كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

لَا جرم لَا محَالة وَيُقَال أجرم وجرم بِمَعْنى وَقيل أصل جرم كسب وَمِنْه اجترم أَي اكْتسب قَوْله الجرية أَي جرى المَاء إِلَى أَسْفَل قَوْله يجْرِي عَلَيْهِ أَي الرزق قَوْله مجْراهَا أَي مدفعها وَهُوَ مصدر أجريت قَوْله فأرسلوا جَريا أَو جريين الجري بِفَتْح أَوله وَكسر الرَّاء وَتَشْديد الْيَاء الرَّسُول لِأَنَّهُ يجْرِي فِي الْحَوَائِج وَمِنْه قَوْله لَا يستجرينكم الشَّيْطَان فصل ج ز قَوْله جَزِيرَة الْعَرَب قَالَ الْمُغيرَة مَكَّة وَالْمَدينَة واليمامة واليمن وروى مثله عَن مَالك قَوْله فِي جزارتها بِكَسْر الْجِيم أَي على عمل الجزار قَوْله الْجَزُور بِفَتْح أَوله هُوَ مَا يجزر من الْإِبِل أَي يذبح وَالْجمع جزائر وجزر قَوْله الْجزع بِالتَّحْرِيكِ القَوْل السيء وَقيل الْفَزع قَوْله يجزعه أَي يطْرَح عَنهُ الْجزع قَوْله من جزع أظفار بِإِسْكَان الزَّاي خرز مَعْرُوف قَوْله فتجزعوها أَي تقسموها قَوْله جزَافا مثلث الْجِيم أَي بِغَيْر كيل وَلَا وزن قَوْله الجزل أَي الْقوي قَوْله أيجزي إحدانا أَي أيكفي وَقَوله مَا أَجْزَأَ فلَان أَي مَا أُغني وأجزاني بِالْهَمْز كفاني وَقَوله وَيجْزِي من ذَلِك رَكْعَتَانِ أَي يَنُوب وَيَقْضِي وَقَوله أجزي بِهِ أَي أثيب فصل ج س قَوْله جسدا قَالَ مُجَاهِد شَيْطَانا وَقَالَ غَيره ولدا صَغِيرا شقّ إِنْسَان قيل هُوَ الَّذِي وَلدته إِحْدَى جواريه حَيْثُ أقسم أَن يطأهن فيحملن فيلدن وَلم يقل إِن شَاءَ الله قَوْله ثمَّ يُؤْتى بالجسر أَي الصِّرَاط وَهُوَ كالقنطرة بَين الْجنَّة وَالنَّار يمر عَلَيْهَا الْمُؤْمِنُونَ قَوْله وَلَا تجسسوا أَي لَا تسألوا عَن السِّرّ وَقيل التَّجَسُّس التبحث فصل ج ش قَوْله جشته أَي طحنته قَوْله جشاء بِضَم أَوله وَالْمدّ يَعْنِي أَن فضل طعامهم يخرج فِيهِ قَوْله لتجشمت لقاءه أَي تكلفت فصل ج ع قَوْله جعبة بِفَتْح أَوله من نبل هِيَ الكنانة الَّتِي يوضع فِيهَا السِّهَام قَوْله جَعدًا الْجَعْد فِي الشّعْر المتجعد وَفِي الرِّجَال وَالْحَيَوَان الشَّديد الْخلق قَوْله الْجِعِرَّانَة هُوَ مَوضِع مَعْرُوف بَين مَكَّة والطائف بِكَسْر أَوله وبكسر الْعين وَتَشْديد الرَّاء وَيُقَال بإسكانها وَتَخْفِيف الرَّاء قَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ أهل الْمَدِينَة يخففونها وَأهل الْعرَاق يشددونها وَخطأ الْخطابِيّ التَّشْدِيد قَوْله يكون انجعافها أَي انقلاعها قَوْله الجعائل جمع جعيلة وَهُوَ مَا يَجعله الْقَاعِد لمن يخرج عَنهُ مُجَاهدًا والجعل مَا يَجْعَل على عمل معِين فصل ج ف قَوْله فَيذْهب جُفَاءً يُقَالُ أَجْفَأَتِ الْقِدْرَ إِذَا غَلَتْ فَعَلَاهَا الزّبد قَوْله الْجفَاء بِفَتْح أَوله أَي التباعد وَعدم الرقة وَالرَّحْمَة قَوْله يجافى جنبه أَي يجفو فرَاشه من الْجفَاء وَهُوَ الْبعد قَوْله الجفرة بِالْفَتْح هِيَ من ولد الضَّأْن مَا مُضِيّ لَهُ أَرْبَعَة أشهر قَوْله جف طلعة أَي غشاؤها قَوْله جفن السَّيْف أَي غمده وَقَوله كجفنة الركب أَي أعظم قَصْعَة مَعَهم فصل ج ل قَوْله تلقى الجلب أَي مَا يجلب من الْبَوَادِي إِلَيّ الْقرى قَوْله جلبان السِّلَاح بِضَم اللَّام وَتَشْديد الْمُوَحدَة وبتسكين اللَّام وَالتَّخْفِيف وَذكر فِي الصُّلْح جلبة بِضَمَّتَيْنِ هُوَ جمع جلبة وَهِي الغمد والغلاف
