كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 2)
"""""" صفحة رقم 14 """"""
فصل
إلى أن يتناهى : قال الله تبارك وتعالى : " يا أيُّها النَّاس إنْ كُنْتمْ في ريْبٍ من البعْث فإنَّا خلقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفةٍ ثُمَّ مِنْ علقةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغةٍ مُخَلَّقةٍ وغيْر مُخَلَّقةٍ لنُبييِّن لكُمْ ونُقرُّ في الأرْحامِ ما نشاءُ إلى أجلٍ مُسَمَّى ثُمَّ نُخْرجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لتبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ومِنْكُمْ مَنْ يُتوفَّى ومِنْكم مَنْ يُرَدُّ إلى أرْذل العُمُر لكيْ لا يعْلم مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيئاً " .
وقال تعالى : " ولقدْ خلقْنا الإنْسانَ مِنْ سُلالةٍ مِن طينٍ ثُمَّ جَعلْناهُ نُطْفةً في قرارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خلقْنا النُّطْفة علقةً فخلقْنا الْعلقة مُضْغةً فخلقْنا الْمُضغة عظاماً فكسوْنا العظام لحمْاً ثُمَّ أنْشأْناهُ خلْقاً آخر فتبارك الله أحْسنُ الْخالقين " .
وقال عز وجل : " هُوَ الَّذي خلقكُمْ مِنْ تُرَاب ثم من نطفةٍ ثُمَّ مِنْ علقةٍ ثُمَّ يُخْرجُكُمْ طِفلاً ثُمَّ لتبْلغُوا أشُدَّكُمْ ثُمَّ لتكُونُوا شُيُوخاً ومِنْكُمْ مَنْ يُتوفَّى منْ قبْلُ ولتبْلُغُوا أجلاً مُسمَّى ولعلَّكُمْ تعْقلُون " .
وفي الحديث الصحيح عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " إنَّ أحدكم يجمع في بطن أُمِّه أربعين يوماً ، ثمَّ يكون علقةً مثل ذلك ، ثمَّ يكون مضغةً مثل ذلك ، ثمَّ يبعث الله تعالى ملكاً فيؤمر بأربع : برزقه وأجله وشقيّ أو سعيد " ، الحديث .
وعنه ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " وكِّل الله بالرحم ملكا : فبقول أيْ رب نطفةٌ أي ربِّ علقةٌ أي ربِّ مضغةٌ فإذا أراد الله أن يقْض خلْقها قال : أيْ ربِّ ذكرٌ أم أنثى ؟ أشقيّ أم سعيد ؟ فما الرزق ؟ فما الأجل ؟ فيُكتب كذلك في بطن أمِّه . خرج ذلك البخاري في صحيحه في باب القدر .
وقال الثعلبيّ في تفسير قوله تعالى " لَتَرْكَبُنَّ طَبقَاً عَنْ طَبَقٍ " :