كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

عبد الْغَنِيّ بن سعيد فِي مبهماته وَفِي الْأَوْسَط للطبراني أَنه رَافع بن خديج وَذكره بن بشكوال أَيْضا وَفِي مُسلم قصَّة أُخْرَى لعتبان بن مَالك فَيمكن أَن يُفَسر بهَا وَوَقع فِي الصَّحَابَة لِابْنِ قَانِع عبد الله بن عتْبَان وروى بن السكن نَحْو هَذِه الْقِصَّة لأبي عُثْمَان الْأنْصَارِيّ تَابعه وهب هُوَ بن جرير بن حَازِم يزِيد بن هَارُون عَن يحيى هُوَ بن سعيد الْأنْصَارِيّ عبد الْوَهَّاب هُوَ بن عبد الْمجِيد الثَّقَفِيّ وَقَالَ حَمَّاد هُوَ بن أبي سُلَيْمَان عَن إِبْرَاهِيم وَسُئِلَ مَالك الَّذِي سَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ هُوَ إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطباع بَينه بن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه أَن رجلا قَالَ لعبد الله بن زيد وَقع فِي الْأُم للشَّافِعِيّ من هَذِه الطَّرِيق أَنه قَالَ لعبد الله فَيكون السَّائِل هُوَ يحيى وَالِد عَمْرو لَكِن فِي رِوَايَة أُخْرَى عِنْد المُصَنّف شهِدت عَمْرو بن أبي حسن سَأَلَ عبد الله بن زيد فَيجوز أَن يكون كِلَاهُمَا سَأَلَ وَهُوَ جد عَمْرو بن يحيى لَيْسَ هُوَ جده حَقِيقَة وَإِنَّمَا هُوَ بِمَنْزِلَتِهِ لِأَنَّهُ عَم أَبِيه وهيب عَن عَمْرو هُوَ بن يحيى بن عمَارَة الْمَازِني وَقَالَ أَبُو مُوسَى دَعَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقدح فِيهِ مَاء فَغسل يَدَيْهِ وَوَجهه فِيهِ وَمَج فِيهِ ثمَّ قَالَ لَهما اشربا مِنْهُ الْمُخَاطب بذلك أَبُو مُوسَى وبلال كَمَا أسْندهُ الْمُؤلف فِي الْمَغَازِي عَن بن شهَاب قَالَ أَخْبرنِي مَحْمُود بن الرّبيع قَالَ وَهُوَ الَّذِي مَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ وَهُوَ غُلَامٌ مِنْ بئرهم قلت وَلم يذكر الْخَبَر بل اقْتصر على الْجُمْلَة المعترضة وَالْخَبَر مَذْكُور من هَذِه الطَّرِيق فِي بَاب صَلَاة النَّوَافِل جمَاعَة وبقيته فَزعم مَحْمُود أَنه سمع عتْبَان بن مَالك الْأنْصَارِيّ وَكَانَ مِمَّن شهد بَدْرًا يَقُول كنت أُصَلِّي لقومي بني سَالم وَكَانَ يحول بيني وَبينهمْ وَاد فَذكر الحَدِيث بِطُولِهِ وَقَالَ عُرْوَة عَن الْمسور وَغَيره هُوَ مَرْوَان بن الحكم كَمَا بَينه فِي الْمَغَازِي وَغَيره عَن الْجَعْد هُوَ بن عبد الرَّحْمَن سَمِعت السَّائِب بن يزِيد يَقُول ذهبت بِي خَالَتِي اسْمهَا سلمى حَدثنَا خَالِد بن مخلد حَدثنَا سُلَيْمَان هُوَ بن بِلَال عَن عَمْرُو بْنُ يَحْيَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ عمي يكثر الْوضُوء هُوَ عَمْرو بن أبي حسن حَدثنَا مُسَدّد حَدثنَا حَمَّاد هُوَ بن زيد مسعر حَدثنِي بن جبر هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ نسبه إِلَى جده ... من بَاب الْمسْح على الْخُفَّيْنِ إِلَى كتاب الْغسْل بن وهب هُوَ عبد الله عَن عَمْرو هُوَ بن الْحَارِث الْمصْرِيّ حَدثنِي أَبُو النَّضر هُوَ سَالم بن أبي أُميَّة مولى عمر بن عبيد الله عَمْرو عَن بكير هُوَ بن عبد الله بن الْأَشَج مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ فَقَالَ إنَّهُمَا ليعذبان وَفِي رِوَايَة مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَائِطٍ فَسمع صَوت إنسانين يعذبان وَوَقع فِي الْأَوْسَط للطبراني من حَدِيث جَابر مر على قُبُور نسَاء هلكن فِي الْجَاهِلِيَّة من بني