ذَلِكَ كَانَ عِنْدَ بَابِ الْبَيْتِ قَوْلُهُ أَنْكَرُوا ذَلِكَ يَعْنِي الْيَهُودُ فَنَزَلَتْ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاس الْآيَةَ وَقَدْ صَرَّحَ الْمُصَنِّفُ بِذَلِكَ فِي رِوَايَتِهِ مِنْ طَرِيقِ إِسْرَائِيلَ قَوْلُهُ قَالَ زُهَيْرٍ يَعْنِي بن مُعَاوِيَةَ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ بِحَذْفِ أَدَاةِ الْعَطْفِ كَعَادَتِهِ وَوَهَمَ مَنْ قَالَ إِنَّهُ مُعَلَّقٌ وَقَدْ سَاقَهُ الْمُصَنِّفُ فِي التَّفْسِيرِ مَعَ جُمْلَةِ الْحَدِيثِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ عَنْ زُهَيْرٍ سِيَاقًا وَاحِدًا قَوْلُهُ أَنَّهُ مَاتَ عَلَى الْقِبْلَةِ أَيْ قِبْلَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ رِجَالٌ وَقُتِلُوا ذِكْرُ الْقَتْلِ لَمْ أَرَهُ إِلَّا فِي رِوَايَةِ زُهَيْرٍ وَبَاقِي الرِّوَايَاتِ إِنَّمَا فِيهَا ذِكْرُ الْمَوْتِ فَقَطْ وَكَذَلِكَ روى أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وبن حبَان وَالْحَاكِم صَحِيحا عَن بن عَبَّاسٍ وَالَّذِينَ مَاتُوا بَعْدَ فَرْضِ الصَّلَاةِ وَقَبْلَ تَحْوِيلِ الْقِبْلَةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَشَرَةُ أَنْفُسٍ فَبِمَكَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِهَابٍ وَالْمُطَّلِبُ بْنُ أَزْهَرَ الزُّهْرِيَّانِ وَالسَّكْرَانُ بْنُ عَمْرٍو الْعَامِرِيُّ وبارض الْحَبَشَة مِنْهُم حطاب بِالْمُهْمَلَةِ بن الْحَارِثِ الْجُمَحِيُّ وَعَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الْأَسَدِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ السَّهْمِيُّ وَعُرْوَةُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى وَعَدِيُّ بْنُ نَضْلَةَ الْعَدَوِيَّانِ وَمِنَ الْأَنْصَارِ بِالْمَدِينَةِ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ بِمُهْمَلَاتٍ وَأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ فَهَؤُلَاءِ الْعَشَرَةُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمْ وَمَاتَ فِي الْمُدَّةِ أَيْضًا إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ الْأَشْهَلِيُّ لَكِنَّهُ مُخْتَلَفٌ فِي إِسْلَامِهِ وَلَمْ أَجِدْ فِي شَيْءٍ مِنَ الْأَخْبَارِ أَنَّ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قُتِلَ قَبْلَ تَحْوِيلِ الْقِبْلَةِ لَكِنْ لَا يَلْزَمُ مِنْ عَدَمِ الذِّكْرِ عَدَمُ الْوُقُوعِ فَإِنْ كَانَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ مَحْفُوظَةً فَتُحْمَلُ عَلَى أَنَّ بَعْضَ الْمُسْلِمِينَ مِمَّنْ لَمْ يَشْتَهِرْ قُتِلَ فِي تِلْكَ الْمُدَّةِ فِي غَيْرِ الْجِهَادِ وَلَمْ يُضْبَطِ اسْمُهُ لِقِلَّةِ الِاعْتِنَاءِ بِالتَّارِيخِ إِذْ ذَاكَ ثُمَّ وَجَدْتُ فِي الْمَغَازِي ذِكْرَ رَجُلٍ اخْتُلِفَ فِي إِسْلَامِهِ وَهُوَ سُوَيْد بن الصَّامِت فقد ذكر بن إِسْحَاقَ أَنَّهُ لَقِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ تَلْقَاهُ الْأَنْصَارُ فِي الْعَقَبَةِ فَعَرَضَ عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ فَقَالَ إِنَّ هَذَا الْقَوْلَ حَسَنٌ وَانْصَرَفَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقُتِلَ بِهَا فِي وَقْعَةِ بُعَاثٍ بِضَمِّ الْمُوَحَّدَةِ وَإِهْمَالِ الْعَيْنِ وَآخِرُهُ مُثَلَّثَةٌ وَكَانَتْ قَبْلَ الْهِجْرَةِ قَالَ فَكَانَ قَوْمُهُ يَقُولُونَ لَقَدْ قُتِلَ وَهُوَ مُسْلِمٌ فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هُوَ الْمُرَادَ وَذَكَرَ لِي بَعْضُ الْفُضَلَاءِ أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يُرَادَ مَنْ قُتِلَ بِمَكَّةَ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ كَأَبَوَيْ عَمَّارٍ قُلْتُ يَحْتَاجُ إِلَى ثُبُوتِ أَنَّ قَتْلَهُمَا بَعْدَ الْإِسْرَاءِ تَنْبِيهٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْفَوَائِدِ الرَّدُّ عَلَى الْمُرْجِئَةِ فِي إِنْكَارِهِمْ تَسْمِيَةَ أَعْمَالِ الدِّينِ إِيمَانًا وَفِيهِ أَنَّ تَمَنِّيَ تَغْيِيرِ بَعْضِ الْأَحْكَامِ جَائِزٌ إِذَا ظَهَرَتِ الْمَصْلَحَةُ فِي ذَلِكَ وَفِيهِ بَيَانُ شَرَفِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَرَامَتِهِ عَلَى رَبِّهِ لِإِعْطَائِهِ لَهُ مَا أَحَبَّ مِنْ غَيْرِ تَصْرِيحٍ بِالسُّؤَالِ وَفِيهِ بَيَانُ مَا كَانَ فِي الصَّحَابَةِ مِنَ الْحِرْصِ عَلَى دِينِهِمْ وَالشَّفَقَةِ عَلَى إِخْوَانِهِمْ وَقَدْ وَقَعَ لَهُمْ نَظِيرُ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ لَمَّا نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ كَمَا صَحَّ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ أَيْضًا فَنَزَلَ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طعموا إِلَى قَوْله وَالله يحب الْمُحْسِنِينَ وَقَوْلُهُ تَعَالَى إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا وَلِمُلَاحَظَةِ هَذَا الْمَعْنَى عَقَّبَ الْمُصَنِّفُ هَذَا الْبَابَ بِقَوْلِهِ بَابُ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ فَذَكَرَ الدَّلِيلَ عَلَى أَنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا فَعَلَ الْحَسَنَةَ أُثِيبَ عَلَيْهَا قَوْلُهُ

[41] قَالَ مَالِكٌ هَكَذَا ذَكَرَهُ مُعَلَّقًا وَلَمْ يُوصِلْهُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ وَقَدْ وَصَلَهُ أَبُو ذَرٍّ الْهَرَوِيُّ فِي رِوَايَتِهِ لِلصَّحِيحِ فَقَالَ عَقِبَهُ أَخْبَرَنَاهُ النَّضْرَوِيُّ هُوَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ

الصفحة 98