَّهِ الْأَمْرُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَسَيَكُونُ لَنَا فِي الْمَسْأَلَةِ عَوْدٌ فِي كِتَابِ الِاعْتِصَامِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى
الصفحة 195
500