كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

بِالْمُوَحَّدَةِ وَالرَّاء وَقَالَ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ لَمْ أَسْمَعْهُ من أحد إِلَّا بِالْيَاءِ وَالزَّاي وَذكره مُسلم فِي الكنى بِالْمُوَحَّدَةِ وَالرَّاء وَالله أعلم الْقسم الثَّانِي أبي كل مَا فِيهِ بِهَذِهِ الصُّورَة من الْأَسْمَاء فَهُوَ بِضَم الْهمزَة وَفتح الْمُوَحدَة وَتَشْديد الْيَاء وَلَيْسَ فِيهِ أبي بِالْمدِّ وَكسر الْمُوَحدَة أما قَوْله فِي كتاب الطَّهَارَة قَالَ وَقَالَ أبي ثمَّ تَوَضَّأ فَقَائِل ذَلِك هِشَام بن عُرْوَة وَأَرَادَ أَن أَبَاهُ قَالَ ذَلِك وَقَوله فِي كتاب الْحَج من حَدِيث عَائِشَة ثمَّ بعث بهَا مَعَ أبي فَهُوَ بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الْبَاء الْمُوَحدَة وَتَخْفِيف الْيَاء بِالْإِضَافَة تَعْنِي أَبَاهَا أَبَا بكر الصّديق وَوَقع فِي الْأَيْمَان وَالنُّذُور من حَدِيث أُسَامَة بن زيد أَن ابْنة لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أرْسلت إِلَيْهِ وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسَامَة وَسعد وَأبي أَو أبي أَن ابْني قد احْتضرَ الحَدِيث فَهَذَا شكّ من الرَّاوِي أَن أُسَامَة هَل قَالَ وَأبي يَعْنِي أَبَاهُ زيد بن حَارِثَة أَو قَالَ وَأبي بِالضَّمِّ وَيَعْنِي أبي بن كَعْب وَهَذَا فِي رِوَايَة أبي ذَر وَحده وَفِي رِوَايَة البَاقِينَ وَأبي من غير شكّ وَهُوَ الصَّوَاب فقد وَقع عِنْد المُصَنّف فِي كتاب الْقدر وَأبي بن كَعْب وَأما قَوْله فِي حَدِيث عَائِشَة فِي وقْعَة أحد فَقَالَ حُذَيْفَة أبي أبي فَإِنَّمَا يَعْنِي أَبَاهُ الْيَمَان لِأَنَّهُ قتل يَوْمئِذٍ وَالله أعلم أَحْمد كل مَا فِيهِ فَهُوَ بِالْحَاء وبالدال وَلَيْسَ فِيهِ أجمد بِالْجِيم وَلَا أَحْمَر بالراء الْأَعْوَر جمَاعَة وَلَيْسَ فِيهِ بالغين الْمُعْجَمَة وَالزَّاي شَيْء أَثَاثَة بِضَم الْهمزَة وَبَين الثاءين المثلثتين ألف هُوَ مسطح بن أَثَاثَة بن عباد بن عبد الْمطلب الْمَذْكُور فِي حَدِيث الْإِفْك أَشوع بشين مُعْجمَة سَاكِنة بعْدهَا وَاو مَفْتُوحَة هُوَ سعيد بن عَمْرو بن أَشوع الْهَمدَانِي أشهل بالشين الْمُعْجَمَة وَفتح الْهَاء بعْدهَا لَام هُوَ بن حَاتِم الْبَصْرِيّ الْأَغَر بالغين الْمُعْجَمَة وَالرَّاء وَلَيْسَ فِيهِ بِالْمُهْمَلَةِ وَالزَّاي شَيْء إشكاب بِكَسْر أَوله وشينه مُعْجمَة الْأَيْلِي بِفَتْح الْهمزَة بعْدهَا يَاء تَحْتَانِيَّة سَاكِنة ثمَّ لَام جمَاعَة فِي الْكتاب ينسبون إِلَيّ أَيْلَة وَلَيْسَ فِيهِ بِضَم الْهمزَة وَالْمُوَحَّدَة وَتَشْديد اللَّام شَيْء الْأَلْهَانِي بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون اللَّام وَبعد الْألف نون مُحَمَّد بن زِيَاد تَابِعِيّ بُحَيْنَة بِالضَّمِّ وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة بدل بِفتْحَتَيْنِ أَوله مُوَحدَة بعجة أَوله مُوَحدَة ثمَّ عين مُهْملَة ثمَّ جِيم تَابِعِيّ حَدِيثه فِي الْأَضَاحِي