كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

أبي زَائِدَة وَغَيرهم عَن إِسْرَائِيل وَكَذَا نبه على هَذَا الْوَهم أَبُو ذَر الْهَرَوِيّ فِي نسخته فساق الحَدِيث من طَرِيق حَنْبَل بن إِسْحَاق عَن مُحَمَّد بن كثير فَقَالَ عَن بن عَبَّاس كَذَا قَالَ أَبُو ذَر وَكَذَا رَوَاهُ عُثْمَان الدَّارمِيّ عَن مُحَمَّد بن كثير وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو أَحْمد الزبيرِي عَن إِسْرَائِيل قلت وَكَذَا رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده عَن أسود بن عَامر شَاذان عَن إِسْرَائِيل وَكَذَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ عَن أَحْمد بن مُحَمَّد الْخُزَاعِيّ عَن مُحَمَّد بن كثير وَكَذَا رَوَاهُ سمويه فِي فَوَائده عَن الْحُسَيْن بن حَفْص عَن إِسْرَائِيل وَيُؤَيّد أَنه من سبق الْقَلَم أَن البُخَارِيّ قد أخرجه فِي مَوضِع آخر من رِوَايَة بن عون عَن مُجَاهِد عَن بن عَبَّاس وَهُوَ الصَّوَاب وَقد تعقبه أَبُو عبد الله بن مَنْدَه أَيْضا على البُخَارِيّ فَأخْرجهُ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوب بن النضريس ومُوسَى بن سعيد الطرسوسي كِلَاهُمَا عَن مُحَمَّد بن كثير بِهِ وَقَالَ فِي آخِره قَالَ البُخَارِيّ عَن بن عمر وَالصَّوَاب بن عَبَّاس وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي مُسْتَخْرَجِهِ عَنِ الطَّبَرَانِيِّ عَنْ أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْخُزَاعِيّ عَن مُحَمَّد بن كثير وَقَالَ بن عَبَّاس كَمَا تقدم وَقَالَ بعده رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ فَقَالَ بن عمر ثمَّ سَاقه من طَرِيق أبي أَحْمد الزبيرِي فَقَالَ بن عَبَّاس أَيْضا ثمَّ رَأَيْته فِي مستخرج الْإِسْمَاعِيلِيّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ عَنْ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ فِيهِ عَن بن عَبَّاس وَلم يتعقبه كعادته واستدللت بذلك على أَن الْوَهم فِيهِ من غير البُخَارِيّ وَالله أعلم من ذكر بني إِسْرَائِيل الحَدِيث الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ عَن يحيى بن قزعة وَعَن الأويسي عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي الْأُمَم نَاس محدثون قَالَ وتابعهما سُلَيْمَان بن دَاوُد الْهَاشِمِي وَأَبُو مَرْوَان العثماني وَخَالفهُم بن وهب فَرَوَاهُ عَن إِبْرَاهِيم بن سعد فَقَالَ عَن عَائِشَة بدل أبي هُرَيْرَة وَقد رَوَاهُ زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَن أبي هُرَيْرَة وَرَوَاهُ يَعْقُوب وَسعد ابْنا إِبْرَاهِيم بن سعد وَأَبُو صَالح كَاتب اللَّيْث وَيزِيد بن الْهَاد عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَلمَة قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَذكره قلت تقوى رِوَايَة الأويسي وَمن تَابعه مُتَابعَة زَكَرِيَّا وَأما رِوَايَة بن الْهَاد وَمن تَابعه فَلَا تنافيها لِأَنَّهَا مُبْهمَة وَتلك مفسرة فَبَقيت رِوَايَة بن وهب وَحده وَقد قَالَ أَبُو مَسْعُود فِي الْأَطْرَاف لَا أعلم أحدا تَابع بن وهب فِي قَوْله عَن إِبْرَاهِيم بن سعد عَن عَائِشَة وَالْمَشْهُور من رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن سعد عَن أبي هُرَيْرَة لَكِن أخرجه مُسلم من حَدِيث بن عجلَان عَن سعد بن إِبْرَاهِيم بن سعد كَمَا قَالَ بن وهب فَيحْتَمل أَن يُقَال لَعَلَّ أَبَا سَلمَة كَانَ يرويهِ عَن أبي هُرَيْرَة وَعَن عَائِشَة جَمِيعًا وَالله أعلم من المناقب الحَدِيث الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ قَالَ البُخَارِيّ حَدثنَا أَبُو نعيم حَدثنَا سُفْيَان ح قَالَ وَقَالَ يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم هُوَ بن سعد حَدثنَا أبي عَن أَبِيه حَدثنِي الْأَعْرَج عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قُرَيْش وَالْأَنْصَار وجهينة وَمُزَيْنَة وَأسلم وَأَشْجَع وغفار موَالِي لَيْسَ لَهُم مولى دون الله وَرَسُوله وَتعقبه أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي بِأَن رِوَايَة يَعْقُوب تخَالف رِوَايَة سُفْيَان لِأَن يَعْقُوب إِنَّمَا يرويهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة بِلَفْظ
إِلَّا لِأَبِي ذَرٍّ عَنِ الْحَمَوِيِّ فَسَقَطَ مِنْ رِوَايَتِهِ يَحْيَى بْنُ آدَمَ وَهُوَ وَهْمٌ فَلَا يَتَّصِلُ السَّنَدُ إِلَّا بِهِ قَوْلُهُ زُهَيْرٌ هُوَ بن مُعَاوِيَةَ وَأَبُو إِسْحَاقَ هُوَ السَّبِيعِيُّ وَأَبُو جَعْفَرٍ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْمَعْرُوفُ بِالْبَاقِرِ قَوْلُهُ هُوَ وَأَبُوهُ أَيْ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَعِنْدَهُ أَيْ عِنْدَ جَابِرٍ قَوْلُهُ قَوْمٌ كَذَا فِي النُّسَخِ الَّتِي وَقَفْتُ عَلَيْهَا مِنَ الْبُخَارِيِّ وَوَقَعَ فِي الْعُمْدَةِ وَعِنْدَهُ قَوْمُهُ بِزِيَادَةِ الْهَاءِ وَجَعَلَهَا شُرَّاحُهَا ضَمِيرًا يَعُودُ عَلَى جَابِرٍ وَفِيهِ مَا فِيهِ وَلَيْسَتْ هَذِهِ الرِّوَايَةُ فِي مُسْلِمٍ أَصْلًا وَذَلِكَ وَارِدٌ أَيْضًا عَلَى قَوْلِهِ إِنَّهُ يُخَرِّجُ الْمُتَّفَقَ عَلَيْهِ قَوْلُهُ فَسَأَلُوهُ عَنِ الْغُسْلِ أَفَادَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ فِي مُسْنَدِهِ أَنَّ مُتَوَلِّيَ السُّؤَالِ هُوَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّاوِي فَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَأَلْتُ جَابِرًا عَنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ وَبَيَّنَ النَّسَائِيُّ فِي رِوَايَتِهِ سَبَبَ السُّؤَالِ فَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ تَمَارَيْنَا فِي الْغُسْلِ عِنْدَ جَابِرٍ فَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ تَوَلَّى السُّؤَالَ وَنَسَبَ السُّؤَالَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ إِلَى الْجَمِيعِ مَجَازًا لِقَصْدِهِمْ ذَلِكَ وَلِهَذَا أَفْرَدَ جَابِرٌ الْجَوَابَ فَقَالَ يَكْفِيكَ وَهُوَ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَسَيَأْتِي مَزِيدٌ لِهَذَا الْمَوْضِعِ فِي الْبَابِ الَّذِي يَلِيهِ قَوْلُهُ فَقَالَ رَجُلٌ زَادَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ مِنْهُمْ أَيْ مِنَ الْقَوْمِ وَهَذَا يُؤَيِّدُ مَا ثَبَتَ فِي رِوَايَتِنَا لِأَنَّ هَذَا الْقَائِلَ هُوَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الَّذِي