كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

وَالزُّبَيْر بن عَرَبِيّ بالراء بعْدهَا مُوَحدَة بِلَفْظ النّسَب لَهُ حَدِيث وَاحِد فِيهِ عَن بن عمر وبفتح أَوله عبد الرَّحْمَن بن الزبير مَذْكُور فِي حَدِيث عَائِشَة أَن رِفَاعَة الْقرظِيّ طلق امْرَأَته الْبَتَّةَ وبنون سَاكِنة ثمَّ مُوَحدَة مَفْتُوحَة سعيد بن دَاوُد بن أبي زنبر الزنبري لَهُ ذكر فِي التَّوْحِيد تَعْلِيقا لكنه لم ينْسب حرف السِّين الْمُهْملَة سُرَيج فِي البُخَارِيّ بِهَذِهِ الصُّورَة بِالْمُهْمَلَةِ وبالجيم اسمان وكنية فالإسمان سُرَيج بن يُونُس وسريج بن النُّعْمَان والكنية أَحْمد بن أبي سُرَيج الرَّازِيّ وَالثَّلَاثَة من شُيُوخه إِلَّا أَنه فِي الصَّحِيح روى عَن الأول بِوَاسِطَة وَحدث عَن الثَّانِي تَارَة بِوَاسِطَة وَتارَة بِغَيْر وَاسِطَة وبالشين الْمُعْجَمَة والحاء الْمُهْملَة جمَاعَة سَلام بِالتَّشْدِيدِ كثير وبتخفيف اللَّام عبد الله بن سَلام الصَّحَابِيّ الْمَشْهُور فَقَط وَاخْتلف فِي مُحَمَّد بن سَلام شيخ البُخَارِيّ وَالرَّاجِح أَنه بِالتَّخْفِيفِ أَيْضا سليم بِالضَّمِّ وَفتح اللَّام جمَاعَة وبالفتح وَكسر اللَّام سليم بن حبَان الْهُذلِيّ فَقَط وَفِي الْجَامِع راو رُبمَا اشْتبهَ بِهَذَا وَهُوَ سُلَيْمَان بن حَيَّان أَبُو خَالِد الْأَحْمَر لَكِن فِيهِ زِيَادَة النُّون سَلمَة بِفَتْح اللَّام جمَاعَة وَمِمَّا يشْتَبه بِهِ مسلمة بن عَلْقَمَة لَهُ رِوَايَة فِي الْجَامِع وَلَيْسَ لمسلمة بن عَلْقَمَة عِنْده رِوَايَة وبكسرها فِي نسب الْأَنْصَار وَيُقَال لَهُم بَنو سَلمَة وَهُوَ سَلمَة بن سعد بن عَليّ بن أَسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الْخَزْرَج مِنْهُم جَابر بن عبد الله وَأَبُو قَتَادَة الْأنْصَارِيّ وَغَيرهمَا وَسَلَمَة الجري وَابْنه عَمْرو بن سَلمَة سعيد كثير وبضم السِّين وَفتح الْعين فِي نسب عَمْرو بن الْعَاصِ وَغَيره سعيد بن سعد بن سهم وَلم يَأْتِ مَذْكُورا فِي صَحِيح البُخَارِيّ وبوزنه لَكِن آخِره رَاء سعير بن مَالك بن الحمس سَواد بِالْفَتْح فِي نسب الْأَنْصَار وبالضم فِي نسب بلَى مِنْهُم كَعْب بن عجْرَة السَّامِي نِسْبَة إِلَى سامة بن لؤَي مِنْهُم عبد الْأَعْلَى بن عبد الأعلي وَعباد بن مَنْصُور وَأَبُو المتَوَكل النَّاجِي وَمُحَمّد بن عرْعرة بن البرند السَّامِي وَمن عدا هَؤُلَاءِ بالشين الْمُعْجَمَة السلمى بِالضَّمِّ كثير وبالفتح فِي الْأَنْصَار فَقَط السينَانِي بِالْكَسْرِ بعْدهَا يَاء أخيرة وَقبل الْألف وَبعدهَا نونان الْفضل بن مُوسَى فَقَط وَبَاقِي مَا فِي الْكتاب بِفَتْح الْمُعْجَمَة بعْدهَا يَاء أخيرة ثمَّ مُوَحدَة حرف الشين الْمُعْجَمَة شُعَيْب وَاضح وبثاء مُثَلّثَة فِي آخِره عبد الرَّحْمَن بن حَمَّاد بن شعيث الشعيثي حرف الصَّاد الْمُهْملَة صبيح بِالضَّمِّ أَبُو الضُّحَى مُسلم بن صبيح وبالفتح الرّبيع بن صبيح ذكر فِي كَفَّارَة الْيَمين فِي المتابعات صعير بِالضَّمِّ وَفتح الْمُهْملَة عبد الله بن ثَعْلَبَة بن صعير وبالفتح وَكسر الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَاضح لَكِن لم يَأْتِ علما نعم فِيهِ حَاتِم بن أبي صَغِيرَة لَكِن بِزِيَادَة هَاء حرف الظَّاء الْمُعْجَمَة الظفري بِفتْحَتَيْنِ فِي الْأَنْصَار وبالكسر وَسُكُون الْهَاء بدل الْفَاء الْمعَافى بن عمرَان الظهري حرف الْعين الْمُهْملَة عَابِد بِالْمُوَحَّدَةِ كثير وبياء أخيرة والذال مُعْجمَة عَائِذ بن عَمْرو الْمُزنِيّ صَحَابِيّ وَأَيوب بن عَائِذ الطَّائِي وَأَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ اسْمه عَائِذ الله عَبَّاس وَاضح وبالياء الْمُثَنَّاة من تَحت وإعجام الشين أَبُو بكر بن عَيَّاش الْمُقْرِئ الْكُوفِي وَعلي بن عَيَّاش الْحِمصِي من شُيُوخ البُخَارِيّ وَلَيْسَ بَينه وَبَين أبي بكر نِسْبَة وَمِمَّا يشْتَد اشتباهه فِي هَذِه الْمَادَّة عَبَّاس بن الْوَلِيد وَعَيَّاش بن الْوَلِيد أَحدهمَا بِالْمُوَحَّدَةِ والمهملة وَالْآخر بِالْمُثَنَّاةِ الْمُعْجَمَة وَكِلَاهُمَا من شُيُوخ البُخَارِيّ فَالْأول هُوَ النَّرْسِي لَهُ فِي الْكتاب حديثان أَحدهمَا فِي عَلَامَات النُّبُوَّة وَالثَّانِي
بن الْمُنِيرِ وَمَنْ تَبِعَهُ يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ أَنَّ أَصْلَ السَّمَرِ يَثْبُتُ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ وَهِيَ قَوْلُهُ نَام الغليم وَيحْتَمل أَن يُرِيد ارتقاب بن عَبَّاسٍ لِأَحْوَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا فَرْقَ بَيْنَ التَّعْلِيمِ مِنَ الْقَوْلِ وَالتَّعْلِيمِ من الْفِعْل فقد سمر بن عَبَّاسٍ لَيْلَتَهُ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ زَادَ الْكِرْمَانِيُّ أَوْ مَا يُفْهَمُ مِنْ جَعْلِهِ إِيَّاهُ عَلَى يَمِينِهِ كَأَنَّهُ قَالَ لَهُ قِفْ عَنْ يَمِينِي فَقَالَ وَقَفْتُ اه وَكُلُّ مَا ذَكَرَهُ مُعْتَرَضٌ لِأَنَّ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ لَا يُسَمَّى سامرا وصنيع بن عَبَّاسٍ يُسَمَّى سَهَرًا لَا سَمَرًا إِذِ السَّمَرُ لَا يَكُونُ إِلَّا عَنْ تَحَدُّثٍ قَالَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ وَأَبْعَدُهَا الْأَخِيرُ لِأَنَّ مَا يَقَعُ بَعْدَ الِانْتِبَاهِ مِنَ النَّوْمِ لَا يُسَمَّى سَمَرًا وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ تَبَعًا لِغَيْرِهِ أَيْضًا يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مُرَادُ الْبُخَارِيِّ أَنَّ الْأَقَارِبَ إِذَا اجْتَمَعُوا لَا بُدَّ أَنْ يَجْرِيَ بَيْنَهُمْ حَدِيثٌ لِلْمُؤَانَسَةِ وَحَدِيثُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُ عِلْمٌ وَفَوَائِدُ قُلْتُ وَالْأَوْلَى مِنْ هَذَا كُلِّهِ أَنَّ مُنَاسَبَةَ التَّرْجَمَةِ مُسْتَفَادَةٌ مِنْ لَفْظٍ آخَرَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ بِعَيْنِهِ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى وَهَذَا يَصْنَعُهُ الْمُصَنِّفُ كَثِيرًا يُرِيدُ بِهِ تَنْبِيهَ النَّاظِرِ فِي كِتَابِهِ عَلَى الِاعْتِنَاءِ بِتَتَبُّعِ طُرُقِ الْحَدِيثِ وَالنَّظَرِ فِي مَوَاقِعِ أَلْفَاظِ الرُّوَاةِ لِأَنَّ تَفْسِيرَ الْحَدِيثِ بِالْحَدِيثِ أَوْلَى مِنَ الْخَوْضِ فِيهِ بِالظَّنِّ وَإِنَّمَا أَرَادَ الْبُخَارِيُّ هُنَا مَا وَقَعَ فِي بَعْضِ طُرُقِ هَذَا الْحَدِيثِ مِمَّا يَدُلُّ صَرِيحًا عَلَى حَقِيقَةِ السَّمَرِ بَعْدَ الْعِشَاءِ وَهُوَ مَا أَخْرَجَهُ فِي التَّفْسِير وَغَيره من طَرِيق كريب عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ بِتُّ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ فَتَحَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً ثُمَّ رَقَدَ الْحَدِيثَ فَصَحَّتِ التَّرْجَمَةُ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ إِلَى تَعَسُّفٍ وَلَا رَجْمٍ بِالظَّنِّ فَإِنْ قِيلَ هَذَا إِنَّمَا يَدُلُّ عَلَى السَّمَرِ مَعَ الْأَهْلِ لَا فِي الْعِلْمِ فَالْجَوَابُ أَنَّهُ يُلْحَقُ بِهِ وَالْجَامِعُ تَحْصِيلُ الْفَائِدَةِ أَوْ هُوَ بِدَلِيلِ الْفَحْوَى لِأَنَّهُ إِذَا شَرَعَ فِي الْمُبَاحِ فَفِي الْمُسْتَحَبِّ مِنْ طَرِيقِ الْأَوْلَى وَسَنَذْكُرُ بَاقِيَ مَبَاحِثِ هَذَا الْحَدِيثِ حَيْثُ ذَكَرَهُ الْمُصَنِّفُ مُطَوَّلًا فِي كِتَابِ الْوِتْرِ مِنْ كِتَابِ الصَّلَاةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَيَدْخُلُ فِي هَذَا الْبَابِ حَدِيثُ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَهُمْ بَعْدَ الْعِشَاءِ وَقَدْ ذَكَرَهُ الْمُصَنِّفُ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ وَلِأَنَسٍ حَدِيثٌ آخَرُ فِي قِصَّةِ أُسَيْدِ بْنِ حَضِيرٍ وَقَدْ ذَكَرَهُ الْمُصَنِّفُ فِي الْمَنَاقِبِ وَحَدِيثُ عُمَرَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْمُرُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فِي الْأَمْرِ مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَهُوَ صَرِيحٌ فِي الْمَقْصُودِ إِلَّا أَنَّ فِي إِسْنَادِهِ اخْتِلَافًا عَلَى عَلْقَمَةَ فَلِذَلِكَ لَمْ يَصِحَّ عَلَى شَرْطِهِ وَحَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى يُصْبِحَ لَا يَقُومُ إِلَّا إِلَى عَظِيمِ صَلَاةٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَصَححهُ بن خُزَيْمَةَ وَهُوَ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَلَيْسَ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ وَأَمَّا حَدِيثُ لَا سَمَرَ إِلَّا لِمُصَلٍّ أَوْ مُسَافِرٍ فَهُوَ عِنْدَ أَحْمَدَ بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ مَجْهُولٌ وَعَلَى تَقْدِيرِ ثُبُوتِهِ فَالسَّمَرُ فِي الْعِلْمِ يُلْحَقُ بِالسَّمَرِ فِي الصَّلَاةِ نَافِلَةً وَقَدْ سَمَرَ عُمَرُ مَعَ أَبِي مُوسَى فِي مُذَاكَرَةِ الْفِقْهِ فَقَالَ أَبُو مُوسَى الصَّلَاةُ فَقَالَ عُمَرُ أَنا فِي صَلَاة وَالله أعلم

الصفحة 213