كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 1)

قَوْله جلبابها قَالَ النَّضر الجلباب ثوب أقصر من الْخمار وَأعْرض مِنْهُ وَهُوَ المقنعة قَوْله فَهُوَ يتجلجل أَي يغوص وروى بخاءين معجمتين وَالْأول أشهر قَوْله فاطلعت فِي الجلجل لم يفسره صَاحب الْمَشَارِق والمطالع وَلَا صَاحب النِّهَايَة وَأَظنهُ الجلجل الْمَعْرُوف وَهُوَ الجرس الصَّغِير الَّذِي يعلق فِي عنق الدَّابَّة قَوْله باجليح بِوَزْن عَظِيم لم يذكروه أَيْضا وَيحْتَمل أَن يكون فعيلا من الجلح أَو هُوَ علم على الْمُخَاطب بذلك أَو من التجليح وَهُوَ التصميم على الْأَمر قَوْله جليدا وَقَوله جلدا هُوَ من الجلادة وَهِي الْقُوَّة قَوْله من جلدتنا أَي من جنسنا وَقَوله جلده أَي ضربه بالجلدة قَوْله إِنَّك لجلف أَي غليظ أَحمَق قَوْله أذخر وجليل الْجَلِيل بِالْجِيم الثمام بِضَم الْمُثَلَّثَة نبت مَعْرُوف قَوْله جلالها بِالْكَسْرِ هِيَ الثِّيَاب الَّتِي تلبسها الْبدن قَوْله أجليكم مِنْهَا الْجلاء بِالْفَتْح الْإِخْرَاج من أَرض إِلَى أَرض وَفِي النعوت الحسني ذُو الْجلَال أَي العظمة قَوْله فِي ذكر الْحَوْض فيجلون أَي يبعدون ويرون بِفَتْحِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ بَعْدَهَا هَمْزَةٌ أَي يطردون عَن المَاء فصل ج م قَوْله يجمحون أَي يسرعون وَمِنْه فجمح مُوسَى فِي أَثَره أَي أسْرع قَوْله الجمد بِفَتْح الْمِيم وسكونها المَاء الجامد وَقَوله جامدة أَي قَائِمَة وَقَوله جُمَادَى أَي أحد الشَّهْرَيْنِ سمي بذلك لِأَنَّهُ اتّفق وُقُوعه فِي قُوَّة الشتَاء قَوْله استجمر أَي تمسح بالأحجار والجمار بِالْكَسْرِ الْحِجَارَة الصغار وَقَوله رمى الْجَمْرَة هِيَ الْمَوَاضِع الَّتِي يَرْمِي فِيهَا حَصَيَات الْجمار فِي مني وأكبرها جَمْرَة الْعقبَة قَوْله جمز بالزاي أَي وثب وَعدا وأسرع قَوْله من جمع بِإِسْكَان الْمِيم هُوَ مَكَان مَعْرُوف بِالْمُزْدَلِفَةِ وَهُوَ اسْم الْمشعر الْحَرَام وَقيل هُوَ الْمزْدَلِفَة نَفسهَا وَقَوله تَمُوت بِجمع بِفَتْح أَوله وبضمه أَيْضا وَالْمِيم سَاكِنة أَيْضا أَي تَمُوت فِي نفَاسهَا قَوْله من تمر الْجمع هُوَ كل مَا لَا يعرف لَهُ اسْم قَوْله فأجمعت صدقه أَي عزمت عَلَيْهِ قَوْله الصَّلَاة جَامِعَة أَي فِي جمَاعَة أَو ذَات جمَاعَة قَوْله مستجمعا ضَاحِكا أَي مُقبلا على ذَلِك قَوْله جَوَامِع الْكَلم قَالَ البُخَارِيّ بَلغنِي أَن الله يجمع لَهُ الْأُمُور الْكَثِيرَة الَّتِي كَانَت لمن قبله فِي أَمر وَاحِد أَو أَمريْن وَقَالَ غَيره المُرَاد الموجز من القَوْل مَعَ كَثْرَة الْمعَانِي وَجزم فِي النِّهَايَة بِأَن المُرَاد الْقُرْآن قَوْله جمالات صفر قَالَ هِيَ حبال السفن قَوْله جملوه فباعوه أَي أذابوه قَوْله حبا جما أَي كثيرا قَوْله فقد جموا بِالْفَتْح وَتَشْديد الْمِيم أَي استراحوا وَمِنْه قَوْله مجمة للْمَرِيض بِكَسْر الْجِيم وَفتحهَا إِن فتحت الْمِيم فَإِن ضممتها كسرت الْجِيم أَي مربحة قَوْله جمته بِالضَّمِّ أَي شعره الْكثير وَهُوَ أَكثر من الوفرة قَوْله فوفى شعري جميمة بِالتَّصْغِيرِ أَي بَقِي يَسِيرا قَوْله مثل الجمان بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيف وَهُوَ شذور تصنع من الْفضة أَمْثَال اللُّؤْلُؤ فصل ج ن قَوْله يجنأ عَلَيْهَا بِالْهَمْزَةِ قَيده الْأصيلِيّ وَلغيره بِالْحَاء الْمُهْملَة وَصحح أَبُو عبيد يجنأ بِفَتْح أَوله