كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

حَدثنَا بن سَلام هُوَ مُحَمَّد وَيحيى بن سعيد هُوَ الْأنْصَارِيّ حَدثنَا زُهَيْر هُوَ بن مُعَاوِيَة الْجعْفِيّ حَدثنَا أَبُو إِسْحَاق هُوَ عَمْرو بن عبد الله السبيعِي عَن الْبَراء هُوَ بن عَازِب الْأنْصَارِيّ قَوْله نزل على أجداده أَو قَالَ أَخْوَاله من الْأَنْصَار هم من بني عَمْرو بن عَوْف من الْخَزْرَج وَكَانَت أم عَبْدِ الْمُطَّلِبِ جَدِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم مِنْهُم وَاسْمهَا سلمى فهم أجداده حَقِيقَة وأخواله مجَازًا وَالشَّكّ من رَاوِي الْخَبَر قَوْله فَخرج رجل مِمَّن صلى مَعَه فَمر على أهل مَسْجِد قَالَ بن عبد الْبر اسْم الرجل عباد بن نهيك وَقيل بن بشر بن قيظي الأشْهَلِي وَهَذَا أرجح رَوَاهُ بن أبي خَيْثَمَة والفاكهي وبن مَنْدَه بِسَنَد حسن وَأهل الْمَسْجِد بَنو حَارِثَة مَاتَ على الْقبْلَة رجال وَقتلُوا سمي مِنْهُم مِمَّن مَاتَ الْبَراء بن معْرور وأسعد بن زُرَارَة وَأما الْقَتْل فَفِيهِ نظر لِأَن التَّحْوِيل كَانَ قبل نزُول الْقِتَال حَدثنَا مُحَمَّد هُوَ بن الْمثنى حَدثنَا يحيى هُوَ بن سعيد الْقطَّان عَن هِشَام هُوَ بن عُرْوَة وَعِنْدهَا امْرَأَة هِيَ الحولاء بنت تويت كَمَا فِي مُسلم حَدثنَا هِشَام هُوَ بن أبي عبد الله الدستوَائي بِفَتْح الْمُثَنَّاة وَقَالَ أبان هُوَ بن يزِيد الْعَطَّار قَوْله ان رجلا من الْيَهُود قَالَ لعمر هُوَ كَعْب الْأَحْبَار روينَا ذَلِك فِي مُسْند مُسَدّد بِإِسْنَاد حسن وَأوردهُ بن عَسَاكِر فِي أَوَائِل تَارِيخ دمشق من طَرِيقه وَهُوَ فِي المعجم الْأَوْسَط للطبراني من هَذَا الْوَجْه وَكَانَ سُؤَاله لعمر عَن ذَلِك قبل أَن يسلم كَعْب وَجَاء فِي رِوَايَة أُخْرَى فِي الصَّحِيح أَن الْيَهُود قَالُوا وَقد تعين السَّائِل مِنْهُم هُنَا فَلَعَلَّهُ لما سَأَلَ كَانَ فِي جمَاعَة مِنْهُم قَوْله جَاءَ رجل من أهل نجد قَالَ بن بطال وَتَبعهُ عِيَاض وبن الْعَرَبِيّ وَالْمُنْذِرِي وبن بأطيش وَآخَرُونَ هُوَ ضمام بن ثَعْلَبَة وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي شرح الْمُهَذّب فِيهِ نظر وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي الْمُفْهم وَتَبعهُ شَيخنَا شيخ الْإِسْلَام سراج الدّين البُلْقِينِيّ الظَّاهِر أَنه غَيره لاخْتِلَاف السياقين وَهُوَ كَمَا قَالَ حَدثنَا روح هُوَ بن عبَادَة حَدثنَا عَوْف هُوَ الْأَعرَابِي عَن الْحسن هُوَ الْبَصْرِيّ وَمُحَمّد هُوَ بن سِيرِين وَقَالَ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَاسْمُهُ زُهَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جدعَان أبي مُحَمَّد التَّيْمِيّ أدْركْت ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلت أَسمَاؤُهُم مسرودة فِي تَرْجَمته فِي تَهْذِيب الْكَمَال وَغَيره لكِنهمْ لم يبلغوهم هَذَا الْعدَد وَيذكر عَن الْحسن مَا خافه الضَّمِير يعود على النِّفَاق وَعَن زبيد هُوَ بن الْحَارِث اليامي قَوْله فتلاحى رجلَانِ هُمَا كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبي حَدْرَد قَالَه بن دحْيَة أَبُو حَيَّان التَّيْمِيّ عَن أبي زرْعَة هُوَ بن عَمْرو بن جرير البَجلِيّ حَدثنَا أَبُو نعيم هُوَ الْفضل بن دُكَيْن قَالَ حَدثنَا زَكَرِيَّا هُوَ بن أبي زَائِدَة عَن عَامر هُوَ الشّعبِيّ عَن أبي جَمْرَة هُوَ بِالْجِيم وَالرَّاء واسْمه نصر بن عمرَان وَفد عبد الْقَيْس كَانَ الْوَفْد أَرْبَعَة عشر رجلا بالأشج وَهُوَ رئيسهم واسْمه الْمُنْذر بن عَائِذ كَذَا فِي حَدِيث مزيدة العصري وَفِي رِوَايَة أبي خيرة الصباحي أَنهم كَانُوا أَرْبَعِينَ رجلا فإمَّا أَن يكون لَهُم وفادتان وَإِمَّا أَن يكون الْأَشْرَاف مِنْهُم أَرْبَعَة عشر رجلا وَالْبَاقُونَ أتباعا وَقد بيّنت أَسمَاء الْأَرْبَعين