كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

الاسْتِسْقَاء رِوَايَة بن أبي الزِّنَاد عَن أَبِيه عَن الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذا رفع رَأسه من الرَّكْعَة الْأَخِيرَة يَقُول اللَّهُمَّ أَنْج الْوَلِيد الحَدِيث ينظر فِيهِ رِوَايَة عمر بن حَمْزَة عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ وَصلهَا أَحْمد وبن ماجة زِيَادَة أَسْبَاط بن نصر عَن مَنْصُور عَن أبي الضُّحَى وَصلهَا الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن وَفِي الدَّلَائِل رِوَايَة المَسْعُودِيّ عَن أبي بكر مَوْصُولَة عِنْده وَهِي معطوفة على حَدِيث عبد الله بن مُحَمَّد عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ سُفْيَان وَأَخْبرنِي المَسْعُودِيّ فَذكره وَقد سَاقه الْحميدِي فِي مُسْنده عَن سُفْيَان مُبينًا وَوهم من عده فِي التَّعْلِيق رِوَايَة أَيُّوب بن سُلَيْمَان عَن أبي بكر بن أبي أويس فِي حَدِيث أنس فِي قصَّة الْأَعرَابِي الْقَائِل يَوْم الْجُمُعَة هَلَكت الْمَاشِيَة وَصلهَا أَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه والإسماعيلي وَالْبَيْهَقِيّ ورويناها بعلو فِي الْجُزْء الثَّالِث من أمالى الْمحَامِلِي رِوَايَة الأويسي عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر تَأتي فِي الدَّعْوَات مُتَابعَة الْقَاسِم بن يحيى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فِي حَدِيثِ عَائِشَة لم أَجدهَا وَرِوَايَة الْأَوْزَاعِيّ عَن نَافِع وَصلهَا أَحْمد وَالنَّسَائِيّ وفيهَا اخْتِلَاف بَينته فِي الْكَبِير وَرِوَايَة عقيل عَن نَافِع كَذَلِك حَدِيث أبي هُرَيْرَة خمس لَا يعلمهُنَّ إِلَّا الله وَصله فِي كتاب الْإِيمَان الْكُسُوف حَدِيث عَائِشَة خطب النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكُسُوفِ وَصله فِي مَوضِع آخر مطولا وَحَدِيث أَسمَاء كَذَلِك وَحَدِيث أبي مُوسَى فِي قَوْله يخوف الله بهما عباده وَصله بعد ثَمَانِيَة أَبْوَاب رِوَايَة عبد الْوَارِث عَن يُونُس وَصلهَا الْمُؤلف فِي بَاب كسوف الْقَمَر وَكَذَا رِوَايَة شُعْبَة وخَالِد الطَّحَّان عَنهُ وَرِوَايَة حَمَّاد بن سلمه عَنهُ وَصلهَا الطَّبَرَانِيّ وَرِوَايَة مُوسَى بن إِسْمَاعِيل عَن مبارك بن فضَالة لم أَجدهَا وَرِوَايَة أَشْعَث عَن الْحسن وَصلهَا النَّسَائِيّ حَدِيث عَائِشَة مَا سجدت سجودا أطول مِنْهَا مَعْطُوف على حَدِيث بن عمر وَلَيْسَ مُعَلّقا بل أَبُو سَلمَة رَوَاهُ عَنْهُمَا جَمِيعًا قَوْلُهُ بَابُ لَا تَنْكَسِفُ الشَّمْسُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ رَوَاهُ أَبُو بكر والمغيرة وَأَبُو مُوسَى وبن عَبَّاس وبن عمر وَقَالَ بعده بَاب الذّكر فِي الْكُسُوف رَوَاهُ بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا وَقَالَ بعده بَاب الدُّعَاء فِي الخسوف قَالَه أَبُو مُوسَى وَعَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم الْأَحَادِيث الْخَمْسَة بل السِّتَّة مَوْصُولَة عِنْده فرقها فِي أَبْوَاب