كتاب تفسير ابن فورك (اسم الجزء: 1)

موقع المصدر، كما يقع المصدر موقع الصفة، في: رجل عدل.
وأيضاً فإن كل واحد منهم عدو
الضمير في قوله: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي}
يعود إلى ما تقدم ذكره من عبادة الأصنام.
وجاء على تغليب ما يعقل، وإنما الأصنام كالعدو في
الضرر به من جهة عبادتها، ولذلك قيل: {إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ}
؛ لأنه استثناء من جميع المعبودين
وجه الدليل في: {الَّذِي خَلَقَنِي}
أنه أمر يجل عن أن يكون إلا ممن خلق الإنسان؛ كأنه قيل من يهديك؟
ومن يسد خلتك؟ ومن يطعمك ويسقيك؟ ومن إذا مرضت فهو يشفيك؟ فقال: دالاً بالمعلوم على المجهول.
ومعنى {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي} أي: يرزقني، ويوصل إلى ما فيه صلاحي.
وعافية يومي، وحفظ صحتي.
الحكم: بيان عن الشيء على ما تدعوا إليه الحكمة
معنى {وألحقني بالصالحين} أي: ألطف بي بلطف كالذي
يؤدي إلى الاجتماع؛ مع النبيين في التواب، وصلاح العبد.
والاستقامة على أمر ما أمر الله به، ودعا إليه
وقيل {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}
ثناء حسناً فاليهود تقر بنبوته، وكذلك النصارى، وأكثر الأمم.

الصفحة 239