كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

قَوْله بَاب السِّوَاك للْجُمُعَة وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستن وَصله فِي بَاب الطّيب للْجُمُعَة رِوَايَة اللَّيْث عَن يُونُس وَصلهَا الذهلي رِوَايَة أبان بن صَالح عَن مُجَاهِد وَصلهَا الْبَيْهَقِيّ رِوَايَة يُونُس بن بكير عَن أبي خلدَة وَصلهَا البُخَارِيّ فِي الْأَدَب الْمُفْرد وَرِوَايَة بشر بن ثَابت عَنهُ وَصلهَا الْإِسْمَاعِيلِيّ وَالْبَيْهَقِيّ قَوْلُهُ وَقَالَ أَنَسٌ خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَقَوله بعد ذَلِك بَاب الْخطْبَة قَائِما وَقَالَ أنس بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ قَائِما هما طرفان من حَدِيث وَصله الْمُؤلف فِي الاسْتِسْقَاء وَسَيَأْتِي رِوَايَة سُلَيْمَان بن هِلَال عَن يحيى بن سعيد وَصلهَا الْمُؤلف فِي عَلَامَات النُّبُوَّة بَابِ مَنْ قَالَ فِي الْخُطْبَةِ بَعْدَ الثَّنَاءِ أما بعد رِوَايَة عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاس وَصلهَا فِي آخر الْبَاب فِي حَدِيث وَرِوَايَة مَحْمُود عَن أبي أُسَامَة تَأتي فِي الْجِهَاد مُتَابعَة يُونُس بن عبيد عَن الْحسن عَن عَمْرو بن تغلب وَصلهَا أَبُو نعيم فِي جُزْء لَهُ فِيهِ مسانيد جمَاعَة مِنْهُم يُونُس بن عبيد مُتَابعَة يُونُس بن يزِيد عَن بن شهَاب وَصلهَا مُسلم مُتَابعَة أبي مُعَاوِيَة وَأبي أُسَامَة جَمِيعًا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أبي حميد فِي قَوْله أما بعد وَصلهَا مُسلم ورويناها فِي الْأَرْبَعين لأبي الْفتُوح الطَّائِي وَفِي أمالي الْمحَامِلِي بعلو وَوَصلهَا الْمُؤلف من طَرِيق أبي أُسَامَة وَحده مُخْتَصرا فِي الزَّكَاة ومتابعة الْعَدنِي عَن سُفْيَان وَصلهَا مُسلم مُتَابعَة الزبيدِيّ عَن الزُّهْرِيّ فِي حَدِيث الْمسور بن مخرمَة وَصلهَا الطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين حَدِيث سلمَان فِي الْإِنْصَات أسْندهُ الْمُؤلف فِي بَاب الدّهن للْجُمُعَة صَلَاة الْخَوْف حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن بن عمر فِي صَلَاة الْخَوْف وَقَالَ مُجَاهِد نَحوه بَينه الْإِسْمَاعِيلِيّ بَيَانا شافيا قَوْله احْتج الْوَلِيد بقول النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَة وصل الْمُؤلف الْمَرْفُوع من حَدِيث بن عمر بعد بِبَاب بَاب الْعِيدَيْنِ رِوَايَة مرجا بن رَجَاء عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أنس فِي أكل التَّمْر وترا وَصلهَا الْإِسْمَاعِيلِيّ وَأَبُو نعيم وَأَصله فِي مُسْند أَحْمد قَوْله وَقَالَ عبد الله بن بسر إِن كُنَّا فَرغْنَا فِي هَذِه السَّاعَة وَذَلِكَ حِين التَّسْبِيح هُوَ حَدِيث مَرْفُوع وَصله أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَالْحَاكِم وَالطَّبَرَانِيّ وَلَفظ أَحْمد خَرَجَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ النَّاس فَأَنْكَرَ إِبْطَاءَ الْإِمَامِ وَقَالَ إِنْ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد فَرغْنَا ساعتنا هَذِه وَذَلِكَ حِين التَّسْبِيح وَفِي رِوَايَة الطَّبَرَانِيّ وَذَلِكَ حِين تَسْبِيح الضُّحَى حَدِيث أبي سَعِيدٍ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقَابل النَّاس