كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

تحالفنا عَلَيْهِ قَوْله الْأَوْثَان جمع وثن وَهُوَ مَا كَانَ صُورَة من حِجَارَة أَو غَيرهَا وَقَالَ الْأَزْهَرِي مَا كَانَ لَهُ جثة وثر وَمَا كَانَ صُورَة بِغَيْر جثة فَهُوَ صنم وَمِنْهُم من لم يفرق فصل وَج قَوْله وَجَاء بِالْمدِّ هُوَ رض الانثيين رضَا شَدِيدا لتذهب شَهْوَة الْجِمَاع وَينزل منزلَة الخصاء وَالْمعْنَى أَن الصَّوْم يقطع النِّكَاح كَمَا يقطعهُ الوجاء وروى وَجَاء بِوَزْن عَصا واستبعد قَوْله وَجَبت الشَّمْس أَي سَقَطت قَوْله فَوَجَأْت فِي عُنُقهَا أَي طعنت قَوْله أوجب أَي وَجب لَهُ جَزَاؤُهُ قَالَ أَبُو عبيد يُقَال للحسنة وللسيئة وَالْوُجُوب لُغَة اللُّزُوم وَشرعا مَا يُعَاقب تَاركه قَوْله فَلَا تَجِد على أَي لَا تغْضب وَمِنْه وجد على وَمِنْه الموجدة قَوْله وجدت عَلَيْهِ وجدا أَي حزنت قَوْله وَكَأَنَّهُم وجدوا فِي أنفسهم أَي غضبوا وَوَقع عِنْد أبي ذَر كَأَنَّهُمْ وجد فِي أنفسهم أَي غضاب قَوْله من وجد أمه بِهِ يَصح حمله على الْحزن وعَلى الْحبّ وَالْأول أظهر وَالثَّانِي ملزومه قَوْله فَمن وجد مِنْكُم بِمَالِه شَيْئا فليبعه أَي اغتبط بِهِ وأحبه قَوْله لي الْوَاجِد أَي مطل الْغَنِيّ قَوْله يوجز أَي يسْرع قَوْله وجع أَي مَرِيض متألم وَفِي رِوَايَة بِالْقَافِ بدل الْجِيم وَهُوَ بِمَعْنَاهُ وَالْعرب تسمى كل مرض وجعا قَوْله وجنتاه الوجنة مثلث الْوَاو وَالْجِيم سَاكِنة وَيجوز كسر الْجِيم وَفتحهَا مَعَ فتح الْوَاو وَقد تبدل همزَة مَضْمُومَة هِيَ جَانب الْوَجْه وَهُوَ عظيمه العالي قَوْله وَجه هَا هُنَا أَي توجه وَقَوله وجهت وَجْهي أَي قصدي قَوْله وجاه الْعَدو بِضَم الْوَاو وَكسرهَا هُوَ اسْتِقْبَال الشَّيْء بِالْوَجْهِ وتبدل الْوَاو تَاء فَيُقَال تجاهه قَوْله وَهُوَ موجه قبل الْمشرق بِكَسْر الْجِيم وَيجوز فتحهَا قَوْله مَا لم يوجف عَلَيْهِ أَي مَا لم يُؤْخَذ بِغَلَبَة الْجَيْش وأصل الايجاف الْإِسْرَاع فِي السّير قَوْله كَانَ لعَلي وَجه حَيَاة فَاطِمَة أَي جاه زَائِد لأَجلهَا وَمِنْه أرى لَك وَجها عِنْد هَذَا فصل وح قَوْله كَأَنَّهُ وحرة بِالْفَتْح قيل هِيَ الوزغة وَقيل نوع مِنْهَا قَوْله فاذا هِيَ وحوشا جمع وَحش وَهُوَ الْمَكَان الْخَالِي المقفر وَمِنْه حَدِيث فَاطِمَة كَانَت فِي مَكَان وَحش وَهُوَ بِسُكُون الْحَاء وتكسر وَالْأول أفْصح قَوْله فَأوحى اليهم أَي أَشَارَ وأصل الْوَحْي الْإِعْلَام فِي خَفَاء وَسُرْعَة فصل وخ قَوْله يُؤْخَذ الرجل عَن امْرَأَته بتَشْديد الْخَاء أَي يسحر وَحقّ هَذَا أَن يذكر فِي الْهمزَة فَإِنَّهُ من الْأَخْذ قَوْله استوخموا الْمَدِينَة وَقَوله وَالْمَدينَة وخمة الأَرْض الوخمة الَّتِي لَا يُوَافق هواؤها من نزلها ومرعى وخيم لَا تنجع عَلَيْهِ الْمَاشِيَة قَوْله يتوخى أَي يتحَرَّى ويقصد فصل ود قَوْله الْأَوْدَاج جمع ودج وَهُوَ مَا أحَاط بالعنق من الْعُرُوق وَقيل الودجان عرقان غليظان فِي جَانِبي ثغرة النخر قَوْله الْوَدُود فعول بِمَعْنى فَاعل من الود وَهِي الْمحبَّة أَو بِمَعْنى مفعول والود مثلث الْوَاو وَالضَّم أشهر قَوْله ودا وَلَا سواعا هُوَ اسْم علم على صنم قَوْله عَليّ ود بِالْفَتْح أَي وتد الودق أَي الْمَطَر قَوْله شَحم وَلَا ودك هُوَ دسم اللَّحْم ودهنه قَوْله مودى الْيَد أَي ناقصها قَوْله وادى الْقرى هُوَ مَكَان مَعْرُوف بَينه وَبَين الْمَدِينَة ثَلَاثَة أَمْيَال من جِهَة الشَّام فصل وذ قَوْله ان لَا أذره أَي لَا أتركه قَوْله يتوذف أَي يسْرع متبخترا فصل ور قَوْله من وَرَاء وَرَاء هِيَ كلمة يَقُولهَا من يُرِيد التَّوَاضُع وَضبط بِالضَّمِّ وَيجوز الْفَتْح
وَالزُّبَيْرُ وَمِنَ الْحِسَانِ طَلْحَةُ وَسَعْدٌ وَسَعِيدٌ وَأَبُو عُبَيْدَةَ وَمِنَ الضَّعِيفِ الْمُتَمَاسِكِ طَرِيقُ عُثْمَانَ وَبَقِيَّتُهَا ضَعِيف وساقط

(قَوْلُهُ بَابُ كِتَابَةِ الْعِلْمِ)
طَرِيقَةُ الْبُخَارِيِّ فِي الْأَحْكَامِ الَّتِي يَقَعُ فِيهَا الِاخْتِلَافُ أَنْ لَا يَجْزِمَ فِيهَا بِشَيْءٍ بَلْ يُورِدُهَا عَلَى الِاحْتِمَالِ وَهَذِهِ التَّرْجَمَةُ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّ السَّلَفَ اخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ عَمَلًا وَتَرْكًا وَإِنْ كَانَ الْأَمْرُ اسْتَقَرَّ وَالْإِجْمَاعُ انْعَقَدَ عَلَى جَوَازِ كِتَابَةِ الْعِلْمِ بل على اسْتِحْبَابه بل لايبعد وُجُوبُهُ عَلَى مَنْ خَشِيَ النِّسْيَانَ مِمَّنْ يَتَعَيَّنُ عَلَيْهِ تَبْلِيغ الْعلم

[111] قَوْله حَدثنَا بن سَلَامٍ كَذَا لِلْأَصِيلِيِّ وَاسْمُهُ مُحَمَّدٌ وَقَدْ صَرَّحَ بِهِ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ قَوْلُهُ عَنْ سُفْيَانَ هُوَ الثَّوْرِيُّ لِأَنَّ وَكِيعًا مَشْهُورٌ بِالرِّوَايَةِ عَنْهُ وَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ الدِّمَشْقِيُّ فِي الْأَطْرَافِ يُقَالُ أَنه بن عُيَيْنَة قلت لَو كَانَ بن عُيَيْنَةَ لَنَسَبَهُ لِأَنَّ الْقَاعِدَةَ فِي كُلِّ مَنْ رَوَى عَنْ مُتَّفِقِي الِاسْمِ أَنْ يَحْمِلَ مَنْ أَهْمَلَ نِسْبَتَهُ عَلَى مَنْ يَكُونُ لَهُ بِهِ خُصُوصِيَّةٌ مِنْ إِكْثَارٍ وَنَحْوِهِ كَمَا قَدَّمْنَاهُ قَبْلَ هَذَا وَهَكَذَا نَقُولُ هُنَا لِأَنَّ وَكِيعًا قَلِيلُ الرِّوَايَة عَن بن عُيَيْنَةَ بِخِلَافِ الثَّوْرِيِّ قَوْلُهُ عَنْ مُطَرِّفٍ هُوَ بِفَتْح الطَّاء المهمله وَكسر الرَّاء بن طَرِيفٍ بِطَاءٍ مُهْمَلَةٍ أَيْضًا قَوْلُهُ عَنِ الشَّعْبِيِّ وَلِلْمُصَنِّفِ فِي الدِّيَاتِ سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ قَوْلُهُ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ هُوَ وَهْبٌ السُّوَائِيُّ وَقَدْ صَرَّحَ بِذَلِكَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ فِي رِوَايَتِهِ وَلِلْمُصَنِّفِ فِي الدِّيَاتِ سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ وَالْإِسْنَادُ كُلُّهُ كُوفِيُّونَ إِلَّا شَيْخَ الْبُخَارِيِّ وَقَدْ دَخَلَ الْكُوفَةَ وَهُوَ مِنْ رِوَايَةِ صَحَابِيٍّ عَنْ صَحَابِيٍّ قَوْلُهُ قُلْتُ لِعَلِيٍّ هُوَ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَوْلُهُ هَلْ عِنْدَكُمْ الْخِطَابُ لِعَلِيٍّ وَالْجَمْعُ إِمَّا لِإِرَادَتِهِ مَعَ بَقِيَّةِ أَهْلِ الْبَيْتِ أَوْ لِلتَّعْظِيمِ قَوْلُهُ كِتَابٌ أَيْ مَكْتُوبٌ أَخَذْتُمُوهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ رِوَايَةُ الْمُصَنِّفِ فِي الْجِهَادِ هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ مِنَ الْوَحْيِ إِلَّا مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَهُ فِي الدِّيَاتِ هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ مِمَّا لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ وَفِي مُسْنَدِ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهْوَيْهِ عَنْ جَرِيرٍ عَنْ مُطَرِّفٍ هَلْ عَلِمْتَ شَيْئًا مِنَ الْوَحْيِ وَإِنَّمَا سَأَلَهُ أَبُو جُحَيْفَةَ عَنْ ذَلِكَ لِأَنَّ جَمَاعَةً مِنَ الشِّيعَةِ كَانُوا يَزْعُمُونَ أَنَّ عِنْدَ أَهْلِ الْبَيْتِ لَا سِيَّمَا عَلِيًّا أَشْيَاءَ مِنَ الْوَحْيِ خَصَّهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا لَمْ يُطْلِعْ غَيْرَهُمْ عَلَيْهَا وَقَدْ سَأَلَ عَلِيًّا عَنْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ أَيْضًا قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ وَهُوَ بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَتَخْفِيفِ الْمُوَحَّدَةِ وَالْأَشْتَرُ النَّخَعِيُّ وَحَدِيثُهُمَا فِي مُسْنَدِ النَّسَائِيِّ قَوْلُهُ قَالَ لَا زَادَ الْمُصَنِّفُ فِي الْجِهَادِ لَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ قَوْلُهُ إِلَّا كِتَابُ اللَّهِ هُوَ بِالرَّفْع وَقَالَ بن الْمُنِيرِ فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ أَشْيَاءُ مَكْتُوبَةٌ مِنَ الْفِقْهِ الْمُسْتَنْبَطِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَهِيَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ أَوْ فَهْمٌ أُعْطِيَهُ رجل لِأَنَّهُ ذكره بِالرَّفْعِ فَلَوْ كَانَ الِاسْتِثْنَاءُ مِنْ غَيْرِ الْجِنْسِ لَكَانَ مَنْصُوبًا كَذَا قَالَ وَالظَّاهِرُ أَنَّ الِاسْتِثْنَاءَ فِيهِ مُنْقَطِعٌ وَالْمُرَادُ بِذِكْرِ الْفَهْمِ إِثْبَاتُ إِمْكَانِ الزِّيَادَةِ عَلَى مَا فِي الْكِتَابِ وَقَدْ رَوَاهُ الْمُصَنِّفُ فِي الدِّيَاتِ بِلَفْظِ مَا عِنْدَنَا إِلَّا مَا فِي الْقُرْآنِ إِلَّا فَهْمًا يُعْطَى رَجُلٌ فِي الْكِتَابِ فَالِاسْتِثْنَاءُ الْأَوَّلُ مُفَرَّغٌ وَالثَّانِي مُنْقَطِعٌ مَعْنَاهُ لَكِنْ إِنْ أَعْطَى اللَّهُ رَجُلًا فَهْمًا فِي كِتَابِهِ فَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى الِاسْتِنْبَاطِ فَتَحْصُلُ عِنْدَهُ الزِّيَادَةُ بِذَلِكَ الِاعْتِبَارِ وَقَدْ رَوَى أَحْمَدُ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ مِنْ طَرِيقِ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ

الصفحة 204