بِالْجِيم قَوْله جنب وَقَوله أجنبت من الْجَنَابَة وَأَصلهَا الْبعد وَاسْتعْمل فِي إِنْزَال الْمَنِيّ وَنَحْوه لِأَن صَاحبه يبعد عَن الْمَسْجِد وَعَن الصَّلَاة قَوْله فبصرت بِهِ عَن جنب أَي عَن بعد وَقَوله الْجَار الْجنب هُوَ الْغَرِيب قَوْله تمر جنيب أَي لَيْسَ بمختلط وَقَالَ مَالك هُوَ الكبيس وَقيل الطّيب وَقيل الْقوي قَوْله جنبات أم سليم أَي نَوَاحِيهَا وَمِنْه على جنبتي الصِّرَاط بِالتَّحْرِيكِ أَي ناحيتيه قَوْله جنابذ اللُّؤْلُؤ وَاحِدهَا جنبذة وَفسّر بالقباب وَسَيَأْتِي فِي حبائل قَوْله جنح اللَّيْل بِضَم أَوله وبكسره هُوَ أول اللَّيْل وَقيل قِطْعَة من نصفه
بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مَالِكٍ بِهِ وَكَذَا وَصَلَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ رِوَايَةِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ فَذَكَرَهُ أَتَمَّ مِمَّا هُنَا كَمَا سَيَأْتِي وَكَذَا وَصَلَهُ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ وَالْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ الْفَرَوِيِّ وَالْإِسْمَاعِيلِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ كُلُّهُمْ عَنْ مَالِكٍ وَأَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ طرق أُخْرَى عَنْ مَالِكٍ وَذَكَرَ أَنَّ مَعْنَ بْنَ عِيسَى رَوَاهُ عَنْ مَالِكٍ فَقَالَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بَدَلَ أَبِي سَعِيدٍ وَرِوَايَتُهُ شَاذَّةٌ وَرَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَن عَطاء مُرْسلا ورويناه فِي الخلعيات وَقَدْ حَفِظَ مَالِكٌ الْوَصْلَ فِيهِ وَهُوَ أَتْقَنُ لِحَدِيثِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ غَيْرِهِ وَقَالَ الْخَطِيبُ هُوَ حَدِيثٌ ثَابِتٌ وَذَكَرَ الْبَزَّارُ أَنَّ مَالِكًا تَفَرَّدَ بِوَصْلِهِ قَوْلُهُ إِذَا أَسْلَمَ الْعَبْدُ هَذَا الْحُكْمُ يَشْتَرِكُ فِيهِ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ وَذَكَرَهُ بِلَفْظِ الْمُذَكَّرِ تَغْلِيبًا قَوْلُهُ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ أَيْ صَارَ إِسْلَامُهُ حَسَنًا بِاعْتِقَادِهِ وَإِخْلَاصِهِ وَدُخُولِهِ فِيهِ بِالْبَاطِنِ وَالظَّاهِرِ وَأَنْ يَسْتَحْضِرَ عِنْدَ عَمَلِهِ قُرْبَ رَبِّهِ مِنْهُ وَاطِّلَاعَهُ عَلَيْهِ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ تَفْسِيرُ الْإِحْسَانِ فِي حَدِيثِ سُؤَالِ جِبْرِيلَ كَمَا سَيَأْتِي قَوْلُهُ يُكَفِّرُ اللَّهُ هُوَ بِضَمِّ الرَّاءِ لِأَنَّ إِذَا وَإِنْ كَانَتْ مِنْ أَدَوَاتِ الشَّرْطِ لَكِنَّهَا لَا تَجْزِمُ وَاسْتَعْمَلَ الْجَوَابَ مُضَارِعًا وَإِنْ كَانَ الشَّرْطُ بِلَفْظِ الْمَاضِي لَكِنَّهُ بِمَعْنَى الْمُسْتَقْبَلِ وَفِي رِوَايَةِ الْبَزَّارِ كَفَّرَ اللَّهُ فَوَاخَى بَيْنَهُمَا قَوْلُهُ كَانَ أَزْلَفَهَا كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَلِغَيْرِهِ زَلَفَهَا وَهِيَ بِتَخْفِيفِ اللَّامِ كَمَا ضَبَطَهُ صَاحِبُ الْمَشَارِقِ وَقَالَ النَّوَوِيُّ بِالتَّشْدِيدِ وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ طَرِيقِ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ بِلَفْظِ مَا مِنْ عَبْدٍ يُسْلِمُ فَيَحْسُنُ إِسْلَامُهُ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ حَسَنَةٍ زَلَفَهَا وَمَحَا عَنْهُ كُلَّ خَطِيئَةٍ زَلَفَهَا بِالتَّخْفِيفِ فِيهِمَا وَلِلنَّسَائِيِّ نَحْوُهُ لَكِنْ قَالَ أَزْلَفَهَا وَزَلَّفَ بِالتَّشْدِيدِ وَأَزْلَفَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَيْ أَسْلَفَ وَقَدَّمَ قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ وَقَالَ فِي الْمُحْكَمِ أَزْلَفَ الشَّيْءَ قَرَّبَهُ وَزَلَفَهُ مُخَفَّفًا وَمُثَقَّلًا قَدَّمَهُ وَفِي الْجَامِعِ الزُّلْفَةُ تَكُونُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَقَالَ فِي الْمَشَارِقِ زَلَفَ بِالتَّخْفِيفِ أَيْ جَمَعَ وَكَسَبَ وَهَذَا يَشْمَلُ الْأَمْرَيْنِ وَأَمَّا الْقُرْبَةُ فَلَا تَكُونُ إِلَّا فِي الْخَيْرِ فَعَلَى هَذَا تَتَرَجَّحُ رِوَايَةُ غَيْرِ أَبِي ذَرٍّ لَكِنْ مَنْقُولُ الْخَطَّابِيِّ يُسَاعِدُهَا وَقَدْ ثَبَتَ فِي جَمِيعِ الرِّوَايَاتِ مَا سَقَطَ مِنْ رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ وَهُوَ كِتَابَةُ الْحَسَنَاتِ الْمُتَقَدِّمَةِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ وَقَوْلُهُ كَتَبَ الله أَي أَمر أَن يكْتب وَالدَّارَقُطْنِيّ مِنْ طَرِيقِ زَيْدِ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ مَالِكٍ بِلَفْظِ يَقُولُ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ اكْتُبُوا فَقِيلَ إِنَّ الْمُصَنِّفَ أَسْقَطَ مَا رَوَاهُ غَيْرُهُ عَمْدًا لِأَنَّهُ مُشْكِلٌ عَلَى الْقَوَاعِدِ وَقَالَ الْمَازِرِيُّ الْكَافِرُ لَا يَصِحُّ مِنْهُ التَّقَرُّبُ فَلَا يُثَابُ عَلَى الْعَمَلِ الصَّالِحِ الصَّادِرِ مِنْهُ فِي شِرْكِهِ لِأَنَّ مِنْ شَرْطِ الْمُتَقَرِّبِ أَنْ يَكُونَ عَارِفًا لِمَنْ يَتَقَرَّبُ إِلَيْهِ وَالْكَافِرُ لَيْسَ كَذَلِكَ وَتَابَعَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ عَلَى تَقْرِيرِ هَذَا الْإِشْكَالِ وَاسْتَضْعَفَ ذَلِكَ النَّوَوِيُّ فَقَالَ الصَّوَابُ الَّذِي عَلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ بَلْ نَقَلَ بَعْضُهُمْ فِيهِ الْإِجْمَاعَ أَنَّ الْكَافِرَ إِذَا فَعَلَ أَفْعَالًا جَمِيلَةً كَالصَّدَقَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ ثُمَّ أَسْلَمَ وَمَاتَ عَلَى الْإِسْلَامِ أَنَّ ثَوَابَ ذَلِكَ يُكْتَبُ لَهُ وَأَمَّا دَعْوَى أَنَّهُ مُخَالِفٌ لِلْقَوَاعِدِ فَغَيْرُ مُسَلَّمٍ لِأَنَّهُ قَدْ يُعْتَدُّ بِبَعْضِ أَفْعَالِ الْكَافِرِ فِي الدُّنْيَا ككفارة الظِّهَار فَإِنَّهُ لايلزمه إِعَادَتُهَا إِذَا أَسْلَمَ وَتُجْزِئُهُ انْتَهَى وَالْحَقُّ أَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ كِتَابَةِ الثَّوَابِ لِلْمُسْلِمِ فِي حَالِ إِسْلَامِهِ تَفَضُّلًا مِنَ اللَّهِ وَإِحْسَانًا أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ لِكَوْنِ عَمَلِهِ الصَّادِرِ مِنْهُ فِي الْكُفْرِ مَقْبُولًا وَالْحَدِيثُ إِنَّمَا تَضَمَّنَ كِتَابَةَ الثَّوَابِ وَلَمْ يَتَعَرَّضْ لِلْقَبُولِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْقَبُولُ يَصِيرُ مُعَلَّقًا عَلَى إِسْلَامِهِ فَيُقْبَلُ وَيُثَابُ إِنْ أَسْلَمَ وَإِلَّا فَلَا وَهَذَا قَوِيٌّ وَقَدْ جَزَمَ بِمَا جزم بِهِ النَّوَوِيّ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وبن بطال وَغَيرهمَا من

الصفحة 99