كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 2)
"""""" صفحة رقم 36 """"""
وقال آخر :
نهى الشيب الغواني عن وصالي . . . وأوْقع بين أحبابي وبيْني .
فلست بتاركٍ تدبير ذقني . . . إلى أن ينقضي أمدي لحيني .
أُدبِّر لحْيتي ما دمت حيّاً . . . وأعتقُها ولكن بعد عيني .
وقال آخر :
قالوا : فلانٌ لم يشبْ ، . . . وأرى المشيب عليه أبطا .
فأجبتهمْ : لولا حدي . . . ث الصَّبْغ لانكشف المغطَّى .
ذم الخضاب
قال محمود الورّاق ، رحمه الله :
يا خاضب الشيب الَّذي . . . في كُلِّ ثالثةٍ يعودْ .
إن النُّصول إذا بدا . . . فكأنه شيبٌ جديدْ .
وله بديهة روعةٍ . . . مكروهها أبدا عتيدْ .
فدع المشيب لما أرا . . . د فلنْ بعود لما تُريدْ .
وقال آخر :
تستَّر بالخضاب ، وأيّ شيءٍ . . . أدلُّ على المشيب من الخضابِ ؟
وقال ابن الروميّ :
قلْ للمسوِّد حين سوّد : هكذا . . . غشُّ الغواني في الهوى إيّاكاً
كذّب الغواني في سواد عذاره ، . . . فكذبْنه في وُدِّهنَّ كذاكاً
وقال المتنبي :
ومن هوى كلِّ من ليست مموِّهة . . . تركت لون مشيبي غير مخضوبِ .
ومن هوى الصدق في قولي وعادته . . . رغبت عن شعر في الوجه مكذوبِ .