كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

الْإِيمَان وَفِي تَفْسِير قل هُوَ الله أحد فَاجْتمع لنا أَن البُخَارِيّ يروي عَن هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة عَن عبد الرَّزَّاق قلت لَكِن الْقَاعِدَة أَن مثل هَذَا المهمل إِنَّمَا يحمل على الْأَكْثَر وَأما الْأَقَل فينسب فَيتَعَيَّن حمل ذَلِك على إِسْحَاق بن نصر لَكِن الَّذِي فِي مَنَاقِب عمر من الصَّحِيح حَدثنَا إِسْحَاق حَدثنَا عبد الرَّزَّاق فنسبه بن السكن فَقَالَ بن مَنْصُور وَنسبه الْأصيلِيّ فَقَالَ إِسْحَاق بن نصر وَلم ينْسبهُ غَيرهمَا وَالَّذِي فِي تَفْسِير سُورَة الْأَنْعَام مهمل فِي أَكثر الْأُصُول فنسبه خلف بن نصر وَنسبه مَسْعُود بن مَنْصُور والْحَدِيث الَّذِي فِي فضل الْإِصْلَاح نسبه أَبُو ذَر فِي رِوَايَته إِسْحَاق بن مَنْصُور والْحَدِيث الَّذِي فِي الْقدر نسبه أَبُو ذَر فِي رِوَايَته إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَفِي بَاب وَفد بني حنيفَة حَدثنَا إِسْحَاق حَدثنَا عبد الرَّزَّاق فنسبه أَبُو زيد الْمروزِي وبن السكن إِسْحَاق بن نصر وَنسبه الْإِسْمَاعِيلِيّ عَن أبي أَحْمد إِسْحَاق بن مَنْصُور تَرْجَمَة قَالَ فِي بَاب إِذا شرب الْكَلْب من الْإِنَاء وَفِي بَاب صَلَاة الْقَاعِد وَفِي بَاب هَل يُؤذن إِذا جمع وَفِي بَاب وقف الأَرْض لِلْمَسْجِدِ ومناقب سعد وغزوة خَيْبَر وغزوة الْفَتْح وَفِي بَاب التَّسْلِيم والاستئذان وَفِي بَاب مَا ذَكَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ لَهُ بواب من كتاب الْأَحْكَام وَفِي بَاب كَرَاهِيَة الْخلاف من كتاب الِاعْتِصَام حَدثنَا إِسْحَاق حَدثنَا عبد الصَّمد قَالَ الغساني نسب الْأصيلِيّ إِسْحَاق الَّذِي فِي بَاب الْوَقْف وَفِي بَاب غَزْوَة الْفَتْح وَفِي الْبَاب الَّذِي فِي الْأَحْكَام فَقَالَ فِي هَذِه الْمَوَاضِع الثَّلَاثَة حَدثنَا إِسْحَاق بن مَنْصُور وأهمل سائرها وَلم أَجِدهُ لِابْنِ السكن وَلَا غَيره مَنْسُوبا قلت قد وَقع فِي رِوَايَةِ أَبِي عَلِيٍّ الشَّبُّوِيِّ عَنِ الْفَرَبْرِيِّ فِي بَاب وقف الأَرْض حَدثنَا إِسْحَاق هُوَ بن مَنْصُور حَدثنَا عبد الصَّمد وَجزم أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج بِأَن الَّذِي فِي بَاب إِذا شرب الْكَلْب وَكَذَا الَّذِي فِي التَّسْلِيم والاستئذان هُوَ الكوسج وَهُوَ إِسْحَاق بن مَنْصُور وَمِمَّا يدل على أَنه هُوَ أَن البُخَارِيّ قَالَ فِي بَاب صَلَاة الْقَاعِد حَدثنَا إِسْحَاق بن مَنْصُور حَدثنَا روح بن عبَادَة فَذكر حَدِيثا وَقَالَ بعده سَوَاء وَحدثنَا إِسْحَاق حَدثنَا عبد الصَّمد فَهَذِهِ قرينَة فِي أَنه هُوَ بن مَنْصُور والموضع الَّذِي فِي الْأَحْكَام ثَبت فِي رِوَايَة أبي ذَر الْهَرَوِيّ عَن شُيُوخه الثَّلَاثَة مَنْسُوبا فَقَالَ فِيهِ حَدثنَا إِسْحَاق بن مَنْصُور فَتعين حمل بَاقِي الْمَوَاضِع عَلَيْهِ وأهمل الغساني موضعا آخر وَهُوَ فِي التَّوْحِيد فِي بَاب كَلَام الرب مَعَ الْمَلَائِكَة وَهُوَ مهمل أَيْضا فِي جَمِيع الرِّوَايَات إِلَّا أنني رَأَيْت فِي بعض النّسخ حَدثنَا إِسْحَاق هُوَ بن رَاهَوَيْه وَهَذَا تَفْسِير من بعض من لَا يعرف فَلَا يعْتَمد وَالله أعلم وَقد أخرج البُخَارِيّ فِي بَاب غَزْوَة خَيْبَر عَن إِسْحَاق عَن عبد الصَّمد حَدثنَا فَأَشَارَ أَبُو نعيم إِلَى أَنه لَيْسَ بِإسْحَاق بن إِبْرَاهِيم لِأَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم إِنَّمَا رُوِيَ ذَلِك الحَدِيث فِي مُسْنده عَن النَّضر لَا عَن عبد الصَّمد فَالْحَاصِل من هَذَا كُله أَن إِسْحَاق عَن عبد الصَّمد حَيْثُ أبهم فَهُوَ بن مَنْصُور وَالله أعلم تَرْجَمَة قَالَ فِي بَاب الْأَدَب حَدثنَا إِسْحَاق حَدثنَا أَبُو الْمُغيرَة وَهُوَ عبد القدوس بن الْحجَّاج نسبه بن السكن فِي رِوَايَته إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَحكى الكلاباذي عَن أبي حَاتِم الْحذاء أَنه إِسْحَاق بن مَنْصُور وَالله أعلم وَأحكم تَرْجَمَة قَالَ فِي بَاب وَفد عبد الْقَيْس حَدثنَا إِسْحَاق حَدثنَا أَبُو عَامر الْعَقدي ذكر الكلاباذي أَنه إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَكَذَا أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ مِنْ مُسْنَدِ إِسْحَاقَ بن رَاهَوَيْه تَرْجَمَة قَالَ فِي بَاب كَيفَ صَلَاة اللَّيْل وَفِي بَاب كم يقْرَأ الْقُرْآن من فَضَائِل الْقُرْآن حَدثنَا إِسْحَاق حَدثنَا عبيد الله قَالَ الغساني لم أَجِدهُ مَنْسُوبا لأحد من رُوَاة الْكتاب وَذكر الكلاباذي أَن إِسْحَاق الْحَنْظَلِي يروي عَن عبيد الله بن مُوسَى قلت وَقد أخرج أَبُو نعيم الْحَدِيثين من مُسْند إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه الْحَنْظَلِي تَرْجَمَة قَالَ فِي الذَّبَائِح حَدثنَا إِسْحَاق سمع عَبدة قَالَ الغساني نسبه أَبُو على بن السكن إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه قلت وَكَذَا أخرجه أَبُو نعيم فِي مُسْند إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه تَرْجَمَة
أَنَّهُ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ مُعَاذٍ أَيْضًا فَيُحْتَمَلُ أَنْ يُفَسَّرَ الْمُبْهَمُ بِأَحَدِهِمَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ تَنْبِيهٌ أَوْرَدَ الْمِزِّيُّ فِي الْأَطْرَافِ هَذَا الْحَدِيثَ فِي مُسْنَدِ أَنَسٍ وَهُوَ مِنْ مَرَاسِيلِ أَنَسٍ وَكَانَ حَقَّهُ أَنْ يَذْكُرَهُ فِي الْمُبْهَمَاتِ وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ قَوْلُهُ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ أَيْ مَنْ لَقِيَ الْأَجَلَ الَّذِي قَدَّرَهُ اللَّهُ يَعْنِي الْمَوْتَ كَذَا قَالَهُ جَمَاعَةٌ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ الْبَعْثَ أَوْ رُؤْيَةَ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْآخِرَةِ قَوْلُهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ اقْتَصَرَ عَلَى نَفْيِ الْإِشْرَاكِ لِأَنَّهُ يَسْتَدْعِي التَّوْحِيدَ بِالِاقْتِضَاءِ وَيَسْتَدْعِي إِثْبَاتَ الرِّسَالَةِ بِاللُّزُومِ إِذْ مَنْ كَذَّبَ رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْ كَذَّبَ اللَّهَ وَمَنْ كَذَّبَ اللَّهَ فَهُوَ مُشْرِكٌ أَوْ هُوَ مِثْلُ قَوْلِ الْقَائِلِ مَنْ تَوَضَّأَ صَحَّتْ صَلَاتُهُ أَيْ مَعَ سَائِرِ الشَّرَائِطِ فَالْمُرَادُ مَنْ مَاتَ حَالَ كَوْنِهِ مُؤْمِنًا بِجَمِيعِ مَا يَجِبُ الْإِيمَانُ بِهِ وَلَيْسَ فِي قَوْلِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ مِنَ الْإِشْكَالِ مَا تَقَدَّمَ فِي السِّيَاقِ الْمَاضِي لِأَنَّهُ أَعَمُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ قَبْلَ التعذيب أَو بعده قَوْله فَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا مَعْنَى التَّأَثُّمِ التَّحَرُّجُ مِنَ الْوُقُوعِ فِي الْإِثْمِ وَهُوَ كَالتَّحَنُّثِ وَإِنَّمَا خَشِيَ مُعَاذٌ مِنَ الْإِثْمِ الْمُرَتَّبِ عَلَى كِتْمَانِ الْعِلْمِ وَكَأَنَّهُ فَهِمَ مِنْ مَنْعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُخْبِرَ بِهَا إِخْبَارًا عَامًّا لِقَوْلِهِ أَفَلَا أُبَشِّرُ النَّاسَ فَأَخَذَ هُوَ أَوَّلًا بِعُمُومِ الْمَنْعِ فَلَمْ يُخْبِرْ بِهَا أَحَدًا ثُمَّ ظَهَرَ لَهُ أَنَّ الْمَنْعَ إِنَّمَا هُوَ مِنَ الْإِخْبَارِ عُمُومًا فَبَادَرَ قَبْلَ مَوْتِهِ فَأَخْبَرَ بِهَا خَاصًّا مِنَ النَّاسِ فَجَمَعَ بَيْنَ الْحُكْمَيْنِ وَيُقَوِّي ذَلِكَ أَنَّ الْمَنْعَ لَوْ كَانَ عَلَى عُمُومِهِ فِي الْأَشْخَاصِ لَمَا أَخْبَرَ هُوَ بِذَلِكَ وَأُخِذَ مِنْهُ أَنَّ مَنْ كَانَ فِي مِثْلِ مَقَامِهِ فِي الْفَهْمِ أَنَّهُ لَمْ يَمْنَعْ مِنْ إِخْبَارِهِ وَقَدْ تُعُقِّبَ هَذَا الْجَوَابُ بِمَا أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ فِيهِ انْقِطَاعٌ عَنْ مُعَاذٍ أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ أَدْخِلُوا عَلَيَّ النَّاسَ فَأُدْخِلُوا عَلَيْهِ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا جَعَلَهُ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ وَمَا كُنْتُ أُحَدِّثُكُمُوهُ إِلَّا عِنْدَ الْمَوْتِ وَشَاهِدِي عَلَى ذَلِكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَقَالَ صَدَقَ أَخِي وَمَا كَانَ يُحَدِّثُكُمْ بِهِ إِلَّا عِنْدَ مَوْتِهِ وَقَدْ وَقَعَ لِأَبِي أَيُّوبَ مِثْلُ ذَلِكَ فَفِي الْمُسْنَدِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي ظَبْيَانَ أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ غَزَا الرُّومَ فَمَرِضَ فَلَمَّا حَضَرَ قَالَ سَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْلَا حَالِي هَذِهِ مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَإِذَا عُورِضَ هَذَا الْجَوَابُ فَأُجِيبَ عَنْ أَصْلِ الْإِشْكَالِ بِأَنَّ مُعَاذًا اطَّلَعَ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنِ الْمَقْصُودُ مِنَ الْمَنْعِ التَّحْرِيمَ بِدَلِيلِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ يُبَشِّرَ بِذَلِكَ النَّاسَ فَلَقِيَهُ عُمَرُ فَدَفَعَهُ وَقَالَ ارْجِعْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَدَخَلَ عَلَى أَثَرِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا تَفْعَلْ فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَتَّكِلَ النَّاسُ فَخَلِّهِمْ يَعْمَلُونَ فَقَالَ فَخَلِّهِمْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فَكَأَنَّ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاذٍ أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلُوا كَانَ بَعْدَ قِصَّةِ أَبِي هُرَيْرَةَ فَكَانَ النَّهْيُ لِلْمَصْلَحَةِ لَا لِلتَّحْرِيمِ فَلِذَلِكَ أَخْبَرَ بِهِ مُعَاذٌ لِعُمُومِ الْآيَةِ بِالتَّبْلِيغِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ لَا هِيَ لِلنَّهْيِ لَيْسَتْ دَاخِلَةً عَلَى أَخَافُ بَلِ الْمَعْنَى لَا تُبَشِّرْ ثُمَّ اسْتَأْنَفَ فَقَالَ أَخَافُ وَفِي رِوَايَةِ كَرِيمَةَ إِنِّي أَخَافُ بِإِثْبَاتِ التَّعْلِيلِ وَلِلْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ مُعْتَمِرٍ قَالَ لَا دَعْهُمْ فَلْيَتَنَافَسُوا فِي الْأَعْمَالِ فَإِنِّي أَخَاف أَن يتكلوا

الصفحة 228