كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
الْخلق وَتَفْسِير الْبَقَرَة والرقاق وَلم يُنَبه على مَا عَداهَا قَالَ وَقد روى البُخَارِيّ فِي تَفْسِير سُورَة الْأَحْزَاب وَتَفْسِير صُورَة ص عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم عَن روح قلت وَكَذَا فِي الرقَاق اه قَالَ وَقد رُوِيَ فِي الصَّلَاة والأشربة وَغير مَوضِع عَن إِسْحَاق بن مَنْصُور عَن روح وَمرَاده أَن التَّرَدُّد فِي كَونه بن إِبْرَاهِيم أَو بن مَنْصُور بَاقٍ وَالَّذِي يظْهر لي أَنه إِسْحَاق بن مَنْصُور فِي الْمَوَاضِع كلهَا إِلَّا الَّذِي فِي بَدْء الْخلق وَقد جزم خلف فِي الْأَطْرَاف بِأَن إِسْحَاق الْمَذْكُور فِي الْحَج وَفِي بَدْء الْخلق وَفِي تَفْسِير الْأَنْفَال هُوَ إِسْحَاق بن مَنْصُور وَوَافَقَهُ الْمزي والموضع الثَّانِي من الْمَوْضِعَيْنِ اللَّذين فِي تَفْسِير الْبَقَرَة قد أَعَادَهُ البُخَارِيّ فِي كتاب الْعدة فَقَالَ حَدثنَا إِسْحَاق بن مَنْصُور حَدثنَا روح فَذكره بِعَيْنِه فَهَذِهِ الْمَوَاضِع تدل على أَنه إِذا روى عَن إِسْحَاق عَن روح وَلم ينْسبهُ فَهُوَ بن مَنْصُور إِلَّا أَن عبر إِسْحَاق بقوله أخبرنَا فَهُوَ بن إِبْرَاهِيم لِأَنَّهُ لَا يَقُول حَدثنَا وَقد عبر بِهَذَا فِي بَدْء الْخلق فَأخْرجهُ أَبُو نُعَيْمٍ مِنْ مُسْنَدِ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهْوَيْهِ مُوَافقا لسياقه حرفا حرفا وَقَالَ أخرجه البُخَارِيّ عَن إِسْحَاق تَرْجَمَة قَالَ فِي بَاب مقَام النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَكَّة بعد الْفَتْح من كتاب الْمَغَازِي وَفِي بَاب قَول الله تَعَالَى وأسروا قَوْلكُم أَو اجهروا بِهِ فِي كتاب التَّوْحِيد حَدثنَا إِسْحَاق حَدثنَا أَبُو عَاصِم وَهُوَ الضَّحَّاك بن مخلد شيخ البُخَارِيّ لَمْ أَرَهُ مَنْسُوبًا فِي شَيْءٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ وَجوز أَبُو عَليّ الجياني أَنه إِسْحَاق بن مَنْصُورٍ وَاسْتَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ بِأَنَّ مُسْلِمًا أَخْرَجَ فِي صَحِيحه عَن إِسْحَاق بن مَنْصُور عَن أبي عَاصِم قلت وَجزم أَبُو عبد الله الْحَاكِم بِأَن إِسْحَاق الَّذِي حدث البُخَارِيّ عَنهُ عَن أبي عَاصِم هُوَ إِسْحَاق بن نصر الْآتِي ذكره وَالله أعلم تَرْجَمَة قَالَ فِي تَفْسِير سُورَة الْأَحْزَاب حَدثنَا إِسْحَاق حَدثنَا عبد الله بن بكر وَهُوَ السَّهْمِي قَالَ أَبُو عَليّ لم ينْسبهُ أحد من شُيُوخ الْجَامِع وَلَا أَبُو نصر الكلاباذي قلت جزم خلف فِي الْأَطْرَاف والمزي بِأَنَّهُ إِسْحَاق بن مَنْصُور تَرْجَمَة قَالَ فِي بَابِ سُتْرَةُ الْإِمَامِ سُتْرَةٌ لِمَنْ خَلْفَهُ وَفِي بَاب من أجْرى أهل الْأَمْصَار على مَا يَتَعَارَفُونَ فِي كتاب الْبيُوع وَفِي تَفْسِير سُورَة النِّسَاء حَدثنَا إِسْحَاق حَدثنَا عبد الله بن نمير قَالَ أَبُو عَليّ لم أَجِدهُ مَنْسُوبا لأحد من الروَاة وَلَا نسبه أَبُو نصر يَعْنِي الكلاباذي قلت الحَدِيث الَّذِي فِي الْبيُوع هُوَ الحَدِيث الَّذِي فِي التَّفْسِير وَقد جزم خلف فِي الْأَطْرَاف وَتَبعهُ الْمزي بِأَن إِسْحَاق الَّذِي فِي التَّفْسِير هُوَ إِسْحَاق بن مَنْصُور فَيتَعَيَّن أَن يكون هُوَ الَّذِي فِي الْبيُوع وَأما الَّذِي فِي الصَّلَاة فَلم ينسباه وَيَنْبَغِي حمله عَلَيْهِ تَرْجَمَة قَالَ فِي بَاب حَدثنَا إِسْحَاق حَدثنَا عبد الله هُوَ بن