كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

بِالْكَسْرِ وَسُكُون الْحَاء الْمُهْملَة بعْدهَا يَاء أخيرة صَحَابِيّ دخشم بِالضَّمِّ وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة وَضم الشين الْمُعْجَمَة وَآخره مِيم وَقيل فِي آخِره نون وَقيل بِالتَّصْغِيرِ صَحَابِيّ الدثنة بِفَتْح الدَّال وَكسر الْمُثَلَّثَة وَفتح النُّون الدغنة بوزنه وغينه مُعْجمَة وَقيل بِضَم الدَّال والغين وَتَشْديد النُّون الدؤَلِي أَبُو الْأسود الدؤَلِي وَيُقَال لَهُ الديلِي مَنْسُوب إِلَيّ الدؤل وَيُقَال الديل بن بكر بن عبد منَاف بن كنَانَة قَالَ أَبُو عَليّ القالي فِي كتاب البارع قَالَ الْأَصْمَعِي وسيبويه والأخفش وبن السّكيت وَأَبُو حَاتِم والعدوي وَغَيرهم هُوَ بِضَم الدَّال وَفتح الْهمزَة مَنْسُوب إِلَيّ الدئل بِضَم الدَّال وَكسر الْهمزَة وَإِنَّمَا فتحت فِي النّسَب كَمَا فتحت نون نمر فِي النمري ولأم سَلمَة فِي السّلمِيّ قَالَ الْأَصْمَعِي وَكَانَ عِيسَى بن عمر يَقُولهَا فِي النّسَب بِكَسْر الْهمزَة أَيْضا تبقية على الأَصْل وَحَكَاهُ أَيْضا عَن يُونُس وَغَيره قَالَ وتبقيته على الأَصْل شَاذ فِي الْقيَاس قَالَ أَبُو عَليّ وَكَانَ الْكسَائي وَأَبُو عُبَيْدَة وَمُحَمّد بن حبيب وَغَيرهم يَقُولُونَ أَبُو الْأسود مَنْسُوب إِلَى الديل بِكَسْر الدَّال وَسُكُون الْيَاء قلت وَمن رَهْط أبي الْأسود أَيْضا جمَاعَة نَوْفَل بن مُعَاوِيَة بن عُرْوَة بن صَخْر بن يعمر بن نفاثة بن عدي بن الديل صَحَابِيّ حَدِيثه فِي المناقب من الْجَامِع الصَّحِيح وَمن هَذَا الْقَبِيل أَيْضا مِمَّن خرج حَدِيثه فِي الْجَامِع الصَّحِيح وَمِنْهُم من لم يذكر بنسبه سِنَان بن أبي سِنَان شيخ الزُّهْرِيّ وثور بن زيد الديلِي شيخ مَالك وَمُحَمّد بن عَمْرو بن حلحلة وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي فديك ذَر بن عبد الله الذَّهَبِيّ بِفَتْح الذَّال الْمُعْجَمَة وَابْنه عمر بن ذَر ذكْوَان بِفَتْح الدَّال الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْكَاف جمَاعَة وَمِمَّا يشْتَبه فِيهِ الْحُسَيْن بن ذكْوَان وَالْحسن بن ذكْوَان بصريان فِي عصر وَاحِد وَحَدِيث الثَّانِي مِنْهُمَا عَن أبي رَجَاء العطاردي عَن عمرَان بن حُصَيْن فِي الشَّفَاعَة لَيْسَ لَهُ فِي الْكتاب غَيره كَمَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته روح بِفَتْح الرَّاء وَحكى الْقَابِسِيّ أَن بَعضهم قَرَأَ روح بن الْقَاسِم بِالضَّمِّ وَهُوَ خطأ الربعِي بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة أَبُو الجوزاء تَابِعِيّ مَنْسُوب إِلَيّ الربعة وَهُوَ بن الغطريف من بني زهران الروَاجِنِي بِالْجِيم الْمَكْسُورَة وَالنُّون عباد بن يَعْقُوب زر بِكَسْر الزَّاي بن حُبَيْش مخضرم زرير وَالِد سلم