كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 2)
"""""" صفحة رقم 17 """"""
فإذا كثر فيه الشيب وانتشر ، قيل فيه قد تقشَّع فيه الشيب . ويقال أيضاً : شاب الرجل ، ثم شمط ، ثم شاخ ، ثم كبر ، ثم توجَّه ، ثم دلف ، ثم دبَّ ، ثم مجَّ ، ثم هدج ، ثم ثلَّب ، ثم الموت .
وقيل : ما السرور ؟ قال : إدراك الحقيقة ، واستنباط الدَّقيقة .
وأما النفس الغضبية ، فهمُّ صاحبها منافسة الأكْفاء ومغالبة الأقْران ومكاثرة العشيرة .
ومن ذلك ما أجاب به حصين بن المنذر ، وقد قيل له : ما السُّرور ؟ قال : لواءٌ منشور ، والجلوس على السرير ، والسلام عليك أيها الأمير .
وقيل للحسن بن سهل : ما السرور ؟ قال : توقيع جائر ، وأمر نافذ . وقيل لعبد الله بن الأهتم : ما السرور ؟ قال : رفع الأولياء ، ووضع الأعداء ، وطول البقاء ، مع الصحة والنماء .
وقيل لزياد : ما السرور ؟ قال : من طال عُمُره ، ورأى في عدوّه ما يُسُّره .