كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 35 """"""
فمن ذلك قول عبد الله بن المعتزّ :
وقالوا : النُّضُولُ مشيبٌ جديدْ . . . فقلت : الخضاب شباب جديدْ
إساءة هذا بإحسان ذا . . . فإن عاد هذا فهذا يعودْ .
وقال أبو الطيب المتنبي :
وما خضب الناس البياض لأنَّهُ . . . قبيحٌ ، ولكن أحسنُ الشَّعْر فاحمُه .
وقال محمود الورّاق :
للضَّيْف أن يُقْرى ويُعْرف حقُّه . . . والشيب ضيفُك ، فاقره بخضابِ .
وقال عبدان الأصبهانيّ :
في مشيبي شماتةٌ لعداتي ، . . . وهو ناعٍ منغِّصٌ لحياتي .
ويعيبُ الخضاب قومٌ ، وفيه . . . أيّ أُنْسٍ إلى حُضُور وفاتي . لا ومنْ يعلم السرائر منِّي . . . ما به رُمْتُ خُلَّة الغانياتِ .
إنما رمتُ أن يُغيَّب عني . . . ما ترينيه كلَّ يومٍ مراتي .
وهو ناعٍ إليّ نفْسي ، ومن ذا . . . سرَّه أن يرى وجوه النُّعاتِ ؟
وقال ابن الروميّ :
يا بياض المشيب سودت وجهي ، . . . عند بيض الوجوه سود القرون
فلعمري ، لأُخفينِّك جُهْدي . . . عن عياني وعن عيان العيون
ولعمري ، لأمْنعنَّك أن تض . . . حك في رأس آسفٍ محزونٍ
بخضابٍ فيه ابيضاضٌ لوجهي . . . وسوادٌ لوجهك الملعونِ

الصفحة 35