الْوَلِيد الْعَدنِي تَرْجَمَة قَالَ فِي بَاب كَرَاهِيَة الْخلاف من كتاب الِاعْتِصَام حَدثنَا إِسْحَاق حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي جزم أَبُو نصر الكلاباذي بِأَنَّهُ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْحَنْظَلِي وَمَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْجَيَّانِيُّ إِلَى أَنَّهُ إِسْحَاقُ بن مَنْصُور تَرْجَمَة قَالَ فِي بَاب فضل الْإِصْلَاح بَين النَّاس وَفِي بَاب من يَأْخُذ بالركاب وَنَحْوه من كتاب الْجِهَاد وَفِي تَفْسِير سُورَة الْأَنْعَام وَفِي تَفْسِير الْأَعْرَاف وَفِي بَاب الله أعلم بِمَا كَانُوا عاملين من كتاب الْقدر وَفِي بَاب ترك الْحِيَل حَدثنَا إِسْحَاق حَدثنَا عبد الرَّزَّاق وَإِسْحَاق هَذَا فِي هَذِه الْمَوَاضِع قَالَ أَبُو عَليّ الغساني يحْتَمل أَن يكون إِسْحَاق بن نصر فَإِنَّهُ أخرج عَنهُ الْكثير عَن عبد الرَّزَّاق وَهُوَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نصر نسبه البُخَارِيّ إِلَى جده وَقد روى البُخَارِيّ أَيْضا عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْحَنْظَلِي وَهُوَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه عَن عبد الرَّزَّاق وَذَلِكَ فِي كتاب الْوضُوء وروى أَيْضا عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَذَلِكَ فِي كتاب
تَأْكُلُ مَوَاضِعَ السُّجُودِ مِنَ الْمُسْلِمِ كَمَا ثَبَتَ فِي حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ أَنَّ ذَلِكَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهَا وَكَذَا لِسَانُهُ النَّاطِقُ بِالتَّوْحِيدِ وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى قَوْلُهُ فَيَسْتَبْشِرُونَ كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ أَيْ فَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَلِلْبَاقِينَ بِحَذْفِ النُّونِ وَهُوَ أَوْجَهُ لِوُقُوعِ الْفَاءِ بَعْدَ النَّفْيِ أَوِ الِاسْتِفْهَامِ أَوِ الْعَرْضِ وَهِيَ تَنْصِبُ فِي كُلِّ ذَلِكَ قَوْلُهُ إِذًا يَتَّكِلُوا بِتَشْدِيدِ الْمُثَنَّاةِ الْمَفْتُوحَةِ وَكَسْرِ الْكَافِ وَهُوَ جَوَابٌ وَجَزَاءٌ أَيْ إِنْ أَخْبَرْتَهُمْ يَتَّكِلُوا وَلِلْأَصِيلِيِّ وَالْكُشْمِيهَنِيِّ يَنْكُلُوا بِإِسْكَانِ النُّونِ وَضَمِّ الْكَافِ أَنْ يَمْتَنِعُوا مِنَ الْعَمَلِ اعْتِمَادًا عَلَى مَا يَتَبَادَرُ مِنْ ظَاهِرِهِ وَرَوَى الْبَزَّارُ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذِنَ لِمُعَاذٍ فِي التَّبْشِيرِ فَلَقِيَهُ عُمَرُ فَقَالَ لَا تَعْجَلْ ثُمَّ دَخَلَ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَنْتَ أَفْضَلُ رَأْيًا إِنَّ النَّاسَ إِذَا سَمِعُوا ذَلِكَ اتَّكَلُوا عَلَيْهَا قَالَ فَرَدَّهُ وَهَذَا مَعْدُودٌ مِنْ مُوَافَقَاتِ عُمَرَ وَفِيهِ جَوَازُ الِاجْتِهَادِ بِحَضْرَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَدَلَّ بَعْضُ مُتَكَلِّمِي الْأَشَاعِرَةِ مِنْ قَوْلِهِ يَتَّكِلُوا عَلَى أَنَّ لِلْعَبْدِ اخْتِيَارًا كَمَا سَبَقَ فِي علم الله
(قَوْلُهُ عِنْدَ مَوْتِهِ)
