كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
فَالَّذِينَ سمعُوا من أبي الرّبيع مِمَّن يُسمى أَحْمد جمَاعَة مِنْهُم أَحْمد بن عَليّ بن الْمثنى أَبُو يعلى وَأحمد بن عَمْرو بن أبي عَاصِم النَّبِيل أَبُو بكر وَأحمد بن النَّضر السَّابِعَة أَحْمد حَدثنَا عَنْبَسَة ذكره فِي بَاب شُهُود الْمَلَائِكَة بَدْرًا من كتاب الْمَغَازِي هَكَذَا هُوَ فِي رِوَايَة أبي ذَر الْهَرَوِيّ عَن مشايخه غير مَنْسُوب وَنسبه الْأصيلِيّ وَغَيره فِي رِوَايَته فَقَالَ حَدثنَا أَحْمد بن صَالح وَقد أخرج البُخَارِيّ عَن أَحْمد بن صَالح عَن عَنْبَسَة عدَّة مَوَاضِع غير هَذَا وَلم يُنَبه أَبُو عَليّ الجياني على هَذَا الْموضع أَيْضا تَنْبِيه أَحْمد حَدثنَا أبي يَأْتِي قَرِيبا فِيمَا بعد أَنه أَحْمد بن حَفْص النَّيْسَابُورِي فصل فِيمَن ذكر مَنْسُوبا لكنه لم يتَمَيَّز عَمَّن يشْتَرك مَعَه فِي ذَلِك وَهُوَ تراجم الأولى أَحْمد بن مُحَمَّد عَن إِبْرَاهِيم عَن أَبِيه فِي بَاب حج النِّسَاء قَالَ بن عدي هُوَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن عون القواس وَقَالَ غَيره هُوَ أَبُو الْوَلِيد الْأَزْرَقِيّ جد صَاحب التَّارِيخ وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب وَإِبْرَاهِيم شَيْخه هُوَ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف الثَّانِيَة أَحْمد بن مُحَمَّد حَدثنَا عبد الله بن الْمُبَارك قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هُوَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن ثَابت يعرف بِابْن شبويه وَقَالَ الْحَاكِم أَبُو عبد الله هُوَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى الْمروزِي مَعْرُوف بمردويه وَرجح الْمزي وَغَيره هَذَا الثَّانِي وَوَقع فِي بَاب كم تقصر الصَّلَاة تَابعه أَحْمد عَن بن الْمُبَارك وَهُوَ هَذَا الثَّالِثَة أَحْمد بن أبي عَمْرو عَن أَبِيه عَن إِبْرَاهِيم وَهُوَ بن طهْمَان هُوَ أَحْمد بن حَفْص بن رَاشد السّلمِيّ النَّيْسَابُورِي لَهُ أَحَادِيث فِي الْحَج وَالنِّكَاح وَقد قَالَ بن السكن فِي رِوَايَته فِي النِّكَاح حَدثنَا أَحْمد بن حَفْص وَوَقع فِي بَاب قَوْله تَعَالَى جعل الله الْكَعْبَة الْبَيْت الْحَرَام فِي أثْنَاء كتاب الْحَج حَدثنَا أَحْمد حَدثنَا أبي حَدثنَا إِبْرَاهِيم وَهُوَ هَذَا الرَّابِعَة أَحْمد بن وَاقد حَدثنَا حَمَّاد بن زيد وَقع فِي الصَّلَاة وَغَيرهَا وَهُوَ أَحْمد بن عبد الْملك بن وَاقد نسبه إِلَى جده ذكر من اسْمه ابراهيم قَالَ فِي الْحَج حَدثنَا إِبْرَاهِيم أخبرنَا الْوَلِيد حَدثنَا الْأَوْزَاعِيّ وَإِبْرَاهِيم هَذَا هُوَ بن مُوسَى الْفراء الْمَعْرُوف بالصغير وَكَانَ من كبار الْحفاظ وَوَقع مَنْسُوبًا فِي رِوَايَةِ أَبِي عَلِيِّ بْنِ شَبَّوَيْهِ وَغَيره والوليد هُوَ بن مُسلم ويروي عَن الْوَلِيد بن مُسلم فِي صَحِيح البُخَارِيّ مِمَّن اسْمه إِبْرَاهِيم إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر الْحزَامِي وَمن شُيُوخه مِمَّن حدث عَن الْوَلِيد بن مُسلم أَيْضا إِبْرَاهِيم بن حَمْزَة الزبيرِي وَلم يذكر الجياني هَذِه التَّرْجَمَة وَقَالَ فِي بَابِ مَنْ بَاعَ نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ قَالَ لي إِبْرَاهِيم أخبرنَا هِشَام عَن بن جريج وَإِبْرَاهِيم هَذَا هُوَ بن الْمُنْذر قَالَه الْمزي وَهِشَام هُوَ بن سُلَيْمَان المَخْزُومِي نبه عَلَيْهِ الْمزي قَالَ لِأَن بن