كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
وَلَا وكس أَي لَا نقص قَوْله وكف الْمَسْجِد أَي قطر سقفه بِالْمَاءِ قَوْله وكل بالرحم ملكا روى بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد أَي استكفاه ذَلِك وكفله إِيَّاه قَوْله من توكل لي مَا بَين رجلَيْهِ أَي تكفل فصل ول قَوْله فولجت عَلَيْهِ أَي دخلت قَوْله فليلج النَّار أَي فليدخلها وَمِنْه وولج عَلَيْهِ شَاب وَقَوله فليلج عَلَيْك قَوْله وليجة قَالَ فِي الأَصْل كل شَيْء أدخلته فِي شَيْء فقد أولجته فِيهِ وَمِنْه يولج اللَّيْل فِي النَّهَار قَوْله وليدة أَي أمة قَوْله شَاة وَالِد أَي مَعهَا وَلَدهَا قَوْله نهى عَن قتل الْولدَان أَي الْأَطْفَال قَوْله ولغَ أَي شرب بِلِسَانِهِ قَوْله مزينة موالى أَي أوليائي المختصون بِي قَوْله إِذْ تلقونه بِالتَّشْدِيدِ وَهِي قِرَاءَة الْعَامَّة أَي يرويهِ بَعضهم عَن بعض قَالَه مُجَاهِد وقالته بِالتَّخْفِيفِ وَكسر اللَّام عَائِشَة وَهُوَ من الولق أَي الْكَذِب قَوْله أولم أَي جعل وَلِيمَة وَهِي مَا يصنع من الطَّعَام عِنْد السرُور وَالْمرَاد بِهِ هُنَا التَّزْوِيج وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال الْوَلِيمَة طَعَام النِّكَاح قَوْله أولى النَّاس بِعِيسَى أَي أخصهم بِهِ وأقربهم إِلَيْهِ وَفِي الْمَوَارِيث فَلأولى رجل ذكر أَي أقرب وأقعد وَالْمولى يَقع على الْوَلِيّ بِالنّسَبِ وَالِاسْم مِنْهُ الْولَايَة بِالْفَتْح وعَلى الْقيم بِالْأَمر وَالِاسْم مِنْهُ الْولَايَة بِالْكَسْرِ وعَلى الْمُعْتق من فَوق وَمن أَسْفَل وَالِاسْم مِنْهُ الْوَلَاء وعَلى النَّاصِر والحليف وبن الْعم والعصبة قَالَ الْفراء الْمولي وَالْوَلِيّ وَاحِد والمولي يُطلق أَيْضا على أَشْيَاء مِنْهَا التَّابِع والمحب وَالْجَار والمأوى والصهر وَالْأَخ وَالِابْن وبن الْأُخْت وَالشَّرِيك والصاحب وَغير ذَلِك وَفِي الأَصْل قَالَ معمر يَعْنِي أَبَا عُبَيْدَة بن الْمثنى اللّغَوِيّ وَنقل عَنهُ مَا فِي تَفْسِير سُورَة النِّسَاء وَفِي الأَصْل أَيْضا الْولَايَة مَفْتُوح الْوَاو مصدر الْوَلَاء وَهِي الربوبية وبالكسر الْإِمَارَة وتكرر قَوْله الْوَلَاء وَالْمرَاد بِهِ مِيرَاث الْمُعْتق من أَسْفَل قَوْله يسْمعهَا من يَلِيهِ أَي يقرب مِنْهُ فصل وم قَوْله المومسات جمع مومسة وَهِي العاهرة المجاهرة بذلك فصل ون قَوْله لَا تنيا فِي ذكرى أَي لَا تضعفا من الوناء وَهُوَ الضعْف فصل وه قَوْله وَهل بن عمر يُقَال بِفَتْح الْهَاء وَكسرهَا فِي الْفَزع وَبِفَتْحِهَا خَاصَّة فِي الْغَلَط وَحكي الْكسر أَيْضا وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال وَهل فِي الشَّيْء بِالْفَتْح وهلا بِالسُّكُونِ ذهب وهمه إِلَيْهِ ووهل بِالْكَسْرِ وهلا بِالْفَتْح أَي نسي قَوْله وهنتهم حمى يثرب أَي أضعفتهم وَقَالَ فِي الأَصْل فِي قَوْله تَعَالَى وَلَا تهنوا أَي وَلَا تضعفوا وَهُوَ من الوهن قَوْله فَهِيَ يَوْمئِذٍ واهية قَالَ فِي الأَصْل وهيها تشققها وَقَالَ غَيره أَي ضَعِيفَة جدا فصل وي قَوْله وَيحك وَيْح هِيَ كلمة تقال لمن وَقع فِي هلكة لَا يَسْتَحِقهَا قَالَ الْحسن وَيْح كلمة رَحْمَة قَوْله ويكأن الله قَالَ سِيبَوَيْهٍ كلمة ويك تَنْبِيه مَعْنَاهُ أما تنتبه وَقَالَ غَيره معني ويكأن كَذَا ألم تَرَ قَوْله ويل هِيَ كلمة تقال لمن وَقع فِي هلكة يَسْتَحِقهَا وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ وَيْح كلمة زجر لمن أشرف على هلكة وويل لمن وَقع فِيهَا وَقيل ويل كلمة ردع وَقيل هُوَ الْحزن وَقيل أشق الْعَذَاب وَقيل وَاد فِي جَهَنَّم وَمِنْه قَوْله يَا وَيْلَهَا وويلك وتكررت فِي الحَدِيث قَوْله ويل أمه هِيَ كلمة تعجب لَا يُرَاد بهَا الذَّم
