كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
بن الْأَشْعَث البُخَارِيّ نسبه أَبُو ذَر فِي رِوَايَته وَقد روى البُخَارِيّ عَن هَارُون بن إِسْمَاعِيل الخزاز وروى عَن وَاحِد عَنهُ والخزاز أَصْغَر من بن الْأَشْعَث هَذَا ذكر من اسْمه هِشَام قَالَ فِي قيام اللَّيْل قَالَ هِشَام حَدثنَا بن أبي الْعشْرين وَهِشَام هُوَ بن عمار الدِّمَشْقِي وبن أبي الْعشْرين هُوَ عبد الحميد وَفِي طبقَة هِشَام بن عمار هِشَام بن خَالِد الدِّمَشْقِي وَلم يخرج عَنهُ البُخَارِيّ شَيْئا ذكر من اسْمه يحيى تَرْجَمَة قَالَ فِي اللبَاس وَغَيره حَدثنَا يحيى حَدثنَا اللَّيْث وَيحيى هَذَا هُوَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ وَقد أَكثر البُخَارِيّ الرِّوَايَة عَنهُ عَن اللَّيْث لكنه ينْسبهُ إِلَى جده فَيَقُول حَدثنَا يحيى بن بكير وَبِهَذَا اشْتهر تَرْجَمَة قَالَ فِي الْحيض وَفِي الِاعْتِصَام حَدثنَا يحيى حَدثنَا بن عُيَيْنَة أما الَّذِي فِي الْحيض فنسبه أَبُو عَليّ بن السكن فِي رِوَايَته يحيى بن مُوسَى وَهُوَ الْمَعْرُوف تَحت وَاسم جده عبد الله بن سَالم فَيحمل الثَّانِي عَلَيْهِ تَرْجَمَة قَالَ فِي الصَّلَاة وَالصِّيَام والمناقب وعلامات النُّبُوَّة وَتَفْسِير اقْرَأ وَاللّعان والنفقات واللباس وَالْأَحْكَام حَدثنَا يحيى حَدثنَا عبد الرَّزَّاق نسبه بن السكن أَيْضا يحيى بن مُوسَى وَوَافَقَهُ أَبُو ذَر الْهَرَوِيّ على الَّذِي فِي المناقب وَكَذَا وجدته مَنْسُوبا لجميعهم فِي بَاب كسب الرجل من كتاب الْبيُوع وَذكر الْحميدِي فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ فِي مُسْند عَائِشَة فِي حَدِيث أبي مُوسَى عَن عُرْوَة عَنْهَا فِي قصَّة زيد بن حَارِثَة وَأُسَامَة بن زيد الَّذِي فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحيى هَذَا غير مَنْسُوب وَيُقَال إِنَّه يحيى بن قزعة قلت وَلم أر ذَلِك لغيره وَقد ذكرت أَنه فِي رِوَايَة أبي ذَر حَدثنَا يحيى بن مُوسَى فَهُوَ الصَّوَاب وَقد روى البُخَارِيّ أَيْضا عَن يحيى بن جَعْفَر عَن عبد الرَّزَّاق لكنه ينْسبهُ وجدته كَذَلِك فِي موضِعين فِي أول كتاب الاسْتِئْذَان وَفِي بَاب قَوْله تَعَالَى أَنْفقُوا من طَيّبَات مَا كسبتم من كتاب الْبيُوع تَرْجَمَة قَالَ فِي الصَّلَاة والجنائز وَتَفْسِير سُورَة الدُّخان حَدثنَا يحيى حَدثنَا أَبُو عوَانَة أما الَّذِي فِي الْجَنَائِز فنسبه بن السكن يحيى بن مُوسَى فَيحمل الْبَاقِي عَلَيْهِ تَرْجَمَة قَالَ فِي الصَّلَاة وَالْجهَاد والمغازي وَتَفْسِير الْأَعْرَاف وَمَرْيَم وَالدُّخَان فِي موضِعين والنجم واقتربت والمدثر وَاللَّيْل وَفِي موضِعين من النِّكَاح والذبائح وَالْأَدب والمرتدين وَخبر الْوَاحِد والتوحيد حَدثنَا يحيى حَدثنَا وَكِيع نسبه بن السكن فِي أَكثر هَذِه الْمَوَاضِع يحيى بن مُوسَى لَكِن فِي الْموضع الَّذِي فِي الصَّلَاة وَهُوَ فِي بَاب الصَّلَاة عِنْد مناهضة الْحُصُون نسبه أَبُو ذَر عَن الْمُسْتَمْلِي يحيى بن جَعْفَر وَكَذَا جزم أَبُو نعيم فِي الَّذِي فِي الْأَدَب وَغَيره بِأَنَّهُ يحيى بن جَعْفَر وَقد صرح بروايته عَن يحيى بن جَعْفَر عَن وَكِيع فِي بَاب عدَّة أَصْحَاب بدر وَالله أعلم تَرْجَمَة قَالَ فِي أَوَائِل الصَّلَاة وَفِي الْجَنَائِز وَفِي تَفْسِير الدُّخان حَدثنَا يحيى حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة وَيحيى هَذَا نسبه بن السكن فِي الْموضع الَّذِي فِي الْجَنَائِز يحيى بن مُوسَى فَيحمل الموضعان الْآخرَانِ عَلَيْهِ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْجَيَّانِيُّ لَمْ أَجِدْهُ مَنْسُوبًا لأحد من الْمَشَايِخ قلت جَزَمَ أَبُو نُعَيْمٍ بِأَنَّ الَّذِي فِي الْجَنَائِزِ هُوَ يحيى بن جَعْفَر وَجزم أَبُو مَسْعُود وَخلف والمزي فِي الْأَطْرَاف بِأَنَّهُ يحيى بن يحيى وَهُوَ بعيد والاعتماد على مَا قَالَ بن السكن وَقد وَافقه على ذَلِك أَبُو عَليّ بن شبويه عَن الْفربرِي وَالله أعلم ذكر من اسْمه يَعْقُوب تَرْجَمَة قَالَ فِي الطَّهَارَة حَدثنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم وَيَعْقُوب هَذَا هُوَ الدَّوْرَقِي وَقد نسبه أَبُو ذَر الْهَرَوِيّ فِي رِوَايَته فِي بَاب الصَّلَاة فِي مَسْجِد قبَاء وَكَذَا نسبوه كلهم فِي بَاب قَوْله للْأَنْصَار أَنْتُم أحب النَّاس إِلَيّ تَرْجَمَة قَالَ فِي بَاب إِذا اصْطَلحُوا على جور وَفِي بَاب فضل من
(قَوْلُهُ بَابُ إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ)
الْإِسْبَاغُ فِي اللُّغَةِ الاتمام وَمِنْه درع سابغ قَوْله وَقَالَ بن عُمَرَ هَذَا التَّعْلِيقُ وَصَلَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي مُصَنَّفِهِ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ وَهُوَ مِنْ تَفْسِيرِ الشَّيْءِ بِلَازِمِهِ إِذِ الْإِتْمَامُ يَسْتَلْزِمُ الْإِنْقَاءَ عَادَةً وَقَدْ روى بن الْمُنْذر بِإِسْنَاد صَحِيح أَن بن عُمَرَ كَانَ يَغْسِلُ رِجْلَيْهِ فِي الْوُضُوءِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَكَأَنَّهُ بَالَغَ فِيهِمَا دُونَ غَيْرِهِمَا لِأَنَّهُمَا مَحَلُّ الْأَوْسَاخِ غَالِبًا لِاعْتِيَادِهِمُ الْمَشْيَ حُفَاةً وَاللَّهُ أَعْلَمُ
[139] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ هُوَ الْقَعْنَبِيُّ وَالْحَدِيثُ فِي الْمُوَطَّأِ وَالْإِسْنَادُ كُلُّهُ مَدَنِيُّونَ وَفِيهِ رِوَايَةُ تَابِعِيٍّ عَنْ تَابِعِيٍّ مُوسَى عَن كريب وَأُسَامَة بن زيد أَي بْنَ حَارِثَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ وَلِأَبِيهِ وَجَدِّهِ صُحْبَةٌ وَسَتَأْتِي مَنَاقِبُهُ فِي مَكَانِهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ دَفَعَ مِنْ عَرَفَةَ أَيْ أَفَاضَ قَوْلُهُ بِالشِّعْبِ بِكَسْرِ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ هُوَ الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ وَاللَّامُ فِيهِ لِلْعَهْدِ قَوْلُهُ وَلَمْ يُسْبِغِ الْوُضُوءَ أَيْ خَفَّفَهُ وَيَأْتِي فِيهِ مَا تَقَدَّمَ فِي تَوْجِيهِ الْحَدِيثِ الْمَاضِي قَوْلُهُ فَقُلْتُ الصَّلَاةَ هُوَ بِالنَّصْبِ عَلَى الْإِغْرَاءِ أَوْ عَلَى الْحَذْفِ وَالتَّقْدِيرِ أَتُرِيدُ الصَّلَاةَ وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ فِي رِوَايَةِ تَأْتِي فَقُلْتُ أَتُصَلِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ وَيَجُوزُ الرَّفْعُ وَالتَّقْدِيرُ حَانَتِ الصَّلَاةُ قَوْلُهُ قَالَ الصَّلَاةُ هُوَ بِالرَّفْع على الِابْتِدَاء وامامك بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ خَبَرُهُ وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الْوُضُوءِ لِلدَّوَامِ عَلَى الطَّهَارَةِ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم لم يُصَلِّ بِذَلِكَ الْوُضُوءِ شَيْئًا وَأَمَّا مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْوُضُوءِ هُنَا الِاسْتِنْجَاءُ فَبَاطِلٌ لِقَوْلِهِ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى فَجَعَلْتُ أَصُبُّ عَلَيْهِ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ وَلِقَوْلِهِ هُنَا وَلَمْ يُسْبِغِ الْوُضُوءَ قَوْلُهُ نَزَلَ فَتَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ إِعَادَةِ الْوُضُوءِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَفْصِلَ بَيْنَهُمَا بِصَلَاةٍ قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ وَفِيهِ نَظَرٌ لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ أَحْدَثَ فَائِدَةٌ الْمَاءُ الَّذِي تَوَضَّأَ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَتَئِذٍ كَانَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ أَخْرَجَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي زِيَادَاتِ مُسْنَدِ أَبِيهِ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَيُسْتَفَادُ مِنْهُ الرَّدُّ عَلَى مَنْ مَنَعَ اسْتِعْمَالَ مَاءِ زَمْزَمَ لِغَيْرِ الشُّرْبِ وَسَيَأْتِي بَقِيَّةُ مَبَاحِثِ هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِ الْحَجِّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى
الصفحة 240
500