الْمُنْذر لم يسمع من هِشَام بن يُوسُف قلت وَيحْتَمل أَن يكون إِبْرَاهِيم هُوَ بن مُوسَى الرَّازِيّ وَهِشَام هُوَ بن يُوسُف ذكر من اسْمه إِسْحَاق على تَرْتِيب الْمَشَايِخ تَرْجَمَة قَالَ فِي بَابِ مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم ووفاته وَفِي بَاب المعانقة من كتاب الْأَدَب حَدثنَا إِسْحَاق حَدثنَا بشر بن شُعَيْب وَهُوَ حَدِيث وَاحِد وَلم أر إِسْحَاق هَذَا مَنْسُوبًا فِي شَيْءٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ إِلَّا فِي رِوَايَة بن السكن فَإِنَّهُ نسبه فِي الْبَاب الأول فَقَالَ حَدثنَا إِسْحَاق بن مَنْصُور تَرْجَمَة قَالَ فِي بَاب أحلّت لكم الْغَنَائِم حَدثنَا إِسْحَاق سمع جَرِيرًا وَقَالَ فِي بَاب تَفْسِير لُقْمَان حَدثنَا إِسْحَاق حَدثنَا جرير وَقَالَ فِي الْبيُوع عَن إِسْحَاق عَن جرير عَن مُغيرَة أما الْموضع الأول فنسبه الْمزي فِي الْأَطْرَاف إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَهُوَ فِي تَرْجَمَة عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ مُحَمَّد بن سَمُرَة وَلم أره مَنْسُوبا فِي شَيْء من الرِّوَايَات وَكَذَا قَالَ أَبُو عَليّ الجياني أَنه لم يره مَنْسُوبًا فِي شَيْءٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ وَلَا ذَكَرَهُ أَبُو نصر الكلاباذي قلت وَلَا ذكره خلف فِي الْأَطْرَاف
وَأَمَّا مَا بَعْدَهَا وَهُوَ قَوْلُهُ لَنَقَضْتُ إِلَخْ فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِمَّا نَسِيَ أَيْضًا أَوْ مِمَّا ذَكَرَ وَقَدْ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْأَسْوَدِ بِتَمَامِهِ إِلَّا قَوْلُهُ بِكُفْرٍ فَقَالَ بَدَلَهَا بِجَاهِلِيَّةٍ وَكَذَا للْمُصَنف فِي الْحَج من طَرِيقِ أُخْرَى عَنِ الْأَسْوَدِ وَرَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ مِنْ طَرِيقِ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ وَلَفْظُهُ قُلْتُ حَدَّثَتْنِي حَدِيثًا حَفِظْتُ أَوَّلَهُ وَنَسِيتُ آخِرَهُ وَرَجَّحَهَا الْإِسْمَاعِيلِيُّ عَلَى رِوَايَةِ إِسْرَائِيلَ وَفِيمَا قَالَ نَظَرٌ لِمَا قَدَّمْنَاهُ وَعَلَى قَوْلِهِ يَكُونُ فِي رِوَايَةِ شُعْبَةَ إِدْرَاجٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ بَابًا بِالنَّصْبِ عَلَى الْبَدَلِ كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَلِغَيْرِهِ بِالرَّفْعِ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ قَوْلُهُ فَفَعَلَهُ يَعْنِي بَنَى الْكَعْبَةَ عَلَى مَا أَرَادَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا سَيَأْتِي ذَلِكَ مَبْسُوطًا فِي كِتَابِ الْحَجِّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَفِي الْحَدِيثِ مَعْنَى مَا تَرْجَمَ لَهُ لِأَنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ تُعَظِّمُ أَمْرَ الْكَعْبَةِ جِدًّا فَخَشِيَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَظُنُّوا لِأَجْلِ قُرْبِ عَهْدِهِمْ بِالْإِسْلَامِ أَنَّهُ غَيَّرَ بِنَاءَهَا لِيَنْفَرِدَ بِالْفَخْرِ عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ وَيُسْتَفَادُ مِنْهُ تَرْكُ الْمَصْلَحَةِ لِأَمْنِ الْوُقُوعِ فِي الْمَفْسَدَةِ وَمِنْهُ تَرْكُ إِنْكَارِ الْمُنْكَرِ خَشْيَةَ الْوُقُوعِ فِي أَنْكَرَ مِنْهُ وَأَنَّ الْإِمَامَ يَسُوسُ رَعِيَّتَهُ بِمَا فِيهِ إِصْلَاحُهُمْ وَلَوْ كَانَ مَفْضُولًا مَا لَمْ يكن محرما
