كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 2)
"""""" صفحة رقم 15 """"""
" قالت الحكماء : يشتمل الإنسان من كونه نطفة إلى أن يهرم ويموت على سبعة وثلاثين حالا ، وسبعة وثلاثين اسما : نُطْفة ، ثم علقة ، ثم مُضغة ، ثم عظماً ، ثم خلقاً آخر ، ثم جنينا ، ثم وليداً ، ثم رضيعاً ، ثم فطيماً ، ثم يافعاً ، ثم ناشئاً ، ثم مترعرعاً ، ثم حزوَّراً ، ثم مُراهقاً ، ثم مُحْتلماً ، ثم بالغاً ، ثم أمرد ، ثم طارّاً ، ثم باقلاً ، ثم مُسيطراً ، ثم مُصْرخاً ، ثم مُخْتطاً ، ثم صُمُلاً ، ثم مُلحياً ، ثم مستريماً ، ثم مصعداً ، ثم مُجْتمعاً .
وقال غيره : ما دام الولد في الَّرحم ، فهو جنين ؛ فإذا ولد ، فهو وليد ، وما دام لم يسْتتم سبعة أيام ، فهو صديغ : لأنه لم يشتدّ صُدغه إلى تمام السبعة ؛ ثم ما دام يرْضع ، فهو رضيع ؛ فإذا قُطع عنه اللبن ، فهو فطيم ؛ ثم إذا غلُظ وذهبت عنه ترارة الرِّضاعة ، فهو جحوش .
قال الهذليّ :
قتلنا مخْلداً وابنيْ خُراق . . . وآخر جحوشاً فوق الفطيم
ثم إذا دبَّ ونما ، فهو دارج .
فإذا بلغ طُولُه خمسة أشبار ، فهو خُماسيّ .
فإذا سقطت رواضعه ، فهو مثْغور .
فإذا نبتت أسنانه بعد السقوط ، فهو مُثَّغر ومتَّغر معاً .
فإذا تجاوز عشر سنين أو جاوزها ، فهو مترعْرع وناشئ .
فإذا كاد أن يبلغ الحلم أو بلغه ، فهو يافعٌ ومراهق .