كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

من أَي نوع كَانَ وَزعم الدَّاودِيّ أَنه اسْم علم على ذَلِك الصَّبِي وغلطوه فصل ب ب قَوْله ببانا وَاحِدًا بموحدتين الثَّانِيَة مُشَدّدَة وَبعد الْألف الأولى نون فسره بن مهْدي شَيْئا وَاحِدًا وَقَالَ أَبُو عبيد لَا أَحْسبهُ من كَلَام الْعَرَب واستند إِلَى قَول بَعضهم لم يلتق حرفان من جنس وَاحِد وَهَذَا لم يطرد فقد ثَبت لست من دَد وَقَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير هُوَ بياء أخيرة بدل الْمُوَحدَة الثَّانِيَة أَي شَيْئا وَاحِدًا ورده الْأَزْهَرِي وَقَالَ هِيَ لُغَة صَحِيحَة لَيست فَاشِية فِي كَلَام مُضر وَقد صححها صَاحب الْعين وَقَالَ يُقَال هُمْ عَلَى بَبَّانٍ وَاحِدٍ أَيْ عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَة وَقَالَ الطَّبَرِيّ المُرَاد لَوْلَا أَنْ أَتْرُكَهُمْ فُقَرَاءَ مُعْدَمِينَ لَا شَيْءَ لَهُم أَي متساوين فِي الْفقر فصل ب ت قَوْله وَبت طَلَاقي وَقَوله طَلقنِي بتة وَقَوله طَلقنِي الْبَتَّةَ وَفِي الْخمس أَو هِيَ الْبَتَّةَ هَذَا أَصْلهَا وَالْمرَاد الْقطع وَالْمرَاد بِهِ فِي الطَّلَاق قطع الْعِصْمَة وَزعم بعض الْعَجم أَن الْبَتَّةَ لم تسمع إِلَّا بِقطع الْهمزَة وَالَّذِي ثَبت فِي الحَدِيث بالوصل على الجادة فِي ألف التَّعْرِيف فانتفي مَا نَفَاهُ وَقَوله فِي قصَّة الْحُدَيْبِيَة فَإِن باتونا تقدم فِي فصل آتٍ قَوْله لم يبتئر أَي لم يدّخر فسره قَتَادَة وَيُؤَيِّدهُ قَول الشَّاعِر فَإِن لم يبتئر رؤسا قُرَيْش فَلَيْسَ لسَائِر النَّاس ابتئار يُقَال بأرت الشَّيْء إِذا ادخرته وَالِاسْم البئيرة بِوَزْن عَظِيمَة وَيجوز كسر أَوله وَسُكُون الْهمزَة قَالَ الشَّاعِر فَإنَّك إِن تبأر لنَفسك مرّة تجدها إِذا مَا غَيْبَتِك الْمَقَابِر وَفِي رِوَايَة الْأصيلِيّ بالزاي وللجرجاني بالنُّون وَالزَّاي وَغلط وَقَالَ عِيَاض يروي بِالْمِيم فِي غير الصَّحِيحَيْنِ وأثبته صَاحب الْمطَالع لبَعض الروَاة فِي مُسلم قَوْله المنتثر يَأْتِي فِي النُّون قَوْله الأبتر هُوَ الْمَقْطُوع الذَّنب من الْحَيَّات وَفِي غَيرهَا الْقصير الذَّنب وَعبر بِهِ عَمَّن لَا نسل لَهُ أَو من لَا ذكر لَهُ بالثناء عَلَيْهِ قَوْله البتع هُوَ نَبِيذ الْعَسَل كَانَ أهل الْيمن يشربونه قَوْله بتكه أَي قطعه قَوْله التبتل هُوَ ترك النِّكَاح والبتول المنقطعة عَن الزَّوْج وَقَوله تبتل أَي أخْلص قَالَه مُجَاهِد فصل ب ث قَوْله لَا أبث خَبره أَي لَا أظهره أَو لَا أنشره قَوْله وَبث فِيهَا من كل دَابَّة أَي نشر فِيهَا وَقَوله إِنَّمَا أَشْكُو