(قَوْلُهُ بَابُ مَنْ خَصَّ بِالْعِلْمِ قَوْمًا دُونَ قوم)
أَي سوى قوم لابمعنى الأدون وكراهية بِالْإِضَافَةِ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ وَهَذِهِ التَّرْجَمَةُ قَرِيبَةٌ مِنَ التَّرْجَمَةِ الَّتِي قَبْلَهَا وَلَكِنَّ هَذِهِ فِي الْأَقْوَالِ وَتِلْكَ فِي الْأَفْعَالِ أَوْ فِيهِمَا
[127] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا عبيد الله هُوَ بن مُوسَى كَمَا ثَبَتَ لِلْبَاقِينَ قَوْلُهُ عَنْ مَعْرُوفٍ هُوَ بن خَرَّبُوذٍ كَمَا فِي رِوَايَةِ كَرِيمَةَ وَهُوَ تَابِعِيٌّ صَغِيرٌ مَكِّيٌّ وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ غَيْرُ هَذَا الْمَوْضِعِ وَأَبُوهُ بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ الْمَفْتُوحَةِ وَضَمِّ الْمُوَحَّدَةِ وَآخِرُهُ مُعْجَمَةٌ وَهَذَا الْإِسْنَادُ مِنْ عَوَالِي الْبُخَارِيِّ لِأَنَّهُ يَلْتَحِقُ بِالثُّلَاثِيَّاتِ مِنْ حَيْثُ إِنَّ الرَّاوِيَ الثَّالِثَ مِنْهُ صَحَابِيٌّ وَهُوَ أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ اللَّيْثِيُّ آخِرُ الصَّحَابَةِ مَوْتًا وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ غَيْرُ هَذَا الْمَوْضِعِ قَوْلُهُ حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ كَذَا وَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ وَسَقَطَ كُلُّهُ مِنْ رِوَايَتِهِ عَنِ الْكُشْمِيهَنِيِّ وَلِغَيْرِهِ بِتَقْدِيمِ الْمَتْنِ ابْتَدَأَ بِهِ مُعَلَّقًا فَقَالَ وَقَالَ عَلِيٌّ إِلَخْ ثُمَّ عَقَّبَهُ بِالْإِسْنَادِ وَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ بِمَا يَعْرِفُونَ أَيْ يَفْهَمُونَ وَزَادَ آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ لَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاوُدَ عَنْ مَعْرُوفٍ فِي آخِرِهِ وَدَعُوا مَا يُنْكِرُونَ أَيْ يَشْتَبِهُ عَلَيْهِمْ فَهْمُهُ وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمُتَشَابِهَ لَا يَنْبَغِي أَنْ يذكر عِنْد الْعَامَّة وَمثله قَول بن مَسْعُودٍ مَا أَنْتَ مُحَدِّثًا قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلَّا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةٌ رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَمِمَّنْ كَرِهَ التَّحْدِيثَ بِبَعْضٍ دُونَ بَعْضٍ أَحْمَدُ فِي الْأَحَادِيثِ الَّتِي ظَاهِرُهَا الْخُرُوجُ عَلَى السُّلْطَانِ وَمَالِكٌ فِي أَحَادِيثِ الصِّفَاتِ وَأَبُو يُوسُفَ فِي الْغَرَائِبِ وَمِنْ قَبْلِهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ كَمَا تَقَدَّمَ عَنْهُ فِي الْجِرَابَيْنِ وَأَنَّ الْمُرَادَ مَا يَقَعُ مِنَ الْفِتَنِ وَنَحْوُهُ عَنْ حُذَيْفَةَ وَعَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ أَنْكَرَ تَحْدِيثَ أَنَسٍ لِلْحَجَّاجِ بِقِصَّةِ الْعُرَنِيِّينَ لِأَنَّهُ اتَّخَذَهَا وَسِيلَةً إِلَى مَا كَانَ يَعْتَمِدُهُ مِنَ الْمُبَالَغَةِ فِي سَفْكِ الدِّمَاءِ بِتَأْوِيلِهِ الْوَاهِي وَضَابِطُ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ ظَاهِرُ الْحَدِيثِ يُقَوِّي الْبِدْعَةَ وَظَاهِرُهُ فِي الْأَصْلِ غَيْرُ مُرَادٍ فَالْإِمْسَاكُ عَنْهُ عِنْدَ مَنْ يُخْشَى عَلَيْهِ الْأَخْذُ بِظَاهِرِهِ مَطْلُوبٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
الصفحة 225
500