كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
(
بَدْء الْوَحْي)
الْحميدِي عَن سُفْيَان هُوَ بن عُيَيْنَة حَيْثُ جَاءَ عَبْدَانِ عَن عبد الله هُوَ بن الْمُبَارك عَن يُونُس هُوَ بن يزِيد حَيْثُ وَقع أَبُو الْيَمَان عَن شُعَيْب هُوَ بن أبي حَمْزَة حَيْثُ وَقع قَوْله فِي حَدِيث أبي سُفْيَان فِي ركب من قُرَيْش كَانُوا قَرِيبا من ثَلَاثِينَ رجلا والترجمان لم يسم والموضع الَّذِي وجدهم فِيهِ الرَّسُول غَزَّة وعظيم بصرى قيل هُوَ الْحَارِث بن أبي شمر وَهُوَ ملك غَسَّان وَالرجل الْأَعرَابِي لم يسم وَصَاحب لَهُ برومية يُقَال لَهُ ضغاطر بن أبي كَبْشَة عني بِهِ سيدنَا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقيل إِنَّه جد جد أمه وَقيل أحد أجداده من الرضَاعَة وَقيل غير ذَلِك كتاب الْإِيمَان وَقَالَ معَاذ هُوَ بن جبل اجْلِسْ بِنَا الْمَقُول لَهُ ذَلِك هُوَ الْأسود بن هِلَال إِسْمَاعِيل هُوَ بن أبي خَالِد عَن الشّعبِيّ دَاوُد هُوَ بن أبي هندعن أبي مُوسَى قَالُوا يَا رَسُول الله فِي مُسلم قُلْنَا وَلابْن حبَان أَنه السَّائِل وللطبراني عَن عبيد بن عُمَيْر عَن أَبِيه أَنه سَأَلَ عَن ذَلِك اللَّيْث عَن يزِيد هُوَ بن أبي حبيب عَن عبد الله بن عمر وَأَن رجلا سَأَلَ قيل هُوَ أَبُو ذَر وَفِي بن حبَان من حَدِيث هَانِئ بن يزِيد وَالِد شُرَيْح أَنه سَأَلَ عَنْ مَعْنَى ذَلِكَ فَأُجِيبَ بِنَحْوِ ذَلِكَ آدم هُوَ بن أبي إِيَاس أَيُّوب هُوَ بن أبي تَمِيمَة السّخْتِيَانِيّ عَن عبَادَة بن الصَّامِت أَنِّي من النُّقَبَاء كَانَ النُّقَبَاء اثْنَي عشر رجلا وهم أسعد بن زُرَارَة وَعبد الله بن رَوَاحَة وَسعد بن الرّبيع وَرَافِع بن مَالك والبراء بن معْرور وَسعد بن عبَادَة وَعبد الله بن عَمْرو وَالِد جَابر وَالْمُنْذر بن عَمْرو وَعبادَة بن الصَّامِت هَؤُلَاءِ من الْخَزْرَج وَمن الْأَوْس أسيد بن حضير وَسعد بن خَيْثَمَة وَرِفَاعَة بن عبد الْمُنْذر عَبدة هُوَ بن سُلَيْمَان عَن هِشَام هُوَ بن عُرْوَة عَمْرو بن يحيى عَن أَبِيه هُوَ بن عمَارَة بن أبي حسن قَالَ وهيب حَدثنَا عَمْرو يَعْنِي عَن أَبِيه بِهَذَا الْإِسْنَاد والمتن مر بِرَجُل من الْأَنْصَار يعظ أَخَاهُ فِي الْحيَاء لم يسميا جَمِيعًا عَن صَالح هُوَ بن كيسَان حَدثنَا أَبُو روح الْجرْمِي هُوَ اسْم بِلَفْظ النّسَب غلط فِيهِ بَعضهم فَجعله نسبه وَسَماهُ باسم غلط فِيهِ أَيْضا عَن وَاقد بن مُحَمَّد هُوَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَقَالَ عدَّة من أهل الْعلم سميت مِنْهُم فِي فصل التَّعَالِيق أنسا وبن عمر ومجاهدا وَغَيرهم سُئِلَ أَي الْعلم أفضل السَّائِل هُوَ أَبُو ذَر كَمَا فِي كتاب الْعتْق سعد بن أبي وَقاص وَأَبُو وَقاص اسْمه مَالك بن وهيب بن زهرَة قَوْله فَترك رجلا هُوَ أعجبهم إِلَيّ هُوَ جعيل بن سراقَة ذكره الْوَاقِدِيّ وَقَالَ عمار هُوَ بن يَاسر يُونُس هُوَ بن عبيد الْبَصْرِيّ عَن الْحسن هُوَ بن أبي الْحسن الْبَصْرِيّ قَول أبي بكرَة انصر هَذَا الرَّجُلَ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي وقْعَة الْجمل قَوْله عَن الْمَعْرُور هُوَ بن سُوَيْد قَوْله وعَلى غُلَامه حلَّة لم يسم هَذَا الْغُلَام ساببت رجلا