أَيْ مَوْتِ مُعَاذٍ وَأَغْرَبَ الْكِرْمَانِيُّ فَقَالَ يُحْتَمَلُ أَنْ يَرْجِعَ الضَّمِيرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ وَيَرُدُّهُ مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي مَنْ شَهِدَ مُعَاذًا حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ يَقُولُ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمُوهُ إِلَّا مَخَافَةَ أَنْ تَتَّكِلُوا فَذَكَرَهُ قَوْلُهُ تَأَثُّمًا هُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ الْمُثَلَّثَةِ الْمَضْمُومَةِ أَيْ خَشْيَةَ الْوُقُوعِ فِي الْإِثْمِ وَقَدْ تَقَدَّمَ تَوْجِيهُهُ فِي حَدِيثِ بَدْءِ الْوَحْيِ فِي قَوْلِهِ يَتَحَنَّثُ وَالْمُرَادُ بِالْإِثْمِ الْحَاصِلُ مِنْ كِتْمَانِ الْعِلْمِ وَدَلَّ صَنِيعُ مُعَاذٍ عَلَى أَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ النَّهْيَ عَنِ التَّبْشِيرِ كَانَ عَلَى التَّنْزِيهِ لَا عَلَى التَّحْرِيمِ وَإِلَّا لَمَا كَانَ يُخْبِرُ بِهِ أَصْلًا أَوْ عرف أَن النَّهْي مُقَيّد بالاتكال فَأخْبر بِهِ مَنْ لَا يَخْشَى عَلَيْهِ ذَلِكَ وَإِذَا زَالَ الْقَيْدُ زَالَ الْمُقَيَّدُ وَالْأَوَّلُ أَوْجَهُ لِكَوْنِهِ أَخَّرَ ذَلِكَ إِلَى وَقْتِ مَوْتِهِ وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ لَعَلَّ مُعَاذًا لَمْ يَفْهَمِ النَّهْيَ لَكِنْ كُسِرَ عَزْمُهُ عَمَّا عَرَضَ لَهُ مِنْ تَبْشِيرِهِمْ قُلْتُ وَالرِّوَايَةُ الْآتِيَةُ صَرِيحَةٌ فِي النَّهْيِ فَالْأَوْلَى مَا تَقَدَّمَ وَفِي الْحَدِيثِ جَوَازُ الْإِرْدَافِ وَبَيَانُ تَوَاضُعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْزِلَةُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مِنَ الْعِلْمِ لِأَنَّهُ خَصَّهُ بِمَا ذَكَرَ وَفِيهِ جَوَازُ اسْتِفْسَارِ الطَّالِبِ عَمَّا يَتَرَدَّدُ فِيهِ وَاسْتِئْذَانِهِ فِي إِشَاعَةِ مَا يَعْلَمُ بِهِ وَحْدَهُ
[129] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ كَذَا لِلْجَمِيعِ وَذَكَرَ الْجَيَّانِيُّ أَنَّ عَبْدُوسًا وَالْقَابِسِيَّ رَوَيَاهُ عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْمَرْوَزِيِّ بِإِسْقَاطِ مُسَدَّدٍ مِنَ السَّنَدِ قَالَ وَهُوَ وَهْمٌ وَلَا يَتَّصِلُ السَّنَد الا بِذكرِهِ انْتهى ومعتمر هُوَ بن سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ وَالْإِسْنَادُ كُلُّهُ بَصْرِيُّونَ إِلَّا مُعَاذًا وَكَذَا الَّذِي قَبْلَهُ إِلَّا إِسْحَاقَ فَهُوَ مَرْوَزِيٌّ وَهُوَ الْإِمَامُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ رَاهْوَيْهِ قَوْلُهُ ذُكِرَ لِي هُوَ بِالضَّمِّ عَلَى الْبِنَاءِ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ وَلَمْ يُسَمِّ أَنَسٌ مَنْ ذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ فِي جَمِيعِ مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنَ الطُّرُقِ وَكَذَلِكَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ كَمَا قَدَّمْنَاهُ مِنْ عِنْدِ أَحْمَدَ لِأَنَّ مُعَاذًا إِنَّمَا حَدَّثَ بِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ بِالشَّامِ وَجَابِرٌ وَأَنَسٌ إِذْ ذَاكَ بِالْمَدِينَةِ فَلَمْ يَشْهَدَاهُ وَقَدْ حَضَرَ ذَلِكَ مِنْ مُعَاذٍ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيُّ أَحَدُ الْمُخَضْرَمِينَ كَمَا سَيَأْتِي عِنْدَ الْمُصَنِّفِ فِي الْجِهَادِ وَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى مَا فِي سِيَاقِهِ مِنَ الزِّيَادَةِ ثَمَّ وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ الصَّحَابِيِّ الْمَشْهُورِ
الصفحة 227
500