كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

عَن أَسمَاء هِيَ بنت أبي بكر قَالَت جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ أَرَأَيْت إحدانا تحيض الحَدِيث فِي مُسْند الإِمَام الشَّافِعِي أَن أَسمَاء هِيَ السائلة وَلَا بعد فِي أَن تبهم نَفسهَا كَمَا وَقع ذَلِك كثيرا فِي عدَّة مَوَاضِع وَسَيَأْتِي قَرِيبا فِي معَاذَة نَظِيره وَقَول النَّوَوِيّ إِنَّه ضَعِيف وهم مِنْهُ بل إِسْنَاده على شَرط الشَّيْخَيْنِ قَالَ وَقَالَ أبي ثمَّ تَوَضَّأ الْقَائِل هُوَ هِشَام بن عُرْوَة حكى ذَلِك عَن أَبِيه قُتَيْبَة حَدثنَا يزِيد هُوَ بن زُرَيْع وَقيل بن هَارُون عَن أنس قَالَ قدم نَاس من عكل أَو عرينة وَفِيه قتلوا راعي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاسْتَاقُوا النعم فجَاء الْخَبَر فِي أول النَّهَار فَبعث فِي آثَارهم الحَدِيث اسْم الرَّاعِي الْمَقْتُول يسَار وَاسم أَمِير السّريَّة كرز بن جَابر وَكَانَت النعم خَمْسَة عشر ذكر ذَلِك بن سعد وَحكى مُوسَى بن عقبَة أَن اسْم أَمِير السّريَّة سعيد بن زيد وروى الطَّبَرِيّ مِنْ حَدِيثِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ أَنه كَانَ أَمِير السّريَّة وَلَا يَصح معن هُوَ بن عِيسَى الْقَزاز حَدثنَا عَبْدَانِ أَخْبرنِي أبي تقدم أَن عَبْدَانِ هُوَ عبد الله بن عمر بن جبلة بن أبي رواد الْمروزِي أَصله من الْبَصْرَة إِذْ قَالَ بَعضهم لبَعض أَيّكُم يَجِيء بسلي جزور بني فلَان الْقَائِل أَبُو جهل وَالْجَزُور لبني جمح وَفِيه فانبعث أَشْقَى الْقَوْم هُوَ عقبَة بن أبي معيط كَمَا فِي مُسلم وَفِيه وعد السَّابِع فَلم أحفظه سَمَّاهُ فِي كتاب الصَّلَاة قبيل بَاب الْمَوَاقِيت عمَارَة بن الْوَلِيد بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي حَدثنَا مُحَمَّد بن يُوسُف هُوَ الْفرْيَابِيّ حَدثنَا سُفْيَان هُوَ الثَّوْريّ وَإِنَّمَا نبهت على هَذَا هُنَا وَإِن كَانَ وَاضحا لِأَن البُخَارِيّ روى عَن مُحَمَّد بن يُوسُف البيكندي وَهُوَ يروي عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَهُوَ يروي أَيْضا عَن حميد لَكِن هَذَا الحَدِيث إِنَّمَا هُوَ من رِوَايَة الْفرْيَابِيّ عَن الثَّوْريّ جزم بذلك خلف وَأَبُو نعيم وَغَيرهمَا فَقيل لي كبر فَدَفَعته إِلَى الْأَكْبَر الْقَائِل لَهُ هُوَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام كَمَا بَيناهُ فِي رِوَايَة نعيم بن حَمَّاد الَّتِي علقها عَن بن الْمُبَارك عَن أُسَامَة هُوَ بن زيد اللَّيْثِيّ عبد الله أخبرنَا سُفْيَان هُوَ الثَّوْريّ عَن مَنْصُور هُوَ بن الْمُعْتَمِر ... من كتاب الْغسْل إِلَى الصَّلَاة أَبُو بكر بن حَفْص هُوَ بن عمر بن سعد بن أبي وَقاص سَمِعت أَبَا سَلمَة يَقُول دخلت أَنا وأخو عَائِشَة هُوَ عبد الله بن يزِيد رضيعها كَمَا فِي مُسلم وَزعم الشَّارِح الدَّاوُدِيُّ أَنَّهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَقَالَ بهز هُوَ بن أَسد والجدي هُوَ عبد الْملك بن إِبْرَاهِيم عَن أبي إِسْحَاق قَالَ حَدثنَا أَبُو جَعْفَرٍ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَهَذَا من رِوَايَة الْكَبِير عَمَّن هُوَ أَصْغَر سنا مِنْهُ وَفِيه فَقَالَ رجل مَا يَكْفِينِي هُوَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالب كَمَا صرح بِهِ الْمُؤلف بعد حديثين أَبُو عَاصِم هُوَ الضَّحَّاك بن مخلد أَكثر البُخَارِيّ عَنهُ وروى هُنَا عَن وَاحِد عَنهُ عَن حَنْظَلَة هُوَ بن أبي سُفْيَان الجُمَحِي عَن الْقَاسِم هُوَ بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْأَعْمَش حَدثنِي سَالم هُوَ بن أبي الْجَعْد كَمَا فِي الحَدِيث الَّذِي بعده أَفْلح هُوَ بن حميد وَلم يخرج لأفلح بن سعيد شَيْئا زَاد مُسلم هُوَ بن إِبْرَاهِيم ووهب هُوَ بن جرير بن حَازِم عَن شُعْبَة وَفِي بعض الرِّوَايَات هُنَا ووهيب وَالظَّاهِر أَنه وهم فقد أسْندهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه مِنْ طَرِيقِ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ سُلَيْمَان لَا أَدْرِي أذكر الثَّالِثَة أم لَا سُلَيْمَان هُوَ الْأَعْمَش رَاوِي الحَدِيث وَكَأَنَّهُ شكّ فِيهِ لما حدث بِهِ فقد تقدم قبله من حَدِيث عبد الْوَاحِد عَن الْأَعْمَش وَفِيه مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا بن أبي عدي هُوَ مُحَمَّد وَفِيه ذكرته لِعَائِشَةَ فَقَالَتْ يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لم يذكر البُخَارِيّ مفعول ذكر هُنَا وَقد ذكره بعد أَبْوَاب من هَذَا الْوَجْه قَالَ ذكرت لعَائِشَة قَول بن عمر مَا أحب أَن أصبح محرما مَا أنضخ طيبا فَقَالَت عَائِشَةَ أَنَا طَيَّبْتُ
مِنْ رِوَايَةِ هَمَّامٍ عَنْ يَحْيَى وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ لَا يَمَسُّ فَاعْتُرِضَ عَلَى تَرْجَمَةِ الْبُخَارِيِّ بِأَنَّ الْمَسَّ أَعَمُّ مِنَ الْمَسْكِ يَعْنِي فَكَيْفَ يُسْتَدَلُّ بِالْأَعَمِّ عَلَى الْأَخَصِّ وَلَا إِيرَادَ عَلَى الْبُخَارِيِّ مِنْ هَذِهِ الْحَيْثِيَّةِ لِمَا بَيَّنَّاهُ وَاسْتَنْبَطَ مِنْهُ بَعْضُهُمْ مَنْعَ الِاسْتِنْجَاءِ بِالْيَدِ الَّتِي فِيهَا الْخَاتَمُ الْمَنْقُوشُ فِيهِ اسْمُ اللَّهِ تَعَالَى لِكَوْنِ النَّهْيِ عَنْ ذَلِكَ لِتَشْرِيفِ الْيَمِينِ فَيَكُونُ ذَلِكَ مِنْ بَابِ الْأَوْلَى وَمَا وَقَعَ فِي الْعُتْبِيَّةِ عَنْ مَالِكٍ مِنْ عَدَمِ الْكَرَاهَةِ قَدْ أَنْكَرَهُ حُذَّاقُ أَصْحَابِهِ وَقِيلَ الْحِكْمَةُ فِي النَّهْيِ لِكَوْنِ الْيَمِينِ مُعَدَّةً لِلْأَكْلِ بِهَا فَلَوْ تَعَاطَى ذَلِكَ بِهَا لَأَمْكَنَ أَنْ يَتَذَكَّرَهُ عِنْدَ الْأَكْلِ فَيَتَأَذَّى بِذَلِكَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ وَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ جُمْلَةٌ خَبَرِيَّةٌ مُسْتَقِلَّةٌ إِنْ كَانَتْ لَا نَافِيَةً وَإِنْ كَانَتْ نَاهِيَةً فَمَعْطُوفَةٌ لَكِنْ لَا يَلْزَمُ مِنْ كَوْنِ الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ مُقَيَّدًا بِقَيْدٍ أَنْ يَكُونَ الْمَعْطُوفُ مُقَيَّدًا بِهِ لِأَنَّ التَّنَفُّسَ لَا يَتَعَلَّقُ بِحَالَةِ الْبَوْلِ وَإِنَّمَا هُوَ حُكْمٌ مُسْتَقِلٌّ وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ الْحِكْمَةُ فِي ذكره هُنَا أَنَّ الْغَالِبَ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِينَ التَّأَسِّي بِأَفْعَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ كَانَ إِذَا بَالَ تَوَضَّأَ وَثَبَتَ أَنَّهُ شَرِبَ فَضْلَ وَضُوئِهِ فَالْمُؤْمِنُ بِصَدَدِ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ فَعَلَّمَهُ أَدَبَ الشُّرْبِ مُطْلَقًا لِاسْتِحْضَارِهِ وَالتَّنَفُّسُ فِي الْإِنَاءِ مُخْتَصٌّ بِحَالَةِ الشُّرْبِ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ سِيَاقُ الرِّوَايَةِ الَّتِي قَبْلَهُ وَلِلْحَاكِمِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ لَا يَتَنَفَّسْ أَحَدُكُمْ فِي الْإِنَاءِ إِذا كَانَ يشرب مِنْهُ وَالله أعلم

(قَوْلُهُ بَابُ الِاسْتِنْجَاءِ بِالْحِجَارَةِ)
أَرَادَ بِهَذِهِ التَّرْجَمَةِ الرَّدَّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ الِاسْتِنْجَاءَ مُخْتَصٌّ بِالْمَاءِ وَالدَّلَالَةُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ أَسْتَنْفِضُ فَإِنَّ مَعْنَاهُ أَسْتَنْجِي كَمَا سَيَأْتِي

[155] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ هُوَ أَبُو الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ جَدُّ أَبِي الْوَلِيدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبِ تَارِيخِ مَكَّةَ وَفِي طَبَقَتِهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ أَيْضًا لَكِنَّ كُنْيَتَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ وَاسْمَ جَدِّهِ عَوْنٌ وَيُعْرَفُ بِالْقَوَّاسِ وَقَدْ وَهِمَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْبُخَارِيَّ رَوَى عَنْهُ وَإِنَّمَا رَوَى عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ وَوَهِمَ أَيْضًا مَنْ جَعَلَهُمَا وَاحِدًا قَوْلُهُ عَنْ جَدِّهِ يَعْنِي سَعِيدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِي بْنِ أُمَيَّةَ الْقُرَشِيَّ الْأُمَوِيَّ وَعَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ هُوَ الْمَعْرُوفُ بِالْأَشْدَقِ الَّذِي وَلِيَ إِمْرَةَ الْمَدِينَةِ وَكَانَ يُجَهِّزُ الْبُعُوثَ إِلَى مَكَّةَ كَمَا تَقَدَّمَ فِي حَدِيثِ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ وَكَانَ عَمْرٌو هَذَا قَدْ تَغَلَّبَ عَلَى دِمَشْقَ فِي زَمَنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَقَتَلَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ وَسَيَّرَ أَوْلَادَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَسَكَنَ وَلَدُهُ مَكَّةَ لَمَّا ظَهَرَتْ دَوْلَةُ بَنِي الْعَبَّاسِ فَاسْتَمَرُّوا بِهَا فَفِي الْإِسْنَادِ مَكِّيَّانِ وَمَدَنِيَّانِ قَوْلُهُ اتَّبَعْتُ بِتَشْدِيدِ التَّاءِ الْمُثَنَّاةِ أَيْ سِرْتُ وَرَاءَهُ وَالْوَاوُ فِي قَوْلِهِ وَخَرَجَ حَالِيَّةٌ وَفِي قَوْلِهِ وَكَانَ اسْتِئْنَافِيَّةٌ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ فَكَانَ بِالْفَاءِ قَوْلُهُ فَدَنَوْتُ مِنْهُ زَادَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ أَسْتَأْنِسُ وَأَتَنَحْنَحُ فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقُلْتُ أَبُو هُرَيْرَةَ قَوْلُهُ ابْغِنِي بِالْوَصْلِ مِنَ الثُّلَاثِيِّ أَيْ اطْلُبْ لِي يُقَالُ بَغَيْتُكَ الشَّيْءَ أَيْ طَلَبْتُهُ لَكَ وَفِي رِوَايَةٍ بِالْقَطْعِ أَيْ أَعِنِّي

الصفحة 255