فَعَيَّرْته بِأُمِّهِ هُوَ بِلَال وَاسم أمه حمامة وَبهَا يشْتَهر وَكَانَت نوبية حَدثنِي بشر هُوَ بن خَالِد حَدثنَا مُحَمَّد هُوَ بن جَعْفَر غنْدر عَن سُلَيْمَان هُوَ بن مهْرَان الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم هُوَ بن يزِيد النَّخعِيّ عَن عَلْقَمَة هُوَ بن قيس عَن عبد الله هُوَ بن مَسْعُود وَهَذَا مِمَّا قيل أَنه أصح الْأَسَانِيد حَدثنَا أَبُو الرّبيع هُوَ سُلَيْمَان بن دَاوُد الزهْرَانِي حَدثنَا عبد الْوَاحِد هُوَ بن زِيَاد حَدثنَا عمَارَة هُوَ بن الْقَعْقَاع حَدثنَا إِسْمَاعِيل حَدثنَا مَالك إِسْمَاعِيل هَذَا هُوَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ بن أُخْت مَالك
(قَوْلُهُ بَابُ خُرُوجِ النِّسَاءِ إِلَى الْبَرَازِ)
أَيِ الْفَضَاءِ كَمَا تَقَدَّمَ وَهُوَ بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ ثُمَّ رَاءٍ وَبَعْدَ الْأَلِفِ زَايٌ قَالَ الْخَطَّابِيُّ أَكْثَرُ الرُّوَاةِ يَقُولُونَهُ بِكَسْرِ أَوَّلِهِ وَهُوَ غَلَطٌ لِأَنَّ الْبِرَازَ بِالْكَسْرِ هُوَ الْمُبَارَزَةُ فِي الْحَرْبِ قُلْتُ بَلْ هُوَ مُوَجَّهٌ لِأَنَّهُ يُطْلَقُ بِالْكَسْرِ عَلَى نَفْسِ الْخَارِجِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ الْبِرَازُ الْمُبَارَزَةُ فِي الْحَرْب وَالْبَزَّار أَيْضا كِنَايَة عَن ثقل الْغِذَاءِ وَهُوَ الْغَائِطٌ وَالْبَرَازُ بِالْفَتْحِ الْفَضَاءُ الْوَاسِعُ انْتَهَى فَعَلَى هَذَا مَنْ فَتَحَ أَرَادَ الْفَضَاءَ فَإِنْ أَطْلَقَهُ عَلَى الْخَارِجِ فَهُوَ مِنْ إِطْلَاقِ اسْمِ الْمَحَلِّ عَلَى الْحَالِّ كَمَا تَقَدَّمَ مِثْلُهُ فِي الْغَائِطِ وَمَنْ كَسَرَ أَرَادَ نَفْسَ الْخَارِجِ
[146] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ تَقَدَّمَ هَذَا الْإِسْنَادُ بِرُمَّتِهِ فِي بَدْءِ الْوَحْيِ وَفِيهِ تَابِعِيَّانِ عُرْوَة وبن شِهَابٍ وَقَرِينَانِ اللَّيْثُ وَعَقِيلٌ قَوْلُهُ الْمَنَاصِعُ بِالنُّونِ وَكَسْرِ الصَّادِ الْمُهْمَلَةِ بَعْدَهَا عَيْنٌ مُهْمَلَةٌ جَمْعُ مَنْصَعٍ بِوَزْنِ مَقْعَدٍ وَهِيَ أَمَاكِنُ مَعْرُوفَةٌ مِنْ نَاحيَة البقيع قَالَ الدَّاودِيّ سميت بذلك الْإِنْسَانَ يَنْصَعُ فِيهَا أَيْ يَخْلُصُ وَالظَّاهِرُ أَنَّ التَّفْسِيرَ مَقُولُ عَائِشَةَ وَالْأَفْيَحُ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ الْمُتَّسِعُ قَوْلُهُ احْجُبْ أَيْ امْنَعْهُنَّ مِنَ الْخُرُوجِ مِنْ بُيُوتِهِنَّ بِدَلِيلِ أَنَّ عُمَرَ بَعْدَ نُزُولِ آيَةِ الْحِجَابِ قَالَ لِسَوْدَةَ مَا قَالَ كَمَا سَيَأْتِي قَرِيبا وَيحْتَمل أَن يكون أَرَادَ أَو لَا الْأَمْرَ بِسَتْرِ وُجُوهِهِنَّ فَلَمَّا وَقَعَ الْأَمْرُ بِوَفْقِ مَا أَرَادَ أَحَبَّ أَيْضًا أَنْ يَحْجُبَ أَشْخَاصَهُنَّ مُبَالَغَةً فِي التَّسَتُّرِ فَلَمْ يُجَبْ لِأَجْلِ الضَّرُورَةِ وَهَذَا أَظْهَرُ الِاحْتِمَالَيْنِ وَقَدْ كَانَ عُمَرُ يَعُدُّ نُزُولَ آيَةِ الْحِجَابِ مِنْ مُوَافَقَاتِهِ كَمَا سَيَأْتِي فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الْأَحْزَابِ وَعَلَى هَذَا فَقَدْ كَانَ لَهُنَّ فِي التَّسَتُّرِ عِنْدَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ حَالَاتٌ أَوَّلُهَا بِالظُّلْمَةِ لِأَنَّهُنَّ كُنَّ يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ دُونَ النَّهَارِ كَمَا قَالَتْ عَائِشَةُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ كُنَّ يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ وَسَيَأْتِي فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ فِي قِصَّةِ الْإِفْكِ فَخَرَجَتْ مَعِي أُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ وَهُوَ مُتَبَرَّزُنَا وَكُنَّا لَا نَخْرُجُ إِلَّا لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ انْتَهَى ثُمَّ نَزَلَ الْحِجَابُ فَتَسَتَّرْنَ بِالثِّيَابِ لَكِنْ كَانَتْ أَشْخَاصُهُنَّ رُبَّمَا تَتَمَيَّزُ وَلِهَذَا قَالَ عُمَرُ لِسَوْدَةَ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ بَعْدَ نُزُولِ الْحِجَابِ أَمَا وَاللَّهِ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا ثُمَّ اتُّخِذَتِ الْكُنُفُ فِي الْبُيُوتِ فَتَسَتَّرْنَ بِهَا كَمَا فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ فِي قِصَّةِ الْإِفْكِ أَيْضًا فَإِنَّ فِيهَا وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُتَّخَذَ الْكُنُفُ وَكَانَ قِصَّةُ الْإِفْكِ قبل نزُول آيَة الْحجاب كَمَا سَيَأْتِي شَرْحُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ الْحِجَابَ وَلِلْمُسْتَمْلِي آيَةَ الْحِجَابِ زَادَ أَبُو عَوَانَةَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ الزبيدِيّ عَن بن شِهَابٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ الْحِجَابَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِي الْآيَةَ وَسَيَأْتِي فِي تَفْسِيرِ الْأَحْزَابِ أَنَّ سَبَبَ نُزُولِهَا قِصَّةُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ لَمَّا أَوْلَمَ عَلَيْهَا وَتَأَخَّرَ النَّفَرُ الثَّلَاثَةُ فِي الْبَيْتِ وَاسْتَحْيَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِالْخُرُوجِ فَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ وَسَيَأْتِي أَيْضًا حَدِيثُ عُمَرَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ نِسَاءَكَ يدْخل عَلَيْهِنَّ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ فَلَوْ أَمَرْتَهُنَّ أَنْ يَحْتَجِبْنَ فَنزلت آيَة الْحجاب وروى بن جَرِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ قَالَ بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُل وَمَعَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ وَعَائِشَةُ تَأْكُلُ مَعَهُمْ إِذْ أَصَابَتْ يَدُ رَجُلٍ مِنْهُمْ يَدَهَا فَكَرِهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ فَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ وَطَرِيقُ الْجَمْعِ بَيْنَهُا أَنَّ أَسْبَابَ نُزُولِ الْحِجَابِ تَعَدَّدَتْ وَكَانَتْ قِصَّةُ زَيْنَبَ آخِرُهَا لِلنَّصِّ عَلَى قِصَّتِهَا فِي الْآيَةِ وَالْمُرَادُ بِآيَةِ الْحِجَابِ فِي بَعْضِهَا قَوْلُهُ تَعَالَى يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جلابيبهن
الصفحة 249
500