هُوَ طرف من حَدِيثه الطَّوِيل فِي الْخطْبَة يَوْم الْعِيد رِوَايَة مُحَمَّد بن كثير عَن سُفْيَان وَصلهَا الْمُؤلف فِي الِاعْتِصَام مُتَابعَة يُونُس بن مُحَمَّد الْمُؤَدب عَن فليح وَصلهَا الْإِسْمَاعِيلِيّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَفِيه اخْتِلَاف بَيناهُ فِي تغليق التَّعْلِيق وَرِوَايَة مُحَمَّد بن الصَّلْت وَصلهَا التِّرْمِذِيّ والدارمي قَوْلُهُ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا عيدنا أهل الْإِسْلَام يُشِير بذلك إِلَيّ حديثين أَحدهمَا عَن عَائِشَة فِي قصَّة الجاريتين اللَّتَيْنِ كَانَتَا تُغَنِّيَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَفِيه قَوْله دعهما فَإِن لكل قوم عيدا وَهَذَا عيدنا وَهُوَ مَوْصُول عِنْده فِي بَاب سنة الْعِيدَيْنِ ثَانِيهمَا حَدِيث عقبَة بن عَامر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْم عَرَفَة وَأَيَّام التَّشْرِيق عيدنا أهل الْإِسْلَام وَقد وَصله أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وبن خُزَيْمَة وَالْحَاكِم وَغَيرهم من أَبْوَاب الْوتر قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَوْصَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم بالوتر قبل النّوم وَصله الْمُؤلف بِمَعْنَاهُ فِي الصَّوْم وَهُوَ عِنْد أَحْمد بِلَفْظِهِ
بِهَا إِلَّا اللِّسَانُ يَلْزَمُ مِنْهُ تَحْرِيكُ اللِّسَانِ أَوِ اكْتَفَى بِالشَّفَتَيْنِ وَحَذَفَ اللِّسَانَ لِوُضُوحِهِ لِأَنَّهُ الْأَصْلُ فِي النُّطْقِ إِذِ الْأَصْلُ حَرَكَةُ الْفَمِ وَكُلٌّ مِنَ الْحَرَكَتَيْنِ نَاشِئٌ عَنْ ذَلِكَ وَقَدْ مَضَى أَنَّ فِي رِوَايَةِ جَرِيرٍ فِي التَّفْسِيرِ يُحَرِّكُ بِهِ لِسَانَهُ وَشَفَتَيْهِ فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ابْتِدَاءِ الْأَمْرِ إِذَا لُقِّنَ الْقُرْآنَ نَازَعَ جِبْرِيلَ الْقِرَاءَةَ وَلَمْ يَصْبِرْ حَتَّى يُتِمَّهَا مُسَارَعَةً إِلَى الْحِفْظِ لِئَلَّا يَنْفَلِتَ مِنْهُ شَيْءٌ قَالَهُ الْحَسَنُ وَغَيْرُهُ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةٍ لِلتِّرْمِذِيِّ يُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَهُ يُرِيدُ أَنْ يَحْفَظَهُ وَلِلنَّسَائِيِّ يَعْجَلْ بِقِرَاءَتِهِ لِيَحْفَظَهُ وَلِابْنِ أَبِي حَاتِمٍ يَتَلَقَّى أَوَّلَهُ وَيُحَرِّكْ بِهِ شَفَتَيْهِ خَشْيَةَ أَنْ يَنْسَى أَوَّلَهُ قَبْلَ أَنْ يَفْرَغَ مِنْ آخِرِهِ وَفِي رِوَايَةِ الطَّبَرِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَجَّلَ يَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ حُبِّهِ إِيَّاهُ وَكِلَا الْأَمْرَيْنِ مُرَادٌ وَلَا تَنَافِيَ بَيْنَ مَحَبَّتِهِ إِيَّاهُ وَالشِّدَّةِ الَّتِي تَلْحَقُهُ فِي ذَلِكَ فَأُمِرَ بِأَنْ يُنْصِتَ حَتَّى يُقْضَى إِلَيْهِ وَحْيُهُ وَوُعِدَ بِأَنَّهُ آمِنٌ مِنْ تَفَلُّتِهِ مِنْهُ بِالنِّسْيَانِ أَوْ غَيْرِهِ وَنَحْوُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْك وحيه أَيْ بِالْقِرَاءَةِ قَوْلُهُ جَمَعَهُ لَكَ صَدْرُكَ كَذَا فِي أَكثر الرِّوَايَات وَفِيه إِسْنَادُ الْجَمْعِ إِلَى الصَّدْرِ بِالْمَجَازِ كَقَوْلِهِ أَنْبَتَ الرَّبِيعُ الْبَقْلَ أَيْ أَنْبَتَ اللَّهُ فِي الرَّبِيعِ الْبَقْلَ وَاللَّامُ فِي لَكَ لِلتَّبْيِينِ أَوْ لِلتَّعْلِيلِ وَفِي رِوَايَةِ كَرِيمَةَ وَالْحَمَوِيِّ جَمَعَهُ لَكَ فِي صَدْرِكَ وَهُوَ تَوْضِيحٌ لِلْأَوَّلِ وَهَذَا مِنْ تَفْسِيرِ بن عَبَّاسٍ وَقَالَ فِي تَفْسِيرِ فَاتَّبِعْ أَيْ فَاسْتَمِعْ وَأَنْصِتْ وَفِي تَفْسِيرِ بَيَانِهِ أَيْ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ بِالْبَيَانِ بَيَانُ مُجْمَلَاتِهِ وَتَوْضِيحُ مُشْكِلَاتِهِ فَيُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى جَوَازِ تَأْخِيرِ الْبَيَانِ عَنْ وَقْتِ الْخِطَابِ كَمَا هُوَ الصَّحِيحُ فِي الْأُصُولِ وَالْكَلَامُ فِي تَفْسِيرِ الْآيَاتِ الْمَذْكُورَةِ أَخَّرْتُهُ إِلَى كِتَابِ التَّفْسِيرِ فَهُوَ مَوْضِعُهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ

[6] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا عَبْدَانُ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الْمَرْوَزِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ بن الْمُبَارك أخبرنَا يُونُس هُوَ بن يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ قَوْلُهُ أَخْبَرَنَا يُونُسُ وَمَعْمَرٌ نَحْوَهُ أَيْ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ حَدَّثَ بِهِ عَبْدَانَ عَنْ يُونُسَ وَحْدَهُ وَحَدَّثَ بِهِ بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ يُونُسَ وَمَعْمَرٍ مَعًا أَمَّا بِاللَّفْظِ فَعَنْ يُونُسَ وَأَمَّا بِالْمَعْنَى فَعَنْ معمر قَوْله عبيد الله هُوَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الْآتِي فِي الْحَدِيثِ الَّذِي بَعْدَهُ قَوْلُهُ أَجْوَدَ النَّاسِ بِنَصْبِ أَجْوَدَ لِأَنَّهَا خَبَرُ كَانَ وَقَدَّمَ بن عَبَّاسٍ هَذِهِ الْجُمْلَةَ عَلَى مَا بَعْدَهَا وَإِنْ كَانَتْ لَا تَتَعَلَّقُ بِالْقُرْآنِ عَلَى سَبِيلِ الِاحْتِرَاسِ مِنْ مَفْهُومِ مَا بَعْدَهَا وَمَعْنَى أَجْوَدِ النَّاسِ أَكْثَرَ النَّاسِ جُودًا وَالْجُودُ الْكَرَمُ وَهُوَ مِنَ الصِّفَاتِ الْمَحْمُودَةِ وَقَدْ أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ سَعْدٍ رَفَعَهُ إِنَّ اللَّهَ جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ الْحَدِيثَ وَلَهُ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ رَفَعَهُ أَنَا أَجْوَدُ وَلَدِ آدَمَ وَأَجْوَدُهُمْ بَعْدِي رَجُلٌ عَلِمَ عِلْمًا فَنَشَرَ عِلْمَهُ وَرَجُلٌ جَادَ بِنَفْسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَفِي سَنَدِهِ مَقَالٌ وَسَيَأْتِي فِي الصَّحِيحِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَنَسٍ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْجَعَ النَّاسِ وَأَجْوَدَ النَّاسِ الْحَدِيثَ قَوْلُهُ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ هُوَ بِرَفْعِ أَجْوَدَ هَكَذَا فِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ وَأَجْوَدُ اسْمُ كَانَ وَخَبَرُهُ مَحْذُوفٌ وَهُوَ نَحْوُ أَخْطَبُ مَا يَكُونُ الْأَمِيرُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَوْ هُوَ مَرْفُوعٌ عَلَى أَنَّهُ مُبْتَدَأٌ مُضَافٌ إِلَى الْمَصْدَرِ وَهُوَ مَا يَكُونُ وَمَا مَصْدَرِيَّةٌ وَخَبَرُهُ فِي رَمَضَانَ وَالتَّقْدِيرُ

الصفحة 30