كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

بن جُبَير تعاله وَقَرَأَ بن مَسْعُود بِكَسْر الْهَاء وَمَعْنَاهُ تهيأت لَك قَوْله لَا تهيج الرّيح الرُّسُل أَي مَا تحرّك عَلَيْهِم شَيْئا وَمِنْه قَوْله هَاجَتْ السَّمَاء وهاج الْمَطَر قَوْله على شفا جرف هار أَي هائر يُقَال تهورت الْبِئْر إِذا انْهَدَمت وَمثله انهار قَوْله كثيب أهيل أَو أهيم أما بِالْمِيم فَلَا معنى لَهُ هُنَا وَالْمَعْرُوف بِاللَّامِ وَقيل معنى الَّذِي بِالْمِيم الَّذِي لَا يتماسك فَشبه بِالْإِبِلِ الهيم وَمِنْه كثيبا مهيلا وَهُوَ الرمل السَّائِل قَوْله ومهيمنا عَلَيْهِ أَي شَاهدا وَيُقَال قَائِما وَيُقَال أَمينا قَوْله شرب الهيم أَي الْإِبِل الَّتِي يُصِيبهَا الدَّاء الَّذِي يُقَال لَهُ الهيام يكسبها الْعَطش فَلَا تروي حَتَّى تَمُوت قَوْله هَيْهَات هَيْهَات أَي بعيد بعيد قَالَه فِي الأَصْل وَقَالَ غَيره أَصْلهَا هاها وَهُوَ مَا يُقَال عِنْد الْحَث على السّير السَّرِيع حرف الْوَاو ترد للْعَطْف وَغَيره وَاخْتلف هَل ترد للتَّرْتِيب قَالَ بن مَالك كَونهَا للمعية رَاجِح وللترتيب كثير وبعكسه قَلِيل فصل وآ قَوْله وأد الْبَنَات أَي قتلهن وَأَصله دفنهن أَحيَاء وَمِنْه الموءودة قَوْله موئلا قَالَ فِي الأَصْل وأل يئل نجا ينجو وَهُوَ صَحِيح قَالَ فِي الجمهرة وَمِنْه قَوْلهم لَا وألت إِن وألت أَي لَا نجوت إِن نجوت وَقَالَ صَاحب الْعين الموئل الملجأ وَقَالَ فِي الأَصْل أَيْضا موئلا محرزا فصل وب قَوْله ان الوبأ قد وَقع مَهْمُوز مَقْصُور وَجَاء ممدودا وَالْقصر أشهر هُوَ الْمَرَض الْكثير الْعَام المسرع وَمِنْه أَرض وبئة أَي كَثِيرَة الْمَرَض قَوْله لوبر تدلى هُوَ بِسُكُون الْمُوَحدَة دويبة على قدر السنور بَيْضَاء وَقد تكون غبراء من دَوَاب الْجبَال وَضَبطه بَعضهم بِفَتْح الْمُوَحدَة على أَنه شُبْهَة بِشعر الْإِبِل تحقيرا لقدره وَالْأول هُوَ الْمَعْرُوف قَوْله وَتَنَاول وبرة بِفَتْح الْمُوَحدَة أَي شَعْرَة من شعر الْبَعِير وَمِنْه فِي أهل الْوَبر قَوْله أوباشا أَي جموعا من قبائل مُتَفَرِّقَة قَوْله وبيص الطّيب بالصَّاد الْمُهْملَة أَي بريقه وَمِنْه وبيص خَاتمه قَوْله الموبقات أَي المهلكات قَوْله وابل قَالَ عِكْرِمَة مطر شَدِيد وَالْجمع وبل قَوْله فذاقت وبال أمرهَا أَي مكروهه وَفَسرهُ فِي الأَصْل بالجزاء قَوْله وبيلا أَي شَدِيدا فصل وت قَوْله لن يتْرك أَي لن ينْقصك قَوْله وتر أَهله وَمَاله أَي نقص أَو سلب قَوْله انه وتر بِكَسْر أَوله وَيجوز فِيهِ الْفَتْح قَوْله الوتين قَالَ هُوَ نِيَاط الْقلب فصل وث قَوْله وثئت رجْلي بِضَم أَوله مثل كسرت هُوَ وصم يُصِيب الْعظم لَا يبلغ الْكسر قَوْله وأشدنا وثبة من يثب قبر عُثْمَان الْوُثُوب النهضة بِسُرْعَة وَمِنْه وثب إِلَيْهِ وَمِنْه يثب فِي الدرْع ووثب قَائِما قَوْله نهى عَن المياثر وَعَن ميثرة الأرجوان بِكَسْر أَوله هِيَ كالمرفقة تتَّخذ كصفة السرج قَالَه الْحَرْبِيّ قَالَ وَإِنَّمَا نهى عَنْهَا إِذا كَانَت حَمْرَاء وَفِي الأَصْل عَن على أَنَّهَا كأمثال القطائف يضعونها على الرّحال رفقا بالراكب وَهِي من الوثارة وَهُوَ اللين وَقيل هِيَ غشاء السُّرُوج من الْحَرِير قَوْله الوثقى تَأْنِيث الأوثق مَأْخُوذ من الوثاق بِالْفَتْح وَهُوَ حَبل أَو قيد يشد بِهِ الْأَسير وَالدَّابَّة والميثاق الْعَهْد وَكَذَلِكَ الموثق وَمِنْه تواثقنا على الْإِسْلَام أَي
