كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 2)
"""""" صفحة رقم 19 """"""
ومن ذلك ما أجاب به امرؤ القيس ، وقد قيل له : ما السرور ؟ فقال : بيضاء رُعْبُوبة ، بالطيب مشبوبة ، باللحم مكروبة . وكان مفتوناً بالنساء .
وقيل لأعشى بكر : ما السرور ؟ قال : صهباء صافية ، تمزُجُها ساقية ، من صوْب غادية . وكان مغرماً بالشراب .
وقيل لطرفة بن العبد : ما السرور ؟ قال : مطعم هنيّ ، ومشرب رويّ ، وملبس دفيّ ، ومركب وطيّ . وكان يؤثر الخفض والدَّعة . وهو القائل :
فلولا ثلاثٌ هنّ من عيشة الفتى . . . وعيشك لم أحْفل متى قام عُوَّدي
فمنهنّ سبقي العاذلات بشربة . . . كُميت متى ما تعل بالماء تزبدِ
وكَرِّي إذا نادى المُضافُ مُحنَّبا . . . كسيد الغضا نبَّهْته المتورِّدِ
وتقصير يوم الدَّجْن ، والدَّجْنُ مُعْجب ، . . . ببهْكنةٍ تحت الخباء المُعمَّدِ
وسمع هذه الأبيات عمر بن عبد العزيز فقال : وأنا لولا ثلاث لم أحفل متى قام عُوَّدي : لولا أن أعدل في الرعية ، وأقسم بالسويَّة ، وأنفر في السَّريَّة .
وقال عبد الله بن نهيك ، عفا الله تعالى عنه :
فلولا ثلاثٌ هنّ من عيشة الفتى . . . وعيشك ، لم أحفل متى قام رامسُ
فمنهن سبْقُ العاذلات بشربة . . . كأنَّ أخاها مطلع الشمس ناعسُ