الْكُسُوف رِوَايَة أبي أُسَامَة عَن هِشَام فِي أما بعد تقدّمت فِي الْجُمُعَة وَقد وَقع لنا بعلو فِي جُزْء مُحَمَّد بن عُثْمَان بن كَرَامَة رِوَايَة الْأَوْزَاعِيّ وَغَيره عَن الزُّهْرِيّ معطوفة عَليّ رِوَايَة الْوَلِيد عَن بن أبي نمر وَقد أوضحه مُسلم وَلَيْسَ مُعَلّقا ومتابعة سُلَيْمَان بن كثير عَن الزُّهْرِيّ فِي الْجَهْر وَصلهَا أَحْمد وَالنَّسَائِيّ ومتابعة سُفْيَان بن حُسَيْن وَصلهَا التِّرْمِذِيّ وَالْبَيْهَقِيّ أَبْوَاب سُجُود الْقُرْآن قَوْله بَاب سَجْدَة النَّجْم قَالَه بن عَبَّاس وَصله الْمُؤلف فِي بَاب سُجُود الْمُسلمين مَعَ الْمُشْركين وَرِوَايَة إِبْرَاهِيم بن طهْمَان عَن أَيُّوب لم أَجدهَا قَوْله زَاد نَافِع عَن بن عمر يَعْنِي عَن عمر بن الْخطاب أَن الله لَمْ يُفْرَضْ عَلَيْنَا السُّجُودُ إِلَّا أَنْ نَشَاءَ هُوَ مَعْطُوف على رِوَايَة بن أبي مليكَة وَالْقَائِل زَاد نَافِع هُوَ بن جريج وَلَيْسَ مُعَلّقا كَمَا ظن الْمزي وَقد أوضحه الْإِسْمَاعِيلِيّ وَأَبُو نعيم فِي مستخرجيهما وَالْبَيْهَقِيّ وَالله الْمُوفق أَبْوَاب تَقْصِير الصَّلَاة مُتَابعَة عَطاء عَن جَابر وَصلهَا فِي الْحَج قَوْلُهُ وَسَمَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا وَلَيْلَة
أَجْوَدُ أَكْوَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ وَإِلَى هَذَا جَنَحَ الْبُخَارِيُّ فِي تَبْوِيبِهِ فِي كِتَابِ الصِّيَامِ إِذْ قَالَ بَابُ أَجْوَدَ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ فِي رَمَضَانَ وَفِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ أَجْوَدَ بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ كَانَ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ يَلْزَمُ مِنْهُ أَنْ يَكُونَ خَبَرُهَا اسْمَهَا وَأُجِيبَ بِجَعْلِ اسْمِ كَانَ ضَمِيرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَجْوَدَ خَبَرَهَا وَالتَّقْدِيرُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُدَّةَ كَوْنِهِ فِي رَمَضَانَ أَجْوَدَ مِنْهُ فِي غَيْرِهِ قَالَ النَّوَوِيُّ الرَّفْعُ أَشْهَرُ وَالنَّصْبُ جَائِزٌ وَذكر أَنه سَأَلَ بن مَالِكٍ عَنْهُ فَخَرَّجَ الرَّفْعَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ وَالنّصب من وَجْهَيْن وَذكر بن الْحَاجِبِ فِي أَمَالِيهِ لِلرَّفْعِ خَمْسَةَ أَوْجُهٍ تَوَارَدَ مَعَ بن مَالِكٍ مِنْهَا فِي وَجْهَيْنِ وَزَادَ ثَلَاثَةً وَلَمْ يُعَرِّجْ عَلَى النَّصْبِ قُلْتُ وَيُرَجِّحُ الرَّفْعَ وُرُودُهُ بِدُونِ كَانَ عِنْدَ الْمُؤَلِّفِ فِي الصَّوْمِ قَوْلُهُ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ قِيلَ الْحِكْمَةُ فِيهِ أَنَّ مُدَارَسَةَ الْقُرْآنِ تُجَدِّدُ لَهُ الْعَهْدَ بِمَزِيدِ غِنَى النَّفْسِ وَالْغِنَى سَبَبُ الْجُودِ وَالْجُودُ فِي الشَّرْعِ إِعْطَاءُ مَا يَنْبَغِي لِمَنْ يَنْبَغِي وَهُوَ أَعَمُّ مِنَ الصَّدَقَةِ وَأَيْضًا فَرَمَضَانُ مَوْسِمُ الْخَيْرَاتِ لِأَنَّ نِعَمَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ فِيهِ زَائِدَةٌ عَلَى غَيْرِهِ فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْثِرُ مُتَابَعَةَ سُنَّةِ اللَّهِ فِي عِبَادِهِ فَبِمَجْمُوعِ مَا ذُكِرَ مِنَ الْوَقْتِ وَالْمَنْزُولِ بِهِ وَالنَّازِلِ وَالْمُذَاكَرَةِ حَصَلَ الْمَزِيدُ فِي الْجُودِ وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى قَوْلُهُ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَاءُ لِلسَّبَبِيَّةِ وَاللَّامُ لِلِابْتِدَاءِ وَزِيدَتْ عَلَى الْمُبْتَدَأِ تَأْكِيدًا أَوْ هِيَ جَوَابُ قَسَمٍ مُقَدَّرٍ وَالْمُرْسَلَةُ أَيِ الْمُطْلَقَةُ يَعْنِي أَنَّهُ فِي الْإِسْرَاعِ بِالْجُودِ أَسْرَعُ مِنَ الرِّيحِ وَعَبَّرَ بِالْمُرْسَلَةِ إِشَارَةً إِلَى دَوَامِ هُبُوبِهَا بِالرَّحْمَةِ وَإِلَى عُمُومِ النَّفْعِ بِجُودِهِ كَمَا تَعُمُّ الرِّيحُ الْمُرْسَلَةُ جَمِيعَ مَا تَهُبُّ عَلَيْهِ وَوَقَعَ عِنْدَ أَحْمَدَ فِي آخِرِ هَذَا الْحَدِيثِ لَا يُسْأَلُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ وَثَبَتَتْ هَذِهِ الزِّيَادَةُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فَقَالَ لَا وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي الْحَدِيثِ فَوَائِدُ مِنْهَا الْحَثُّ عَلَى الْجُودِ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَمِنْهَا الزِّيَادَةُ فِي رَمَضَانَ وَعِنْدَ الِاجْتِمَاعِ بِأَهْلِ الصَّلَاحِ وَفِيهِ زِيَارَةُ الصُّلَحَاءِ وَأَهْلِ الْخَيْرِ وَتَكْرَارُ ذَلِكَ إِذَا كَانَ الْمَزُورُ لايكرهه وَاسْتِحْبَابُ الْإِكْثَارِ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي رَمَضَانَ وَكَوْنُهَا أَفْضَلَ مِنْ سَائِرِ الْأَذْكَارِ إِذْ لَوْ كَانَ الذِّكْرُ أَفْضَلَ أَوْ مُسَاوِيًا لَفَعَلَاهُ فَإِنْ قِيلَ الْمَقْصُودُ تَجْوِيدُ الْحِفْظِ قُلْنَا الْحِفْظُ كَانَ حَاصِلًا وَالزِّيَادَةُ فِيهِ تَحْصُلُ بِبَعْضِ الْمَجَالِسِ وَأَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ رَمَضَانُ مِنْ غَيْرِ إِضَافَةٍ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا يَظْهَرُ بِالتَّأَمُّلِ قُلْتُ وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ ابْتِدَاءَ نُزُولِ الْقُرْآنِ كَانَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لِأَنَّ نُزُولَهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا جُمْلَةً وَاحِدَةً كَانَ فِي رَمَضَانَ كَمَا ثَبَتَ من حَدِيث بن عَبَّاسٍ فَكَانَ جِبْرِيلُ يَتَعَاهَدُهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ فَيُعَارِضُهُ بِمَا نَزَلَ عَلَيْهِ مِنْ رَمَضَانَ إِلَى رَمَضَانَ فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ عَارَضَهُ بِهِ مَرَّتَيْنِ كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَبِهَذَا يُجَابُ مَنْ سَأَلَ عَنْ مُنَاسَبَةِ إِيرَادِ هَذَا الْحَدِيثِ فِي هَذَا الْبَابِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ

الصفحة 31