الْكَذِبِ عَلَيْهِ سَوَاءٌ كَانَتْ دَعْوَى السَّمَاعِ مِنْهُ فِي الْيَقِظَةِ أَوْ فِي الْمَنَامِ وَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ حَدِيثَ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ وَهُوَ فِي الْجَنَائِزِ وَمِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ فِي أَخْبَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمِنْ حَدِيثِ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ وَهُوَ فِي مَنَاقِبِ قُرَيْشٍ لَكِنْ لَيْسَ هُوَ بِلَفْظِ الْوَعِيدِ بِالنَّارِ صَرِيحًا وَاتَّفَقَ مُسْلِمٌ مَعَهُ عَلَى تَخْرِيجِ حَدِيثِ عَلِيٍّ وَأَنَسٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَالْمُغِيرَةِ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ أَيْضًا وَصَحَّ أَيْضًا فِي غَيْرِ الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث عُثْمَان بن عَفَّان وبن مَسْعُود وبن عُمَرَ وَأَبِي قَتَادَةَ وَجَابِرٍ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَوَرَدَ بِأَسَانِيدَ حِسَانٍ مِنْ حَدِيثِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْن وبن عَبَّاسٍ وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَطَارِقٍ الْأَشْجَعِيِّ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَخَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ وَأَبِي أُمَامَةَ وَأَبِي قرصافه وَأبي مُوسَى الغافقي وعائشه فَهَؤُلَاءِ ثَلَاثَة وَثَلَاثُونَ نَفْسًا مِنَ الصَّحَابَةِ وَوَرَدَ أَيْضًا عَنْ نَحْو من خَمْسِينَ غَيْرِهِمْ بِأَسَانِيدَ ضَعِيفَةٍ وَعَنْ نَحْوٍ مِنْ عِشْرِينَ آخَرِينَ بِأَسَانِيدَ سَاقِطَةٍ وَقَدِ اعْتَنَى جَمَاعَةٌ مِنَ الْحُفَّاظِ بِجَمْعِ طُرُقِهِ فَأَوَّلُ مَنْ وَقَفْتُ عَلَى كَلَامِهِ فِي ذَلِكَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ وَتَبِعَهُ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ فَقَالَ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ عِشْرِينَ وَجْهًا عَنِ الصَّحَابَةِ مِنَ الْحِجَازِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ ثُمَّ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ فَقَالَ كُلٌّ مِنْهُمَا إِنَّهُ وَرَدَ مِنْ حَدِيثِ أَرْبَعِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَجَمَعَ طُرُقَهُ فِي ذَلِكَ الْعَصْرِ أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ فَزَادَ قَلِيلًا وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصَّيْرَفِي شَارِحُ رِسَالَةِ الشَّافِعِيِّ رَوَاهُ سِتُّونَ نَفْسًا مِنَ الصَّحَابَةِ وَجَمَعَ طُرُقَهُ الطَّبَرَانِيُّ فَزَادَ قَلِيلًا وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ مَنْدَهْ رَوَاهُ أَكْثَرُ مِنْ ثَمَانِينَ نَفْسًا وَقَدْ خَرَّجَهَا بَعْضُ النَّيْسَابُورِيِّينَ فَزَادَتْ قَلِيلا وَقد جمع طرقه بن الْجَوْزِيِّ فِي مُقَدِّمَةِ كِتَابِ الْمَوْضُوعَاتِ فَجَاوَزَ التِّسْعِينَ وَبِذَلِك جزم بن دِحْيَةَ وَقَالَ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيُّ يَرْوِيهِ نَحْوُ مِائَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَقَدْ جَمَعَهَا بَعْدَهُ الْحَافِظَانِ يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ وَأَبُو عَلِيٍّ الْبَكْرِيُّ وَهُمَا مُتَعَاصِرَانِ فَوَقَعَ لِكُلٍّ مِنْهُمَا مَا لَيْسَ عِنْدَ الْآخَرِ وَتَحَصَّلَ مِنْ مَجْمُوعِ ذَلِكَ كُلِّهِ رِوَايَةُ مِائَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ عَلَى مَا فَصَّلْتُهُ مِنْ صَحِيحٍ وَحَسَنٍ وَضَعِيفٍ وَسَاقِطٍ مَعَ أَنَّ فِيهَا مَا هُوَ فِي مُطْلَقِ ذَمِّ الْكَذِبِ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ تَقْيِيدٍ بِهَذَا الْوَعِيدِ الْخَاصِّ وَنَقَلَ النَّوَوِيُّ أَنَّهُ جَاءَ عَنْ مِائَتَيْنِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَلِأَجْلِ كَثْرَةِ طُرُقِهِ أَطْلَقَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ أَنَّهُ مُتَوَاتِرٌ وَنَازَعَ بَعْضُ مَشَايِخِنَا فِي ذَلِكَ قَالَ لِأَنَّ شَرْطَ التَّوَاتُرِ اسْتِوَاءُ طَرَفَيْهِ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي الْكَثْرَةِ وَلَيْسَتْ مَوْجُودَةً فِي كُلِّ طَرِيقٍ مِنْهَا بِمُفْرَدِهَا وَأُجِيبَ بِأَنَّ الْمُرَادَ بِإِطْلَاقِ كَوْنِهِ مُتَوَاتِرًا رِوَايَةُ الْمَجْمُوعِ عَنِ الْمَجْمُوعِ مِنِ ابْتِدَائِهِ إِلَى انْتِهَائِهِ فِي كُلِّ عَصْرٍ وَهَذَا كَافٍ فِي إِفَادَةِ الْعِلْمِ وَأَيْضًا فَطَرِيقُ أَنَسٍ وَحْدَهَا قَدْ رَوَاهَا عَنْهُ الْعَدَدُ الْكَثِيرُ وَتَوَاتَرَتْ عَنْهُمْ نَعَمْ وَحَدِيثُ عَلِيٍّ رَوَاهُ عَنْهُ سِتَّةٌ مِنْ مشاهير التَّابِعين وثقاتهم وَكَذَا حَدِيث بن مَسْعُودٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَلَوْ قِيلَ فِي كُلٍّ مِنْهَا إِنَّهُ مُتَوَاتِرٌ عَنْ صَحَابِيِّهِ لَكَانَ صَحِيحًا فَإِنَّ الْعَدَدَ الْمُعَيَّنَ لَا يُشْتَرَطُ فِي الْمُتَوَاتِرِ بَلْ مَا أَفَادَ الْعِلْمَ كَفَى وَالصِّفَاتُ الْعَلِيَّةُ فِي الرُّوَاةِ تَقُومُ مَقَامَ الْعَدَدِ أَوْ تَزِيدُ عَلَيْهِ كَمَا قَرَّرْتُهُ فِي نُكَتِ عُلُومِ الْحَدِيثِ وَفِي شَرْحِ نُخْبَةِ الْفِكْرِ وَبَيَّنْتُ هُنَاكَ الرَّدَّ عَلَى مَنِ ادَّعَى أَنَّ مِثَالَ الْمُتَوَاتِرِ لَا يُوجَدُ إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَبَيَّنْتُ أَنَّ أَمْثِلَتَهُ كَثِيرَةٌ مِنْهَا حَدِيثُ مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا وَالْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَرَفْعِ الْيَدَيْنِ وَالشَّفَاعَةِ وَالْحَوْضِ وَرُؤْيَةِ اللَّهِ فِي الْآخِرَةِ وَالْأَئِمَّةِ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ وَأَمَّا مَا نَقَلَهُ الْبَيْهَقِيُّ عَنِ الْحَاكِمِ وَوَافَقَهُ أَنَّهُ جَاءَ مِنْ رِوَايَةِ الْعَشَرَةِ الْمَشْهُورَةِ قَالَ وَلَيْسَ فِي الدُّنْيَا حَدِيثٌ أَجْمَعَ الْعَشَرَةُ عَلَى رِوَايَتِهِ غَيْرُهُ فَقَدْ تَعَقَّبَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ لَكِنَّ الطُّرُقَ عَنْهُمْ مَوْجُودَةٌ فِيمَا جَمَعَهُ بن الْجَوْزِيِّ وَمَنْ بَعْدَهُ وَالثَّابِتُ مِنْهَا مَا قَدَّمْتُ ذِكْرَهُ فَمِنَ الصِّحَاحِ عَلِيٌّ

الصفحة 203