كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
الزُّهْرِيّ وَقد تكَرر ذكره عنزة بِفَتْح النُّون وَالزَّاي ينْسب إِلَيْهِ العنزيون وبكسر الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَفتح الْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت بعْدهَا رَاء فِي نسب بني لَيْث مِنْهُم بَنو البكير إِيَاس وَإِخْوَته وَهُوَ البكير بن عبد يَا ليل بن ناشب بن غيرَة بن سَعْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ العابدي بِالْمُوَحَّدَةِ والمهملة عبد الله بن السَّائِب العابدي من ولد عَابِد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ وبالياء الْمُثَنَّاة من تَحت والذال مُعْجمَة عَليّ بن مسْهر العائذي الْعَبْدي كثير وبالفاء بعْدهَا يَاء مثناة من تَحت مُحَمَّد بن جَعْفَر الفيدي شيخ البُخَارِيّ وَهَذَا قد لَا يلتبس الْعَبْسِي بِالْمُوَحَّدَةِ من بني عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان مِنْهُم حُذَيْفَة بن الْيَمَان صَحَابِيّ مَشْهُور وصلَة بن زفر تَابِعِيّ ورِبْعِي بن حِرَاش تَابِعِيّ أَيْضا وَعبيد الله بن مُوسَى شيخ البُخَارِيّ وبالياء الْمُثَنَّاة من تَحت والشين الْمُعْجَمَة عبد الرَّحْمَن بن الْمُبَارك العيشي وَأُميَّة بن بسطَام العيشي وهما من شُيُوخ البُخَارِيّ وَيزِيد بن زُرَيْع مَشْهُور وَهُوَ عيشي وَلكنه لم يرد مَنْسُوبا وَهَؤُلَاء من بني عَيْش بن مَالك بن تيم الله بن ثَعْلَبَة بن عكابة بن صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ وبنون بعْدهَا مُهْملَة من ينْسب إِلَيّ عنس بن مَالك بن أدد فِي مذْحج مِنْهُم عمار بن يَاسر الصَّحَابِيّ الْمَشْهُور وَمِنْهُم الْأسود الْكذَّاب وَآخَرُونَ الْعَدوي كثير وبالذال الْمُعْجَمَة الساكنة وَالرَّاء عبد الله بن ثَعْلَبَة بن صعير العذري رَأَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صَغِيرٌ روى عَنهُ الزُّهْرِيّ وَقد نسبه أَحْمد بن صَالح فِي حَدِيث رَوَاهُ عَنهُ فَقَالَ الْعَدوي كَالْأولِ فصحفه وَإِنَّمَا هُوَ من بني عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن قضاعة الْعمريّ كثير وبفتح الْعين وَسُكُون الْمِيم جَعْفَر بن عون بن جَعْفَر بن عَمْرو بن حُرَيْث نسب إِلَى جده عَمْرو بن حُرَيْث وَفِي الْأَنْصَار من ينْسب إِلَى بني عَمْرو بن عَوْف مِنْهُم مرَارَة بن الرّبيع أحد الثَّلَاثَة الْمُخلفين مَذْكُور فِي حَدِيث كَعْب بن مَالك لكنه لم يذكرهُ بنسبه وَعبد الرَّحْمَن وَمجمع ابْنا يزِيد بن جَارِيَة لَهما فِي الْكِتَابَيْنِ حَدِيث إِلَّا أَنَّهُمَا لم ينسبا أَيْضا الْعمي بِفَتْح الْعين وَاضح وبضم الْقَاف يَعْقُوب القمي ذكر فِي الشواهد وَقد لَا يلتبس الْعَنزي بِفَتْح النُّون كثير وبسكونها عَامر بن ربيعَة الْعَنزي حَلِيف بني عدي صَحَابِيّ وَابْنه عبد الله بن عَامر من بني عنز بن وَائِل أخي بكر بن وَائِل قَالَ أَبُو عُبَيْدَة معمر بن الْمثنى وَعدد بني عنز بن وَائِل قَلِيل فِي الأَرْض الْعَنْبَري وَاضح وبقاف بدل الْمُوَحدَة وَالزَّاي مُعْجمَة عَمْرو بن مُحَمَّد الْعَنْقَزِي وَقد لَا يلتبس الْعَوْفِيّ بِسُكُون الْوَاو بعْدهَا فَاء من ينْسب إِلَى عبد الرَّحْمَن بن عَوْف الزُّهْرِيّ وبفتح الْوَاو بعْدهَا قَاف مُحَمَّد بن سِنَان العوقي شيخ البُخَارِيّ وَهُوَ من العوقة بطن من عبد الْقَيْس وَهُوَ عوق بن الدَّلِيل بن عَمْرو بن وَدِيعَة بن بكير بن أفصى بن عبد الْقَيْس حرف الْغَيْن الْمُعْجَمَة غزيَّة بِالْفَتْح وَكسر الزَّاي بعْدهَا يَاء مثناة تَحْتَانِيَّة ثَقيلَة عمَارَة بن غزيَّة اسْتشْهد بِهِ فِي كتاب الزَّكَاة وبضم الْعين الْمُهْملَة وَفتح الرَّاء على التصغير خاطبت بِهِ عَائِشَة عُرْوَة بن الزبير وَهُوَ فِي آخر تَفْسِير سُورَة يُوسُف حرف الْفَاء الْفَروِي إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن أبي فَرْوَة وبتقديم الْوَاو وَبدل الرَّاء زَاي خطاب بن عُثْمَان الفوزي حرف الْقَاف الْقَارئ من ينْسب إِلَى الْقِرَاءَة جمَاعَة وبتشديد الْيَاء نِسْبَة إِلَيّ القارة عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَارئ روى عَن عمر بن الْخطاب وحفيد أَخِيه يَعْقُوب بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن عبد الْقَارئ نزيل الْإسْكَنْدَريَّة من طبقَة اللَّيْث القَاضِي كثير وبالصاد الْمُشَدّدَة من غير يَاء عَطاء بن يسَار قاص أهل
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَتَابَعَهُ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ وَالْإِسْنَادَانِ جَمِيعًا مَحْفُوظَانِ صَحَّحَهُمَا الشَّيْخَانِ وَزَادُوا فِي رِوَايَتِهِمْ عَنِ الزُّهْرِيِّ شَيْئًا سَنَذْكُرُهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الثَّانِي
[119] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ هُوَ الزُّهْرِيُّ الْمَدَنِيُّ صَاحِبُ مَالِكٍ وَسَقَطَ قَوْلُهُ أَبُو مُصْعَبٍ مِنْ رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ وَأَبِي ذَرٍّ وَهُوَ بِكُنْيَتِهِ أَشْهَرُ وَالْإِسْنَادُ كُلُّهُ مَدَنِيُّونَ أَيْضًا وَكَذَا الَّذِي بَعْدَهُ قَوْلُهُ كَثِيرًا هُوَ صِفَةٌ لِقَوْلِهِ حَدِيثًا لِأَنَّهُ اسْمُ جِنْسٍ قَوْلُهُ فَغَرَفَ لَمْ يَذْكُرِ الْمَغْرُوفَ مِنْهُ وَكَأَنَّهَا كَانَتْ إِشَارَةً مَحْضَةً قَوْلُهُ ضُمَّ وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ وَالْبَاقِينَ ضُمَّهُ وَهُوَ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَيَجُوزُ ضَمُّهَا وَقِيلَ يَتَعَيَّنُ لِأَجْلِ ضَمَّةِ الْهَاءِ وَيَجُوزُ كَسْرُهَا لَكِنْ مَعَ إِسْكَانِ الْهَاءِ وَكَسْرِهَا قَوْلُهُ فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بعد هُوَ مَقْطُوعُ الْإِضَافَةِ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ وَتَنْكِيرُ شَيْئًا بَعْدَ النَّفْيِ ظَاهِرُ الْعُمُومِ فِي عَدَمِ النِّسْيَانِ مِنْهُ لِكُلِّ شَيْءٍ مِنَ الْحَدِيثِ وَغَيْرِهِ وَوَقع فِي رِوَايَة بن عُيَيْنَةَ وَغَيْرِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي الْحَدِيثِ الْمَاضِي فو الَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ وَفِي رِوَايَةِ يُونُسَ عِنْدَ مُسْلِمٍ فَمَا نَسِيتُ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ شَيْئًا حَدَّثَنِي بِهِ وَهَذَا يَقْتَضِي تَخْصِيصَ عَدَمِ النِّسْيَانِ بِالْحَدِيثِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ شُعَيْبٍ فَمَا نَسِيتُ مِنْ مَقَالَتَهُ تِلْكَ مِنْ شَيْءٍ وَهَذَا