كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 42 """"""
وقال الأرّجانيّ :
ما أنْس ، لا أنْسى له موْقفاً ، . . . والعيسُ قد ثوَّرهُنَّ الحُداهْ .
لما تجلَّى وجهه طالعاً ، . . . وقد ترامت نظراتُ الوشاة . قابلني حين بدت أدمعي . . . في خدِّه المصقول مثل المراهْ .
يوهم صحبي أنه مُسْعدي . . . بأدمعٍ لم تُذْرها مقلتاهْ .
وإنما قلَّدني منَّةً . . . بدمع عينٍ من جُفوني امتراهْ .
ولم تقع في خدِّه قطرة . . . إلا خيالات دموع البكاهْ .
وقال أيضاً :
وأغيد رقَّ ماء الوجه منه ، . . . فلو أرخى لثاماً عنه ، سالا .
تبين سوادها الأبصارُ فيه ، . . . فحيث لحظت منه ، حسبت خالا .
ومن ذلك ومما قيل في المؤنث ، قال بشار :
وما ظفرتْ عيني غداة لقيتها . . . بشيٍْ ، سوى أطرافها والمحاجرِ .
بحوراء من حُور الجنان عزيزةٍ ، . . . يرى وجهه في وجهها كلُّ ناظرِ .

الصفحة 42