كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

فصل ن ق قَوْله أنقاب الْمَدِينَة جمع نقب أَي مدَاخِل الْمَدِينَة أَبْوَابهَا وفوهات طرقها قَوْله وَإِذا نقب مثل التَّنور هُوَ شقّ فِي الْحَائِط يتَخَلَّص مِنْهُ إِلَى مَا وَرَاءه قَوْله نقبت أقدامنا بِكَسْر الْقَاف أَي تقرحت وَقطعت الأَرْض جلودها قَوْله كَانَ أحد النُّقَبَاء جمع نقيب وَهُوَ مقدم الْقَوْم وأنقب عَنهُ أَي أفتش قَوْله نقبوا فِي الْبِلَاد أَي ضربوا قَالَه مُجَاهِد وَقَالَ غَيره جالوا فِيهَا وَبَحَثُوا وسلكوا أنقابها قَوْله لَا تنقبث ميرتنا تنقيثا أَي تنقلها قَوْله نقد لي ثمنه أَي عجله والنقد فِي الزَّكَاة الْعين قَوْله نهي عَن النفير وَهِي النَّخْلَة ينفر أَصْلهَا وينبذ فِيهَا قَوْله نقره بِالْفِعْلِ الْمَاضِي أَن عضه بمخلبه قَوْله الناقور أَي الصُّور قَوْله ينقزان الْقرب أَي يثبان بهَا والنقز الوثب قَوْله الناقوس هِيَ آلَة من نُحَاس أَو غَيره يضْرب فِيهَا فتصوت قَوْله وَإِذا شيك فَلَا انتقش أَي إِذا أَصَابَته شَوْكَة فَلَا وجد من يُخرجهَا والانتقاش إِخْرَاج الشَّوْكَة من الرجل وَأَصله من المنقاش الَّذِي يسْتَخْرج بِهِ قَوْله من نُوقِشَ الْحساب أَي استقصى عَلَيْهِ والمناقشة الِاسْتِقْصَاء قَوْله لَا ينقصان أَي مَعًا فِي سنة وَاحِدَة قَالَ الْخطابِيّ غَالِبا وَقيل لَا ينقص الثَّوَاب بِسَبَب نقص الْعدَد وَقيل لَا ينقص أَحدهمَا عَن الآخر فِي الْأجر وَهَذَا أضعفها قَوْله لنقضت الْكَعْبَة أَي هدمتها قَوْله أنقض ظهرك أَي أتقن كَذَا فِي الأَصْل قَالَ الْفربرِي قَالَ أَبُو معشر الصَّوَاب أثقل وَهُوَ مَأْخُوذ من النقيض وَهُوَ صرير رجل الدَّابَّة من ثقل الْحمل قَوْله أَن ينْقض أَي ينهدم قَوْله انقضي رَأسك أَي حلي ضفائره قَوْله النَّقْع التُّرَاب وَقيل الْغُبَار وَقيل الصَّوْت وَقَوله نقعا أَي غبارا قَوْله أَتَى النقيع هُوَ مَوضِع سوق بِالْمَدِينَةِ وَقَوله حمى النقيع هُوَ وَاد بَينه وَبَين الْمَدِينَة عشرُون فرسخا ومساحته ميل فِي بريد قَالَ الْخطابِيّ صحفه بَعضهم بِالْمُوَحَّدَةِ وَحكى أَبُو عبيد الْبكْرِيّ فِيهِ الْوَجْهَيْنِ وَوَقع عِنْد الْأصيلِيّ كَالْأولِ لَكِن بِالْبَاء وغلطوه قَوْله منق قَالَ أَبُو عبيد جَاءَ بِكَسْر النُّون وَلَا أعرفهُ وَإِنَّمَا هُوَ بِالْفَتْح الَّذِي ينقي الطَّعَام وَقَالَ غَيره بِالْكَسْرِ هُوَ من النقيق وَهُوَ صَوت الْمَوَاشِي كالدجاج قَوْله وَلَا سمين فَينْتَقل أَي يذهب من الِانْتِقَال ويروي فينتقى أَي يرغب فِيهِ ويختار قَوْله مَا ينقم بن جميل أَي يُنكر أَو يعيب قَوْله حتي نقهت أَي أَفَقْت من مرضِي قَوْله مَا رأى النقي وقرصه النقي بِفَتْح النُّون وَكسر الْقَاف وَالتَّشْدِيد أَي الدَّرْمَك قَوْله الَّتِي لَا تنقي أَي لَيْسَ لَهَا نقي بِكَسْر النُّون وَسُكُون الْقَاف وَالتَّخْفِيف وَهُوَ الشَّحْم وَأَصله مخ الْعظم قَوْله وَكَانَ مِنْهَا نقية أَي أَرض بَيْضَاء قَوْله وَالشَّمْس نقية أَي بَيْضَاء صَافِيَة فصل ن ك