كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
فِي الْمَغَازِي فِي بَابِ بَعْثِ أَبِي مُوسَى وَمُعَاذٍ إِلَى الْيمن قَالَ فِي كل مِنْهُمَا حَدثنَا عَبَّاس بن الْوَلِيد وعلق لَهُ ثَالِثا فِي كتاب الْفِتَن قَالَ قَالَ عَبَّاس النَّرْسِي حَدثنَا يزِيد بن زُرَيْع فَذكر حَدِيثا وَبَاقِي مَا فِي الْكتاب من حَدِيث الآخر وَهُوَ عَيَّاش بن الْوَلِيد الرقام يذكر أَبَاهُ تَارَة وَتارَة لَا يذكرهُ وَاخْتلف فِي مَوضِع فِي الْحَج قَالَ فِيهِ حَدثنَا عَبَّاس بن الْوَلِيد حَدثنَا مُحَمَّد بن فُضَيْل فَذكر حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي فضل المحلقين فَأكْثر الرِّوَايَات بالشين الْمُعْجَمَة وَفِي رِوَايَة بن السكن بِالْمُهْمَلَةِ وَكَانَ الْقَابِسِيّ يشك فِيهِ عَن أبي زيد فَيَقُول عَبَّاس أَو عَيَّاش ويجزم بِهِ عَن الْأصيلِيّ فَيَقُول عَيَّاش بِالْمُعْجَمَةِ وَهُوَ الصَّوَاب وَاخْتلف فِي مَوضِع آخر فِي المبعث قَالَ فِيهِ حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسلم فَفِي أَكثر الرِّوَايَات بِالْمُعْجَمَةِ وَهُوَ غير مُقَيّد فِي كتاب الْأصيلِيّ وَنقل أَبُو عَليّ الجياني عَن بَعضهم أَنه عَبَّاس بن الْوَلِيد بن مزِيد الْبَيْرُوتِي ورد ذَلِك وَقَالَ إِنَّه لَيْسَ بِشَيْء وَهُوَ كَمَا قَالَ عبَادَة كثير وبالفتح مُحَمَّد بن عبَادَة الوَاسِطِيّ عَن يزِيد بن هَارُون عباد كثير وبالضم وَتَخْفِيف الْمُوَحدَة قيس بن عباد تَابِعِيّ عَبدة وَاضح وبفتح الْبَاء بجالة بن عَبدة التَّمِيمِي عَن عمر عُبَيْدَة بِالْفَتْح بن عَمْرو السَّلمَانِي تَابِعِيّ وبن عَمْرو الْحذاء الْكُوفِي عَن عبد الْملك بن عُمَيْر وعامر بن عُبَيْدَة قَاضِي الْبَصْرَة لَهُ ذكر فِي كتاب الْأَحْكَام ثَلَاثَة فَقَط وبالضم جمَاعَة كنى وَأَسْمَاء عَبْثَر بِإِسْكَان الْمُوَحدَة بعْدهَا ثاء مُثَلّثَة ثمَّ رَاء هُوَ بن الْقَاسِم يكني أَبَا زبيد وبنون ثمَّ مُوَحدَة مُحَمَّد بن سَوَاء بن عنبر السدُوسِي وبضم أَوله والغين مُعْجمَة بعْدهَا نون وَفتح الثَّاء الْمُثَلَّثَة قَالَه أَبُو بكر الصّديق لِابْنِهِ عبد الرَّحْمَن فِي قصَّته عبس بِالْمُوَحَّدَةِ أَبُو عبس بن جبر هُوَ جد الْقَبِيلَة الْمَشْهُورَة من قيس وبالنون جد الْقَبِيلَة الْأُخْرَى من الْيمن وَأما أَبُو عبسى بِزِيَادَة يَاء فِي آخِره فمشهور لَا يلتبس عتيبة ظَاهر وبياءين مثناتين تحتانيتين بعدهمَا نون سُفْيَان بن عُيَيْنَة تكَرر ذكره مُسَمّى وَغير مُسَمّى وعيينة بن حصن الْفَزارِيّ لَيْسَ لَهُ رِوَايَة وَإِنَّمَا ذكر فِي اثناء الحَدِيث وَهُوَ صَحَابِيّ عتبَة كثير وبفتح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَكسر النُّون وَتَشْديد الْيَاء الْأَخِيرَة عبد الْملك بن حميد بن أبي غنية وَابْنه يحيى وَوَقع فِي كتاب الْعِيدَيْنِ وَأمر أنس مَوْلَاهُم بن أبي عتبَة بالزاوية وَهَذَا كأصل الْبَاب بِالْعينِ الْمُهْملَة المضمومة وَله فِي الْكتاب رِوَايَة عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ فِي الْأَدَب وَفِي الْحَج واسْمه عبد الله بن أبي عتبَة لَكِن وَقع فِي الْموضع الَّذِي ذَكرْنَاهُ فِي الْعِيدَيْنِ عِنْد أبي ذَر الْهَرَوِيّ عَن مشايخه بن أبي غنية بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة كَعبد الْملك بن حميد وَهُوَ تَصْحِيف فتفطن لَهُ وَأما حبيب بن عبد الرَّحْمَن بن حبيب بن يسَاف بن عنبة الْأنْصَارِيّ فبكسر الْعين الْمُهْملَة وَفتح النُّون بعْدهَا بَاء مُوَحدَة وَلم ينْسب حبيب إِلَى جده فِي الْكتاب عتاب بِالْمُثَنَّاةِ وَالْمُوَحَّدَة هُوَ بن بشير الْجَزرِي وغياث بِكَسْر الْمُعْجَمَة بعْدهَا مثناة من تَحت وَبعد الْألف ثاء مُثَلّثَة عُثْمَان بن غياث الراسي وَحَفْص بن غياث وَابْنه عمر وَغَيرهم عثام بمثلثة بن عَليّ العامري وبالمعجمة وَالنُّون طلق بن غَنَّام بن طلق بن مُعَاوِيَة شيخ البُخَارِيّ عَزِيز بِالْفَتْح وَالزَّاي وَبعد الْيَاء زَاي أَيْضا فِي حَدِيث بن أبي مليكَة عَن عقبَة بن الْحَارِث أَنه تزوج بِنْتا لأبي أهاب بن عَزِيز وَرَوَاهُ أَبُو ذَر الْهَرَوِيّ عَن المستملى والسرخسي بِضَم الْعين وَقَتَادَة بن دعامة بن عَزِيز التَّابِعِيّ الْمَشْهُور وخيثمة بن عبد الرَّحْمَن كَانَ اسْم أَبِيه عَزِيزًا فَغَيره النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ فِي الصَّحِيح من صرح بِهِ إِلَّا الأول وبضم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَفتح الرَّاء وَبعد الْيَاء رَاء أَيْضا على التصغير مُحَمَّد بن غرير الزُّهْرِيّ شيخ البُخَارِيّ عقيل بِفَتْح الْعين بن أبي طَالب أَخُو عَليّ وَأَبُو عقيل الْأنْصَارِيّ صحابيان لَهما ذكر وَأَبُو عقيل زهرَة بن معبد تَابِعِيّ وَأَبُو عقيل بشير بن عقبَة الدَّوْرَقِي وَفِي البُخَارِيّ بِالضَّمِّ عقيل بن خَالِد صَاحب
(قَوْلُهُ بَابُ حِفْظِ الْعِلْمِ)
لَمْ يَذْكُرْ فِي الْبَابِ شَيْئًا عَنْ غَيْرِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ أَحْفَظَ الصَّحَابَةِ لِلْحَدِيثِ قَالَ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَبُو هُرَيْرَةَ أَحْفَظُ مَنْ روى الحَدِيث فِي عصره وَقد كَانَ بن عُمَرَ يَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ فِي جِنَازَتِهِ وَيَقُولُ كَانَ يَحْفَظُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حَدِيثَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم رَوَاهُ بن سَعْدٍ وَقَدْ دَلَّ الْحَدِيثُ الثَّالِثُ مِنَ الْبَابِ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُحَدِّثْ بِجَمِيعِ مَحْفُوظِهِ وَمَعَ ذَلِكَ فَالْمَوْجُودُ مِنْ حَدِيثِهِ أَكْثَرُ مِنَ الْمَوْجُودِ مِنْ حَدِيثِ غَيْرِهِ مِنَ الْمُكْثِرِينَ وَلَا يُعَارِضُ هَذَا مَا تَقَدَّمَ مِنْ تَقْدِيمِهِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو عَلَى نَفْسِهِ فِي كَثْرَةِ الْحَدِيثِ لِأَنَّا قَدَّمْنَا الْجَوَابَ عَنْ ذَلِكَ وَلِأَنَّ الْحَدِيثَ الثَّانِيَ مِنَ الْبَابِ دَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَنْسَ شَيْئًا سَمِعَهُ وَلَمْ يَثْبُتْ مِثْلُ ذَلِكَ لِغَيْرِهِ
[118] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ هُوَ الْأُوَيْسِيُّ الْمَدَنِيُّ وَالْإِسْنَادُ كُلُّهُ مَدَنِيُّونَ قَوْلُهُ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَيْ مِنَ الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا صَرَّحَ بِهِ الْمُصَنِّفُ فِي الْبُيُوعِ مِنْ طَرِيقِ شُعَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَلَهُ فِيهِ وَفِي الْمُزَارَعَةِ مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ هُنَا زِيَادَةٌ وَهِيَ وَيَقُولُونَ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ لَا يُحَدِّثُونَ مِثْلَ أَحَادِيثِهِ وَبِهَا تَبِينُ الْحِكْمَةُ فِي ذِكْرِهِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ وَوَضْعِهِ الْمُظْهَرَ مَوْضِعَ الْمُضْمَرِ عَلَى طَرِيقِ الْحِكَايَةِ حَيْثُ قَالَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَلَمْ يَقُلْ أَكْثَرْتُ قَوْلُهُ وَلَوْلَا آيَتَانِ مَقُولُ قَالَ لَا مَقُولُ يَقُولُونَ وَقَوْلُهُ ثُمَّ يَتْلُو مَقُولَ الْأَعْرَجِ وَذَكَرَهُ بِلَفْظِ الْمُضَارِعِ اسْتِحْضَارًا لِصُورَةِ التِّلَاوَةِ وَمَعْنَاهُ لَوْلَا أَنَّ اللَّهَ ذَمَّ الْكَاتِمِينَ لِلْعِلْمِ مَا حَدَّثَ أَصْلًا لَكِنْ لَمَّا كَانَ الْكِتْمَانُ حَرَامًا وَجَبَ الْإِظْهَارُ فَلِهَذَا حَصَلَتِ الْكَثْرَةُ لِكَثْرَةِ مَا عِنْدَهُ ثُمَّ ذَكَرَ سَبَبَ الْكَثْرَةِ بِقَوْلِهِ إِنَّ إِخْوَانَنَا وَأَرَادَ بِصِيغَةِ الْجَمْعِ نَفْسَهُ وَأَمْثَالَهُ وَالْمُرَادُ بِالْأُخُوَّةِ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ قَوْلُهُ يَشْغَلُهُمْ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ مِنَ الثُّلَاثِيِّ وَحُكِيَ ضَمُّهُ وَهُوَ شَاذٌّ قَوْلُهُ الصَّفْقُ بِإِسْكَانِ الْفَاءِ هُوَ ضَرْبُ الْيَدِ عَلَى الْيَدِ وَجَرَتْ بِهِ عَادَتُهُمْ عِنْدَ عَقْدِ الْبَيْعِ قَوْلُهُ فِي أَمْوَالِهِمْ أَيِ الْقِيَامِ عَلَى مَصَالِحِ زَرْعِهِمْ وَلِمُسْلِمٍ كَانَ يَشْغَلُهُمْ عَمَلُ أَرَضِيهِمْ وَلِابْنِ سَعْدٍ كَانَ يَشْغَلُهُمُ الْقِيَامُ عَلَى أَرَضِيهِمْ قَوْلُهُ وَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ فِيهِ الْتِفَاتٌ إِذْ كَانَ نَسَقَ الْكَلَامِ أَنْ يَقُولَ وَإِنِّي قَوْلُهُ لِشِبَعٍ بِلَامِ التَّعْلِيلِ لِلْأَكْثَرِ وَهُوَ الثَّابِتُ فِي غَيْرِ الْبُخَارِيِّ أَيْضًا وَلِلْأَصِيلِيِّ بِشِبَعِ بِمُوَحَّدَةٍ أَوَّلَهُ وَزَادَ الْمُصَنِّفُ فِي الْبُيُوعِ وَكُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا مِنْ مَسَاكِينِ الصُّفَّةِ قَوْلُهُ وَيَحْضُرُ أَيْ مِنَ الْأَحْوَالِ وَيَحْفَظُ أَيْ مِنَ الْأَقْوَالِ وَهُمَا مَعْطُوفَانِ عَلَى قَوْلِهِ يَلْزَمُ وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيخِ وَالْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ حَدِيثِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ شَاهِدًا لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ هَذَا وَلَفْظُهُ لَا أَشُكُّ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَا نَسْمَعُ وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ مِسْكِينًا لَا شَيْءَ لَهُ ضَيْفًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيخِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْمَدْخَلِ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ أَنَّهُ قَعَدَ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ مَشْيَخَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَجَعَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَدِيثِ فَلَا يَعْرِفُهُ بَعْضُهُمْ فَيُرَاجِعُونَ فِيهِ حَتَّى يَعْرِفُوهُ ثُمَّ يُحَدِّثُهُمْ بِالْحَدِيثِ كَذَلِكَ حَتَّى فَعَلَ مِرَارًا فَعَرَفْتُ يَوْمَئِذٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَحْفَظُ النَّاسِ وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيّ عَن بن عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ كُنْتَ أَلْزَمَنَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْرَفَنَا بِحَدِيثِهِ قَالَ التِّرْمِذِيُّ حَسَنٌ وَاخْتُلِفَ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى الزُّهْرِيِّ فَرَوَاهُ مَالِكٌ عَنْهُ هَكَذَا وَوَافَقَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَرَوَاهُ شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ كِلَاهُمَا
الصفحة 214
500