أَكْبَرَ مِنْهُ سِنًّا لَكِنْ تَأَخَّرَتْ وَفَاتُهُ عَنْ وَهْبٍ وَفِي الْإِسْنَادِ ثَلَاثَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ مِنْ طَبَقَةٍ مُتَقَارِبَةٍ أَوَّلُهُمْ عَمْرٌو قَوْلُهُ فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَلَا أَكْتُبُ هَذَا اسْتِدْلَالٌ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى مَا ذَكَرَهُ مِنْ أَكْثَرِيَّةِ مَا عِنْد عبد الله بن عَمْرو أَي بن الْعَاصِ عَلَى مَا عِنْدَهُ وَيُسْتَفَادُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ جَازِمًا بِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الصَّحَابَةِ أَكْثَرُ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ مَعَ أَنَّ الْمَوْجُودَ الْمَرْوِيَّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَقَلُّ مِنَ الْمَوْجُودِ الْمَرْوِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِأَضْعَافٍ مُضَاعَفَةٍ فَإِنْ قُلْنَا الِاسْتِثْنَاءُ مُنْقَطِعٌ فَلَا إِشْكَالَ إِذِ التَّقْدِيرُ لَكِنَّ الَّذِي كَانَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ الْكِتَابَةُ لَمْ يَكُنْ مِنِّي سَوَاءٌ لَزِمَ مِنْهُ كَوْنُهُ أَكْثَرَ حَدِيثًا لِمَا تَقْتَضِيهِ الْعَادَةُ أَمْ لَا وَإِنْ قُلْنَا الِاسْتِثْنَاءُ مُتَّصِلٌ فَالسَّبَبُ فِيهِ مِنْ جِهَاتٍ أَحَدُهَا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ كَانَ مُشْتَغِلًا بِالْعِبَادَةِ أَكْثَرَ مِنِ اشْتِغَالِهِ بِالتَّعْلِيمِ فَقَلَّتِ الرِّوَايَةُ عَنْهُ ثَانِيهَا أَنَّهُ كَانَ أَكْثَرَ مُقَامِهِ بَعْدَ فُتُوحِ الْأَمْصَارِ بِمِصْرَ أَوْ بِالطَّائِفِ وَلَمْ تَكُنِ الرِّحْلَةُ إِلَيْهِمَا مِمَّنْ يَطْلُبُ الْعِلْمَ كَالرِّحْلَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ مُتَصَدِّيًا فِيهَا لِلْفَتْوَى وَالتَّحْدِيثِ إِلَى أَنْ مَاتَ وَيَظْهَرُ هَذَا مِنْ كَثْرَةِ مَنْ حَمَلَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَدْ ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ أَنَّهُ رَوَى عَنْهُ ثَمَانَمِائَةِ نَفْسٍ مِنَ التَّابِعِينَ وَلَمْ يَقَعْ هَذَا لِغَيْرِهِ ثَالِثُهَا مَا اخْتُصَّ بِهِ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ دَعْوَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ بِأَنْ لَا يَنْسَى مَا يُحَدِّثُهُ بِهِ كَمَا سَنَذْكُرُهُ قَرِيبًا رَابِعُهَا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ كَانَ قَدْ ظَفِرَ فِي الشَّامِ بِحِمْلِ جَمَلٍ مِنْ كُتُبِ أَهْلِ الْكِتَابِ فَكَانَ يَنْظُرُ فِيهَا وَيُحَدِّثُ مِنْهَا فَتَجَنَّبَ الْأَخْذَ عَنْهُ لِذَلِكَ كَثِيرٌ مِنْ أَئِمَّةِ التَّابِعِينَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ تَنْبِيهٌ قَوْلُهُ وَلَا أَكْتُبُ قَدْ يُعَارضهُ مَا أخرجه بن وَهْبٍ مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةٍ قَالَ تُحُدِّثَ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ بِحَدِيثٍ فَأَخَذَ بِيَدِي إِلَى بَيْتِهِ فَأَرَانَا كُتُبًا مِنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ هَذَا هُوَ مَكْتُوب عِنْدِي قَالَ بن عَبْدِ الْبَرِّ حَدِيثُ هَمَّامٍ أَصَحُّ وَيُمْكِنُ الْجَمْعُ بِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَكْتُبُ فِي الْعَهْدِ النَّبَوِيِّ ثُمَّ كَتَبَ بَعْدَهُ قُلْتُ وَأَقْوَى مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ وُجُودِ الْحَدِيثِ مَكْتُوبًا عِنْده أَنْ يَكُونَ بِخَطِّهِ وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَكْتُبُ فَتَعَيَّنَ أَنَّ الْمَكْتُوبَ عِنْدَهُ بِغَيْرِ خطه قَوْله تَابعه معمر أَي بن رَاشِدٍ يَعْنِي تَابَعَ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ فِي رِوَايَتِهِ لِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ هَمَّامٍ وَالْمُتَابَعَةُ الْمَذْكُورَةُ أَخْرَجَهَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ وَأَخْرَجَهَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ لَهُ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ الشَّاعِرِ عَنْهُ وَرَوَى أَحْمَدُ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْمَدْخَلِ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ مُجَاهِدٍ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ قَالَا سَمِعْنَا أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ مَا كَانَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عبد الله بن عَمْرو فَإِنَّهُ كَانَ يكْتب بِيَدِهِ وَيَعِي بِقَلْبِهِ وَكُنْتُ أَعِي وَلَا أَكْتُبُ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكِتَابِ عَنْهُ فَأَذِنَ لَهُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ وَلَهُ طَرِيقٌ أُخْرَى أَخْرَجَهَا الْعُقَيْلِيُّ فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلْمَانَ عَنْ عَقِيلٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ مَا كَانَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ اسْتَأْذَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ بِيَدِهِ مَا سَمِعَ مِنْهُ فَأَذِنَ لَهُ الْحَدِيثَ وَعِنْدَ أَحْمَدَ وَأَبِي دَاوُدَ مِنْ طَرِيقِ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَهَتْنِي قُرَيْش الحَدِيث وَفِيه اكْتُبْ فو الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَّا الْحَقُّ وَلِهَذَا طُرُقٌ أُخْرَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو يُقَوِّي بَعْضُهَا بَعْضًا وَلَا يَلْزَمُ مِنْهُ أَنْ يَكُونَا فِي الْوَعْيِ سَوَاءً لِمَا قَدَّمْنَاهُ مِنَ اخْتِصَاصِ أَبِي هُرَيْرَةَ بِالدُّعَاءِ بِعَدَمِ النِّسْيَانِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُقَالَ تُحْمَلُ أَكْثَرِيَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَلَى مَا فَازَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ مِنَ الْكِتَابَةِ قَبْلَ الدُّعَاءِ لِأَبِي هُرَيْرَةَ لِأَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثِهِ فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدُ فَجَازَ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِ النِّسْيَانُ فِيمَا سَمِعَهُ قَبْلَ الدُّعَاءِ بِخِلَافِ عَبْدِ اللَّهِ فَإِنَّ الَّذِي سَمِعَهُ مَضْبُوطٌ بِالْكِتَابَةِ وَالَّذِي انْتَشَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَعَ ذَلِكَ أَضْعَافُ مَا انْتَشَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو لِتَصَدِّي أَبِي هُرَيْرَةَ لِذَلِكَ وَمُقَامُهُ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ بِخِلَافِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فِي الْأَمْرَيْنِ
الصفحة 207
500