كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

عبد الله بن أبي نمر أَبُو عبد الْمدنِي وَثَّقَهُ بن سعد وَأَبُو دَاوُد وَقَالَ بن معِين وَالنَّسَائِيّ لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ النَّسَائِيّ أَيْضا وبن الْجَارُودِ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ وَكَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقطَّان لَا يحدث عَنهُ وَقَالَ السَّاجِي كَانَ يَرْمِي بِالْقدرِ وَقَالَ بن عدي إِذا روى عَنهُ ثِقَة فَلَا بَأْس بروايته قلت احْتج بِهِ الْجَمَاعَة إِلَّا أَن فِي رِوَايَته عَن أنس لحَدِيث الْإِسْرَاء مَوَاضِع شَاذَّة كَمَا ذكرنَا ذَلِك فِي آخر الْفَصْل الْمَاضِي ع شَيبَان بن عبد الرَّحْمَن النَّحْوِيّ أحد الْأَثْبَات قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ثَبت فِي كل الْمَشَايِخ وَقَالَ بن معِين هُوَ أحب إِلَيّ فِي قَتَادَة من معمر وَقَالَ أَيْضا هُوَ ثِقَة صَاحب كتاب وَقَالَ أَيْضا ثِقَة فِي كل شَيْء وَوَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَالْعجلِي وبن سعد وَالتِّرْمِذِيّ وَالْبَزَّار وَقَالَ السَّاجِي صَدُوق عِنْده مَنَاكِير وَأَحَادِيث عَن الْأَعْمَش تفرد بهَا وقرأت بِخَط الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان قَالَ أَبُو حَاتِم صَالح الحَدِيث لَا يحْتَج بِهِ قلت وَهُوَ وهم فِي النَّقْل فَالَّذِي فِي كتاب بن أبي حَاتِم عَن أَبِيه كُوفِي حسن الحَدِيث صَالح يكْتب حَدِيثه وَكَذَا نقل الْبَاجِيّ عَنهُ وَكَذَا هُوَ فِي تَهْذِيب الْكَمَال وَهُوَ الصَّوَاب وَأما قَول السَّاجِي فَهُوَ معَارض بقول أَحْمد بن حَنْبَل أَنه ثَبت فِي كل الْمَشَايِخ وَمَعَ ذَلِك فَلم أر فِي البُخَارِيّ من حَدِيثه عَن الْأَعْمَش شَيْئا لَا أصلا وَلَا اسْتِشْهَادًا نعم أخرج لَهُ أَحَادِيث من رِوَايَته عَن يحيى بن أبي كثير وَمَنْصُور بن الْمُعْتَمِر وَقَتَادَة وفراس بن يحيى وَزِيَاد بن علاقَة وهلال الْوزان وَاعْتَمدهُ الْجَمَاعَة كلهم وَالله أعلم ... حرف الصَّاد ع صَالح بن حَيّ وَاسم حَيّ حَيَّان وَحي لقب لَهُ وَقيل هُوَ صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ حَيَّان وَقد ينْسب إِلَى جده فَيُقَال صَالح بن حَيّ أَو صَالح بن حَيَّان وَهُوَ وَالِد الْحسن بن حَيّ الْفَقِيه الْمَشْهُور وأخيه عَليّ قَالَ بن عُيَيْنَة كَانَ خيرا من ابنيه وَوَثَّقَهُ أَحْمد وبن معِين وَالنَّسَائِيّ وَالْعجلِي وَقَالَ روى عَن الشّعبِيّ أَحَادِيث يسيرَة وَقَالَ فِي مَوضِع آخر يكْتب حَدِيثه وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ قلت هَكَذَا وَقع فِي تَهْذِيب الْكَمَال أَن الْعجلِيّ ذكره فِي موضِعين وَلَيْسَ كَذَلِك بل كَلَامه الأول فِي صَاحب التَّرْجَمَة وَلم أر لأحد قطّ فِيهِ كلَاما بل قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل أَنه ثِقَة ثِقَة وَهَذَا من أرفع صِيغ التَّعْدِيل وَأما كَلَام الْعجلِيّ الْأَخير فقاله فِي صَالح بن حَيَّان الْقرشِي وَهَذَانِ رجلَانِ يشتبهان كثيرا حَتَّى يظنّ أَنَّهُمَا رجل وَاحِد لِأَنَّهُمَا متعاصران من بَلْدَة وَاحِدَة وَإِذ نسب بن حَيّ إِلَى جده باسمه صَار صَالح بن حَيَّان فأشكل بِصَالح بن حَيَّان الْقرشِي وَقد وَقع فِي صَحِيح البُخَارِيّ فِي كتاب الْعلم من طَرِيق الْمحَاربي عَن صَالح بن حَيَّان عَن الشّعبِيّ حَدِيث فَظن غير وَاحِد من الْكِبَار مِنْهُم الدَّارَقُطْنِيّ أَنه الْقرشِي وَلَيْسَ بِهِ بل هُوَ صَاحب التَّرْجَمَة لِأَنَّهُ مَعْرُوف بالرواية عَن الشّعبِيّ دون الْقرشِي وَأَيْضًا فَالْحَدِيث الْمَذْكُور قد أخرجه البُخَارِيّ فِي أَرْبَعَة مَوَاضِع أُخْرَى من رِوَايَة صَالح بن حَيّ عَن الشّعبِيّ بِهِ وَقد احْتج الْجَمَاعَة بِابْن حَيّ خَ م د ت س صَخْر بن جوَيْرِية أَبُو نَافِع وَثَّقَهُ أَحْمد بن حَنْبَل والذهلي وبن سعد وَقَالَ أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيّ لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ أَبُو دَاوُد تكلم فِيهِ وَقَالَ بن أبي خَيْثَمَة عَن بن معِين لَيْسَ بالمتروك وَإِنَّمَا يتَكَلَّم فِيهِ لِأَنَّهُ يُقَال إِن كِتَابه سقط قَالَ وَرَأَيْت فِي كتاب عَليّ يَعْنِي بن الْمَدِينِيّ عَن يحيى بن سعيد ذهب كتاب صَخْر فَبعث إِلَيْهِ من الْمَدِينَة قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ سَبْعَة أَحَادِيث وَحَدِيث مُعَلّق وَحَدِيث آخر مُتَابعَة وَاحْتج بِهِ الْبَاقُونَ إِلَّا بن ماجة
بِذَلِكَ الْوُضُوءِ أَكْثَرَ مِنْ فَرِيضَةٍ وَاحِدَةٍ مُؤَدَّاةٍ أَوْ مَقْضِيَّةٍ لِظَاهِرِ قَوْلِهِ ثُمَّ تَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ وَبِهَذَا قَالَ الْجُمْهُورُ وَعِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّ الْوُضُوءَ مُتَعَلِّقٌ بِوَقْتِ الصَّلَاةِ فَلَهَا أَنْ تُصَلِّيَ بِهِ الْفَرِيضَةَ الْحَاضِرَةَ وَمَا شَاءَتْ مِنَ الْفَوَائِتِ مَا لَمْ يَخْرُجْ وَقْتُ الْحَاضِرَةِ وَعَلَى قَوْلِهِمُ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ وَتَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ أَيْ لِوَقْتِ كُلِّ صَلَاةٍ فَفِيهِ مَجَازُ الْحَذْفِ وَيَحْتَاجُ إِلَى دَلِيلٍ وَعِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ يُسْتَحَبُّ لَهَا الْوُضُوءُ لِكُلِّ صَلَاة وَلَا يجب إِلَّا بِحَدَث آخَرَ وَقَالَ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ إِنِ اغْتَسَلَتْ لِكُلِّ فَرْضٍ فَهُوَ أَحْوَطُ وَفِيهِ جَوَازًا اسْتِفْتَاءُ الْمَرْأَةِ بِنَفْسِهَا وَمُشَافَهَتِهَا لِلرَّجُلِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِأَحْوَالِ النِّسَاءِ وَجَوَازُ سَمَاعِ صَوْتِهَا لِلْحَاجَةِ وَفِيهِ غَيْرُ ذَلِكَ وَقَدِ اسْتَنْبَطَ مِنْهُ الرَّازِيُّ الْحَنَفِيُّ أَنَّ مُدَّةَ أَقَلِّ الْحَيْضِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَأَكْثَرَهُ عَشَرَةٌ لِقَوْلِهِ قَدْرَ الْأَيَّامِ الَّتِي كُنْتِ تَحِيضِينَ فِيهَا لِأَنَّ أَقَلَّ مَا يُطْلَقُ عَلَيْهِ لَفْظُ أَيَّامٌ ثَلَاثَةٌ وَأَكْثَرُهُ عَشَرَةٌ فَأَمَّا دُونَ الثَّلَاثَةِ فَإِنَّمَا يُقَالُ يَوْمَانِ وَيَوْمٌ وَأَمَّا فَوْقَ عَشَرَةٍ فَإِنَّمَا يُقَالُ أَحَدَ عَشَرَ يَوْمًا وَهَكَذَا إِلَى عِشْرِينَ وَفِي الِاسْتِدْلَال بذلك نظر قَوْلُهُ بَابُ غَسْلِ دَمِ الْمَحِيضِ هَذِهِ التَّرْجَمَةُ أَخَصُّ مِنَ التَّرْجَمَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ فِي كِتَابِ الْوُضُوءِ وَهِي غسل الدَّم قد تَقَدَّمَ الْكَلَامُ هُنَاكَ عَلَى حَدِيثِ أَسْمَاءَ هَذَا أَخْرَجَهُ هُنَاكَ مِنْ رِوَايَةِ يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنْ هِشَامٍ وَإِسْنَادُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ كَالَّتِي قَبْلَهَا مَدَنِيُّونَ سِوَى شَيْخِهِ وَفِيهِ مِنَ الْفَوَائِدِ مَا فِي الَّذِي قبله وَجَوَاز سُؤال الْمَرْأَة عَمَّا يستحيي مِنْ ذِكْرِهِ وَالْإِفْصَاحُ بِذِكْرِ مَا يُسْتَقْذَرُ لِلضَّرُورَةِ وَأَنَّ دَمَ الْحَيْضِ كَغَيْرِهِ مِنَ الدِّمَاءِ فِي وُجُوبِ غَسْلِهِ وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ فَرْكِ النَّجَاسَةِ الْيَابِسَةِ لِيَهُونَ غَسْلُهَا

[308] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا أَصْبَغُ هُوَ وَشَيْخُهُ وَشَيْخُ شَيْخِهِ الثَّلَاثَةُ مِصْرِيُّونَ وَالْبَاقُونَ وَهُمْ ثَلَاثَةٌ أَيْضًا مَدَنِيُّونَ قَوْلُهُ كَانَتْ إِحْدَانَا أَيْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُنَّ كُنَّ يَصْنَعْنَ ذَلِكَ فِي زَمَنِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِهَذَا يَلْتَحِقُ هَذَا الْحَدِيثُ بِحُكْمِ الْمَرْفُوعِ وَيُؤَيِّدُهُ حَدِيثُ أَسْمَاءَ الَّذِي قبله قَالَ بن بَطَّالٍ حَدِيثُ عَائِشَةَ يُفَسِّرُ حَدِيثَ أَسْمَاءَ وَأَنَّ الْمُرَادَ بِالنَّضْحِ فِي حَدِيثِ أَسْمَاءَ الْغَسْلُ وَأَمَّا قَوْلُ عَائِشَةَ وَتَنْضَحُ عَلَى سَائِرِهِ فَإِنَّمَا فَعَلَتْ ذَلِك دفعا للوسوسة لِأَنَّهُ قد بَان فِي سِيَاقُ حَدِيثِهَا أَنَّهَا كَانَتْ تَغْسِلُ الدَّمَ لَا بَعْضَهُ وَفِي قَوْلِهَا ثُمَّ تُصَلِّي فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى امْتِنَاعِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ النَّجِسِ قَوْلُهُ ثُمَّ تَقْتَرِصُ الدَّمَ بِالْقَافِ وَالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ بِوَزْنِ تفتعل أَي تغسله بأطراف أصابعها وَقَالَ بن الْجَوْزِيّ مَعْنَاهُ

الصفحة 410