كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 26 """"""
وقال ابن دريد الأزديّ :
غرَّاء لو جلت الخُدود شُعاعها . . . للشَّمْس عند طُلُوعها ، لم تُشْرقِ
غُصْن على دعْصٍ تألَّق فوقه . . . قمرٌ تألَّق تحت ليل مُطبقِ
لو قيل للحُسْن : احتكم لم يعْدُها . . . أو قيل : خاطبْ غيرها لم ينْطقِ
فكأنَّنا من فرعها في مغربٍ ، . . . وكأنَّنا من وجهها في مشرقِ
وقال آخر :
جُعودةُ شعرها تحْكي غديرا . . . يُصفِّقه الجنوبُ مع الشَّمالِ
ذكر ما قيل في الشيب والخضاب من المدح والذم
فأما مدح الشيب ، فقد ورد عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " من شاب شيبةً في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة " .
وقال ابن أبي شيبة : " نهى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن نَتْف الشيب وقال : هو نور المؤمن " .
وفي الحديث عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " إن أوّل من رأى الشيب إبراهيم الخليل عليه السلام ، فقال : يا ربِّ ما هذا ؟ فقال له : الوقار ، فقال : رب زدْني وقارا " .
وتأمل حكيمٌ شيبه فقال : مرحباً بزهرة الحُنْكة ويُمْن الهدى ومقدِّمة العفَّة ولباس التقوى .

الصفحة 26