بجرة بِفَتْح الْبَاء وَالْجِيم وَالِد مقسم أخرج حَدِيث مقسم فِي التَّفْسِير إِلَّا أَنه لم يذكر أَبَاهُ بجالة بِفَتْح الْمُوَحدَة وَالْجِيم الْخَفِيفَة بَقِيَّة فعيلة من الْبَقَاء ذكر فِي الصَّلَاة اسْتِشْهَادًا الْبكالِي بِكَسْر الْمُوَحدَة وَتَخْفِيف الْكَاف نوف ذكر فِي حَدِيث سعيد بن جُبَير عَن بن عَبَّاس فِي قصَّة الْخضر الْبنانِيّ بِضَم الْمُوَحدَة وَتَخْفِيف النُّون وَبعد الْألف نون أُخْرَى كل مَا فِي الْكتاب بِهَذِهِ الصُّورَة فَهُوَ بِهَذَا الضَّبْط وَلَيْسَ فِيهِ بالنُّون وَالْمُوَحَّدَة وَبعد الْألف مثناة شَيْء البرْسَانِي بِالضَّمِّ وَسُكُون الرَّاء وَالسِّين الْمُهْملَة وَبعد الْألف نون مُحَمَّد بن بكر وَغَيره البيكندي بِكَسْر الْمُوَحدَة وَسُكُون الْيَاء الْأَخِيرَة وَفتح الْكَاف وَسُكُون النُّون بعْدهَا دَال مُهْملَة البعلاني بِالْفَتْح وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة الْبُرُلُّسِيّ بِضَم الْمُوَحدَة وَالرَّاء وَتَشْديد اللَّام المضمومة وَالسِّين مُهْملَة البردي بِضَم الْمُوَحدَة وَسُكُون الرَّاء وَلَيْسَ فِي الْكتاب بِفَتْح الْيَاء الْأَخِيرَة وَسُكُون الزَّاي شَيْء تويت بِضَم أَوله وَفتح الْوَاو بعْدهَا يَاء أخيرة ثمَّ مثناة الحولاء بنت تويت بن حبيب بن أَسد بن عبد الْعُزَّى لَهَا ذكر فِي حَدِيث عَائِشَة التنعى بِالْمُثَنَّاةِ وَالنُّون سَلمَة بن كهيل التنعي
وَإِنَّمَا أَرَادَ أَبُو هُرَيْرَةَ بِقَوْلِهِ قُطِعَ أَيْ قَطَعَ أَهْلُ الْجَوْرِ رَأْسَهُ إِذَا سَمِعُوا عَيْبَهُ لِفِعْلِهِمْ وَتَضْلِيلَهُ لِسَعْيِهِمْ وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ أَنَّ الْأَحَادِيثَ الْمَكْتُوبَةَ لَوْ كَانَتْ مِنَ الْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ مَا وَسِعَهُ كِتْمَانُهَا لِمَا ذَكَرَهُ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ مِنَ الْآيَةِ الدَّالَّةِ عَلَى ذَمِّ مَنْ كَتَمَ الْعِلْمَ وَقَالَ غَيْرُهُ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ مَعَ الصِّنْفِ الْمَذْكُورِ مَا يَتَعَلَّقُ بِأَشْرَاطِ السَّاعَةِ وَتَغَيُّرِ الْأَحْوَالِ وَالْمَلَاحِمِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ فَيُنْكِرُ ذَلِكَ مَنْ لَمْ يَأْلَفْهُ وَيَعْتَرِضُ عَلَيْهِ مَنْ لَا شُعُور لَهُ بِهِ

(قَوْلُهُ بَابُ الْإِنْصَاتِ لِلْعُلَمَاءِ)
أَيِ السُّكُوتِ وَالِاسْتِمَاعِ لما يَقُولُونَهُ

[121] قَوْله حَدثنَا حجاج هُوَ بن منهال قَوْله عَن جرير هُوَ بن عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ وَهُوَ جَدُّ أَبِي زُرْعَةَ الرَّاوِي عَنْهُ هُنَا قَوْلُهُ قَالَ لَهُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ادَّعَى بَعْضُهُمْ أَنَّ لَفْظَ لَهُ زِيَادَةٌ لِأَنَّ جَرِيرًا إِنَّمَا أَسْلَمَ بَعْدَ حَجَّةِ الْوَدَاع بِنَحْوِ من شَهْرَيْن فقد جزم بن عَبْدِ الْبَرِّ بِأَنَّهُ أَسْلَمَ قَبْلَ مَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا وَمَا جزم بِهِ يُعَارضهُ قَول الْبَغَوِيّ وبن حِبَّانَ إِنَّهُ أَسْلَمَ فِي رَمَضَانِ سَنَةَ عَشْرٍ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْمُصَنِّفِ لِهَذَا الْحَدِيثِ فِي بَابِ حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِجَرِيرٍ وَهَذَا لَا يَحْتَمِلُ التَّأْوِيلَ فَيُقَوِّي مَا قَالَ الْبَغَوِيُّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ يَضْرِبُ هُوَ بِضَمِّ الْبَاءِ فِي الرِّوَايَاتِ وَالْمَعْنَى لَا تَفْعَلُوا فِعْلَ الْكُفَّارِ فَتُشْبِهُوهُمْ فِي حَالَةِ قَتْلِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا وَسَيَأْتِي بَقِيَّةُ الْكَلَامِ عَلَيْهِ فِي كِتَابِ الْفِتَنِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ بن بَطَّالٍ فِيهِ أَنَّ الْإِنْصَاتَ لِلْعُلَمَاءِ لَازِمٌ لِلْمُتَعَلِّمِينَ لِأَنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ كَأَنَّهُ أَرَادَ بِهَذَا مُنَاسبَة التَّرْجَمَة للْحَدِيث وَذَلِكَ أَن الْخُطْبَةُ الْمَذْكُورَةَ كَانَتْ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَالْجَمْعُ كَثِيرٌ جِدًّا وَكَانَ اجْتِمَاعُهُمْ لِرَمْيِ الْجِمَارِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أُمُورِ الْحَجِّ وَقَدْ قَالَ لَهُمْ خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ كَمَا ثَبَتَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ فَلَمَّا خَطَبَهُمْ لِيُعَلِّمَهُمْ نَاسَبَ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِالْإِنْصَاتِ وَقَدْ وَقَعَ التَّفْرِيقُ بَيْنَ الْإِنْصَاتِ وَالِاسْتِمَاعِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا وَمَعْنَاهُمَا مُخْتَلِفٌ فَالْإِنْصَاتُ هُوَ السُّكُوتُ وَهُوَ يَحْصُلُ مِمَّنْ يَسْتَمِعُ وَمِمَّنْ لَا يَسْتَمِعُ كَأَنْ يَكُونَ مُفَكِّرًا فِي أَمْرٍ آخَرَ وَكَذَلِكَ الِاسْتِمَاعُ قَدْ يَكُونُ مَعَ السُّكُوتِ وَقَدْ يَكُونُ مَعَ النُّطْقِ بِكَلَامٍ آخَرَ لَا يَشْتَغِلُ النَّاطِقُ بِهِ عَنْ فَهْمِ مَا يَقُولُ الَّذِي يَسْتَمِعُ مِنْهُ وَقَدْ قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُ أَوَّلُ الْعِلْمِ الِاسْتِمَاعُ ثُمَّ الْإِنْصَاتُ ثُمَّ الْحِفْظُ ثُمَّ الْعَمَلُ ثُمَّ النَّشْرُ وَعَنِ الْأَصْمَعِيِّ تَقْدِيمُ الْإِنْصَاتِ عَلَىِ الِاسْتِمَاعِ وَقَدْ ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ عُيَيْنَةَ أَخْبَرَنِي مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ كَهَمْسٍ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ الْإِنْصَاتُ مِنَ الْعَيْنَيْنِ فَقَالَ لَهُ بن عُيَيْنَةَ وَمَا نَدْرِي كَيْفَ ذَلِكَ قَالَ إِذَا حَدَّثْتَ رَجُلًا فَلَمْ يَنْظُرْ إِلَيْكَ لَمْ يَكُنْ مُنْصِتًا انْتَهَى وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى الْغَالِبِ وَاللَّهُ أعلم

الصفحة 217