فِي كتابي فِي الصَّحَابَة عَن أبي مَسْعُود هُوَ عقبَة بن عَمْرو ثمَّ قَالَ استعفوا لأميركم فَإِنَّهُ كَانَ يحب الْعَفو الْأَمِير هُوَ الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ جرير ذَلِك لما مَاتَ كتاب الْعلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مجْلِس يحدث الْقَوْم جَاءَهُ أَعْرَابِي لم يسم هَذَا الْأَعرَابِي وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَة هُوَ رفيع حَدثنَا سُلَيْمَان هُوَ بن بِلَال وَاحْتج بَعضهم فِي الْقِرَاءَة علىالعالم بِحَدِيث ضمام بن ثَعْلَبَة
قَوْله حَدثنَا زَكَرِيَّا هُوَ بن يَحْيَى وَسَيَأْتِي حَدِيثُهُ هَذَا فِي التَّفْسِيرِ مُطَوَّلًا ومحصلة أَن سَوْدَة خرجت بعد مَا ضُرِبَ الْحِجَابُ لِحَاجَتِهَا وَكَانَتْ عَظِيمَةَ الْجِسْمِ فَرَآهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ يَا سَوْدَةُ أَمَا وَاللَّهِ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا فَانْظُرِي كَيْفَ تَخْرُجِينَ فَرَجَعَتْ فَشَكَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَعَشَّى فَأُوحِيَ إِلَيْهِ فَقَالَ إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ قَالَ بن بَطَّالٍ فِقْهُ هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ يَجُوزُ لِلنِّسَاءِ التَّصَرُّفُ فِيمَا لَهُنَّ الْحَاجَةُ إِلَيْهِ مِنْ مَصَالِحِهِنَّ وَفِيهِ مُرَاجَعَةُ الْأَدْنَى لِلْأَعْلَى فِيمَا يَتَبَيَّنُ لَهُ أَنَّهُ الصَّوَابُ وَحَيْثُ لَا يَقْصِدُ التَّعَنُّتَ وَفِيهِ مَنْقَبَةٌ لِعُمَرَ وَفِيهِ جَوَازُ كَلَامِ الرِّجَالِ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطُّرُقِ لِلضَّرُورَةِ وَجَوَازُ الْإِغْلَاظِ فِي الْقَوْلِ لِمَنْ يَقْصِدُ الْخَيْرَ وَفِيهِ جَوَازُ وَعْظِ الرَّجُلِ أُمَّهُ فِي الدِّينِ لِأَنَّ سَوْدَةَ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَفِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْتَظِرُ الْوَحْيَ فِي الْأُمُورِ الشَّرْعِيَّةِ لِأَنَّهُ لَمْ يَأْمُرْهُنَّ بِالْحِجَابِ مَعَ وُضُوحِ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ حَتَّى نَزَلَتِ الْآيَةُ وَكَذَا فِي إِذْنه لَهُنَّ بِالْخرُوجِ وَالله أعلم قَوْلُهُ بَابُ التَّبَرُّزِ فِي الْبُيُوتِ عَقَّبَ الْمُصَنِّفُ بِهَذِهِ التَّرْجَمَةِ لِيُشِيرَ إِلَى أَنَّ خُرُوجَ النِّسَاءِ لِلْبَرَازِ لَمْ يَسْتَمِرَّ بَلِ اتُّخِذَتْ بَعْدَ ذَلِكَ الْأَخْلِيَةُ فِي الْبُيُوتِ فَاسْتَغْنَيْنَ عَنِ الْخُرُوجِ إِلَّا للضَّرُورَة

[148] قَوْله عبيد الله أَي بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ تَابِعِيٌّ صَغِيرٌ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَأَثْبَاتِهِمْ وَالْإِسْنَادُ كُلُّهُ مَدَنِيُّونَ

[149] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ هُوَ الدَّوْرَقِيُّ وَيَزِيدُ هُوَ بن هَارُونَ كَمَا لِأَبِي ذَرٍّ وَالْأَصِيلِيِّ وَيَحْيَى هُوَ بن سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ الَّذِي رَوَى مَالِكٌ عَنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ كَمَا تَقَدَّمَ وَلَمْ يَقَعْ فِي رِوَايَةِ يَحْيَى مُسْتَدْبِرُ الْقِبْلَةِ أَيِ الْكَعْبَةِ كَمَا فِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ لِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ لَازِمِ مَنِ اسْتَقْبَلَ الشَّامَ بِالْمَدِينَةِ وَإِنَّمَا ذُكِرَتْ فِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ لِلتَّأْكِيدِ وَالتَّصْرِيحِ بِهِ وَالتَّعْبِيرُ تَارَةً بِالشَّامِ وَتَارَةً بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ بِالْمَعْنَى لِأَنَّهُمَا فِي جِهَة وَاحِدَة

الصفحة 250