قَوْله ينْكَأ الْعَدو كَذَا الرِّوَايَة بِفَتْح الْكَاف والهمز وَهِي لُغَة وَالْأَشْهر فِي هَذَا ينكى وَالْمرَاد الْمُبَالغَة فِي الْأَذَى قَوْله لناكبون أَي عادلون من الأَصْل قَوْله على مَنْكِبه تقدم فِي الْمِيم قَوْله نكبت أُصْبُعه أَي أَصَابَهَا حجر فأدماها قَوْله ينكت بقضيب أَي يضْرب بِهِ فِي الأَرْض حَتَّى يُؤثر فِيهَا وَمِنْه فَنكتَ فِي قلبه قَوْله أنكاثا أَي نقضا والنكث النَّقْض قَوْله نكح ونكحت وَالنِّكَاح يُطلق على العقد وعَلى الْجِمَاع وَمِنْه مَا أَنْت بناكح حَتَّى تَنْقَضِي الْعدة وَأكْثر مَا ورد فِي الْكتاب وَالسّنة بِمَعْنى العقد قَوْله إِلَّا نكدا أَي قَلِيلا أَو عسرا قَوْله نكرهم أَي استنكر هيئتهم قَوْله نكروا لَهَا عرشها أَي غيروا صفته قَوْله شَيْئا
(قَوْلُهُ بَابُ لِيُبَلِّغَ الْعِلْمَ)
بِالنَّصْبِ وَالشَّاهِدُ بِالرَّفْعِ وَالْغَائِبَ مَنْصُوبٌ أَيْضًا وَالْمُرَادُ بِالشَّاهِدِ هُنَا الْحَاضِرُ أَيْ لِيُبَلِّغْ مَنْ حَضَرَ مَنْ غَابَ لِأَنَّهُ الْمَفْعُولُ الْأَوَّلِ وَالْعِلْمَ الْمَفْعُولُ الثَّانِي وَإِنْ قُدِّمَ فِي الذّكر قَوْله قَالَه بن عَبَّاسٍ أَيْ رَوَاهُ وَلَيْسَ هُوَ فِي شَيْءٍ من طرق حَدِيث بن عَبَّاسٍ بِهَذِهِ الصُّورَةِ وَإِنَّمَا هُوَ فِي رِوَايَتِهِ وَرِوَايَةِ غَيْرِهِ بِحَذْفِ الْعِلْمِ وَكَأَنَّهُ أَرَادَ بِالْمَعْنَى لِأَنَّ الْمَأْمُورَ بِتَبْلِيغِهِ هُوَ الْعِلْمُ

[104] قَوْلُهُ عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ هُوَ الْخُزَاعِيُّ الصَّحَابِيُّ الْمَشْهُورُ وَعَمْرُو بن سعيد هُوَ بن الْعَاصِي بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِي بْنِ أُمَيَّةَ الْقُرَشِيُّ الْأُمَوِيُّ يُعْرَفُ بِالْأَشْدَقِ وَلَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ وَلَا كَانَ مِنَ التَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ قَوْلُهُ وَهُوَ يَبْعَثُ الْبُعُوثَ أَيْ يُرْسِلُ الْجُيُوشَ إِلَى مَكَّةَ لِقِتَالِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ لِكَوْنِهِ امْتَنَعَ مِنْ مُبَايَعَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَاعْتَصَمَ بِالْحَرَمِ وَكَانَ عَمْرٌو وَالِيَ يَزِيدَ عَلَى الْمَدِينَةِ وَالْقِصَّةُ مَشْهُورَةُ وَمُلَخَّصُهَا أَنَّ مُعَاوِيَةَ عَهِدَ بِالْخِلَافَةِ بَعْدَهُ لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَبَايَعَهُ النَّاسُ إِلَّا الْحُسَيْنَ بن عَليّ وبن الزبير فَأَما بن أَبِي بَكْرٍ فَمَاتَ قَبْلَ مَوْتِ مُعَاوِيَةَ وَأَمَّا بن عُمَرَ فَبَايَعَ لِيَزِيدَ عَقِبَ مَوْتِ أَبِيهِ وَأَمَّا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ فَسَارَ إِلَى الْكُوفَةِ لِاسْتِدْعَائِهِمْ إِيَّاهُ لِيُبَايِعُوهُ فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ قَتْلِهِ وَأَمَّا بن الزُّبَيْرِ فَاعْتَصَمَ وَيُسَمَّى عَائِذَ الْبَيْتِ وَغَلَبَ عَلَى أَمْرِ مَكَّةَ فَكَانَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ يَأْمُرُ أُمَرَاءَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ أَنْ يُجَهِّزُوا إِلَيْهِ الْجُيُوشَ فَكَانَ آخِرَ ذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ اجْتَمَعُوا عَلَى خَلْعِ يَزِيدَ مِنَ الْخِلَافَةِ قَوْلُهُ ائْذَنْ لِي فِيهِ حُسْنُ التَّلَطُّفِ فِي الْإِنْكَارِ عَلَى أُمَرَاءِ الْجَوْرِ لِيَكُونَ أَدْعَى لِقَبُولِهِمْ قَوْلُهُ أُحَدِّثْكَ بِالْجَزْمِ لِأَنَّهُ جَوَابُ الْأَمْرِ قَوْلُهُ قَامَ صِفَةٌ لِلْقَوْلِ وَالْمَقُولُ هُوَ حَمْدُ اللَّهِ إِلَخْ قَوْلُهُ الْغَدَ بِالنَّصْبِ أَيْ أَنَّهُ خَطَبَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي مِنْ فَتْحِ مَكَّةَ قَوْلُهُ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ إِلَخْ أَرَادَ أَنَّهُ بَالَغَ فِي حِفْظِهِ وَالتَّثَبُّتِ فِيهِ وَأَنَّهُ لَمْ يَأْخُذْهُ بِوَاسِطَةٍ وَأَتَى بِالتَّثْنِيَةِ تَأْكِيدًا وَالضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ تَكَلَّمَ بِهِ عَائِدٌ عَلَى قَوْلِهِ قَوْلًا قَوْلُهُ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ بِالضَّمِّ أَيْ أَنَّ تَحْرِيمَهَا كَانَ بِوَحْيٍ مِنَ الله لامن اصْطِلَاحِ النَّاسِ قَوْلُهُ يَسْفِكُ بِكَسْرِ الْفَاءِ وَحُكِيَ ضَمُّهَا وَهُوَ صَبُّ الدَّمِ وَالْمُرَادُ بِهِ الْقَتْلُ قَوْله بهَا وللمستملى فِيهَا قَوْلُهُ وَلَا يَعْضِدُ بِكَسْرِ الضَّادِ الْمُعْجَمَةِ وَفَتْحِ الدَّالِ أَيْ يَقْطَعُ بِالْمِعْضَدِ وَهُوَ آلَةٌ كَالْفَأْسِ قَوْلُهُ وَإِنَّمَا أَذِنَ لِي أَيِ اللَّهُ رُوِيَ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَفِي قَوْلِهِ لِي الْتِفَاتٌ لِأَنَّ نَسَقَ الْكَلَامِ وَإِنَّمَا أَذِنَ لَهُ أَيْ لِرَسُولِهِ قَوْلُهُ سَاعَةً أَيْ مِقْدَارًا مِنَ الزَّمَانِ وَالْمُرَادُ بِهِ يَوْمُ الْفَتْحِ وَفِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ مِنْ طُلُوعِ الشَّمْسِ إِلَى الْعَصْرِ وَالْمَأْذُونُ لَهُ فِيهِ الْقِتَالُ لَا قَطْعُ الشَّجَرِ قَوْلُهُ مَا قَالَ عَمْرٌو أَيْ فِي جَوَابِكَ قَوْلُهُ لَا تُعِيذُ بِضَمِّ الْمُثَنَّاةِ أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ ذَالٌ مُعْجَمَةٌ أَيْ مَكَّةُ لَا تَعْصِمُ الْعَاصِيَ عَنْ إِقَامَةِ الْحَدِّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ وَلَا فَارًّا بِالْفَاءِ وَالرَّاءِ الْمُشَدَّدَةِ أَيْ هَارِبًا عَلَيْهِ دَمٌ يَعْتَصِمُ بِمَكَّةَ كَيْلَا يُقْتَصَّ مِنْهُ قَوْلُهُ بِخَرْبَةٍ بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَإِسْكَانِ الرَّاءِ ثُمَّ مُوَحَّدَةً يَعْنِي السَّرِقَةَ كَذَا ثَبَتَ تَفْسِيرُهَا فِي رِوَايَة المستملى قَالَ بن بَطَّالٍ الْخُرْبَةُ بِالضَّمِّ الْفَسَادُ وَبِالْفَتْحِ السَّرِقَةُ وَقَدْ تشدق عَمْرٌو فِي الْجَوَابِ وَأَتَى بِكَلَامٍ ظَاهِرُهُ حَقٌّ

الصفحة 198