كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
غنْدر قيل هُوَ الْبَلْخِي مستملي وَكِيع وَقيل الوَاسِطِيّ تَرْجَمَة قَالَ فِي الصَّوْم حَدثنَا مُحَمَّد بن خَالِد حَدثنَا مُحَمَّد بن مُوسَى بن أعين وَقَالَ فِي بَاب رقية الْعين من كتاب الطِّبّ حَدثنَا مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بن عَطِيَّة حَدثنَا مُحَمَّد بن حَرْب وَقَالَ فِي الْأَذْكَار حَدثنَا مُحَمَّد بن خَالِد حَدثنَا الْأنْصَارِيّ مُحَمَّد بن عبد الله وَقَالَ فِي كتاب التَّوْحِيد حَدثنَا مُحَمَّد بن خَالِد حَدثنَا عبد الله بن مُوسَى قَالَ الْحَاكِم والكلاباذي وَأَبُو مَسْعُود مُحَمَّد بن خَالِد هُوَ الذهلي نسبه إِلَى جَدِّ أَبِيهِ فَإِنَّهُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ فَارِسٍ وَقد حدث أَبُو مُحَمَّد بن الْجَارُود عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وهب بن عَطِيَّة بِالْحَدِيثِ الثَّانِي الَّذِي فِي الطِّبّ فَهَذِهِ قرينَة بِأَنَّهُ هُوَ مَعَ أَنه وَقع التَّصْرِيح بِهِ فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ فَقَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن خَالِد الذهلي أما الَّذِي فِي الْأَحْكَام فَذكر خلف أَنه الوَاقِفِي وَقد ذكر بْنُ عَدِيٍّ فِي شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ مُحَمَّدَ بْنَ خَالِد بن جبلة الوَاقِفِي وَقد أخرج عَنهُ عَن عبيد الله بن مُوسَى تَرْجَمَة قَالَ فِي كتاب الصُّلْح حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله حَدثنَا الأويسي وَإِسْحَاق بن مُحَمَّد الْفَروِي وَقَالَ فِي الْجِهَاد حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله حَدثنَا حُسَيْن بن مُحَمَّد وَقَالَ فِي الْمَغَازِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن مسْعدَة وَقَالَ فِي تَفْسِير الْكَهْف حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله حَدثنَا سعيد بن أبي مَرْيَم وَقَالَ فِي تَفْسِير ص حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله حَدثنَا مُحَمَّد بن عبيد الطنافسي وَقَالَ فِي الْأَيْمَان وَالنُّذُور حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله حَدثنَا عُثْمَان بن عمر وَقَالَ فِي الْحُدُود حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله حَدثنَا عَاصِم بن عَليّ وَقَالَ فِي الْقسَامَة حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله حَدثنَا مُحَمَّد بن سَابق وَقَالَ فِي التَّوْحِيد حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله حَدثنَا يحيى بن بكير أما الْموضع الأول الَّذِي فِي الصُّلْح فَهُوَ هَكَذَا فِي جَمِيع الرِّوَايَات إِلَّا رِوَايَة أبي أَحْمد الْجِرْجَانِيّ وَرِوَايَة إِبْرَاهِيم بن معقل النَّسَفِيّ فَسقط مِنْهَا ذكر مُحَمَّد بن عبد الله وَصَارَ الحَدِيث عِنْدهمَا للْبُخَارِيّ عَن إِسْحَاق الْفَروِي والأويسي بِلَا وَاسِطَة وَذكر الْحَاكِم إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمَذْكُورَ هُوَ الذهلي نسبه البُخَارِيّ إِلَى جده وَأما الثَّانِي الَّذِي فِي الْجِهَاد فَجزم الكلاباذي بِأَنَّهُ الذهلي وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي عَلِيِّ بْنِ السَّكَنِ أَنه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْمُخَرَّمِيُّ القَاضِي بِبَغْدَاد وَأما الثَّالِث الَّذِي فِي الْمَغَازِي فَجزم الكلاباذي بِأَنَّهُ الذهلي وَكَذَا جزم البرقاني وَأما الرَّابِع الَّذِي فِي تَفْسِير الْكَهْف فَجزم الْحَاكِم بِأَنَّهُ الذهلي وَأما الْخَامِس الَّذِي فِي تَفْسِير ص فَقَالَ الكلاباذي أرَاهُ الذهلي وَأما السَّادِس وَالسَّابِع فَقَالَ الْجَيَّانِيُّ لَمْ أَرَهُ مَنْسُوبًا فِي شَيْءٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ وَلَا ذكر الكلاباذي فِيهِ شَيْئا قلت جزم الْمزي فِي التَّهْذِيب بِأَنَّهُ فيهمَا الذهلي أَيْضا وَقد روى البُخَارِيّ فِي كتاب بَدْءِ الْخَلْقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْمَخْرَمِيِّ كَمَا تقدم وَعَن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِسْمَاعِيل بْنِ أَبِي الثَّلْجِ وَهُمَا مِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ وروى أَيْضا عَن مُحَمَّد بن عبد الله الرقاشِي فِي التَّفْسِير وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدِ بن عبد الله بن حَوْشَب وهما أَعلَى من هَذِه الطَّبَقَة وَعَن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ وَهُوَ أَعْلَى من بن حَوْشَب وَالرَّقَاشِيُّ وَأما الثَّامِن وَهُوَ الَّذِي فِي الْقسَامَة فَقَالَ الكلاباذي يُقَال إِنَّه الذهلي وَالله أعلم وَأما التَّاسِع فَلم يذكرهُ الجياني وَجزم الْمزي فِي التَّهْذِيب بِأَنَّهُ الذهلي وَالله تَعَالَى أعلم تَرْجَمَة قَالَ فِي موضِعين من الصَّلَاة حَدثنَا مُحَمَّد بن أبان حَدثنَا غنْدر وَمُحَمّد بن أبان هَذَا هُوَ الوَاسِطِيّ روى عَن الْبَصرِيين وغندر بَصرِي وَزعم بن عدي أَنه مُحَمَّد بن أبان الْبَلْخِي قَالَ الْبَاجِيّ هُوَ وهم فَإِن الْبَلْخِي إِنَّمَا يروي عَن الْكُوفِيّين قلت وَيُؤَيّد هَذَا أَن البُخَارِيّ ذكر الوَاسِطِيّ فِي تَارِيخه وَلم يذكر الْبَلْخِي تَرْجَمَة قَالَ فِي بَاب غَزْوَة خَيْبَر حَدثنِي مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن حَدثنَا عمر بن حَفْص وَمُحَمّد بن أبي الْحُسَيْن هَذَا هُوَ السَّمْعَانِيّ وَاسم أَبِيه جَعْفَر وَكَانَ من الْحفاظ وَهُوَ من طبقَة البُخَارِيّ وَلَيْسَ لَهُ عِنْده غير هَذَا الحَدِيث فِيمَا قيل تَرْجَمَة قَالَ فِي بَاب فَضَائِل الصَّحَابَة
هُنَا مَا يُرَادِفُ الصِّحَّةَ وَهُوَ الْإِجْزَاءُ وَحَقِيقَةُ الْقَبُولِ ثَمَرَةُ وُقُوعِ الطَّاعَةِ مُجْزِئَةً رَافِعَةً لِمَا فِي الذِّمَّةِ وَلَمَّا كَانَ الْإِتْيَانُ بِشُرُوطِهَا مَظِنَّةَ الْإِجْزَاءِ الَّذِي الْقَبُولُ ثَمَرَتُهُ عَبَّرَ عَنْهُ بِالْقَبُولِ مَجَازًا وَأَمَّا الْقَبُولُ الْمَنْفِيُّ فِي مِثْلِ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَتَى عَرَّافًا لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ فَهُوَ الْحَقِيقِيُّ لِأَنَّهُ قَدْ يَصِحُّ الْعَمَلُ وَيَتَخَلَّفُ الْقَبُولُ لِمَانِعٍ وَلِهَذَا كَانَ بَعْضُ السَّلَفِ يَقُولُ لَأَنْ تُقْبَلَ لِي صَلَاةٌ وَاحِدَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَمِيعِ الدُّنْيَا قَالَه بن عُمَرَ قَالَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ إِنَّمَا يتَقَبَّل الله من الْمُتَّقِينَ
[135] قَوْلُهُ أَحْدَثَ أَيْ وُجِدَ مِنْهُ الْحَدَثُ وَالْمُرَادُ بِهِ الْخَارِجُ مِنْ أَحَدِ السَّبِيلَيْنِ وَإِنَّمَا فَسَّرَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ بِأَخَصَّ مِنْ ذَلِكَ تَنْبِيهًا بِالْأَخَفِّ عَلَى الْأَغْلَظِ وَلِأَنَّهُمَا قَدْ يَقَعَانِ فِي أَثْنَاءِ الصَّلَاةِ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِمَا وَأَمَّا بَاقِي الْأَحْدَاثِ الْمُخْتَلَفِ فِيهَا بَيْنَ الْعُلَمَاءِ كَمَسِّ الذَّكَرِ وَلَمْسِ الْمَرْأَةِ وَالْقَيْءِ مِلْءَ الْفَمِ وَالْحِجَامَةِ فَلَعَلَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ لَا يَرَى النَّقْضَ بِشَيْءٍ مِنْهَا وَعَلَيْهِ مَشَى الْمُصَنِّفُ كَمَا سَيَأْتِي فِي بَابِ مَنْ لَمْ يَرَ الْوُضُوءَ إِلَّا من المخرجين وَقِيلَ إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ اقْتَصَرَ فِي الْجَوَابِ عَلَى مَا ذُكِرَ لِعِلْمِهِ أَنَّ السَّائِلَ كَانَ يَعْلَمُ مَا عَدَا ذَلِكَ وَفِيهِ بُعْدٌ وَاسْتُدِلَّ بِالْحَدِيثِ عَلَى بُطْلَانِ الصَّلَاةِ بِالْحَدَثِ سَوَاءٌ كَانَ خُرُوجُهُ اخْتِيَارِيًّا أَمِ اضْطِرَارِيًّا وَعَلَى أَنَّ الْوُضُوءَ لَا يَجِبُ لِكُلِّ صَلَاةٍ لِأَنَّ الْقَبُولَ انْتَفَى إِلَى غَايَةِ الْوُضُوءِ وَمَا بَعْدَهَا مُخَالِفٌ لِمَا قَبْلَهَا فَاقْتَضَى ذَلِكَ قَبُولَ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْوُضُوءِ مُطْلَقًا قَوْلُهُ يَتَوَضَّأُ أَيْ بِالْمَاءِ أَوْ مَا يَقُومُ مَقَامَهُ وَقَدْ رَوَى النَّسَائِيُّ بِإِسْنَادٍ قَوِيٍّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ مَرْفُوعًا الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ فَأَطْلَقَ الشَّارِعُ عَلَى التَّيَمُّمِ أَنَّهُ وَضُوءٌ لِكَوْنِهِ قَامَ مَقَامَهُ وَلَا يَخْفَى أَنَّ الْمُرَادَ بِقَبُولِ صَلَاةِ مَنْ كَانَ مُحْدِثًا فَتَوَضَّأَ أَيْ مَعَ بَاقِي شُرُوط الصَّلَاة وَالله أعلم
(قَوْلُهُ بَابُ فَضْلِ الْوُضُوءِ وَالْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ)
كَذَا فِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ بِالرَّفْعِ وَهُوَ عَلَى سَبِيلِ الْحِكَايَةِ لِمَا وَرَدَ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْحَدِيثِ أَنْتُمُ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ وَهُوَ عِنْدَ مُسْلِمٍ أَوِ الْوَاوُ اسْتِئْنَافِيَّةٌ وَالْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ لَهُمْ فَضْلٌ أَوِ الْخَبَرُ قَوْلُهُ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ وَفِي رِوَايَةِ الْمُسْتَمْلِي وَالْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ بِالْعَطْفِ عَلَى الْوُضُوءِ أَيْ وَفَضْلِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ كَمَا صَرَّحَ بِهِ الْأَصِيلِيُّ فِي رِوَايَتِهِ
[136] قَوْلُهُ عَن خَالِد هُوَ بن يَزِيدَ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ أَحَدُ الْفُقَهَاءِ الثِّقَاتُ وَرِوَايَتُهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ مِنْ بَابِ رِوَايَةِ الْأَقْرَانِ قَوْلُهُ عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ بِضَمِّ الْمِيمِ واسكان الْجِيم هُوَ بن عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ وُصِفَ هُوَ وَأَبُوهُ بِذَلِكَ لِكَوْنِهِمَا كَانَا يُبَخِّرَانِ مَسْجِدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَعَمَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ أَنَّ وَصْفَ عَبْدِ اللَّهِ بِذَلِكَ حَقِيقَةٌ وَوَصْفُ ابْنِهِ نُعَيْمٍ بِذَلِكَ مَجَازٌ وَفِيهِ نَظَرٌ فَقَدْ جَزَمَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ بِأَنَّ نُعَيْمًا كَانَ يُبَاشِرُ ذَلِكَ وَرِجَالُ هَذَا الْإِسْنَادِ السِّتَّةُ نِصْفُهُمْ مِصْرِيُّونَ وَهُمُ اللَّيْثُ وَشَيْخُهُ وَالرَّاوِي عَنْهُ وَالنِّصْفُ الْآخَرُ مَدَنِيُّونَ قَوْلُهُ رَقِيتُ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِ الْقَافِ أَيْ صَعِدْتُ قَوْلُهُ فَتَوَضَّأَ كَذَا لِجُمْهُورِ الرُّوَاةِ وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ يَوْمًا بَدَلَ قَوْلِهِ فَتَوَضَّأَ وَهُوَ تَصْحِيفٌ وَقَدْ رَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ وَغَيْرُهُ مِنَ الْوَجْهِ الَّذِي أَخْرَجَهُ مِنْهُ الْبُخَارِيُّ بِلَفْظِ تَوَضَّأَ وَزَادَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ فِيهِ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ فَرَفَعَ فِي عَضُدَيْهِ وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ فَرَفَعَ فِي سَاقَيْهِ وَكَذَا
الصفحة 235
500