كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 338 """"""
منشا يدعوهم إلى عبادة الله تعالى ، وهو قبل موسى بن عمران بثمانمائة سنة والله تعالى أعلم .
ونرجع إلى عمود النسب ؛ وهو من إبراهيم في ولده إسماعيل : الذبيح بن إبراهيم الخليل عليهما السلام . وأمه أم ولد ، تدعى هاجر ، من قبط مصر ، من قرية يقال لها : أمّ العرب نحو الفرما .
واختلف العلماء فيما بين عدنان إلى إسماعيل في ذكر الآباء : فمن العلماء من ينسب اليمن إلى إسماعيل عليه السلام ويقولون : إنهم من ولد يمن بن نبت بن إسماعيل ، وافترق باقي ولد إسماعيل في أقطار الأرض فدخلوا في قبائل العرب ودرج بعضهم فلم ينسب النسابون لهم نسباً إلا من كان من ولد قيدار ابنه عمود النسب .
قال : واتفق أهل العلم بالنسب كما وجدوه في التوراة وكما حملوه من علماء أهل الكتاب ، وكما روي عن عبد الله بن عباس : أن النسب فيما بين آدم وإسماعيل صحيح على ما أوردناه لا خلف فيه بينهم ولا خلف إلا في الأسماء لتنقل الألسنة ، وإنما الخلاف فيما بين إسماعيل وعدنان ، وذلك أن قدماء العرب لم يكونوا أصحاب كتب يرجعون إليها ، وإنما كانوا يرجعون إلى حفظ بعضهم من بعض ، فمن أجل ذلك حدث الاختلاف فيما حفظوه ، فقال قوم برواية وقال آخرون برواية . قال : وهذه الرواية التي أوردها في هذا التأليف هي أحسن الروايات ، وهي عمدة أكثر النسّابين الأجلاّء ، وعليها كان يعنمد شيخ الشرف محمد بن أبي جعفر الحسينيّ العُبيدليّ النسابة ، وهي رواية عبد الله بن عباس ، واختيار أبي بكر محمد بن عبده العبقسيّ النسّابة الطرسوسي وغيره .
وكان لإسماعيل عليه السلام من الولد غير قيدار عمود النسب أحد عشر ولداً : وهم مسّاً ويطور ومسماع ودُوماء ، وقيل : هو الذي بنى دُومة الجندل ، ومبشام وإديال ونعابوا وتيما ، وحُداد ونافيس وقيدما .

الصفحة 338