كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

حَرْب الْبَصْرِيّ قَاضِي مَكَّة نسبه البُخَارِيّ فِي عدَّة مَوَاضِع من كِتَابه تَرْجَمَة قَالَ فِي تَفْسِير سُورَة النِّسَاء حَدثنَا صَدَقَة حَدثنَا يحيى وَهُوَ بن سعيد الْقطَّان وَصدقَة هَذَا هُوَ بن الْفضل الْمروزِي من حفاظ خُرَاسَان وَقد روى البُخَارِيّ فِي مَوَاضِع أُخْرَى عَنهُ عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي وحجاج بن مُحَمَّد والوليد بن مُسلم وَأبي خَالِد الْأَحْمَر وغندر وَأبي مُعَاوِيَة وَرُبمَا نسبه وَلَيْسَ فِي شُيُوخه من اسْمه صَدَقَة غَيره تَرْجَمَة عَبَّاس بن الْوَلِيد وَعَيَّاش بن الْوَلِيد وَهَذَانِ شَيْخَانِ مشتبهان فِي الِاسْم خطأ مُخْتَلِفَانِ نطقا متفقان فِي الْأَب خطأ ونطقا مُخْتَلِفَانِ شخصا فَالْأول بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَالسِّين الْمُهْملَة وَالثَّانِي بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاة من تَحت والشين الْمُعْجَمَة وَقد أوضحت أَمرهمَا فِي الْفَصْل الْمَاضِي فَليُرَاجع مِنْهُ تَرْجَمَة قَالَ فِي بَاب من سَأَلَ النَّاس تكثرا زَاد عبد الله حَدثنِي اللَّيْث وَعبد الله هَذَا هُوَ بن صَالح أَبُو صَالح كَاتب اللَّيْث وَقد ذكره فِي مَوَاضِع أُخْرَى تَعْلِيقا وَقَالَ فِي بَاب التَّكْبِير إِذا على شرفا حَدثنَا عبد الله حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة وَفِي تَفْسِير سُورَة الْفَتْح حَدثنَا عبد الله حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة فَأَما الْموضع الأول فنسبه أَبُو عَليّ بن السكن عبد الله بن يُوسُف وَتردد أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي بَين أَن يكون هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ أَو عبد الله بن رَجَاء الغداني وَأما الْموضع الثَّانِي فتردد فِيهِ أَبُو مَسْعُود وَنسبه أَبُو عَليّ بن السكن وَأَبُو ذَر فِي روايتهما أَنه عبد الله بن مسلمة وَجزم أَبُو عَليّ الغساني وَتَبعهُ جمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين بِأَنَّهُ عبد الله بن صَالح وَاسْتدلَّ الْمزي على صِحَة ذَلِك بِأَن البُخَارِيّ أخرج الحَدِيث الْمَذْكُور هُنَا فِي كِتَابِ الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ فنسبه فَدلَّ أَنه هُوَ وَالله أعلم تَرْجَمَة قَالَ فِي بَابِ مَا يُكْرَهُ مِنَ النِّيَاحَةِ عَلَى الْجِنَازَة تَابعه عبد الْأَعْلَى عَن يزِيد بن زُرَيْع وَعبد الْأَعْلَى الْمَذْكُور هُوَ عبد الْأَعْلَى بن حَمَّاد أحد مشايخه تَرْجَمَة قَالَ فِي بَاب وَإِلَى ثَمُود أَخَاهُم صَالحا حَدثنَا عبد الله حَدثنَا وهب بن جرير وَفِي بَاب عَلَامَات النُّبُوَّة حَدثنَا عبد الله حَدثنَا أَبُو عَاصِم وَفِي بَاب وضع الصَّبِي على الْفَخْذ حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد حَدثنَا عَارِم وَقَالَ فِي تَفْسِير سُورَة التَّوْبَةِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ معِين حَدثنَا حجاج فَذكر حَدِيثا وَعبد الله فِي هَذِه الْمَوَاضِع هُوَ بن مُحَمَّد البُخَارِيّ الْجعْفِيّ المسندي وَقد أَكثر عَنهُ المُصَنّف وَنسبه فِي مَوَاضِع كَثِيرَة إِلَى أَبِيه وَتارَة يَقُول الْجعْفِيّ وَتارَة يَقُول المسندي وَهُوَ من نبلاء مشايخه وَإِن كَانَ قد لَقِي من هُوَ أعلي إِسْنَادًا مِنْهُ تَرْجَمَة قَالَ فِي تَفْسِير الْبَقَرَة قَالَ عبد الله حَدثنَا سُفْيَان وَعبد الله هَذَا هُوَ بن الْوَلِيد الْعَدنِي وسُفْيَان هُوَ الثَّوْريّ وَلم يُدْرِكهُ البُخَارِيّ وَيحْتَمل أَنه المسندي الْمَذْكُور قبل وسُفْيَان هُوَ بن عُيَيْنَة وَهَذَا الثَّانِي أرجح عِنْدِي تَرْجَمَة قَالَ فِي تَفْسِير الْأَعْرَاف حَدثنَا عبد الله حَدثنَا سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن ومُوسَى بن هَارُون هُوَ البردي قَالَا حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم وَقَالَ فِي إِسْلَام أبي بكر حَدثنِي عبد الله عَن يحيى بن معِين حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن مجَالد فَذكر حَدِيثا فَأَما الأول فنسبه بن السكن فِي رِوَايَته عبد الله بن حَمَّاد وَبِه جزم أَبُو نصر الكلاباذي وَغَيره وَكَانَ عبد الله بن حَمَّاد من تلامذة البُخَارِيّ وَرِوَايَته عَنهُ هَا هُنَا من رِوَايَة الأكابر عَن الأصاغر وَأما الثَّانِي فنسبه أَبُو زيد الْمروزِي عبد الله بن حَمَّاد وَبِه جزم أَبُو نصر الكلاباذي أَيْضا وَأما أَبُو عَليّ بن السكن فنسبه عبد الله بن مُحَمَّد قَالَ أَبُو عَليّ الجياني لم يصنع شَيْئا قلت بل لصنيعه وَجه فقد تقدم قبل تَرْجَمته أَن البُخَارِيّ روى عَن عبد الله بن مُحَمَّد عَن يحيى بن معِين فَذكر حَدِيثا غير هَذَا فَهَذِهِ قرينَة تقَوِّي مَا ذهب إِلَيْهِ أَبُو عَليّ بن السكن وَرِوَايَة عبد الله بن مُحَمَّد المسندي عَن يحيى بن معِين من بَاب رِوَايَة الأقران وَالله أعلم تَرْجَمَة قَالَ فِي عَلَامَات النُّبُوَّة قَالَ عبد الحميد حَدثنَا عُثْمَان بن عمر فَذكر حَدِيثا
مُوَافَقَتُهُ عَلَى تَخْرِيجِ أَصْلِ الْحَدِيثِ عَنْ صَحَابِيِّهِ وَإِنْ وَقَعَتْ بَعْضُ الْمُخَالَفَةِ فِي بَعْضِ السِّيَاقَاتِ وَفِيهِ مِنَ الْآثَارِ الْمَوْقُوفَةِ عَلَى الصَّحَابَةِ وَمَنْ بَعْدَهُمُ اثْنَانِ وَعِشْرُونَ أَثَرًا أَرْبَعَةٌ مِنْهَا مَوْصُولَةٌ والبقيه معلقه قَالَ بن رَشِيدٍ خَتَمَ الْبُخَارِيُّ كِتَابَ الْعِلْمِ بِبَابِ مَنْ أَجَابَ السَّائِلَ بِأَكْثَرَ مِمَّا سَأَلَ عَنْهُ إِشَارَةً مِنْهُ إِلَى أَنَّهُ بَلَغَ الْغَايَةَ فِي الْجَوَابِ عَمَلًا بِالنَّصِيحَةِ وَاعْتِمَادًا عَلَى النِّيَّةِ الصَّحِيحَةِ وَأَشَارَ قَبْلَ ذَلِكَ بِقَلِيلٍ بِتَرْجَمَةِ مَنْ تَرَكَ بَعْضَ الِاخْتِيَارِ مَخَافَةَ أَنْ يَقْصُرَ فَهْمُ بَعْضِ النَّاسِ عَنْهُ إِلَى أَنَّهُ رُبَّمَا صَنَعَ ذَلِكَ فَأَتْبَعَ الطَّيِّبَ بِالطَّيِّبِ بِأَبْرَعِ سِيَاقٍ وَأَبْدَعِ اتِّسَاقٍ رَحِمَهُ الله تَعَالَى

(قَوْلُهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابُ الْوُضُوءِ)