بثي وحزني إِلَيّ الله وَقَوله حضرني بثي أَي شَدِيد حزني وَقَوْلها وَلَا يولج الْكَفّ ليعلم البث قيل هُوَ ذمّ أَي لَا يتفقد أمورها وَقيل مدح أَي لَا يستكشف عيبها قَوْله وعصر بن عمر بثرة بِفَتْح الْمُثَلَّثَة وسكونها هِيَ خراج صَغِير قَوْله فانبثق المَاء أَي انفجر قَوْله فبثقه يُقَال بثق النَّهر إِذا كَسره ليصرفه عَن طَرِيقه وَفِي رِوَايَة فشقه بالشين الْمُعْجَمَة وَقَوله بشق الْمُسَافِر يَأْتِي فِي ب ش فصل ب ج قَوْله بجحنى بتَشْديد الْجِيم وَحكى تخفيفها قَوْله فبجحت بِفَتْح الْجِيم وبكسرها وَضعف الْجَوْهَرِي الْفَتْح أَي فرحني فَفَرِحت وَقيل عظمني قَوْله عُجَره وبجره البجر بِضَم أَوله وَفتح الْجِيم الهموم وَقيل المعايب وَأَصلهَا الْعُرُوق المنعقدة فِي الْجَسَد والأبجر الْعَظِيم الْبَطن والعجر يَأْتِي فِي الْعين قَوْله انبجست أَي انفجرت وَقَول أبي هُرَيْرَة فانبجست مِنْهُ كَذَا لِابْنِ السكن وَأبي ذَر إِلَّا عَن المستملى وَله عَنهُ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة
على مالوف المُصَنّف ويعضده إِيرَاده لحَدِيث بن عَبَّاسٍ بِلَفْظِ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَالْعَشِيرُ الزَّوْجُ قِيلَ لَهُ عَشِيرٌ بِمَعْنَى مُعَاشِرٍ مِثْلُ أَكِيلٍ بِمَعْنَى مؤاكل وَحَدِيث بن عَبَّاسٍ الْمَذْكُورُ طَرَفٌ مِنْ حَدِيثٍ طَوِيلٍ أَوْرَدَهُ الْمُصَنِّفُ فِي بَابِ صَلَاةِ الْكُسُوفِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ تَامًّا وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهِ ثَمَّ وَنُنَبِّهُ هُنَا عَلَى فَائِدَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا أَنَّ الْبُخَارِيَّ يَذْهَبُ إِلَى جَوَازِ تَقْطِيعِ الْحَدِيثِ إِذَا كَانَ مَا يَفْصِلُهُ مِنْهُ لايتعلق بِمَا قَبْلَهُ وَلَا بِمَا بَعْدَهُ تَعَلُّقًا يُفْضِي إِلَى فَسَادِ الْمَعْنَى فَصَنِيعُهُ كَذَلِكَ يُوهِمُ مَنْ لَا يَحْفَظُ الْحَدِيثَ أَنَّ الْمُخْتَصَرَ غَيْرُ التَّامِّ لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ ابْتِدَاءُ الْمُخْتَصَرِ مِنْ أَثْنَاءِ التَّامِّ كَمَا وَقَعَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَإِنَّ أَوَّلَهُ هُنَا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيتُ النَّارَ إِلَى آخِرِ مَا ذُكِرَ مِنْهُ وَأول التَّام عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ قِصَّةَ صَلَاةِ الْخُسُوفِ ثُمَّ خُطْبَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهَا الْقَدْرُ الْمَذْكُورُ هُنَا فَمَنْ أَرَادَ عَدَّ الْأَحَادِيثِ الَّتِي اشْتَمَلَ عَلَيْهَا الْكِتَابُ يَظُنُّ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ حَدِيثَانِ أَوْ أَكْثَرُ لِاخْتِلَافِ الِابْتِدَاءِ وَقَدْ وَقَعَ فِي ذَلِكَ مَنْ حَكَى أَنَّ عِدَّتَهُ بِغَيْرِ تَكْرَارٍ أَرْبَعَةُ آلَافٍ أَوْ نَحْوُهَا كَابْنِ الصَّلَاحِ وَالشَّيْخِ مُحْيِي الدِّينِ وَمَنْ بَعْدَهُمَا وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ بَلْ عِدَّتُهُ عَلَى التَّحْرِيرِ أَلْفَا حَدِيثٍ وَخَمْسُمِائَةِ حَدِيثٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ حَدِيثًا كَمَا بَيَّنْتُ ذَلِكَ مُفَصَّلًا فِي الْمُقَدِّمَةِ الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ تَقَرَّرَ أَنَّ الْبُخَارِيَّ لَا يُعِيدُ الْحَدِيثَ إِلَّا لِفَائِدَةٍ لَكِنْ تَارَةً تَكُونُ فِي الْمَتْنِ وَتَارَةً فِي الْإِسْنَادِ وَتَارَةً فِيهِمَا وَحَيْثُ تَكُونُ فِي الْمَتْنِ خَاصَّةً لَا يُعِيدُهُ بِصُورَتِهِ بَلْ يَتَصَرَّفُ فِيهِ فَإِنْ كَثُرَتْ طُرُقُهُ أَوْرَدَ لِكُلِّ بَابٍ طَرِيقًا وَإِنْ قَلَّتِ اخْتَصَرَ الْمَتْنَ أَوِ الْإِسْنَادَ وَقَدْ صَنَعَ ذَلِكَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَإِنَّهُ أَوْرَدَهُ هُنَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ وَهُوَ الْقَعْنَبِيُّ مُخْتَصَرًا مُقْتَصَرًا عَلَى مَقْصُودِ التَّرْجَمَةِ كَمَا تَقَدَّمَتِ الْإِشَارَةُ إِلَيْهِ مِنْ أَنَّ الْكُفْرَ يُطْلَقُ عَلَى بَعْضِ الْمَعَاصِي ثُمَّ أَوْرَدَهُ فِي الصَّلَاةِ فِي بَابِ مَنْ صَلَّى وَقُدَّامَهُ نَارٌ بِهَذَا الْإِسْنَادِ بِعَيْنِهِ لَكِنَّهُ لَمَّا لَمْ يُغَايِرِ اقْتَصَرَ عَلَى مَقْصُودِ التَّرْجَمَةِ مِنْهُ فَقَطْ ثُمَّ أَوْرَدَهُ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ فَسَاقَهُ تَامًّا ثُمَّ أَوْرَدَهُ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ فِي ذِكْرِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ عَنْ شَيْخٍ غَيْرِ الْقَعْنَبِيِّ مُقْتَصَرًا عَلَى مَوْضِعِ الْحَاجَةِ ثُمَّ أَوْرَدَهُ فِي عِشْرَةِ النِّسَاءِ عَنْ شَيْخٍ غَيْرِهِمَا عَنْ مَالِكٍ أَيْضًا وَعَلَى هَذِهِ الطَّرِيقَةِ يُحْمَلُ جَمِيعُ تَصَرُّفِهِ فَلَا يُوجَدُ فِي كِتَابِهِ حَدِيثٌ عَلَى صُورَةٍ وَاحِدَةٍ فِي مَوْضِعَيْنِ فَصَاعِدًا إِلَّا نَادِرًا وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى مَا تَضَمَّنَهُ حَدِيثُ الْبَابِ مِنَ الْفَوَائِدِ حَيْثُ ذكره تَاما إِن شَاءَ الله تَعَالَى

الصفحة 84