النجار وَرَوَاهُ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ فِي كتاب التَّرْغِيب من هَذَا الْوَجْه وَلَفظه مَرَّ عَلَى قَبْرَيْنِ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ هَلَكَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَسَمِعَهُمَا يُعَذَّبَانِ فِي الْبَوْلِ وَالنَّمِيمَةِ رأى أَعْرَابِيًا يَبُول فِي الْمَسْجِد وَفِي لفظ جَاءَ أَعْرَابِي فَبَال فِي طَائِفَة الْمَسْجِد وَلأبي هُرَيْرَة قَامَ أَعْرَابِي فِي الْمَسْجِد فَبَال فتناوله النَّاس قيل إِن اسْم هَذَا الْأَعرَابِي ذُو الْخوَيْصِرَة الْيَمَانِيّ رَوَاهُ أَبُو مُوسَى فِي ذيل كتاب الصَّحَابَة وَذكر أَبُو بَكْرٍ التَّارِيخِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِع أَنه الْأَقْرَع بن حَابِس التَّمِيمِي مَالِكٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَت أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصبي فَبَال على ثَوْبه روى الدَّارَقُطْنِيّ من طَرِيق الْحجَّاج بن أَرْطَاة عَن هِشَام بِهَذَا الْإِسْنَاد أَنَّهَا أَتَت بِعَبْد الله بن الزبير وَوَقع نَحْو ذَلِك للحسين بن عَليّ رَوَاهُ الْحَاكِم ولسليمان بن هَاشم بن عتبَة بن أبي وَقاص رَوَاهُ بن مَنْدَه عَن أم قيس بنت مُحصن أَنَّهَا أَتَت بِابْن لَهَا صَغِير اسْمهَا آمِنَة وَقيل جذامة وَأما اسْم ابْنهَا فَلم أره سباطة قوم فِي بعض الطّرق من الْأَنْصَار
اسْتَلْزَمَ مَسَّ ذَكَرِهِ بِيَمِينِهِ وَمَتَى أَمْسَكَهُ بِيَسَارِهِ اسْتَلْزَمَ اسْتِجْمَارَهُ بِيَمِينِهِ وَكِلَاهُمَا قَدْ شَمِلَهُ النَّهْيُ وَمُحَصَّلُ الْجَوَابِ أَنَّهُ يَقْصِدُ الْأَشْيَاءَ الضَّخْمَةَ الَّتِي لَا تَزُولُ بِالْحَرَكَةِ كَالْجِدَارِ وَنَحْوِهِ مِنَ الْأَشْيَاءِ الْبَارِزَةِ فَيَسْتَجْمِرُ بِهَا بِيَسَارِهِ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُلْصِقْ مَقْعَدَتَهُ بِالْأَرْضِ وَيُمْسِكْ مَا يَسْتَجْمِرُ بِهِ بَيْنَ عَقِبَيْهِ أَوْ إِبْهَامَيْ رِجْلَيْهِ وَيَسْتَجْمِرْ بِيَسَارِهِ فَلَا يَكُونُ مُتَصَرِّفًا فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ بِيَمِينِهِ انْتَهَى وَهَذِهِ هَيْئَةٌ مُنْكَرَةٌ بَلْ يَتَعَذَّرُ فِعْلُهَا فِي غَالِبِ الْأَوْقَاتِ وَقَدْ تَعَقَّبَهُ الطِّيبِيُّ بِأَنَّ النَّهْيَ عَنِ الِاسْتِجْمَارِ بِالْيَمِينِ مُخْتَصٌّ بِالدُّبُرِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمَسِّ مُخْتَصٌّ بِالذَّكَرِ فَبَطَلَ الْإِيرَادُ مِنْ أَصْلِهِ كَذَا قَالَ وَمَا ادَّعَاهُ مِنْ تَخْصِيصِ الِاسْتِنْجَاءِ بِالدُّبُرِ مَرْدُودٌ وَالْمَسُّ وَإِنْ كَانَ مُخْتَصًّا بِالذَّكَرِ لَكِنْ يُلْحَقُ بِهِ الدُّبُرُ قِيَاسًا وَالتَّنْصِيصُ عَلَى الذَّكَرِ لَا مَفْهُومَ لَهُ بَلْ فَرْجُ الْمَرْأَةِ كَذَلِكَ وَإِنَّمَا خُصَّ الذَّكَرُ بِالذِّكْرِ لِكَوْنِ الرِّجَالِ فِي الْغَالِبِ هُمُ الْمُخَاطَبُونَ وَالنِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ فِي الْأَحْكَامِ إِلَّا مَا خُصَّ وَالصَّوَابُ فِي الصُّورَةِ الَّتِي أَوْرَدَهَا الْخَطَّابِيُّ مَا قَالَهُ إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ وَمَنْ بَعْدَهُ كَالْغَزَالِيِّ فِي الْوَسِيطِ وَالْبَغَوِيِّ فِي التَّهْذِيبِ أَنَّهُ يُمِرُّ الْعُضْوَ بِيَسَارِهِ عَلَى شَيْءٍ يُمْسِكُهُ بِيَمِينِهِ وَهِيَ قَارَّةٌ غَيْرُ مُتَحَرِّكَةٍ فَلَا يُعَدُّ مُسْتَجْمِرًا بِالْيَمِينِ وَلَا مَاسًّا بِهَا وَمَنِ ادَّعَى أَنَّهُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ يَكُونُ مُسْتَجْمِرًا بِيَمِينِهِ فَقَدْ غَلِطَ وَإِنَّمَا هُوَ كَمَنْ صَبَّ بِيَمِينِهِ الْمَاءِ عَلَى يَسَارِهِ حَال الِاسْتِنْجَاء

(قَوْله بَاب لايمسك ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ إِذَا بَالَ)
أَشَارَ بِهَذِهِ التَّرْجَمَةِ إِلَى أَنَّ النَّهْيَ الْمُطْلَقَ عَنْ مَسِّ الذَّكَرِ بِالْيَمِينِ كَمَا فِي الْبَابِ قَبْلَهُ مَحْمُولٌ عَلَى الْمُقَيَّدِ بِحَالَةِ الْبَوْلِ فَيَكُونُ مَا عَدَاهُ مُبَاحًا وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ يَكُونُ مَمْنُوعًا أَيْضًا مِنْ بَابِ الْأَوْلَى لِأَنَّهُ نُهِيَ عَنْ ذَلِكَ مَعَ مَظِنَّةِ الْحَاجَةِ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ وَتَعَقَّبَهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي جَمْرَةَ بِأَنَّ مَظِنَّةَ الْحَاجَةِ لَا تَخْتَصُّ بِحَالَةِ الِاسْتِنْجَاءِ وَإِنَّمَا خُصَّ النَّهْيُ بِحَالَةِ الْبَوْلِ مِنْ جِهَةِ أَنَّ مُجَاوِرَ الشَّيْءِ يُعْطَى حُكْمُهُ فَلَمَّا مُنِعَ الِاسْتِنْجَاءُ بِالْيَمِينِ مُنِعَ مَسُّ آلَتِهِ حَسْمًا لِلْمَادَّةِ ثُمَّ اسْتَدَلَّ عَلَى الْإِبَاحَةِ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِطَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ حِينَ سَأَلَهُ عَنْ مَسِّ ذَكَرِهِ إِنَّمَا هُوَ بَضْعَةٌ مِنْكَ فَدَلَّ عَلَى الْجَوَازِ فِي كُلِّ حَالٍ فَخَرَجَتْ حَالَةُ الْبَوْلِ بِهَذَا الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ وَبَقِيَ مَا عَدَاهَا عَلَى الْإِبَاحَةِ انْتَهَى وَالْحَدِيثُ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ صَحِيحٌ أَوْ حَسَنٌ وَقَدْ يُقَالُ حَمْلُ الْمُطْلَقِ عَلَى الْمُقَيَّدِ غَيْرُ مُتَّفَقٍ عَلَيْهِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ وَمَنْ قَالَ بِهِ يشْتَرط فِيهِ شُرُوطًا لَكِن نبه بن دَقِيقِ الْعِيدِ عَلَى أَنَّ مَحَلَّ الِاخْتِلَافِ إِنَّمَا هُوَ حَيْثُ تَتَغَايَرُ مَخَارِجُ الْحَدِيثِ بِحَيْثُ يُعَدُّ حَدِيثَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ فَأَمَّا إِذَا اتَّحَدَ الْمَخْرَجُ وَكَانَ الِاخْتِلَافُ فِيهِ مِنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ فَيَنْبَغِي حَمْلُ الْمُطْلَقِ عَلَى الْمُقَيَّدِ بِلَا خِلَافٍ لِأَنَّ التَّقْيِيدَ حِينَئِذٍ يَكُونُ زِيَادَةً مِنْ عَدْلٍ فَتُقْبَلُ

[154] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ هُوَ الْفِرْيَابِيُّ وَقَدْ صرح بن خُزَيْمَةَ فِي رِوَايَتِهِ بِسَمَاعِ يَحْيَى لَهُ مِنْ عبد الله بن أبي قَتَادَة وَصرح بن الْمُنْذِرِ فِي الْأَوْسَطِ بِالتَّحْدِيثِ فِي جَمِيعِ الْإِسْنَادِ أَوْرَدَهُ مِنْ طَرِيقِ بِشْرِ بْنِ بَكْرٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ فَحَصَلَ الْأَمْنُ مِنْ مَحْذُورِ التَّدْلِيسِ قَوْلُهُ فَلَا يَأْخُذَنَّ كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ بِنُونِ التَّأْكِيدِ وَلِغَيْرِهِ بِدُونِهَا وَهُوَ مُطَابِقٌ لِقَوْلِهِ فِي التَّرْجَمَةِ لايمسك وَكَذَا فِي مُسْلِمٍ التَّعْبِيرُ بِالْمَسْكِ

الصفحة 254