(بَابُ مَا جَاءَ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجل إِذا قُمْتُم إِلَى الصَّلَاة الْآيَةَ)
وَفِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ مَا جَاءَ فِي قَوْلِ اللَّهِ دُونَ مَا قَبْلَهُ وَلِكَرِيمَةَ بَابٌ فِي الْوُضُوءِ وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَخْ وَالْمُرَادُ بِالْوُضُوءِ ذِكْرُ أَحْكَامِهِ وَشَرَائِطِهِ وَصِفَتِهِ وَمُقَدِّمَاتِهِ وَالْوُضُوءُ بِالضَّمِّ هُوَ الْفِعْلُ وَبِالْفَتْحِ الْمَاءُ الَّذِي يُتَوَضَّأُ بِهِ عَلَى الْمَشْهُورِ فِيهِمَا وَحُكِيَ فِي كُلٍّ مِنْهُمَا الْأَمْرَانِ وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْوَضَاءَةِ وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ الْمُصَلِّيَ يَتَنَظَّفُ بِهِ فَيَصِيرُ وَضِيئًا وَأَشَارَ بِقَوْلِهِ مَا جَاءَ إِلَى اخْتِلَافِ السَّلَفِ فِي مَعْنَى الْآيَةِ فَقَالَ الْأَكْثَرُونَ التَّقْدِيرُ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ مُحْدِثِينَ وَقَالَ آخَرُونَ بَلِ الْأَمْرُ عَلَى عُمُومِهِ مِنْ غَيْرِ تَقْدِيرِ حَذْفٍ إِلَّا أَنَّهُ فِي حَقِّ الْمُحْدِثِ عَلَى الْإِيجَابِ وَفِي حَقِّ غَيْرِهِ عَلَى النَّدْبِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ كَانَ عَلَى الْإِيجَابِ ثُمَّ نُسِخَ فَصَارَ مَنْدُوبًا وَيَدُلُّ لِهَذَا مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ حَدَّثَتْ أَبَاهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِرَ بِالْوُضُوءِ لِكُلِّ صَلَاةٍ طَاهِرًا كَانَ أَوْ غَيْرَ طَاهِرٍ فَلَمَّا شَقَّ عَلَيْهِ وُضِعَ عَنْهُ الْوُضُوءُ إِلَّا مِنْ حَدَثٍ وَلِمُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ صَلَّى الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ إِنَّكَ فَعَلْتَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ فَقَالَ عَمْدًا فَعَلْتُهُ أَيْ لِبَيَانِ الْجَوَازِ وَسَيَأْتِي حَدِيثُ أَنَسٍ فِي ذَلِكَ فِي بَابِ الْوُضُوءِ مِنْ غَيْرِ حَدَثٍ وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ أَيْضًا فِي مُوجِبِ الْوُضُوءِ فَقِيلَ يَجِبُ بِالْحَدَثِ وُجُوبًا مُوَسَّعًا وَقِيلَ بِهِ وَبِالْقِيَامِ إِلَى الصَّلَاةِ مَعًا وَرَجَّحَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ وَقِيلَ بِالْقِيَامِ إِلَى الصَّلَاةِ حَسْبُ وَيَدُلُّ لَهُ مَا رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن من حَدِيث بن عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّمَا أُمِرْتُ بِالْوُضُوءِ إِذَا قُمْتُ إِلَى الصَّلَاةِ وَاسْتَنْبَطَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى إِذا قُمْتُم إِلَى الصَّلَاة إِيجَابَ النِّيَّةِ فِي الْوُضُوءِ لِأَنَّ التَّقْدِيرَ إِذَا اردتم الْقيام إِلَى الصَّلَاة فتوضؤوا لِأَجْلِهَا وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ إِذَا رَأَيْتُ الْأَمِيرَ فَقُمْ أَيْ لِأَجْلِهِ وَتَمَسَّكَ بِهَذِهِ الْآيَةِ مَنْ قَالَ أَن

الصفحة 232