يُعْرَفُ أَبُوهُ بِابْنِ الْحَنَفِيَّةِ كَمَا جَزَمَ بِهِ صَاحِبُ الْعُمْدَةِ وَلَيْسَ هُوَ مِنْ قَوْمِ جَابِرٍ لِأَنَّهُ هَاشِمِيٌّ وَجَابِرٌ أَنْصَارِيٌّ قَوْلُهُ أَوْفَى يَحْتَمِلُ الصِّفَةَ وَالْمِقْدَارَ أَيْ أَطْوَلَ وَأَكْثَرَ قَوْلُهُ وَخَيْرٌ مِنْكَ بِالرَّفْعِ عَطْفًا عَلَى أَوْفَى الْمُخْبَرِ بِهِ عَنْ هُوَ وَفِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ أَوْ خَيْرًا بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلَى الْمَوْصُولِ قَوْلُهُ ثُمَّ أَمَّنَا فَاعِلُ أَمَّنَا هُوَ جَابِرٌ كَمَا سَيَأْتِي ذَلِكَ وَاضِحًا مِنْ فِعْلِهِ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ وَلَا الْتِفَاتَ إِلَى مَنْ جَعَلَهُ مِنْ مَقُولِهِ وَالْفَاعِلُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ بَيَانُ مَا كَانَ عَلَيْهِ السَّلَفُ مِنَ الِاحْتِجَاجِ بِأَفْعَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالِانْقِيَادِ إِلَى ذَلِكَ وَفِيهِ جَوَازُ الرَّدِّ بِعُنْفٍ عَلَى مَنْ يُمَارِي بِغَيْرِ عِلْمٍ إِذَا قَصَدَ الرَّادُّ إِيضَاحَ الْحَقِّ وَتَحْذِيرَ السَّامِعِينَ مِنْ مِثْلِ ذَلِكَ وَفِيهِ كَرَاهِيَةُ التَّنَطُّعِ وَالْإِسْرَافِ فِي الْمَاءِ

[253] قَوْلُهُ عَنْ عَمْرو هُوَ بن دِينَارٍ وَفِي مُسْنَدِ الْحُمَيْدِيِّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو أَخْبَرَنَا أَبُو الشَّعْثَاءِ وَهُوَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ الْمَذْكُورُ قَوْلُهُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هُوَ الْمُصَنِّفُ قَوْله كَانَ بن عُيَيْنَةَ كَذَا رَوَاهُ عَنْهُ أَكْثَرُ الرُّوَاةِ وَإِنَّمَا رَوَاهُ عَنْهُ كَمَا قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ مَنْ سَمِعَ مِنْهُ قَدِيمًا وَإِنَّمَا رَجَّحَ الْبُخَارِيُّ رِوَايَةَ أَبِي نُعَيْمٍ جَرْيًا عَلَى قَاعِدَةِ الْمُحَدِّثِينَ لِأَنَّ مِنْ جُمْلَةِ الْمُرَجِّحَاتِ عِنْدَهُمْ قِدَمَ السَّمَاعِ لِأَنَّهُ مَظِنَّةُ قُوَّةِ حِفْظِ الشَّيْخِ وَلِرِوَايَةِ الْآخَرِينَ جِهَةٌ أُخْرَى مِنْ وُجُوهِ التَّرْجِيحِ وَهِيَ كَوْنُهُمْ أَكْثَرَ عَدَدًا وَمُلَازَمَةً لِسُفْيَانَ وَرَجَّحَهَا الْإِسْمَاعِيلِيُّ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى من حَيْثُ الْمَعْنى وَهُوَ كَون بن عَبَّاسٍ لَا يَطَّلِعُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَالَةِ اغْتِسَالِهِ مَعَ مَيْمُونَةَ فَيَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ أَخَذَهُ عَنْهَا وَقَدْ أَخْرَجَ الرِّوَايَة الْمَذْكُورَة الشَّافِعِي والْحميدِي وبن أبي عمر وبن أَبِي شَيْبَةَ وَغَيْرُهُمْ فِي مَسَانِيدِهِمْ عَنْ سُفْيَانَ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُمَا مِنْ طَرِيقِهِ وَيُسْتَفَادُ مِنْ هَذَا الْبَحْثِ أَنَّ الْبُخَارِيَّ لَا يَرَى التَّسْوِيَةَ بَين عَن فلَان وَبَين أَن فلَانا وَفِي ذَلِكَ بَحْثٌ يَطُولُ ذِكْرُهُ وَقَدْ حَقَّقْتُهُ فِيمَا كتبته على كتاب بن الصَّلَاحِ وَادَّعَى بَعْضُ الشَّارِحِينَ أَنَّ

الصفحة 366