يَقْتَضِي عَدَمَ النِّسْيَانِ بِتِلْكَ الْمَقَالَةِ فَقَطْ لَكِنَّ سِيَاقَ الْكَلَامِ يَقْتَضِي تَرْجِيحَ رِوَايَةِ يُونُسَ وَمَنْ وَافَقَهُ لِأَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ نَبَّهَ بِهِ عَلَى كَثْرَةِ مَحْفُوظِهِ مِنَ الْحَدِيثِ فَلَا يَصِحُّ حَمْلُهُ عَلَى تِلْكَ الْمَقَالَةِ وَحْدَهَا وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ وَقَعَتْ لَهُ قَضِيَّتَانِ فَالَّتِي رَوَاهَا الزُّهْرِيُّ مُخْتَصَّةٌ بِتِلْكَ الْمَقَالَةِ وَالْقَضِيَّةُ الَّتِي رَوَاهَا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ عَامَّةٌ وَأَمَّا مَا أَخْرَجَهُ بن وَهْبٍ مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ تَحَدَّثْتُ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ بِحَدِيثٍ فَأَنْكَرَهُ فَقُلْتُ إِنِّي سَمِعْتُ مِنْكَ فَقَالَ إِنْ كُنْتَ سَمِعْتَهُ مِنِّي فَهُوَ مَكْتُوبٌ عِنْدِي فَقَدْ يُتَمَسَّكُ بِهِ فِي تَخْصِيصِ عَدَمِ النِّسْيَانِ بِتِلْكَ الْمَقَالَةِ لَكِنَّ سَنَدَ هَذَا ضَعِيفٌ وَعَلَى تَقْدِيرِ ثُبُوتِهِ فَهُوَ نَادِرٌ وَيَلْتَحِقُ بِهِ حَدِيثُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْهُ لَا عَدْوَى فَإِنَّهُ قَالَ فِيهِ إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْكَرَهُ قَالَ فَمَا رَأَيْتُهُ نَسِيَ شَيْئًا غَيْرَهُ فَائِدَةٌ الْمَقَالَةُ الْمُشَارُ إِلَيْهَا فِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ أُبْهِمَتْ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ وَقَدْ وَجَدْتُهَا مُصَرَّحًا بِهَا فِي جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ وَفِي الْحِلْيَةِ لِأَبِي نُعَيْمٍ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ رَجُلٍ يَسْمَعُ كَلِمَةً أَوْ كَلِمَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ فَيَتَعَلَّمُهُنَّ وَيُعَلِّمُهُنَّ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِي هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ فَضِيلَةٌ ظَاهِرَةٌ لِأَبِي هُرَيْرَةَ وَمُعْجِزَةٌ وَاضِحَةٌ مِنْ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ لِأَنَّ النِّسْيَانَ مِنْ لَوَازِمِ الْإِنْسَانِ وَقَدِ اعْتَرَفَ أَبُو هُرَيْرَةَ بِأَنَّهُ كَانَ يُكْثِرُ مِنْهُ ثُمَّ تَخَلَّفَ عَنْهُ بِبَرَكَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي الْمُسْتَدْرَكِ لِلْحَاكِمِ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ كُنْتُ أَنَا وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَآخَرُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ادْعُوَا فَدَعَوْتُ أَنَا وَصَاحِبِي وَأَمَّنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ دَعَا أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِثْلَ مَا سَأَلَكَ صَاحِبَايَ وَأَسْأَلُكَ عِلْمًا لَا يُنْسَى فَأَمَّنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا وَنَحْنُ كَذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ سَبَقَكُمَا الْغُلَامُ الدَّوْسِيُّ وَفِيهِ الْحَثُّ عَلَى حِفْظِ الْعِلْمِ وَفِيهِ أَنَّ التَّقَلُّلَ
الصفحة 215
500