كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 2)
"""""" صفحة رقم 39 """"""
وقال ابن المعدّل يصف عُتْبة :
لعتبة صفحتا قمرٍ . . . يفوق سناهما القمرا .
يزيدك وجهه حسنا . . . إذا ما زدته نظرا .
وقال السريّ الرفاء :
قمرٌ تفرّد بالمحاسن كلِّها ، . . . فإليه يُنسب كلُّ حسنٍ يوصفُ .
فجبينه صُبْحٌ ، وطُرّته دُجىً ، . . . وقوامه غصنٌ رطيب أهيفُ .
لله ذاك الوجه كيف تألَّفت . . . فيه محاسن لم تكن تتألَّفُ ؟
وقال آخر :
وفي أربع منِّي حلت منك أربعٌ ، . . . فما أنا أدري أيُّها هاج لي كرْبي ؟
أوجهك في عيني ، أم الرِّيق في فمي ، . . . أم النطق في سمعي ، أم الحبُّ في قلبي ؟
ومثله قول يعقوب الكنديّ :
وفي خمسةٍ منِّي حلتْ منك خمسةٌ : . . . فريقك منها في فمي طيِّب الرَّشْفِ ،
ووجهك في عيني ، ولمسك في يدي ، . . . ونطْقك في سمعي ، وعرْفك في أنفي .
وقال أبو نواس :
كأنما الوجه إذ بدا قمرٌ . . . مركَّب فوق قامة الغُصُن .
يا ذا الذي أصبح العباد به . . . في فتنةٍ من عظائم الفتن
أقبلْ بوجه الهوى إليّ ، فقد . . . أطلت بالصدّ مُعرضاً حزني