كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 3 """"""
الفن الثاني الإنسان وما يتعلق به
وهذا الفن قد اشتمل على معانٍ مؤنسة للسامع ، مشنِّفة للمسامع ؛ مرصِّعة لصدور الطروس والدفاتر ، جاذبةٍ لنوافر القلوب والخواطر ؛ واضحة البيان ، معربة عن وصف الإنسان .
فمن تشبيهاتٍ فائقة ، وغزليَّاتٍ رائقة ؛ وأنسابٍ طاهرة ، ووقائع ظاهرة ؛ وأمثالٍ امتدّت أطنابها ، وتبينت أسبابها ؛ وأوابد جعلتها العرب لها عادةً ودليلا ، واتخذتها ضلالة وتبديلا ؛ ونصبتها أحكاماً ونسكا ، وصيرتها عبادة ومداواة فتبوّأت بها من النار دركاً ؛ وشيٍ من أخبار الكُهَّان ، وزجر عبدة الأوثان ؛ وكناياتٍ نقلت الألفاظ إلى معانٍ أبهى من معانيها ، وبلغت النفوس بعذوبتها غاية أمانيها ؛ وألغازٍ غوّرت بالمعاني وأنجدت ، وأشارت إليها بالتأويل حتَّى إذا قربتها من الأفهام أبعدت ؛ ومدائح رفعت للممدوح من الفضل مناراً ، وأهاجي صيَّرت المهجوَّ

الصفحة 3