كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

(

الْفَصْل السَّابِع فِي تَبْيِين الْأَسْمَاء الْمُهْملَة الَّتِي يكثر اشتراكها)
قَالَ الشَّيْخ قطب الدّين الْحلَبِي وَقع من بعض النَّاس اعْتِرَاض على البُخَارِيّ بِسَبَب إِيرَاده أَحَادِيث عَن شُيُوخ لَا يزِيد على تسميتهم لما يحصل فِي ذَلِك من اللّبْس وَلَا سِيمَا أَن شاركهم ضَعِيف فِي تِلْكَ التَّرْجَمَة وَقد تكلم فِي بَيَان بعض ذَلِك الْحَاكِم والكلاباذي وبن السكن والجياني وَغَيرهم قلت وَقد نقل البياشي أحد الْحفاظ من المغاربة فِي الْأَحْكَام الْكُبْرَى الَّتِي جمعهَا عَن الْفربرِي مَا نَصه كل مَا فِي البُخَارِيّ مُحَمَّد عَن عبد الله فَهُوَ بن الْمُبَارك وكل مَا فِيهِ عبد الله غير مَنْسُوب أَو غير مُسَمّى الْأَب فَهُوَ بن مُحَمَّد الْأَسدي وَمَا فِيهِ عَن إِسْحَاق كَذَلِك فَهُوَ بن رَاهَوَيْه وَمَا كَانَ فِيهِ مُحَمَّد عَن أهل الْعرَاق مثل أبي مُعَاوِيَة وَعَبدَة بن سُلَيْمَان ومروان الْفَزارِيّ فَهُوَ بن سَلام البيكندي وَمَا فِيهِ عَن يحيى فَهُوَ بن مُوسَى الْبَلْخِي قلت وَقد يرد على بعض مَا قَالَ مَا يُخَالِفهُ وَقد يسر الله تتبع ذَلِك فِي جَمِيع الْكتاب واستوعبته هُنَا مُبينًا لجميعه ناسبا كل قَول إِلَيّ قَائِله نفع الله بذلك ذكر من اسْمه أَحْمد فصل فِيمَن ذكر مُجَردا عَن النّسَب وَهُوَ سَبْعَة تراجم الأولى أَحْمد قَالَ حَدثنَا بهز بن أَسد وَذكره البُخَارِيّ فِي الْبيُوع عقيب حَدِيث حَفْص بن عمر عَن همام عَن قَتَادَة حَدِيث حَكِيم بن حزَام البيعان بِالْخِيَارِ قَالَ وَزَاد أَحْمد حَدثنَا بهز قَالَ قَالَ همام فَذكرت ذَلِك لأبي التياح فَذكره وَأحمد هَذَا لم يذكرهُ الْحَاكِم وَلَا الكلاباذي وَلَا أَبُو على الجياني ولأفرده الْحَافِظ أَبُو الْحجَّاج الْمزي بترجمة كَمَا صنع فِي غَيره والمتبادر إِلَى الذِّهْن أَنه الإِمَام أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل إِلَّا أَن هَذَا الحَدِيث بِهَذَا الْإِسْنَاد مَا هُوَ فِي مُسْنده وَقد رَوَاهُ أَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه قَالَ حَدثنَا أَبُو جَعْفَر الدَّارمِيّ قَالَ حَدثنَا بهز بن أَسد وَأَبُو جَعْفَر هَذَا اسْمه أَحْمد بن سعيد بن صَخْر حَافظ جليل قد روى عَنهُ البُخَارِيّ فِي الْجَامِع فِي بَاب صَلَاة التَّطَوُّع على الْحمار قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن سعيد قَالَ حَدثنَا حبَان قَالَ حَدثنَا همام فَذكر حَدِيثا وروى عَنهُ غير هَذَا فَيظْهر أَنه هُوَ وَالله أعلم الثَّانِيَة أَحْمد عَن بن وهب وَقع فِي الصَّلَاة فِي بَاب رفع الصَّوْت فِي الْمَسَاجِد حَدثنَا أَحْمد حَدثنَا بن وهب بِحَدِيث كَعْب بن مَالك أَنه تقاضى بن أبي حَدْرَد دينا وَفِي بَاب إِذا قَامَ الرجل عَن يسَار الإِمَام فحوله حَدثنَا أَحْمد حَدثنَا بن وهب بِحَدِيث بن عَبَّاس نمت عِنْد خَالَتِي مَيْمُونَة وَفِي الْجُمُعَة فِي مَوضِع سَيَأْتِي ذكره وَفِي الْعِيدَيْنِ فِي بَاب الدرق والحراب فِي الْعِيدَيْنِ حَدثنَا أَحْمد حَدثنَا بن وهب بِحَدِيث عَائِشَة دخل عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعِنْدِي جاريتان تُغنيَانِ وَفِي الْجَنَائِز فِي موضِعين الأول فِي بَاب نقض شعر رَأس الْمَرْأَة حَدثنَا أَحْمد حَدثنَا بن وهب بِحَدِيث أم عَطِيَّة أَنَّهُنَّ جَعَلْنَ رَأْسَ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ قُرُون الثَّانِي فِي بَاب كَيْفيَّة الْإِشْعَار للْمَيت وَهُوَ حَدِيث أم عَطِيَّة أَيْضا لَكِن الأول من رِوَايَة حَفْصَة بنت سِيرِين عَنْهَا وَالثَّانِي من رِوَايَة أَخِيهَا مُحَمَّد عَنْهَا فِي الْحَج فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع الأول فِي بَاب قَوْله تَعَالَى يأتوك رجَالًا حَدِيث بن عمر رَأَيْت
لِنَفْسِهِ خَاصَّةً النُّبُوَّةَ كَمَا قَالَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رُوعِي قَالَ وَقَدْ بَلَغَنَا عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ قَالَ أَنَا لَا آخُذُ عَنِ الْمَوْتَى وَإِنَّمَا آخُذُ عَنِ الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَكَذَا قَالَ آخَرُ أَنَا آخُذُ عَنْ قَلْبِي عَنْ رَبِّي وَكُلُّ ذَلِكَ كُفْرٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الشَّرَائِع نسْأَل اللَّهَ الْهِدَايَةَ وَالتَّوْفِيقَ وَقَالَ غَيْرُهُ مَنِ اسْتَدَلَّ بِقِصَّةِ الْخَضِرِ عَلَى أَنَّ الْوَلِيَّ يَجُوزُ أَنْ يَطَّلِعَ مِنْ خَفَايَا الْأُمُورِ عَلَى مَا يُخَالِفُ الشَّرِيعَةِ وَيَجُوزُ لَهُ فِعْلُهُ فَقَدْ ضَلَّ وَلَيْسَ مَا تَمَسَّكَ بِهِ صَحِيحًا فَإِنَّ الَّذِي فَعَلَهُ الْخَضِرُ لَيْسَ فِي شَيْءٌ مِنْهُ مَا يُنَاقِضُ الشَّرْعَ فَإِنَّ نَقْضَ لَوْحٍ مِنَ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ لِدَفْعِ الظَّالِمِ عَنْ غَصْبِهَا ثُمَّ إِذَا تَرَكَهَا أُعِيدَ اللَّوْحُ جَائِزٌ شَرْعًا وَعَقْلًا وَلَكِنَّ مُبَادَرَةَ مُوسَى بِالْإِنْكَارِ بِحَسَبِ الظَّاهِرِ وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ وَاضِحًا فِي رِوَايَةِ أَبِي إِسْحَاقَ الَّتِي أَخْرَجَهَا مُسْلِمٌ وَلَفْظُهُ فَإِذَا جَاءَ الَّذِي يُسَخِّرُهَا فَوَجَدَهَا مُنْخَرِقَةً تَجَاوَزَهَا فَأَصْلَحَهَا فَيُسْتَفَادُ مِنْهُ وُجُوبُ التَّأَنِّي عَنِ الْإِنْكَارِ فِي الْمُحْتَمَلَاتِ وَأَمَّا قَتْلُهُ الْغُلَامَ فَلَعَلَّهُ كَانَ فِي تِلْكَ الشَّرِيعَةِ وَأَمَّا إِقَامَةُ الْجِدَارِ فَمِنْ بَابِ مُقَابَلَةِ الْإِسَاءَةِ بِالْإِحْسَانِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ فَعَمَدَ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَالْمِيمِ وَكَذَا قَوْلُهُ عَمَدْتُ وَنَوْلٌ بِفَتْحِ النُّونِ أَيْ أُجْرَةٌ قَوْلُهُ فَانْطَلَقَا أَيْ فَخَرَجَا مِنَ السَّفِينَةِ فَانْطَلَقَا كَمَا صَرَّحَ بِهِ أَيْضًا فِي التَّفْسِيرِ قَوْلُهُ قَالَ الْخَضِرُ بِيَدِهِ هُوَ مِنْ إِطْلَاقِ الْقَوْلِ عَلَى الْفِعْلِ وَسَنَذْكُرُ بَاقِيَ مَبَاحِثِ هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِ التَّفْسِيرِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى

(قَوْلُهُ بَابُ مَنْ سَأَلَ وَهُوَ قَائِمٌ)
جُمْلَةٌ حَالِيَّةٌ عَنِ الْفَاعِلِ وَقَوْلُهُ عَالِمًا مَفْعُولٌ وَجَالِسًا صِفَةٌ لَهُ وَالْمُرَادُ أَنَّ الْعَالِمَ الْجَالِسَ إِذَا سَأَلَهُ شَخْصٌ قَائِمٌ لَا يُعَدُّ مِنْ بَابِ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا بَلْ هَذَا جَائِزٌ بِشَرْطِ الْأَمْنِ مِنَ الْإِعْجَابِ قَالَه بن الْمُنِير

[123] قَوْله حَدثنَا عُثْمَان هم بن أبي شيبَة وَجَرِير هُوَ بن عبد الحميد وَمَنْصُور هُوَ بن الْمُعْتَمِرِ وَأَبُو وَائِلٍ هُوَ شَقِيقٌ وَأَبُو مُوسَى هُوَ الْأَشْعَرِيُّ وَكُلُّهُمْ كُوفِيُّونَ قَوْلُهُ قَالَ وَمَا رَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ ظَاهِرُهُ أَنَّ الْقَائِلَ هُوَ أَبُو مُوسَى وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَنْ دُونَهُ فَيَكُونُ مُدْرَجًا فِي أَثْنَاءِ الْخَبَرِ قَوْلُهُ مَنْ قَاتَلَ إِلَخْ هُوَ مِنْ جَوَامِعِ كَلِمِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّهُ أَجَابَ بِلَفْظٍ جَامِعٍ لِمَعْنَى السُّؤَالِ مَعَ الزِّيَادَةِ عَلَيْهِ وَفِي الْحَدِيثِ شَاهِدٌ لِحَدِيثِ الْأَعْمَالِ بِالنِّيَّاتِ وَأَنَّهُ لَا بَأْسَ بِقِيَامِ طَالِبِ الْحَاجَةِ عِنْدَ أَمْنِ الْكِبْرِ وَأَنَّ الْفَضْلَ الَّذِي وَرَدَ فِي الْمُجَاهِدِينَ مُخْتَصٌّ بِمَنْ قَاتَلَ لِإِعْلَاءِ دِينِ اللَّهِ وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ إِقْبَالِ الْمَسْئُولِ عَلَى السَّائِلِ وَسَيَأْتِي بَقِيَّةُ الْكَلَامِ عَلَيْهِ فِي كِتَابِ الْجِهَادِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى

الصفحة 222