كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 2)
"""""" صفحة رقم 369 """"""
ويرجع عمود النسب منه في ابنه قصيّ بن كلاب بن مرة .
وأمّه فاطمة بنت سيل الأزدية ، واسمه زيد ؛ ويدعى مجمعاً : لجمعه أمر قريش بالرحلتين وأول من جمع يوم الجمعة . وقيل : إنما سُمي قصيٌّ مجمِّعاً : لأنه لما أخرج خزاعة من مكة ورأى أنه من صريح ولد إسماعيل عليه السلام ، وأنه أحق من خزاعة بالبيت الحرام ، وبني دار الندوة ، وجعل بابها إلى البيت الحرام ، وتجمعت قريش بمكة ، فسمى بذلك مجمعاً ، لأنه جمعهم ولم يجعل معهم غيرهم وكان يجمعهم في دار الندوة .
وأما الرحلتان ، فأوّل من سنهما هاشم : فكان يرحل في الشتاء إلى اليمن وإلى الحبشة إلى النجاشي فيكرمه ، ويرحل في الصيف إلى الشام إلى غزة ، وبها مات ، وربما وصل إلى أنقرة ويدخل على قيصر فيكرمه . وقد قال ابن الزِّبغريّ :
عمرو العلا هشم الثريد لقومه . . . ورجال مكة مسنتون عجافُ
سُنت إليه الرحلتان كلاهما : . . . سفر الشتاء ورحلة الأصياف
وأما أول من جمع يوم الجمعة فهو كعب بن لؤي ، وكان يسمى : يوم العروبة ، فكان يجمعهم ويعظهم ويحثهم على اتباع نبيّ من صلبه .
وإنما سمي قصياً : لأن أمه فاطمة بنت سعد بن سيل لما تقصت به مع زوجها ربيعة بن جذام الفضاعيّ ، فأحملها إلى بلاده من أرض عذرة من بلاد الشام سُمي بذلك . قال : ومنه غير عمود النسب وهو عبد مناف بطنان : بنو أسد بن عبد العُزَّى بن قصيّ ، وبنو عبد الدار بن قصيّ .