بِفَتْح الزَّاي وَكسر الرَّاء بعْدهَا يَاء أخيرة ثمَّ رَاء أَيْضا سلم بن زرير قَالَ الْأصيلِيّ قَرَأَ لنا أَبُو زيد الْمروزِي زرير بِضَم الزَّاي وَالصَّوَاب بِالْفَتْح الزماني بِكَسْر الزَّاي وَتَشْديد الْمِيم لَيْسَ لَهُ ذكر فِي الْجَامِع وَفِيه أَبُو هَاشم الرماني بِضَم الرَّاء زبر عبد الله بن الْعَلَاء بن زبر بِفَتْح الزَّاي وَسُكُون الْمُوَحدَة بعْدهَا رَاء زبيد بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَلَيْسَ فِي الْجَامِع زبيد بياءين مثناتين من تَحت الزبيدِيّ بِضَم الزَّاي نِسْبَة إِلَيّ الْقَبِيلَة وَلَيْسَ فِي الْجَامِع من ينْسب إِلَى الْبَلَد وَهِي بِالْفَتْح سَمُرَة بِضَم الْمِيم سُبْرَة بِإِسْكَان الْبَاء الْمُوَحدَة أَبُو سروعة بِكَسْر الْمُهْملَة وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْوَاو سياه بِالْكَسْرِ وَالْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت سَلامَة بتَخْفِيف اللَّام وَلَيْسَ فِي الْكتاب بتشديدها شَيْء السّفر بِفَتْح الْفَاء عبد الله بن أبي السّفر وَلَيْسَ فِيهِ بإسكانها شَيْء سيدان بِالْكَسْرِ وياء أخيرة سَاكِنة سمي بِالضَّمِّ وَفتح الْمِيم بعْدهَا يَاء أخيرة مُشَدّدَة السَّلمَانِي بِسُكُون اللَّام السرماري بِفَتْح السِّين وَسُكُون الرَّاء ثمَّ ألف وَبعدهَا رَاء السَّعْدِيّ بِفَتْح السِّين وَسُكُون الْعين الْمُهْمَلَتَيْنِ وَضبط بعض المغاربة إِبْرَاهِيم بن نصر السَّعْدِيّ شيخ البُخَارِيّ بِالضَّمِّ والغين الْمُعْجَمَة وَهُوَ تَصْحِيف الشنائي بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَالنُّون وهمزة مَكْسُورَة سُفْيَان بن أبي زُهَيْر صَحَابِيّ من أَزْد شنواة وَلَيْسَ فِيهِ
أَوْضَحُ

[122] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ الْجعْفِيّ المسندي وسُفْيَان هُوَ بن عُيَيْنَة وَعَمْرو هُوَ بن دِينَارٍ وَنَوْفٌ بِفَتْحِ النُّونِ وَبِالْفَاءِ وَالْبَكَالِيُّ بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ وَكَسْرِهَا وَتَخْفِيفِ الْكَافِ وَوَهِمَ مَنْ شَدَّدَهَا مَنْسُوبٌ إِلَى بَكَالٍ بَطْنٍ مِنْ حِمْيَرَ وَوَهَمَ مَنْ قَالَ إِنَّهُ مَنْسُوبٌ إِلَى بَكِيلٍ بِكَسْرِ الْكَافِ بَطْنٍ مِنْ هَمْدَانَ لِأَنَّهُمَا مُتَغَايِرَانِ وَنَوْفٌ الْمَذْكُورُ تَابِعِيٌّ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ فَاضِلٌ عَالِمٌ لَا سِيمَا بالاسرائيليات وَكَانَ بن امْرَأَةِ كَعْبِ الْأَحْبَارِ وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ قَوْلُهُ إِنَّ مُوسَى أَيْ صَاحِبَ الْخَضِرِ وَصَرَّحَ بِهِ الْمُصَنِّفُ فِي التَّفْسِيرِ قَوْلُهُ إِنَّمَا هُوَ مُوسَى آخَرُ كَذَا فِي رِوَايَتِنَا بِغَيْرِ تَنْوِينٍ فِيهِمَا وَهُوَ عَلَمٌ عَلَى شَخْصٍ مُعَيَّنٍ قَالُوا إِنَّهُ مُوسَى بْنُ مِيشَا بِكَسْرِ الْمِيمِ وَبِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَجَزَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ مُنَوَّنٌ مَصْرُوفٌ لِأَنَّهُ نَكِرَةٌ وَنقل عَن بن مَالِكٍ أَنَّهُ جَعَلَهُ مِثَالًا لِلْعَلَمِ إِذَا نُكِّرَ تَخْفِيفًا قَالَ وَفِيهِ بَحْثٌ قَوْلُهُ كَذَبَ عَدُوُّ الله قَالَ بن التِّين لم يرد بن عَبَّاسٍ إِخْرَاجَ نَوْفٍ عَنْ وِلَايَةِ اللَّهِ وَلَكِنَّ قُلُوبَ الْعُلَمَاءِ تَنْفِرُ إِذَا سَمِعَتْ غَيْرَ الْحَقِّ فَيُطْلِقُونَ أَمْثَالَ هَذَا الْكَلَامِ لِقَصْدِ الزَّجْرِ وَالتَّحْذِيرِ مِنْهُ وَحَقِيقَتُهُ غَيْرُ مُرَادَةٍ قُلْتُ وَيَجُوزُ أَنْ يكون بن عَبَّاسٍ اتَّهَمَ نَوْفًا فِي صِحَّةِ إِسْلَامِهِ فَلِهَذَا لَمْ يَقُلْ فِي حَقِّ الْحُرِّ بْنِ قَيْسٍ هَذِهِ الْمَقَالَةَ مَعَ تَوَارُدِهِمَا عَلَيْهَا وَأَمَّا تَكْذِيبُهُ فَيُسْتَفَادُ مِنْهُ أَنَّ لِلْعَالِمِ إِذَا كَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ بِشَيْءٍ فَسَمِعَ غَيْرَهُ يَذْكُرُ فِيهِ شَيْئًا بِغَيْرِ عِلْمٍ أَنْ يُكَذِّبَهُ وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَبَ أَبُو السَّنَابِلِ أَيْ أَخْبَرَ بِمَا هُوَ بَاطِلٌ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ قَوْلُهُ حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فِي اسْتِدْلَالِهِ بِذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى قُوَّةِ خَبَرِ الْوَاحِدِ الْمُتْقِنِ عِنْدَهُ حَيْثُ يُطْلِقُ مِثْلَ هَذَا الْكَلَامُ فِي حَقِّ مَنْ خَالَفَهُ وَفِي الْإِسْنَادِ رِوَايَةُ تَابِعِيٍّ عَنْ تَابِعِيٍّ وَهُمَا عَمْرٌو وَسَعِيدٌ وَصَحَابِيٌّ عَنْ صَحَابِيّ وهما بن عَبَّاسٍ وَأُبَيٌّ قَوْلُهُ فَقَالَ أَنَا أَعْلَمُ فِي جَوَابِ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ قِيلَ إِنَّهُ مُخَالِفٌ لِقَوْلِهِ فِي الرِّوَايَةِ السَّابِقَةِ فِي بَابِ الْخُرُوجِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ قَالَ هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ وَعِنْدِي لَا مُخَالَفَةَ بَيْنَهُمَا لِأَنَّ قَوْلَهُ هُنَا أَنَا أَعْلَمُ أَيْ فِيمَا أَعْلَمُ فَيُطَابِقُ قَوْلَهُ لَا فِي جَوَابِ مَنْ قَالَ لَهُ هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ فِي إِسْنَادِ ذَلِكَ إِلَى عِلْمِهِ لَا إِلَى مَا فِي نَفْسِ الْأَمْرِ وَعِنْدَ النَّسَائِيِّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ بِهَذَا السَّنَدِ قَامَ مُوسَى خَطِيبًا فَعَرَضَ فِي نَفْسِهِ أَنَّ أَحَدًا لَمْ يُؤْتَ مِنَ الْعِلْمِ مَا أُوتِيَ وَعَلِمَ اللَّهُ بِمَا حَدَّثَ بِهِ نَفْسَهُ فَقَالَ يَا مُوسَى إِنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ آتَيْتُهُ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ أُوتِكْ وَعِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ مَا أَجِدُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِاللَّهِ وَأَمْرِهِ مِنِّي وَهُوَ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ بِلَفْظِ مَا أَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ رجلا خيرا أَو أعلم مني قَالَ بن الْمُنِير ظن بن بَطَّالٍ أَنَّ تَرْكَ مُوسَى الْجَوَابَ عَنْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ كَانَ أَوْلَى قَالَ وَعِنْدِي أَنَّهُ لَيْسَ كَذَلِكَ بَلْ رَدُّ الْعِلْمِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مُتَعَيِّنٌ أَجَابَ أَوْ لَمْ يُجِبْ فَلَوْ قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ لَمْ تَحْصُلِ الْمُعَاتَبَةُ وَإِنَّمَا عُوتِبَ عَلَى اقْتِصَارِهِ عَلَى ذَلِكَ أَيْ لِأَنَّ الْجَزْمَ يُوهِمُ أَنَّهُ كَذَلِكَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ وَإِنَّمَا مُرَادُهُ الْإِخْبَارُ بِمَا فِي عِلْمِهِ كَمَا قَدَّمْنَاهُ وَالْعَتْبُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى مَحْمُولٌ عَلَى مَا يَلِيقُ بِهِ لَا عَلَى مَعْنَاهُ الْعُرْفِيِّ فِي الْآدَمِيِّينَ كَنَظَائِرِهِ قَوْلُهُ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ ظَاهِرٌ فِي أَنَّ الْخَضِرَ نَبِيٌّ بَلْ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ إِذْ لَوْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ لَلَزِمَ تَفْضِيلُ الْعَالِي عَلَى الْأَعْلَى وَهُوَ بَاطِلٌ مِنَ الْقَوْلِ وَلِهَذَا أَوْرَدَ الزَّمَخْشَرِيُّ سُؤَالًا وَهُوَ دَلَّتْ حَاجَةُ مُوسَى إِلَى التَّعْلِيمِ مِنْ غَيْرِهِ أَنَّهُ مُوسَى بْنُ مِيشَا كَمَا قِيلَ إِذِ النَّبِيُّ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ أَعْلَمَ أَهْلِ زَمَانِهِ وَأَجَابَ عَنْهُ بِأَنَّهُ لَا نَقْصَ بِالنَّبِيِّ فِي أَخْذِ الْعِلْمِ مِنْ نَبِيٍّ مِثْلِهِ قُلْتُ وَفِي الْجَوَابِ نَظَرٌ لِأَنَّهُ يَسْتَلْزِمُ نَفْيَ مَا أَوْجَبَ وَالْحَقُّ أَنَّ الْمُرَادَ بِهَذَا الْإِطْلَاقِ تَقْيِيدُ الْأَعْلَمِيَّةِ بِأَمْرٍ مَخْصُوصٍ لِقَوْلِهِ بَعْدَ ذَلِكَ إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ لَا تَعْلَمُهُ أَنْتَ وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَكَهُ اللَّهُ لَا أَعْلَمُهُ وَالْمُرَادُ بِكَوْنِ النَّبِيِّ أَعْلَمَ أَهْلِ زَمَانِهِ أَيْ مِمَّنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ مُوسَى مُرْسَلًا إِلَى الْخَضِرِ وَإِذًا فَلَا نَقْصَ بِهِ إِذَا كَانَ الْخَضِرُ أَعْلَمَ

الصفحة 219