كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 2)
"""""" صفحة رقم 43 """"""
وقال السريّ الرفاء :
بيضاءُ تنظر من طرْفٍ تقلِّبه : . . . مفرِّقٍ بين أجسادٍ وأرواحِ .
ماء النعيم على ديباجٍ وجنتها . . . يجولُ بين جنى وردٍ وتُفَّاحِ .
رقَّتْ : فلو مُزج الماء القراح بها . . . والراحُ ، لامتزجت بالماء والراحِ
وقال الأرّجانيّ من أبيات :
ولمَّا تلاقينا ، وللعين عادةٌ . . . تثير وشاةً عند كلِّ لقاءِ ،
بدتْ أدمعي في خدِّها من صقاله ، . . . فغاروا وظنوا أن بكتْ لبكائي
ومما قيل في صفرة الوجه ، فمن ذلك ما قيل مذكراً .
قال أبو عبادة البحتريّ :
بدتْ صُفرةٌ في وجهه ، إنَّ حمدهمْ . . . من الدُّرّ ما اصفرَّت نواحيه في العقْدِ .
وقال آخر :
لم تشنْ وجهه المليح ، ولكن . . . جعلتْ ورد وجنتيه بهارا .
وقال الأرّجانيّ وأجاد :
راق ماء الحياة من وجنتيه ، . . . فهو مرآةُ أوجه العُشَّاقِ
ومن ذلك ما قيل في المؤنث ، قال سلم الخاسر :
تبدّت فقلت : الشمس عند طلوعها . . . بوجهٍ غنيِّ اللون عن أثر الورسِ
فقلتُ لأصحابي ، وبي مثلُ ما بهم ، . . . على مرْيةٍ : ما ها هنا مطلع الشمسِ