كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الحَدِيث وَظهر بِهَذَا أَن أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمر حَدِيث معَاذ بن هِشَام حَدثنِي أبي عَن قَتَادَة حَدثنَا أَنَسٌ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدُور على نِسَائِهِ فِي السَّاعَة الْوَاحِدَة من اللَّيْل وَالنَّهَار وَهن إِحْدَى عشرَة الحَدِيث وَقَالَ سعيد عَن قَتَادَة أَن أنسا حَدثهمْ تسع نسْوَة فالتسع هن عَائِشَة بنت أبي بكر وَحَفْصَة بنت عمر وَأم سَلمَة بنت أبي أُميَّة وَزَيْنَب بنت جحش وَأم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان وَسَوْدَة بنت زَمعَة وَجُوَيْرِية بنت الْحَارِث وَصفِيَّة بنت حييّ وَزَيْنَب بنت خُزَيْمَة وَهِي أم الْمَسَاكِين أَو مَيْمُونَة بنت الْحَارِث لِأَن زَيْنَب بنت خُزَيْمَة مَاتَت قبله ومَيْمُونَة آخر من تزوج مِنْهُنَّ وَالْأَشْبَه فِي هَذَا عد مَيْمُونَة لِأَن زَيْنَب إِذا مَاتَت لم يكن اسْتكْمل نِكَاح التسع وَهَذَا مُوَافق لرِوَايَة سعيد وَأما الزائدتان فِي حَدِيث هِشَام فَأَرَادَ بهما مَارِيَة الْقبْطِيَّة وَرَيْحَانَة النضيرية وهما سريتان وَإِنَّمَا عدهما فِي النسْوَة تَغْلِيبًا وَلما مَاتَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خلف مِنْهُنَّ تسعا ومارية وَمَاتَتْ فِي حَيَاته زَيْنَب بنت خُزَيْمَة وَرَيْحَانَة زَائِدَة هُوَ بن قدامَة عَن أبي حُصَيْن بِفَتْح الْحَاء تقدم أَنه عُثْمَان بن عَاصِم عَن أبي عبد الرَّحْمَن هُوَ السّلمِيّ واسْمه عبد الله بن حبيب عَن عَليّ هُوَ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً فَأمرت رجلا أَن يسْأَل هُوَ الْمِقْدَاد بن الْأسود كَمَا ثَبت عِنْده بعد هَذَا وَفِي النَّسَائِيّ وَالطَّبَرَانِيّ فَأمرت عمار بن يَاسر وَفِيه أَيْضا تَذَاكر عَليّ وعمار والمقداد الْمَذْي فَقَالَ لَهما عَليّ سلا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ وَقَالَ بهز هُوَ بن حَكِيم بن مُعَاوِيَة بن حيدة الْقشيرِي أم هَانِئ بنت أبي طَالب يُقَال اسْمهَا فَاخِتَة وبن فُضَيْل اسْمه مُحَمَّد بكير هُوَ بن عبد الله الْمُزنِيّ عَن أبي رَافع هُوَ نفيع الصَّائِغ تَابعه عَمْرو هُوَ بن مَرْزُوق وَقَالَ مُوسَى هُوَ بن إِسْمَاعِيل حَدثنَا أبان هُوَ بن يزِيد الْعَطَّار الْحُسَيْن الْمعلم قَالَ قَالَ يحيى هُوَ بن أبي كثير وَقَالَ بَعضهم كَانَ أول مَا أرسل الْحيض على بني إِسْرَائِيل قَائِل ذَلِك هُوَ بن مَسْعُود رَوَاهُ بن أبي شيبَة وَكَانَ أَبُو وَائِل يُرْسل خادمه لم أَقف على اسْمهَا إِلَى أبي رزين اسْمه مَسْعُود بن مَالك الْأَسدي حَدثنَا الْمَكِّيّ بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا هِشَام هُوَ بن أبي عبد الله الدستوَائي وَلم يخرج البُخَارِيّ لمكي عَن هِشَام بن عُرْوَة شَيْئا أَبُو إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ اسْمه سُلَيْمَان بن فَيْرُوز تَابعه خَالِد هُوَ بن عبد الله الطَّحَّان وَرَوَاهُ سُفْيَان هُوَ الثَّوْريّ عَن الشَّيْبَانِيّ أَن عَائِشَة رَأَتْ مَاء العصفر فَقَالَت كَأَن هَذَا شَيْء كَانَت فُلَانَة تَجدهُ وَفِي الحَدِيث الَّذِي بعده اعْتَكَفَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ مِنْ أَزْوَاجِهِ فَكَانَتْ تَرَى الدَّمَ والصفرة والطست تحتهَا وَهِي تصلي فَقيل إِن هَذِه الْمَرْأَة سَوْدَة بنت زَمعَة وَقيل زَيْنَب بنت جحش وَرَأَيْت فِي حَاشِيَة نُسْخَة صَحِيحَة من طَرِيق أبي ذَر الْهَرَوِيّ أَنَّهَا أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان يزِيد بن زُرَيْع ومعتمر عَن خَالِد هُوَ الْحذاء أَيُّوب عَن حَفْصَة هِيَ بنت سِيرِين مَنْصُور بن صَفِيَّة هُوَ بن عبد الرَّحْمَن الْعَبدَرِي وَصفِيَّة هِيَ أمه وَهِي بنت شيبَة بن عُثْمَان الحَجبي أَن امْرَأَة من الْأَنْصَار قَالَت كَيفَ أَغْتَسِل من الْحيض فِي مُسلم أَنَّهَا أَسمَاء بنت شكل بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَالْكَاف وَادّعى الدمياطي أَنه تَصْحِيف وَأَن الصَّوَاب السكن بِالْمُهْمَلَةِ وَآخره نون وَأَنَّهَا نسبت إِلَى جدها وَهِي أَسمَاء بنت يزِيد بن السكن وَبِه جزم بن الْجَوْزِيّ فِي التلقيح وَقَبله الْخَطِيب وَهُوَ رد للْأَخْبَار الصَّحِيحَة بِمُجَرَّد التَّوَهُّم وَإِلَّا فَمَا الْمَانِع أَن يَكُونَا امْرَأتَيْنِ وَقد وَقع فِي مُصَنف بن أبي شيبَة كَمَا فِي مُسلم فَانْتفى عَنهُ الْوَهم وَبِذَلِك جزم بن طَاهِر وَأَبُو مُوسَى الْمدنِي وَأَبُو عَليّ الجياني وَالله أعلم حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل حَدثنَا إِبْرَاهِيم هُوَ بن سعد وَبلغ بنت زيد بن ثَابت أَن نسَاء يدعونَ بالمصابيح لزيد بن ثَابت من الْبَنَات أم إِسْحَاق وحسنة وَعمرَة وَأم كُلْثُوم وَلم أر لأحد مِنْهُنَّ رِوَايَة إِلَّا لأم كُلْثُوم وَكَانَت امْرَأَة سَالم بن عبد الله بن عمر فَالظَّاهِر أَنَّهَا هِيَ معَاذَة أَن امْرَأَة قَالَت لعَائِشَة أتجزى إحدانا صلَاتهَا إِذا
عَلَى الطَّلَبِ يُقَالُ أَبْغَيْتُكَ الشَّيْءَ أَيْ أَعَنْتُكَ عَلَى طَلَبِهِ وَالْوَصْلُ أَلْيَقُ بِالسِّيَاقِ وَيُؤَيِّدُهُ رِوَايَةُ الْإِسْمَاعِيلِيِّ ائْتِنِي قَوْلُهُ أَسْتَنْفِضُ بِفَاءٍ مَكْسُورَةٍ وَضَادٍ مُعْجَمَةٍ مَجْزُومٌ لِأَنَّهُ جَوَابُ الْأَمْرِ وَيَجُوزُ الرَّفْعُ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ قَالَ الْقَزَّازُ قَوْلُهُ أَسْتَنْفِضُ أَسَتَفْعِلُ مِنَ النَّفْضِ وَهُوَ أَنْ تَهُزَّ الشَّيْءَ لِيَطِيرَ غُبَارُهُ قَالَ وَهَذَا مَوْضِعُ أَسْتَنْظِفُ أَيْ بِتَقْدِيمِ الظَّاءِ الْمُشَالَةِ عَلَى الْفَاءِ وَلَكِنْ كَذَا رُوِيَ انْتَهَى وَالَّذِي وَقَعَ فِي الرِّوَايَةِ صَوَابٌ فَفِي الْقَامُوسِ اسْتَنْفَضَهُ اسْتَخْرَجَهُ وَبِالْحَجَرِ اسْتَنْجَى وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ كَلَامِ الْمُطَرِّزِيِّ قَالَ الِاسْتِنْفَاضُ الِاسْتِخْرَاجُ وَيُكَنَّى بِهِ عَنِ الِاسْتِنْجَاءِ وَمَنْ رَوَاهُ بِالْقَافِ وَالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ فَقَدْ صَحَّفَ انْتَهَى وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ أَسْتَنْجِي بَدَلَ أَسْتَنْفِضُ وَكَأَنَّهَا الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ فِي رِوَايَتِنَا أَوْ نَحْوِهِ وَيَكُونُ التَّرَدُّدُ مِنْ بَعْضِ رُوَاتِهِ قَوْلُهُ وَلَا تَأْتِنِي كَأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَشِيَ أَنْ يَفْهَمَ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ قَوْلِهِ أَسْتَنْجِي أَنَّ كُلَّ مَا يُزِيلُ الْأَثَرَ وَيُنَقِّي كَافٍ وَلَا اخْتِصَاصَ لِذَلِكَ بِالْأَحْجَارِ فَنَبَّهَهُ بِاقْتِصَارِهِ فِي النَّهْيِ عَلَى الْعَظْمِ وَالرَّوْثِ عَلَى أَنَّ مَا سِوَاهُمَا يُجْزِئُ وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ مُخْتَصًّا بِالْأَحْجَارِ كَمَا يَقُولُهُ بَعْضُ الْحَنَابِلَةِ وَالظَّاهِرِيَّةِ لَمْ يَكُنْ لِتَخْصِيصِ هَذَيْنِ بِالنَّهْيِ مَعْنًى وَإِنَّمَا خَصَّ الْأَحْجَارَ بِالذِّكْرِ لِكَثْرَةِ وُجُودِهَا وَزَادَ الْمُصَنِّفُ فِي الْمَبْعَثِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا فَرَغَ مَا بَالُ الْعَظْمِ وَالرَّوْثِ قَالَ هُمَا مِنْ طَعَامِ الْجِنِّ وَالظَّاهِرُ مِنْ هَذَا التَّعْلِيلِ اخْتِصَاصُ الْمَنْعِ بِهِمَا نَعَمْ يَلْتَحِقُ بِهِمَا جَمِيعُ الْمَطْعُومَاتِ الَّتِي لِلْآدَمِيِّينَ قِيَاسًا مِنْ بَابِ الْأَوْلَى وَكَذَا الْمُحْتَرَمَاتُ كَأَوْرَاقِ كُتُبِ الْعِلْمِ وَمَنْ قَالَ عِلَّةُ النَّهْيِ عَنِ الرَّوْثِ كَونه نجسا الْحق بِهِ كل نجس ومتنجس وَعَنِ الْعَظْمِ كَوْنُهُ لَزِجًا فَلَا يُزِيلُ إِزَالَةً تَامَّةً أَلْحَقَ بِهِ مَا فِي مَعْنَاهُ كَالزُّجَاجِ الْأَمْلَسِ وَيُؤَيِّدُهُ مَا رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَصَحَّحَهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُسْتَنْجَى بِرَوْثٍ أَوْ بِعَظْمٍ وَقَالَ إِنَّهُمَا لَا يُطَهِّرَانِ وَفِي هَذَا رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ الِاسْتِنْجَاءَ بِهِمَا يُجْزِئُ وَإِنْ كَانَ مَنْهِيًّا عَنْهُ وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْمَبْعَثِ بَيَانُ قِصَّةِ وَفْدِ الْجِنِّ وَأَيُّ وَقْتٍ كَانَتْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ وَأَعْرَضْتُ كَذَا فِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ وَاعْتَرَضْتُ بِزِيَادَةِ مُثَنَّاةٍ بَعْدَ الْعَيْنِ وَالْمَعْنَى مُتَقَارِبٌ قَوْلُهُ فَلَمَّا قَضَى أَيْ حَاجَتَهُ أَتْبَعُهُ بِهَمْزَةِ قَطْعٍ أَيْ أَلْحَقُهُ وَكُنِّيَ بِذَلِكَ عَنْ الِاسْتِنْجَاءِ وَفِي الْحَدِيثِ جَوَازُ اتِّبَاعِ السَّادَاتِ وَإِنْ لَمْ يَأْمُرُوا بِذَلِكَ وَاسْتِخْدَامُ الْإِمَامِ بَعْضَ رَعِيَّتِهِ وَالْإِعْرَاضُ عَنْ قَاضِي الْحَاجَةِ وَالْإِعَانَةُ عَلَى إِحْضَارِ مَا يُسْتَنْجَى بِهِ وَإِعْدَادُهُ عِنْدَهُ لِئَلَّا يَحْتَاجَ إِلَى طَلَبِهَا بعد الْفَرَاغ فَلَا يَا من التلوث وَالله تَعَالَى أعلم
(
(قَوْلُهُ بَابٌ)
بِالتَّنْوِينِ)
لَا يُسْتَنْجَى بِضَمِّ أَوَّلِهِ
[156] قَوْله زُهَيْر هُوَ بن مُعَاوِيَةَ الْجُعْفِيُّ الْكُوفِيُّ وَالْإِسْنَادُ كُلُّهُ كُوفِيُّونَ وَأَبُو إِسْحَاقَ هُوَ السَّبِيعِيُّ وَهُوَ تَابِعِيٌّ وَكَذَا شَيْخُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَبُوهُ الْأَسْوَدُ قَوْلُهُ لَيْسَ أَبُو عُبَيْدَة
الصفحة 256
500