كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

(

حرف الْيَاء)
(

فصل ي أ)
قَوْله لَا تيأسوا الْيَأْس ضد الرَّجَاء قَوْله فَلَمَّا استيأسوا مِنْهُ أَي افتعلوا من يئست كَذَا فِي الأَصْل قَوْله يؤس كفور فعول من الْيَأْس وَمِنْه أفلم ييأس الَّذين آمنُوا فصل ي ب قَوْله يبسا أَي يَابسا فصل ي ت قَوْله وَذكرت أَنَّهَا مؤتمة أَي ذَات أَيْتَام فصل ي ث قَوْله يثرب هُوَ اسْم الْمَدِينَة قبل الْإِسْلَام فسماها النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طيبَة ونهاهم عَن تَسْمِيَتهَا يثرب وَوَقع فِي الْقُرْآن حِكَايَة قَول الْمُنَافِقين فصل ي ح قَوْله يحموم هُوَ دُخان أسود قَالَه مُجَاهِد فصل ي د قَوْله اتَّخذت عِنْدهم يدا يحْمُونَ بهَا قَرَابَتي الْيَد تطلق على النِّعْمَة وَالْإِحْسَان وَنَحْو ذَلِك قَوْله أَطْوَلهنَّ يدا أَي اسمحهن وَوَقع ذكر الْيَد فِي الْقُرْآن والْحَدِيث مُضَافا إِلَى الله تَعَالَى وَاتفقَ أهل السّنة وَالْجَمَاعَة على أَنه لَيْسَ المُرَاد بِالْيَدِ الْجَارِحَة الَّتِي هِيَ من صِفَات المحدثات وأثبتوا مَا جَاءَ من ذَلِك وآمنوا بِهِ فَمنهمْ من وقف وَلم يتَأَوَّل وَمِنْهُم من حمل كل لفظ مِنْهَا على الْمَعْنى الَّذِي ظهر لَهُ وَهَكَذَا عمِلُوا فِي جَمِيع مَا جَاءَ من أَمْثَال ذَلِك قَوْله حَتَّى يُعْطوا الْجِزْيَة عَن يَد أَي عَن قهر وَقيل عَن ذل واعتراف وَقيل بِغَيْر وَاسِطَة قَوْله فِي ذَات يَده أَي فِيمَا ملكه فصل ي ر قَوْله يَوْم اليرموك بِفَتْح أَوله مَوضِع من بِلَاد الشَّام كَانَت فِيهِ الْوَقْعَة فصل ي س قَوْله ذُو الْيَسَار أَي المَال واليسار أَيْضا ضد الْيَمين قَوْله أيسر على الْمُعسر أَي أعامله بالمياسرة قَوْله يسر لي جَلِيسا أَي هيئ لي وَالْيَد الْيُسْرَى يُقَال لَهَا الشؤمى وَهِي ضد الْيُمْنَى فصل ي ع قَوْله لَهَا يعار بِالضَّمِّ هُوَ صَوت الْمعز من الْغنم وَمِنْه شَاة تَيْعر أَي تصوت فصل ي غ قَوْله وَلَا يَغُوث هُوَ اسْم صنم كَانَ فِي قوم نوح ثمَّ صَار إِلَى قوم من الْعَرَب وَكَذَا قَوْله ويعوق فصل ي ق قَوْله شَجَرَة من يَقْطِين وَقع فِي الأَصْل هُوَ كل مَا كَانَ من الشّجر لَا أصل لَهُ كالدباء وَنَحْوه وَقَالَ غَيره اليقطين القرع قَوْله يقظان ويقظ واستيقظ ويقظى كُله من الْيَقَظَة وَهِي الانتباه فصل ي ل قَوْله يَلَمْلَم هُوَ وَاد مَعْرُوف بِقرب مَكَّة من طَرِيق الْيمن فصل ي م قَوْله اليم هُوَ الْبَحْر قَوْله الْيَمَامَة بلد مَعْرُوف بَين مَكَّة واليمن قَوْله يُعجبهُ التَّيَمُّن أَي الْبدَاءَة بِالْيَمِينِ وَيحْتَمل التفاؤل أَيْضا قَوْله الْيمن قَالَ سميت الْيمن لِأَنَّهَا عَن يَمِين الْكَعْبَة وَالشَّام لِأَنَّهَا عَن شمالها وَتقدم ذكر الْيَد الْيُمْنَى قَرِيبا قَوْله تأتوننا عَن الْيَمين أَي عَن الْحق فصل ي ن قَوْله أينعت لَهُ ثَمَرَته أَي أدْركْت وَطَابَتْ والينع بِفَتْح الْيَاء إِدْرَاك الثِّمَار آخر الْفَصْل وَالْحَمْد لله كثيرا لَا نحصي ثَنَاء عَلَيْهِ على كل حَال وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه
وَيُسْتَفَاد مِنْهُ وَمن الحَدِيث عَلِيٍّ الْمُتَقَدِّمِ وَمِنْ قِصَّةِ أَبِي شَاهٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذِنَ فِي كِتَابَةِ الْحَدِيثِ عَنْهُ وَهُوَ يُعَارِضُ حَدِيثَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا غَيْرَ الْقُرْآنِ رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالْجَمْعُ بَيْنَهُمَا أَنَّ النَّهْيَ خَاصٌّ بِوَقْتِ نُزُولِ الْقُرْآنِ خَشْيَةَ الْتِبَاسِهِ بِغَيْرِهِ وَالْإِذْنَ فِي غَيْرِ ذَلِكَ أَوْ أَنَّ النَّهْيَ خَاصٌّ بِكِتَابَةِ غَيْرِ الْقُرْآنِ مَعَ الْقُرْآنِ فِي شَيْءٍ وَاحِدٍ وَالْإِذْنَ فِي تَفْرِيقِهِمَا أَوِ النَّهْيَ مُتَقَدِّمٌ وَالْإِذْنَ نَاسِخٌ لَهُ عِنْدَ الْأَمْنِ مِنَ الِالْتِبَاسِ وَهُوَ أَقْرَبُهَا مَعَ أَنَّهُ لَا يُنَافِيهَا وَقِيلَ النَّهْيُ خَاصٌّ بِمَنْ خُشِيَ مِنْهُ الِاتِّكَالُ عَلَى الْكِتَابَةِ دُونَ الْحِفْظِ وَالْإِذْنُ لِمَنْ أُمِنَ مِنْهُ ذَلِكَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَعَلَّ حَدِيثَ أَبِي سَعِيدٍ وَقَالَ الصَّوَابُ وَقْفُهُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ قَالَهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ قَالَ الْعُلَمَاءُ كَرِهَ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ كِتَابَةَ الْحَدِيثِ وَاسْتَحَبُّوا أَنْ يُؤْخَذَ عَنْهُمْ حِفْظًا كَمَا أَخَذُوا حِفْظًا لَكِنْ لَمَّا قَصُرَتِ الْهِمَمُ وَخَشِيَ الْأَئِمَّةُ ضَيَاعَ الْعلم دونوه وَأول من دون الحَدِيث بن شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ عَلَى رَأْسِ الْمِائَةِ بِأَمْرِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثُمَّ كَثُرَ التَّدْوِينُ ثُمَّ التَّصْنِيفُ وَحَصَلَ بِذَلِكَ خَيْرٌ كَثِيرٌ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ

[114] قَوْله أَخْبرنِي يُونُس هُوَ بن يَزِيدَ قَوْلُهُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَي بن عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قَوْلُهُ لَمَّا اشْتَدَّ أَيْ قَوِيَ قَوْلُهُ وَجَعُهُ أَيْ فِي مَرَضِ مَوْتِهِ كَمَا سَيَأْتِي وَلِلْمُصَنِّفِ فِي الْمَغَازِي وَلِلْإِسْمَاعِيلِيِّ لَمَّا حَضَرَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَفَاةُ وَلِلْمُصَنِّفِ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَهُوَ قَبْلَ مَوْتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعَةِ أَيَّامٍ قَوْلُهُ بِكِتَابٍ أَيْ بِأَدَوَاتِ الْكِتَابِ فَفِيهِ مَجَازُ الْحَذْفِ وَقَدْ صُرِّحَ بِذَلِكَ فِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ قَالَ ائْتُونِي بِالْكَتِفِ وَالدَّوَاةِ وَالْمُرَادُ بِالْكَتِفِ عَظْمُ الْكَتِفِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْتُبُونَ فِيهَا قَوْلُهُ أَكْتُبْ هُوَ بِإِسْكَانِ الْبَاءِ جَوَابُ الْأَمْرِ وَيَجُوزُ الرَّفْعُ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ وَفِيهِ مَجَازٌ أَيْضًا أَيْ آمُرُ بِالْكِتَابَةِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عَلَى ظَاهِرِهِ كَمَا سَيَأْتِي الْبَحْثُ فِي الْمَسْأَلَةِ فِي كِتَابِ الصُّلْحِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَفِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ أَنَّهُ الْمَأْمُورُ بِذَلِكَ وَلَفْظُهُ أَمَرَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ آتِيَهُ بِطَبَقٍ أَيْ كَتِفٍ يَكْتُبُ مَا لَا تَضِلُّ أُمَّتُهُ مِنْ بَعْدِهِ قَوْلُهُ كِتَابًا بَعْدَ قَوْلِهِ بِكِتَابٍ فِيهِ الْجِنَاسُ التَّامُّ بَيْنَ الْكَلِمَتَيْنِ وَإِنْ كَانَتْ إِحْدَاهُمَا بِالْحَقِيقَةِ وَالْأُخْرَى بِالْمَجَازِ قَوْلُهُ لَا تَضِلُّوا هُوَ نَفْيُ وَحُذِفَتِ النُّونِ فِي الرِّوَايَاتِ الَّتِي اتَّصَلَتْ لَنَا لِأَنَّهُ بَدَلٌ مِنْ جَوَابِ الْأَمْرِ وَتَعَدُّدُ جَوَابِ الْأَمْرِ مِنْ غَيْرِ حَرْفِ الْعَطْفِ جَائِزٌ قَوْلُهُ غَلَبَهُ الْوَجَعُ أَيْ فَيَشُقُّ عَلَيْهِ إِمْلَاءُ الْكِتَابِ أَوْ مُبَاشَرَةُ الْكِتَابَةِ وَكَأَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَهِمَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ يَقْتَضِي التَّطْوِيلَ قَالَ الْقُرْطُبِيُّ وَغَيْرُهُ ائْتُونِي أَمْرٌ وَكَانَ حَقُّ الْمَأْمُورِ أَنْ يُبَادِرَ لِلِامْتِثَالِ لَكِنْ ظَهَرَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَعَ طَائِفَةٍ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى الْوُجُوبِ وَأَنَّهُ مِنْ بَابِ الْإِرْشَادِ إِلَى الْأَصْلَحِ فَكَرِهُوا أَنْ يُكَلِّفُوهُ مِنْ ذَلِكَ مَا يَشُقُّ

الصفحة 208