كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 10 """"""
منكوراً . فإذا دخلت عليه الألف واللام ، التزموا فيه الحذف ، فقالوا " الناس " ولا يكادون يقولون " الأُناس " إلا في الشعر . كقوله :
إنَّ المنايا يطَّلْعن على الأُناس الآمنينا
وحجة هذا المذهب وقوع الأُنس على الناس . فاشتقاقه من الأُنس نقيض الوحشة : لأن بعضهم يأنس إلى بعض . وبه أخذ بعض الشعراء في قوله :
وما سُمَّي الإنسان إلا لأُنْسِه . . . ولا القلب إلا أنه يتقلَّبُ
قال : وذهب الكسائيّ إلى أن " الناس " لغة مفردة ، وهو اسم تام وألفه منقلبة عن واو ، واستدلَّ بقول العرب في تحقيره نويْس .
قال : ولو كان منقوصاً من أناس لردّه التحقير إلى أصله ، فقيل " أُنيْس " .
وقال بعض من وافق الكسائيّ في هذا القول : إنه مأخوذ من النَّوس ، مصدر ناس ينوس إذا تحرّك . ومنه قيل لملك من ملوك حمير ذو نُواس : لضفيرتين كانتا تنوسان على عاتقه .
قال الفرّاء : والمذهب الأوّل أشبه ، وهو مذهب المشيخة .
وقال أبو عليّ الفارسيّ : أصل الناس الأناس . فحذفت الهمزة التي هي فاء ويدلك على ذلك الإنْسُ والأناسيّ . فأما قولهم في تحقيره نُويس فإن الألف لما

الصفحة 10